733 - الشبهة

الكتاب السابع – الفصل الحادي عشر – الشبهة

بعد الزفاف ، في اليوم الثالث من وصول كلاود هوك إلى المدينة ، وصل حاكم بيزنطة إلى العاصمة على متن قارب.

لقد جاء في وقت قصير لسببين: مناقشة المفاوضات مع نوح أرجيريس ، ورؤية ابنه حديث العهد.

فجأة أصبح ابنه الذي لا قيمة له مفيدًا! كان تحوّله سريعًا بقدر ما كان دراماتيكيًا. لم يُبدِ أي مقاومة للزواج ولم يسبب أي متاعب حتى الآن. علاوة على ذلك ، فقد حصل على مكانة بين العشرة الأقوياء ، وهي أخبار لم يصدقها والد لانس عندما سمعها.

هل كان هذا حقا ابنه؟ متى أصبح قوياً جداً؟ قيل إن جوبيتر – الشاب الذي أخذ منه اللقب – قوي مثل صائدي الشياطين المخضرمين.

يعرف الأب بالتأكيد قيمة أبنائه. بدا من المستحيل أن يرتقي لانس إلى مستوى الحدث. لا يزال الكثيرون في بيزنطة يشككون في قصص ضرب لانس لأخيه الأكبر. كان كل هذا بعيدًا عن الشخصية لدرجة أن الحاكم كان عليه أن يأتي ويفحص الأمور بنفسه.

كان مضيفه المخلص ينتظر على الأرصفة واستقبل بطريرك عائلة نيلام عند وصوله “مرحبًا بك في العاصمة ، أيها الحاكم!”

“أين لانس؟”

“لا تقلق يا سيدي. هو في انتظارك.”

“كيف كان هذه الأيام القليلة؟”

“مختلفاً تماماً. لا توجد طريقة أخرى لوصف ذلك” هز المضيف رأسه. لم يكن لديه تفسير. بطريقة ما ، أخفى السيد الشاب طبيعته الأكثر جدارة عنهم طوال هذا الوقت. “هو بالفعل حصل على اسم لنفسه في المدينة. أعلم أنك كنت قلقاً من أنه قد يثير المشاكل ، لكن يبدو أننا قلقنا من أجل لا شيء. لقد جعل العائلة فخورة”

مع استمرار المضيفة في التسبيح بالثناء ، تجعدت الخطوط بين حواجب الحاكم نيلام بشكل أعمق “ألا تجده غريبًا على الإطلاق؟ في اللحظة التي وصل فيها إلى العاصمة بدا الأمر وكأنه أصبح شخصًا مختلفًا تمامًا!”

“حسنًا …” هذا جعل الرجل يتوقف. ” لقد تغير كثيرًا ، لكنه كذلك ابن مولاي. ليس الأمر كما لو أنه يمكن تبديله بطريقة ما. في رأيي أنه قد نضج ببساطة ويفهم الآن ما هو على المحك”

لم رد من الحاكم. شيء ما لم يكن على ما يرام. “احتفظ بهذا بيننا.”

بدا الارتباك في تعبير المضيف. أليس من الجيد أن يتصرف ابنه هكذا؟ لماذا بدا الحاكم متوتراً جداً؟

شق الحاكم نيلام والمضيف والوفد المرافق له طريقهم إلى منزل عائلة أرجيريس.

في هذه الأثناء كان كلاود هوك يفتح عينيه ببطء. شعر بالرضا ، وكأن كل شيء تحت السيطرة. كان قد علم أن الحاكم نيلام في طريقه ، لذا فقد وضع بقايا تجسس على المضيف.

بعد محادثتهما علم أن هناك بعض الشكوك التي ألقيت في طريقه. كان الأمر جيدًا ، لم يتبق سوى يوم واحد.

لقد تركت قدرات كلاود هوك التمثيلية الكثير مما هو مرغوب فيه – بعد كل شيء ، لم يتفاعل أبدًا مع لانس من قبل مؤخرًا. كان يعلم أنه لا يستطيع خداع رجل العائلة لفترة طويلة. علاوة على ذلك ، كانت أفعاله مؤخرًا بعيدة عن شخصية النبيل المدلل.

لماذا لم يتم منح كلاود هوك هوية بطريقة ما لشخص محلي؟ نظرًا لأن المواطن المحلي سيكون لديه المزيد من الأصدقاء والعائلة والمعارف ، فسيتعين عليه محاولة الخداع بشكل أكبر. كزائر من الخارج ، فرص القبض عليه إما في المدينة أو بين الحرب الصليبية كان أصغر.

لماذا إذن اختار أن يحمل هوية لانس ويتزوج هذه الفتاة؟ كان هذا حتى يتمكن من الاندماج بسلاسة في فولمولتا. بصفته صهرًا محترمًا مع عائلة قوية وراءه ، بإمكانه الانضمام بسهولة إلى الحرب الصليبية.

نظرًا لأن المعلومات لم تنتقل جيدًا في العالم الجديد ، لم يكن أحد في العاصمة على دراية كبيرة بـ لانس نيلام. أي أخبار حصلوا عليها كان من الصعب التأكيد. لهذا السبب ، حتى لو كان مختلفًا تمامًا عما تقوله الشائعات ، فإن ذلك لم يجعل السكان المحليين يشتبهون بشكل خاص. اذا اكتسب القليل من السمعة والمساعدة من عائلته الجديدة ، فلن يكون من الصعب الانضمام إلى صفوف الجيش.

ومع ذلك ، لم يعرف أحد الابن أفضل من والده. حتى أفضل ممثل سيتعرض لضغوط شديدة لخداع العائلة المقربة.

عرف كلاود هوك أن هذه كانت فترة حاسمة في الحفاظ على هويته. إذا تمكن من تجاوز هذا دون وجود عوائق ، فلن تكون هناك عقبات أخرى. من ناحية أخرى ، إذا حدث خطأ ما … فإن المهمة بأكملها ستصبح في خطر.

فكر في هذا للحظة. ثم ، بعد اتخاذ قراره ، تموجت المساحة من حوله واختفى كلاود هوك.

كان لانس الحقيقي لا يزال محاصرًا في العالم الآخر الغريب. لقد أمضى أيامًا هناك دون أي فكرة عما يحدث.

كل يوم يزوره كلاود هوك ليحضر له الطعام والماء. على الرغم من أن النبيل كان في حالة معنوية منخفضة ، إلا أنه كان بصحة جيدة. ظهر الخوف وعدم اليقين على الفور عندما رأى لانس ظهور شبيهه.

“ارجوك! أنا أتوسل إليك ، من فضلك دعني أذهب! لا أستطيع البقاء هنا إلى الأبد ، دعني أغادر. أرجوك! سأفعل ما تطلبه ، أي شيء على الإطلاق!”

ألقى لانس بنفسه على الأرض أمام كلاود هوك. لم يكن هذا المكان مهددًا مثل الأراضي القاحلة ، لكنه كان منعزلاً. شخص مثل لانس ، بإرادته الضعيفة وجسده ، لم يستطع حتى تحمل وهم الخطر المستمر. لقد تم كسره بالفعل.

جثم كلاود هوك ونظر إليه “سأعطيك فرصة واحدة. إذا فعلت كل ما أخبرك أن تفعله تمامًا كما أخبرك أن تفعله ، فأعدك بالسماح لك بالرحيل”

“أخبرني!” قال لانس ، مرفرفاً. “مهما طلبت!”

كانت خطة كلاود هوك للتعامل مع حاكم بيزنطة بسيطة. كان سيترك لانس الحقيقي يأخذ زمام الأمور. لا كذب ، لا تزييف ، فقط الشخص الحقيقي. بالطبع جاء هذا مع مخاطره الخاصة. لم يكن هناك ما يدل على ما إذا كان هدر الهواء هذا سيستمر أم لا.

“ماذا؟ لقد تزوجت بالفعل ملكة جمال من عائلة أرجيريس؟ تغلبت على جوبيتر ميرلو وأصبحت واحدًا من العشرة الأقوياء؟” بعد أن تم شرح الوضع له ، أصيب لانس بالذهول. كان يعلم أنه لم يكن أيًا من هذا ، بالطبع ، ولكن بدلاً من ذلك هذه النسخة. سيعود إلى العالم الحقيقي لأن والده كان مشبوهًا.

لماذا يفعل كل هذا؟ لماذا يحتاج إلى هوية لانس للقيام بذلك؟ حطم لانس دماغه لكنه لم يقترب من الإجابة.

ضغط صوت كلاود هوك المتجمد عليه “هل يمكنني الوثوق بك للقيام بذلك؟”

“بالطبع! نعم بالتأكيد!”

“هل تعرف ما ستقوله؟”

“أعلم.”

كان لانس مثل رجل غارق يمسك بالقش. سيوافق على أي شيء للابتعاد عن هذا المكان. ولكن بعدما تدخل والده … لم يكن لانس ولا كلاود هوك متأكدين من أنه سيتمسك بالخطة.

“أخشى أنك لن تكون موثوقًا به ، لذلك سأضطر إلى التأكد من أنك ستظل كذلك.” نظر حوله للحظة ثم أشار إلى سلسلة جبال على بعد بضعة آلاف من الأمتار “أترى هذا الجبل؟”

تبع لانس إصبعه. لقد كان سؤالا عجيباً فلماذا يسأل عنه؟ قال بقبول: “أجل”

سار كلاود هوك خطوتين إلى الأمام. بطيئًا وثابتًا من منظور خارجي ، انطلق فجأة على بعد عشرات الأمتار. بظهوره مرة أخرى ، فجأة تغير اتجاهه بالكامل. قطع وجوده كسيف قاتل انتزع من غمده.

شاهده لانس بصدمة وهو يوجه سلاحًا. تطايرت الطاقة الكهربائية في الهواء ، واندفعت بقوة لم يشعر بها من قبل. اندمجت حول السيف بحيث انضغط كل شيء حوله بسبب سحق الطاقة.

حلقت السحب الرمادية العميقة في السماء مثل بحر غاضب. رفع كلاود هوك سلاحه ببطء وانقسمت تلك السحب كما لو كانت منحوتة في اثنين.

بدون صوت ، أمسك كلاود هوك السيف ضارباً ، وضرب الأرض أمام قدميه.

ظهر هدير هائل مثل ألف قصف رعد ، و ازدهر عبر المناظر الطبيعية. تم جمع كل القوة التي كان يستدعيها على طرف السيف. تم إطلاقها في إزهار خلاب شعر به أكثر مما رآه.

انقسمت الأرض في خط مستقيم لألف متر لتشكل فجوة. كان صوت تشقق الأرض مثل ألف حصان راكض وهي تصل إلى سلسلة الجبال.

حتى من هذه المسافة ، تمكن لانس من رؤية الشقوق تتسلل إلى الجانبين. ظل الضوء المبهر يتلألأ من حيث افترقت المنحدرات.

أخيرًا أصبح هناك صوت رهيب كما لو كانت السماء تتساقط. انفجرت قطع لا حصر لها من الصخور في جميع الاتجاهات حيث انهار معظم الجبل على نفسه.

لقد شق جبلاً بأكمله بضربة واحدة! كان من المرعب معرفة أن مثل هذا المخلوق يسير على الأرض!

ابتلع لانس وكاد يختنق ببصاقه. لم ير مثل هذه القوة من قبل. لم يكن هناك شيء حي في كل ستورمفورد يمكنه تحمل مثل هذا المستوى من الدمار. هو … لم يكن رجلاً. لقد كان وحشاً.

“تذكر ، سأظل بجانبك طوال الوقت. إذا فعلت أي شيء لا أحبه ..” لقد تراجع كلاود هوك بينما يغمد جاد سلاير ، وترك المشهد يتحدث عن نفسه ” لا تتحازق معي. انظر ما يحدث للأشخاص الذين يفعلون ذلك. سأقتل كل من يقف في طريقي سواء كان حاكمًا أو رئيس كهنة. لن أتردد في وضعك أنت أو والدك في التراب”

م.م : لا تتحازق معي – Don’t f*ck with me

أي عابر يعتقد أن لانس قد يخون هذا الرجل قد ذبل ومات. للحظة وجيزة ، كان يفكر في أن ينقلب مع والده وأن يحصل على مساعدته للهروب. ولكن بعد أن رأى الرعب الذي مارسه هذا المخلوق ، ماتت بذرة التمرد في قلبه. لن يؤدي إلا إلى قتل الكثير من الناس.

أيا كان هذا الشخص ، كان يمتلك قوة إله أو شيطان. أي زلة ولن يعرض حياته للخطر فقط ، ولكن حياة والده وعائلته بأكملها أيضًا. لم يكن هناك شك في أن شبيهه لن يكون لديه أي مخاوف من محو عائلة بأكملها من الوجود.

“أنا أفهم.”

”لا تقلق. أنا حقا لا أريد أن أؤذي أحد. أنا أفعل فقط ما يجب أن أفعله”

شعر لانس بالارتياح لسماع ذلك. لبعض الوقت كان متأكداً من أن هذا الرجل يريد موته. كان يخشى أن يكون لذلك علاقة بأسرته والتأثير الذي تمارسه عليهم. بدلاً من ذلك ، لم يكن مهتمًا بأي من ذلك. لقد وثق به عندما قال إنه لا يريد قتل أي شخص.

يا له من تحول محظوظ لسوء الحظ …

“هيا بنا.”

أعطى كلاود هوك لانس ملابسه ، ورتب مظهره ، ثم تراجع عن الواقع.

ترجمة : Bolay