3
ضحكة أتت من الخلف فجأة.
تجمع أطفال من نفس عمري في الميتم و بدأو في الضحك علىّ.
“سمعتُ أن والدتكِ ماتت.”
“….”
“لقد قال الجميع أن هذا أمر جيد. لقد كانت والدتكِ شخصاً سيئاً.”
لقد كانت من تتحدث فتاة صغيرة لطيفة ذات شعر قرمزي ، كانت تتحدث بكلمات قاسية لا تتناسب مع مظهرها.
‘إن الأمر مزعج.’
إن الأمر مزعج ، لكن ماذا أفعل؟
‘حسناً ، فقط لأذهب.’
لقد تجاهلتُ الأمر كالعادة. مهلاً ! مهلاً ! سمعتُ صوتاً يناديني .
تقدمتُ بسرعة و تجاهلتُ الأمر.
ومع ذلكَ ، توقفتُ بسبب الفتاة التي وقفت أمامي.
“لقد سمعتُ أن والدكِ قتل والدتكِ.”
“..ماذا؟”
“أبقى والدكِ والدتكِ في برج حتى ماتت . لقد تخلى والدكِ عنكِ وعن والدتكِ.”
“….”
قال الأطفال من حولها «نعم» قم بدأو في الشجار.
“كم كانت مكروهة!”
“لقد تم قتلها لأنها كانت سيئة!”
“يجب أن تكوني أنتِ كذلكَ سيئة ! لقد كانت أمكِ سيئة ، لذا لا يُمكن أن تكوني لطيفة .”
مع أو بدون حقد ، أصبحت تلكَ الكلمات قاسية و بدأت تحطم قلبي إلى أشلاء.
لا أعتقد أنه سيتمزق أكثر من ذلكَ ، لكن الآن لا يُمكن أن يُصبح الأمر أكثر صعوبة.
أردتُ أن أغضب لأنني كنتُ مستاءة للغاية ، أردتُ البكاء و الصراخ.
لا يُمكنني أن أغضب هنا ، إن غضبتُ هنا ….
‘…لما لا ؟’
هم اللذين بدأو ، الأطفال هم من يلومون أمي و يتحدثون عنها و يبخونني.
‘لا ، هم لا يزالو أطفالاً…’
لن أقول كلمة سيئة ، فلنقل الأمر بشكل جيد.
قد لا يعرفون ما هو الصواب وما هو الخطأ بعد.
“حقاً ، هذا سئ~”
فتح العديد من الأطفال أفواههم في نفس الوقت .
في تلكَ اللحظة ، شعرتُ بأن شئ ينفجر في رأسي.
‘هل أنا بخير؟’
حاولتُ أن أمضي قُدماً بسلاسة بينما لازلتُ متشبثة بذهني لكن لدىّ سؤال .
هل هؤلاء الأطفال يفعلون ذلكَ حقاً لأنهم لا يستطيعون التمييز بين الخير و الشر؟
أنا لا أعرف حقاً….
لا.
إنهم يكرهونني لأنني إبنة الشريرة.
نظرتُ للأطفال بعيون ميتة أكثر من المُعتاد.
لم يكن هناكَ شى كـالخطأ في عيون الأطفال ، و بالطبع لم يكونو يشعرون بالذنب .
للوهلة الأولى ، بدا مظهرهم السعيد غير مُختلف عن ما رأيته من قبل.
الأطفال اللذين تحولو للون الأسود يضحكون و ضحكتهم تصل إلى آذانهم.
يضحكون علىّ طوال الطريق.
يسخرون.
كان الأمر كما لو أنه لا بأس بذلكَ . كما لو أنه تقرر ما يجب أن يحدث.
لا أحد قام بتعليمي .
ببطء ، قمتُ برفع رأسي إلى السماء.
منذُ متى أصبح العالم رمادياً جداً؟
بالنسبة لي ، لم يكن بإمكاني سوى رؤية سماء مظلمة مصبوغة بالأسود وبها القليل من الضوء .
برزت ضحكة سخيفة على وجهي كما لو أن النهاية قد حانت .
“هاهاهاها.”
جفل الأطفال من ضحِكي ثم فتحو أفواههم مرة أخرى.
أنزلتُ رأسي و نظرتُ للأطفال مرة أخرى.
توقف الأطفال فجأة عند رؤية نظرتي الباردة الميتة ، لكن سرعان ما فتحو أفواههم لينظرو إلىَّ .
“لكن ألستُ أفضل منكن؟”
“…ماذا؟”
كان صوتي خافتاً لكن المـحيط أصبح هادئاً و أصبح بإمكان الوصول إلى الأطفال .
رمش الأطفال لصوتي الساخر .
بعد فترة وجيزة ، بدأو يحمرون خجلاً و كأنهن تعرضن للإهانة .
“لقد أصبحتُ يتيمة عندما ماتت والدتي.”
“أنتِ!”
“أنتم أيتام مثلي ، لماذا تفعلون هذا؟”
كأنهم لا يستطيعون الفهم ، ضحكو و خفضو رؤسهم و تحولت وجوههم إلى اللون الأحمر و الأحمر كما لو أنها كادت أن تنفجر .
و قمن بالعض علر شفاههن بتعبير من الخزي .
تنهدتُ و حدقتُ فيهن بتعبير يائس .
“إن كنتن لا تُردن سماع مثل تلكَ الكلمات ، إذاً لا تتحدثن هكذا مرة أخرى.”
أبطلت نظرتي الباردة معنويات الأطفال.
لم أكن أعتقد أنني سأرد بهذه الطريقة ، لكنني شعرتُ بالحرج قليلاً .
بدا الجميع متردد و يشعر بالحرج ايضاً .
لم أرغب في القتال بعد الآن مع الأطفال اللذين كانو فقط يُـفكرون في مُـضايقتي .
‘حسناً ، لا فائدة من صنع الأعداء.’
بمـا أنني لا أعرف كيف سـأموت ، أعتقد بـأنني يجب أن أكون حذرة بشأن علاقاتي مع الناس .
حاولتُ أن أعود إلى غرفتي و تركتُ الأطفال ورائي.
لكن على عكس قلبي ، لا يُـفكر العالم بإعادتي إلى غرفتي بهدوء .
جاءت أورلين التي قمتُ بنسيانها تماماً و أمسكت بي.
شعرتُ بالدهشة و عبستُ ، بدأت تغضب مني .
“يا الهي ! يا لها من كلمات سيئة تقولينها لأصدقائكِ.”
“….”
لقد كانت تُـشاهد بهدوء منذ فترة.
‘الآن ، ستتظاهر أنها لا تعرف شيئاً و سوف تسئ معاملتي مثلهن.’
لقد كان الأمر واضحاً جداً بأنها سوف تتخلص من المُعاملة الجيدة التي كانت تعاملني بها.
“أين تعلمتِ مثل تلكَ الكلمات السيئة ؟ يا الهي تبدين الآن مثل أمكِ.”
لقد كان صوتها لا يصل لي وحدي ، ولكن أيضاً يصل للأطفال اللذين خلفي.
عندما جفلتُ وحاولتُ الرد ، قامت بمقاطعتي كما لو أنها لا تريد أن تستمع لما سأقول.
“لا أستطيع حتر مساعدتكِ بسبب موقفكِ ! دافني ، يجب أن تعرفي أنهُ لا أرز لكِ حتى تفكري في الخطأ الذي قمتِ بـإقترافه.”
“….”
“أجيبي.”
“…أجل.”
اومأتُ برأسي و أجبتُ لأنتي لو لم أجب عليها لن تدعني أذهب.
سمعتُ ضحكة قادمة من الخلف.
على عكس المُعتاد ، وقفت أورلين معهم و ليس معي و بدأ الأطفال يضحكون بحماس مرة أخرى .
و لم تهتم أورلين بذلك.
“الآن ، إذهبِ إلى غرفتكِ و فكري فيما فعلتِ ، سآتي لأتفقدكِ بعد قليل.”
“حسناً.”
تركتني أذهب حين أعطيتها ردي .
لقد سمعتُ ضحكات الأطفال من خلفي.
ذهبتُ للغرفة التي أقيم فيها و رميتُ هذه النظرات ورائي .
***
أغلـقتُ الباب الذي كان يُـصدر صوتاً مزعجاً بقوة
الباب ، لقد كان يُـحدث صريراً .. لقد كان لا يتلائم مع إطار الباب ، لقد كان بالكاد مُغلقاً و دفعته بجسدي .
صغيرة جداً ، غرفة قديمة .
جلستُ على الأرض و دفنت رأسي على سرير صلب .
أمي ماتت كـإمرأة شريرة ، دوق لا يعتبرني إبنته.
‘لقد أصبحتُ يتيمة.’
لقد كانت القصة ثابتة على أي حال و أعتقدتُ أنه لن تكون لدىّ مشاعر ، لكن قلبي كان مضطرباً .
يبدو و كأنه سينفجر إن لمسه شخصٌ ما بشكل غير صحيح .
دفنتُ رأسي في السرير مرة أخرى لكبح تلكَ المشارع التي خرجت .
‘في النهاية ، سيكون عالمي مُـظلماً جداً.’
اولئكَ اللذين ينتقدونني لأنني إبنة الشريرة .
أطفال الميتم اللذين يمثلون الشر الخالص .
العاملون في دار الأيتام يستمتعون بالإهانة .
مديرة الميتم ستتحمل كل شئ .
‘على يد من سوف يتم قتلي ؟’
‘لا أستطيع تذكر التفاصيل.’
لم تساعدني الرواية الأصلية القذرة كثيراً .
يجبُ علىَّ الموت ايضاً وفقاً للأحداث …
عندما أفكر في الموت ، أفكر في أمي الباردة النحيفة التي رأيتها من فترة.
‘..أكره هذا.’
لا أريد أن أموت .
أريد أن أعيش .
لم أكن أريد أن أرتجف من الخوف مُعتقدة أن الغد هو اليوم الذي سوف أموت فيه .
مثل تدفق الرواية ، لم أرغب في الموت حقاً بشكل بائس .
‘حتى أمي لما كانت لترغب في أن أموت.”
لو كانت تتمنى أن أموت لما كانت أعطتني الرعاية سواء من تمريض أو عناق عندما كنتُ طفلة .
إعتقد أنه لا يوجد سوى شخص واحد لا يريد مني أن أموت . و بدا أن هناكَ أمل في مستقبلي .
مهما كان الأمر سيئاً ، رفعتُ رأسي مرة أخرى و فكرتُ في وجه أمي .
كانت الشمس قد غربت منذ فترة طويلة .
لقد كان اليوم في الشتاء قصير ، لذا يُـمكن أن تكون الساعة الآن السادسة .
بمجرد أن أدركتُ الوقت ، سمعتُ صوت خطوات آتية من الخارج .
لقد كان ما يقرب من شخصين أو ثلاثة ، لقد كنتُ متوترة بسبب وقع الأقدام ، لكن الباب إنفتخ بصوت عالي .
“هل فكرتِ قليلاً ؟”
“….”
بالنظر في الأمر ، لقد كانت أورلين و العاملات في دار الايتام الأكبر منها يقفون .
نظرتُ إلى السيدة التي كانت مُعتادة على إهانتي و زفرتُ بعمق .
“لقد طلبت منها أن تذهب بعيداً ، يالها من طفلة وقحة .”
نظرتُ إلى صوتها بنظرة فارغة .
“سأسبب لكِ الكثير من المتاعب .”
إنفجر العاملين في الدار بالضحك كما لو أنهم يستمتعون بقول الإهانات .
“يا لهُ من شعر أرجواني مشئوم شبيه بـأمك لا أريد النظر إليه.”
“يبدو أنكِ لم تفكري في الأمر جيداً . يجب أن تذهبي معي إلى مكان ما غداً.”
جفلتُ و إرتعدت من هذه الكلمات .
“إن ذهبتِ إلى مكان يوجد فيه الكثير من الناس لتوبيخكِ فـسوف تعودين إلى رشدك.”
دخلت أورلين بشكل طبيعي و ضحكت .
و منعتني من فتح الباب و خرجت.
اين سيأخذونني ؟
هل هو مكان مخيف لدرجة أنهم ينظرون إلىّ بتلكَ الطريقة ؟
‘سوف يتم أخذي إلى مكان ما و ضربي حتى الموت.’
توقعت تماماً طريقة موتي .
سأضطر للخروج من هنا اليوم لأعيش .
بهذه الطريقة لن أموت كما هو مُخطط.
سأضطر للخروج من هنا لأعيش .
يتبع ….