473 - القربان الأخير
القربان الأخير
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ
وَأَنَا أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرك لِمَا لاَ أَعْلَمُ
ترجمة: Arisu san
▬▬▬ ❃ ◈ ❃ ▬▬▬
لم يكن الطبيب يدرك أن ثلاث جمل فقط ستكون كافية لتجرّ الدمار على هذا العالم. كان يدور حول “المدير غو”، يتحدث إليه بلطف. أما “المدير غو”، فاحتفظ بابتسامته المعتادة، وأومأ لحارسه الشخصي أن يُسلّم الطبيب بطاقة مصرفية. كانا يبدوان كصديقين حميمين، إلا أن كليهما كان يُخفي نيّةً خبيثة.
ما إن غادر الأطباء، حتى عاد “المدير غو” وحراسه إلى حيث “هان فاي”. قال له بابتسامة تنمّ عن عطف زائف: “طلبتُ من الطبيب أن يعتني بوالدتك. تشجّع. لا يمكنك أن تنهار في وقت كهذا.” كانت عيناه توحيان بالاهتمام، وقد عاد إلى التمثيل مجددًا أمام “هان فاي”.
ارتجف جسد “هان فاي”، وقد التصق زيّه المبلل بجلده. فتح شفتيه محاولًا النطق، لكنه لم يتمكّن سوى من التمتمة: “شكرًا لك.”
بعد أن علم أن والدته لم يتبقَّ لها سوى أسبوع واحد، حاول جاهدًا كبت الألم، لكن اليأس انساب من ملامحه. تشبّث بحافة الكرسي، وتقطّرت قطرات العرق من وجهه الشاحب، وكأنّه على وشك الاستسلام للواقع.
حين رأى “المدير غو” حاله تلك، ارتسم الرضا على وجهه. لم يتبقَّ سوى ضغطٌ بسيط، وسينهار “هان فاي” في هوة اليأس. ابتسم ابتسامة خبيثة وهو يتخيل ألمه، ثم ربت على كتفه قائلاً: “الحياة ستستمر، مهما حدث. هيا بنا نعود إلى المتجر. علينا أن نرى إن كان ذانك الاثنان قد دمّرا شيئًا في المركز التجاري.”
غادر “المدير غو” ومعه ثلاثة من الحراس، بينما بقي واحد منهم إلى جوار “هان فاي”. كان ذلك في الظاهر بدافع القلق، لكن الغرض الحقيقي كان مراقبته. راود “هان فاي” الشك في هذا التصرف، فتمثيل “المدير غو” أثار حذره.
هذا العجوز عديم الحياء أنانيٌّ بلا ريب. لا معنى لعطفه. مثلما قال، المذبح بحاجة إلى قرابين.
“هوانغ لي”، و”فاي يانغ” من القرابين، ويبدو أنني أنا الآخر أُعدّ واحداً منها.
رغم أن اسم “هان فاي” لا يحمل أي إشارة لحيوان، إلا أنه كان يمثل مالك المذبح، ما يعني أنه هو نفسه “القربان الأكبر”. ظلّ جالسًا تحت مراقبة الحارس، دون أن يبدي أي ردة فعل، فضعفه الظاهري حال دون ذلك.
في سيارة “المدير غو”، غلبه التعب فغفا.
نظر إليه “المدير غو” بدهشة: “هل يستطيع النوم هكذا؟” لم يكن يدري أن “هان فاي” قادرٌ على النوم حتى في مركبات الشرطة. حدّق إليه ببرود، عاجزًا عن العثور على خللٍ في مظهره البريء كطالب جامعي.
تمتم بسخرية: “نمْ هنيئًا، فهذه ستكون آخر أحلامك الجميلة.”
راح يلهو بخاتمٍ في إصبعه، بلون وتصميم غريبين، كأنه صُنع من رماد بشري.
وصلت السيارة إلى المركز التجاري، في وقت الدوام الرسمي، لكن لم يكن هناك أحد سوى الموظفين. انتابه شعور سيئ، فأمر السائق بالتوقف، واندفع خارجًا من السيارة باتجاه المبنى، إذ كان أول مشاريعه في المدينة، ولا يزال يكنّ له شيئًا من الاهتمام.
أسرع الحراس خلفه حاملين المظلات، فيما تبعه “هان فاي” بعد أن أيقظوه.
دخلوا من مخرج C. وما إن وطئت قدم “المدير غو” أرض المركز، حتى وقعت عيناه على بقع الماء وشظايا الزجاج المتناثرة. تحطّمت نوافذ العديد من المحال، والتوت السلالم الكهربائية.
رفع بصره فرأى لافتات ممزقة وساعةً توقفت عن العمل.
لكن الكارثة الكبرى كانت في الطابق الثالث، حيث دُمّرت معظم البوتيكات.
شعر وكأن الدنيا تدور من حوله، وقد أثار الغضب جسده الواهن، فأخرج من جيبه زجاجة صغيرة من الحبوب.
وحين انحنى ليخرجها، لمح تشققات في الأرض تُشكّل شكل بئر.
صرخ مذهولًا: “مستحيل!”
ارتعدت منه عاملة النظافة القريبة.
زمجر: “الطابق الثالث؟ لقد هربت؟ كيف تمكّنت من الهرب؟!”
دفع من أمامه وهو يركض نحو متجر المستعملات.
كان الباب غير موصد، ومع رنين الجرس، دخل “المدير غو” ومن معه، يتبعهم “هان فاي”. لم تتأثر الرفوف الظاهرة، فتنفّس الصعداء، واقترب من المذبح المغطى بالقماش الأسود، وكشفه.
كان سليمًا لا خدش فيه.
قال مطمئنًا: “لحسن الحظ، غطاء البئر لا يزال سليمًا…”
ثم توجه نحو المخزن السفلي.
وما إن فُتح الباب، حتى اندفعت منه برودة لا تطاق.
تبدّلت ملامحه، ودخل مع حراسه.
غمر الماء القذر المخزن حتى نصف متر، وتبلّلت معظم الرفوف.
تساقط وشاحه الفاخر في الماء، فتقدّم بخطى شاردة.
كان القماش الثقيل يطفو، والمذبح الأسود في مكانه، لكن فجوة ظهرت في سقف الغرفة!
كادت عيناه تفيض دمًا من فرط الغضب.
ارتجف جسده، وكانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها “هان فاي” مشاعر حقيقية على وجهه.
صرخ بجنون: “من… من فعل هذا؟!”
رغم امتلاكه للمركز لسنوات، لم يسبق له أن استشاط غضبًا كهذا.
كان “هان فاي” يقف عند السلم، متجنبًا الاقتراب من المذبح.
صاح: “سيدي! لا يزال هناك كاميرا تعمل في المتجر!”
أراد أن يلفت انتباهه للخروج من الطابق السفلي.
أسرع إلى الطاولة وشغّل مقطعًا تركه هناك عمدًا.
لم يكترثوا “الأصابع العشرة” بتدمير الكاميرات، فكان “هان فاي” قد تلاعب بها مسبقًا.
عرض الفيديو “الطاهي” و”القزم” كأن الكاميرا التقطتهما بالصدفة، كما ظهر وشم الرأس البشري على القزم.
قال متظاهراً بالضعف: “هذان هما من حاولا قتلي الليلة الماضية! قاومت قدر استطاعتي، لكن قوتهما شيطانية!”
سعى لأن يحرّض “المدير غو” عليهما.
رغم شكوكه السابقة، لم يكن “المدير غو” يظن أن “هان فاي” هو المذنب. فكيف لشخص عادي أن يدمّر مذبحًا؟ كما أن والدته في المستشفى، وهذا مكمن ضعفه، لذا لم يكن يخشى فراره من قبضته.
زمجر “المدير غو”: “الأمر يتكرر مرارًا! هل يظنون أنني لن أواجههم؟!”
بدأت جروحه المتعفنة تنزف.
وقف عند الطاولة مطولًا، ثم أجرى اتصالًا.
وبعد نصف ساعة، وصلت شاحنة ضخمة إلى بوابة المركز.
عرفها “هان فاي”، فقد رأى هذه الشاحنة تنقل البضائع إلى المخزن سابقًا.
أمر المدير: “أغلقوا مخرج C، ولا تسمحوا لأحد بالدخول.”
ترجّل رجال مجهزون بأدوات احترافية، وبدأوا في تفكيك الباب المؤدي إلى الطابق السفلي.
ما الذي ينوون فعله؟ تساءل “هان فاي” وهو يراقبهم من خلف الطاولة.
تعالت أصوات “المدير غو”: “احذروا! لا تؤذوا ما بالداخل!”
كان صوته ممتلئًا بالقلق لأول مرة.
وبعد عشر دقائق، شعر “هان فاي” باهتزاز الأرض، وتناهى إلى سمعه خرير الماء.
أخرج العمّال شيئًا مغطى بالقماش الأسود.
هل هذا هو المذبح؟
هز رأسه. فرغم اختفاء الأشباح، لم يظن أن إزالة المذبح ستكون بهذه السهولة.
ومن خلال فتحة في القماش، لمح إطار رف.
كان “المدير غو” يخطط لنقل كل ما في الطابق السفلي، لكن “هان فاي” لم يعرف السبب.
تذرع بالمساعدة ليقترب.
كانت معظم الرفوف قد فُككت، والبضائع مرتبة في أماكن بعينها.
لاحظ أنها وُضعت وفق تقسيمات حي “ضفاف النهر”.
وبعد إزالة الرفوف، اتضح أن الماء تسرب من البئر عبر فجوة في الجدار.
تغيرت ملامح “المدير غو” حين رأى أن صور الموتى قد اختفت من البئر.
سعل بشدة حتى خاف “هان فاي” من موته، إذ أن موته يعني مواجهة “الأصابع” وحده.
مع استمرار هطول المطر، ارتفع منسوب ماء البئر.
وقف “المدير غو” وسط المياه، يوجه العمال.
أغلقوا الفتحة، سحبوا الماء، وشرعوا في طلاء رموز غريبة على الأرض والجدران.
تذكّر “هان فاي” تلك الرموز، فقد رآها في الغرفة 13، تحاكي نقوش المذبح.
جسد المرأة المشنوقة يتكوّن من هذه الرموز، و”المدير غو” يتركها على من يموتون للمذبح.
كانت الصور تُعيد للميت حريته مؤقتًا، لكن أرواحهم بقيت مقيّدة.
لقد وُضعت أسعار للأرواح، وتحولت إلى سلع في يد المذبح
كان “هان فاي” ممتنًّا في قرارة نفسه؛ فمنذ أن وطئت قدماه عالم الذاكرة، طالما كان له احتكاكٌ متكررٌ بالمذبح، الذي لم يكفّ عن محاولة استدراجه لعقد صفقةٍ ما، لكنه رفضها جميعًا. ورغم كونه الأقرب إلى المذبح، إلا أنّ هذا الأخير عجز عن إخضاعه أو التلاعب به.
وما إن اكتمل رسم الرموز حتى تغيّر مخزن القبو تغيّرًا جذريًا؛ إذ بات من يقف فيه يشعر كأنما وطئ المذبح ذاته. وبأمرٍ من المدير، لم يقتصر العمال على رسم الرموز، بل جلبوا جثث الحيوانات المذبوحة ووضعوها في زوايا المخزن الأربع. وما إن انتهوا من مهمتهم، حتى أخرج كلٌّ منهم صورته الشخصية وسلّمها للمدير “غو”، إذ لم يكن الأجر يُدفع إلا لمن يسلّم صورته.
كان العمال قد اعتادوا على غرابة طلبات المدير “غو”، لا سيّما وأنه يغدق عليهم المال بسخاء، فامتثلوا دون اعتراض. خرجوا من هناك بأجرٍ مضاعف، ولم يدرك أحدٌ منهم جنون المدير المتنامي في عينيه. تجمّع بعضهم جانبًا يتحدثون عنه، وما بدأ همسًا بريئًا سرعان ما تحوّل إلى لغطٍ صاخبٍ جذب أنظار المزيد.
قال أحدهم:
ـ “سمعتم؟ المدير “غو” صار يفعل الخير بدافع الذنب… لقد أجبر زوجته السابقة على الانتحار، وألقى بابنه في البئر!”
ردّ آخر بدهشة:
ـ “حقًا؟ لكنّي قرأت في الإنترنت أنه يفعل ذلك للاحتيال وجمع التبرعات!”
قال ثالث:
ـ “انظروا حولكم، المركز التجاري خاوي، ومع ذلك اشترى نصف المدينة!”
وأضاف رابع بثقة:
ـ “أنا أملك دليلًا قاطعًا. عمّي كان حارسًا في رأس النهر، وعمل لدى المدير “غو” في شبابه. قال لي إنّ هذا الرجل شرٌّ محض، وقد أُزهِقت أرواحٌ كثيرةٌ على يديه.”
لكن آخر قاطعهم:
ـ “وماذا يدري الحارس؟ أختي صديقةٌ لطالبة جامعية ترعاها جمعية المدير. وتقول إنّ له أولادًا غير شرعيين كُثر، رغم هيئته المتزمتة.”
تصفّح العمال هواتفهم، وكلّما قرأوا المزيد، زاد حماسهم وهم يثرثرون بصوتٍ أعلى، حتى بلغ اللغط أذني المدير “غو”. عندها انتفخت عروقه، وصرخ غاضبًا:
ـ “اخرجوا فورًا!”
بعد أن اكتمل إعداد المذبح في القبو، طرد المدير جميع العمال وقال لنفسه:
ـ “لا قيمة لهم حتى للتضحية، من أين استقوا هذه الشائعات؟”
أخرج هاتفه وهو يغلي غضبًا، وما إن تصفّحه حتى انتفخت أوداجه.
ـ “من يقف خلف هذه الأكاذيب السخيفة؟!”
صرخ كمن سيفقد عقله، ووشك أن يحطم هاتفه. رمق العمال المغادرين، ثم أمر حراسه:
ـ “أنتم الاثنان، اهدموا هذا الجدار.”
امتثل الحارسان، فهدموا الجدار المقابل للمذبح. وإذا به يكشف غرفةً باردةً مظلمة، تغصّ بالصور لا تُحصى.
قال المدير “غو” بصوتٍ مخيف:
ـ “لقد فعلت الكثير لأجلكم… حان الوقت لتدفعوا الدَّين.”
وألقى صور العمال في تلك الغرفة المظلمة.
ـ “من أراد الأجر المضاعف، فعليه دفع الثمن مضاعفًا.”
وما إن سقط الجدار، حتى انهمرت الصور إلى أرضية القبو، حيث الرموز المطلية حديثًا.
قال المدير وقد استقر في عينيه شرٌّ خالص:
ـ “المذبح بات جاهزًا… لم يبقَ سوى القرابين.”
تطلّع إلى ظهر “هان فاي”، ثم صرف الحراس وأغلق الأبواب من حوله، وأخرج هاتفه مجددًا ليُجري اتصالًا:
ـ “لم تُنجز المهمة التي كلّفتك بها سابقًا. لم يُصب ابنك بأي أذى، بل عاد سالمًا كأن شيئًا لم يكن.”
ردّ الصوت على الطرف الآخر مرتبكًا:
ـ “لم أتوقع أن يرسل ذلك الوغد رجال الثعبان خلفي…”
قاطعه “غو” بحدة:
ـ “كفّ عن التبرير. سأدفع عشرة أضعاف، لكن أريد منك أمرًا واحدًا.”
ـ “مرني.”
ـ “لطالما شكوْت لي من زوجتك، وقلت إنها عبء. هذه فرصتك للتخلّص منها.”
ـ “ما الذي تعنيه؟”
ـ “إنها الآن في الجناح 401، الطابق الرابع، بمستشفى الشعب. الطبيب يقوم بجولته الساعة الثانية بعد منتصف الليل ثم يغادر.”
صمت لثوانٍ قبل أن يختم:
ـ “قدّر هذه الفرصة. تركت المال في مكانه المعتاد، فلا تُخيّب أملي مجددًا.”
ـ “أتريدني أن أقتلها؟ لكنها ستموت على كل حال!”
ردّ “غو” ببرود مرعب:
ـ “لن أسترجع ما دفعته، لكن إن أخذت مالي ورفضت تنفيذ أمري… فأنت تعرف العواقب.”
ما إن أنهى المكالمة، حتى ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ شيطانية، وقال:
ـ “بهذا اليأس… سيصير هو القربان الأمثل.”
)م.م: غالبا هذا والد مالك المذبح، وغو يقنعه بقتل زوجته التي هي أم المالك )
خرج من المخزن تاركًا حارسين لحراسة المكان، وما إن همّ بمغادرة المحل حتى رنّ هاتفه. نظر إلى اسم المتّصل بعبوسٍ وقال:
ـ “ماذا هناك؟”
جاءه الصوت:
ـ “أثناء التنظيف، لاحظت أن السترة الحمراء قد اختفت.”
ـ “أي سترة حمراء؟”
ـ “التي في الغرفة السرية…”
ارتجفت يد المدير وسقط هاتفه من بين أصابعه.
ـ “سيدي؟ هل أنت بخير؟”
صعقته كلمات العمال التي سمعها قبل قليل. شحب وجهه وتجمّد في مكانه، إذ تراءت له الحقيقة عاريةً بلا ستار: “الحقيقة قد اختطف!”
تردّد صوتٌ آخر من الهاتف قائلاً:
ـ “سيدي، السلاسل في زاوية الملعب قد قُطعت، والقمامة اليوم أقل من المعتاد، واللحم النيء لم ينقص كعادته. هل أستبدلها على أي حال؟”
لكن المدير لم يرد. لم يلتقط الهاتف حتى. ظلّ واقفًا في سكون الموتى، إلى أن استجمع وعيه فجأة، وأغلق المكالمة بصمت.
ثم التفت سريعًا إلى الحارسين وقال:
ـ “ابقيا هنا هذه الليلة، وتوليا المناوبة مع الموظف. مهما حدث، لا تفترقوا عن بعضكم.”
وانطلق مغادرًا برفقة الحارسين الآخرين، فتهامس أحدهم قائلًا:
ـ “يبدو أن أمرًا ما قد حدث في بيته…”
أما “هان فاي”، فقد وقف خلف الطاولة وهو يصب لنفسه كوب ماء، وتمتم ساخرًا:
ـ “آه صحيح… المدير غو لا يملك عائلة أصلاً.”
لقد افتُضحت الحقيقة. لم يبقَ أحد إلى جانب “غو”، لا حبًا ولا إخلاصًا، بل طمعًا في المال أو خوفًا من بطشه. في حين بدا “هان فاي” وحيدًا، لكنّ أيادي كثيرة كانت تسنده من وراء الستار.
وما إن غادر المدير، حتى اهتزّ هاتف “هان فاي”. نظر إلى هوية المتّصل: “لين لو”.
ـ “مرحبًا؟ لمَ تتصلين بي؟”
قالت بصوت متسائل:
ـ “طلبتَ مني أن أأخذ إجازة من المستشفى ولم تشرح السبب…”
ردّ بجديّة:
ـ “لا يمكنني شرح الأمر الآن… لكن عليكِ مغادرة المكان فورًا.”
تنهدت وقالت بحزن:
ـ “حاولت أن أطلب إجازة، لكن مشرفي رفض وغضب مني، بل وأمرني بالبقاء في مناوبة الليل.”
—