190 - مدينة فوندور
الفصل 190:مدينة فوندور
لم ينس نوح أبدا كيف حاول حراس عائلة مولوس منعه من الوصول إلي اختبار الإلتحاق بالأكاديمية.
‘أتسائل ما إذا كان ساحر عنصر الرياح ذاك سيكون موجود لحمايته. كانت لتكون معركة مثيرة للإهتمام.’
توصف الأوراق كيف أن صامويل كان علي وشك المغادرة مباشرة بعد أن أنهي عملية الشراء ولكن تم تأخيره بمختلف الوسائل.
‘كان هذا علي الأرجح من فعل العائلة المالكة، كانوا بحاجة لوقت كافي لجمع أفراد مناسبين للمهمة.’
أما بالنسبة لأهداف المهمة فقد كانت مكتوبة بوضوح في الأوراق.
‘استرد نسخ التقنيات واقتل الطالب الذي تجرأ علي التخطيط ضد العائلة المالكة.’
‘يجب أن يكونوا منزعجين حقا بشأن هذا. أشعر بالأسف قليلا علي صامويل، أراهن أنه لا يعرف حجم الورطة التي أوقع نفسه فيها.’
تنهد نوح وهو يفكر في كم هو غبي هذا الشاب، لم يكن حقا يفهم كيف يمكن للنبلاء أن يكونوا بهذا الغباء.
‘المهمة بعد شهر من الآن،مدينة فوندور، في حانة الثلاث أباريق هذه هي نقطة تجمع فريقي.’
وكان هناك أيضا خريطة مفصلة تشير إلي أفضل طريق للوصول إلي المدينة.
‘شهر واحد… ربما هو كافي لتشكيل شئ ما.’
عظام الحرباء الزومبي ما تزال يتم تنقيتها في دمائه الخاصة.
قبل أن يغادر إلي مدينة فوندور، لديه حوالي اسبوعين ليواصل فيهم التجربة.
ومع ذلك، من الأفضل استخدام هذا الوقت لزيادة قوته قدر المستطاع.
‘الرهان علي محاولة تشكيل العظام بقدرتي الحالية سيكون محفوفا بالمخاطر. علي فقط أن أترك العظام لتكتمل تنقيتها والتركيز علي تدريبي، هذا سيفيدني أكثر.’
وبالطبع، كلما بقيت العظام في دمائه اكثر، كلما زاد التغير في خصائصها.
أراد نوح أن يتم التعرف عليهم كجزء من جسده حين يستخدم تعويذة الشكل الشيطاني وإلا فإن الدخان الأسود سيستهلكهم.
فبدلا من المخاطرة بالمواد من الدرجة الرابعة، كان يفضل أن يتركها تصقل لمزيد من الوقت والتركيز علي زيادة قوته الشخصية.
بعد كل شئ، حتي لو تم صقل المواد بشكل كامل، لم يكن متأكدا من قدرته علي تشكيل شئ مناسب في اسبوعين فقط.
بعد أن اتخذ نوح قراره، لم يضيع الوقت وأعطى إيفور قائمة بالمواد التي سيشتريها مع المال المطلوب.
كان بحاجة لملئ مخزونه من الجرعات والطعام، و كان عليه شراء مجموعة جديدة من الملابس، لا يمكن أن يترك نفسه مكشوفا في مهمة سرية.
بعد أن قام بتجهيز كل شيء، أخرج رون كايزر وبدأ في التدريب، كل تحسن بسيط في القوة يمكن أن يساعده في النجاة.
.
.
.
بعد عدة أسابيع، في قرية صغيرة بجوار مدينة فوندور.
جلس صامويل في بيت خشبي صغير ويداه ضاغطتان علي كوب من الشاي.
كان يرتجف و قطرات من العرق البارد تسقط من جبهته.(العرق البارد:معناه التعرق من الخوف)
“سيدي الشاب، لقد كان هذا قرار العشيرة. يجب أن تتحمل مسؤولية هذه المهمة.”
وقد وقف هابيل أمامه، محاولا رفع روحه المعنوية.
هز صامويل رأسه ورمي الكأس علي الحائط،وانسكب علي الخشب القديم.
وما الذي تعرفه حتى؟ رأيت الكثير من الأقوياء في الأكاديمية ورأيت قوة العائلة الملكية! لديهم سفن طائرة لعينة! يمكنهم القضاء على عائلة نبيلة كبيرة الحجم بين عشية وضحاها إذا أرادوا وعائلتي وافقت بباسطة على أن تجعلني كبش فداء في لهذه المهمة اللعينة هل كان والدي يعرف كل هذا؟ هل كان يعلم أن وريثه الوحيد سيكون هدفاً لغضب الملكيين؟ ”
خفض هابيل رأسه عندما سمع كلامه.
لقد كان حارسا لعائلة مولوس طوال حياته، لقد شهد بنفسه نمو صامويل وقد كان يعرف مدي تعلق أبيه به.
ومع ذلك، كانت هذه القضية مهمة للغاية والفوائد المرتبطة بها لا تصدق.
تحدث في لهجة اعتذارية مع رأسه مخفض للأسفل.
“سيدي الشاب، الفوائد التي ستتلقاها عائلتنا إذا نجحت هذه المهمة ستكون هائلة. سيكون لدينا مكانة مرموقة في الأكاديمية النبيلة وسيتم إعفائنا من دفع حصتنا لتصل إلي عشر ملايين عملة. وقد أكد والدك أهميتك بتعيينك لهذا الدور.”
لم تنجح كلمات هابيل في تهدئة صامويل واستمر في تذمره.
“كيف تظن أن الأمر يستحق!؟ أنا أساسا أسرق من الأكاديمة الملكية! وإذا امسكوا بي، فلن أدفع ثمن هذا وحدي بل كامل العائلة أيضا!”
رفع هابيل رأسه ووضع يده علي كتف السيد الشاب.
“أنت لم تسرق أي شيء، هذه واحدة من مميزاتنا. بما أنك اشتريت هذه التقنيات والتعويذات عن حق، فإن العائلة المالكة لا تستطيع أن تتدخل شخصياً في هذه المسألة، يمكنهم فقط تجنيد المزارعين الغير مرتبطين بهم. ومع ذلك جميع المزارعين الأقوياء إما تحت سيطرتهم أو موالين لهم، حتي العائلات النبيلة الأخري قد أكدت أنها لن تتدخل في هذا الأمر. ومع وجودي هنا، الإحتمالات في صالحنا.
اطمأن صامويل قليلا عند سماع كلماته وتنفس الصعداء.(تنفس الصعداء=تنهد)
“ما هو مقدار قوتنا القتالية؟”
جلس هابيل بجانبه ثم أخرج خريطة من كمه، ووضعها علي الطاولة أمامهما.
“لدينا ستون جنديًا، خمسة وثلاثون منهم مزارعين في المرتبة الأولى في المرحلة الصلبة بينما الخمسة والعشرون الآخرون في المرتبة الثانية. اعرف انك لا تزال في المرتبة الاولى، ولكن لا تقلق، سأحرسك شخصيا.”
أومأ صامويل برأسه وهو يري قوة كهذه ثم التفت للنظر إلي هابيل.
“أنت لديك جسد من الرتبة الرابعة، أليس كذلك.”
ابتسم هابيل ابتسامة عريضة وربت علي صدره بثقة.
“نعم، أنا مزارع من الدرجة الثانية في المرحلة السائلة،و أيضا ساحر من الدرجة الثانية، و لدي جسم من الدرجة الرابعة. أعرف أن طريقة تغذية جسمي من بين أضعف طرق الدرجة الرابعة لكن قوتها لا يجب أن يستهان بها! فهي تضحي بالقوة البدنية في مقابل القدرة الشفائية العالية! يمكنني أن أكون درع اللحم الخاص بك طوال الطريق إلي القصر.”
أصبح صامويل أخيرا هادئا تماما وأشار إلي الخريطة.
“أي مسار سنسلك؟”
“سنصل إلي مدينة فوندور خلال بضعة أسابيع ثم سنسلك طريق الجبل للعودة إلي عائلة مولوس.”