98 - مطاردة
في النهاية، مر الوقت حتى لم يتبق سوى أسبوعين قبل اختبار الدخول.
خرج نوح بسرعة من النزل وسار في الطريق المؤدي إلى مدينة إيبونريست.
كانت بلدة توتاك لا تزال مزدحمة ولكن الجو كان متوترًا وكانت مجموعات عديدة من المدرعين تحدق بحذر في محيطها.
‘كثير جدا’
لم يخرج نوح من النزل مطلقًا في هذه الفترة ولم يسعه إلا أن يتفاجأ بعدد الأشخاص داخل منطقة السوق.
أرسل إيكو باستمرار موجات صوتية تمنحه صورة أوضح لمحيطه، وكان دائمًا يختار عبور الشوارع الأقل ازدحامًا للوصول إلى الغابة.
كان خروجه من المدينة هادئًا، وكان مشهد الغابة الذي أضاءه ضوء النهار يظهر لنوح.
كان قد قرر التحرك خلال الصباح حيث كانت هناك فرص أقل لمقابلة قطاع الطرق أو فرص أكثر في اكتشافهم والهروب.
كان يرتدي ملابسه السوداء المعتادة وغطاء وجهه.
على ظهره، كان هناك سنام¹ كبير: خرج رأس إيكو من جسده ليكون أكثر دقة في فحصه للبيئة.
دخل نوح الغابة وركض بأقصى سرعة في اتجاه المدينة.
استخدم أغصان الأشجار كموطئ قدم كما اعتاد عليه عندما اضطر إلى التحرك خلسة.
كانت مدينة إيبونريست على بعد سفر ثلاثة أيام.
أي أنه إذا سافر بلا نوم، سيصل إلى وجهته في يوم ونصف!
كان هذا بالضبط ما خطط لفعله، فكلما مكث في الغابة، زادت المشاكل التي قد تنشأ.
بعد نصف يوم فقط دخلت صرخة في أذنيه.
لم يتوقف نوح لكنه شعر أن معركة كانت تدور في منطقة على بعد مئات الأمتار أمامه.
كان هناك شعور خافت بالخطر من ذلك المكان.
أصبحت عينا نوح حازمتين وهو يسارع في وتيرته.
عندما اقترب من ساحة المعركة، ظهر مشهد عنيف أمام عينيه.
كانت قافلة مؤلفة من أربع عربات محاصرة من قبل أكثر من ثلاثين رجلاً مقنعين يرتدون ملابس سوداء طويلة.
كان حراس القافلة يقاومون الهجوم بشدة ولكن دون جدوى حيث كان قطاع الطرق أكثر عددًا وكانوا يعرفون المنطقة.
شعر نوح أن مستواهم كان أعلى بكثير من مستواه واختار الاستفادة من الموقف للمرور عبرهم.
الخطر المعروف أقل رعبا من الخطر المجهول.
كان بإمكان نوح أن يتجنب المكان لكن هذا يعني مواجهة المجهول.
ماذا لو كان هناك المزيد من عصابات قطاع الطرق؟
ماذا لو لم تكن تلك العصابة الجديدة مشغولة بالتعامل مع عدو آخر؟
‘أفضل رهان هو المرور من خلالها!’
هرع عبر الأشجار التي كانت تجري فوق ساحة المعركة.
لاحظ بعض اللصوص وجوده وقرروا ملاحقته لأن نتيجة القتال مع القافلة بدت محددة.
لم ينظر نوح إلى الوراء ولكن إيكو كان يرسل باستمرار صورًا لمطارديه.
‘ثلاثة منهم وكلهم أسرع مني. اللعنة! الشكل الشيطاني!’
غلف الدخان ساقيه وارتفعت سرعته بشكل كبير فاجأت الرجال المقنعين وراءه.
ومع ذلك، فإن ذلك جعلهم أكثر تصميمًا على الإمساك به.
بعد كل شيء، كانوا يتظاهرون فقط بأنهم قطاع طرق، وكان هدفهم الحقيقي هو تقليل المنافسة في الاختبار القادم وزيادة وتيرته جعلته منافسًا خطيرًا.
ركض نوح وأطلق المزيد من الدخان على الطريق الذي كان يعبره.
كل فرع يمر به ينكسر بعد أن يتآكل بسبب تعويذته ويبقى بعض الدخان العالق في أماكنهم.
فوجئ الرجال بخطر التعويذة وتباطأوا في مواجهة آثارها.
بدا أن نوح قد حصل أخيرًا على بعض الراحة عندما أومأ أحد الثلاثة برأسه إلى الاثنين الآخرين وقام بإيماءة يده.
بدأت الرياح تهب والتي حملت الرجل بسرعة عالية في اتجاه نوح.
‘سحر الرياح!’
رأى نوح من خلال إيكو أن أحد اللصوص كان يطير في الهواء وأنه سيصل إلى موقعه في غضون بضع دقائق.
لم تبدو رحلته مستقرة إلى هذا الحد مما جعل نوح يفكر في خطة.
توسعت حواس الصدى وتناقص “النفس” السائل لنوح بسرعة حيث تم تصوير منطقة كبيرة من حوله في ذهنه.
بلغ قطر المنطقة أربعمائة متر وكان الحد الأقصى لقدرة ايكو على المسح.
ومع ذلك، كان هذا كافيا لنوح!
غير اتجاهه فجأة وانتقل نحو منطقة معينة في الغابة.
غير الساحر اتجاهه أيضًا حتى لو بقليل من الصعوبة.
على الرغم من أن سرعته كانت لا تزال أعلى من نوح واستأنف عمليته في تقصير المسافة معه.
عندما كان على بعد أقل من خمسين مترًا منه، سمع صوتًا حادًا أدى إلى خلل طفيف في توازنه، مما أدى إلى إبطائه مرة أخرى.
استأنف مطاردته على الفور ولكن المزيد والمزيد من الهجمات الصوتية جاءت في اتجاهه.
لم يكن هناك تأثير مفاجئ في هذه المرة، وحتى إذا كان عليه الدفاع من صرخات إيكو، فلا يزال لديه وتيرة أسرع من نوح.
‘اوشكت على الوصول!’
بعد أقل من مائة متر، أصبحت الأشجار أكثر ندرة وظهرت مساحة كبيرة فارغة أمامها.
كان هناك أكثر من مائة متر بين آخر شجرة والشجرة الأخرى، وقفز نوح بقوة بمجرد وصوله إلى تلك النقطة.
ابتسم الساحر بتكلف من الداخل معتقدًا أن نوح قد فقد عقله وهو يحاول أداء قفزة بهذا الطول. غير اتجاهه نحو الأرض، مستعدًا لاعتراضه بينما كان يسقط.
كان نوح في الهواء مع تركيز حواسه على مطارده.
‘ليس بعد!’
فقط عندما كان الساحر على وشك أن يلمس الأرض قام نوح بحركته.
اخترق زوجان من الأجنحة السوداء الملابس على ظهره وبدأت ترفرف بقوة كبيرة.
تم إطلاق الدخان من الأجنحة التي، مقترنة بساقيه المحاطة بالدخان وملابسه السوداء، أعطت نوح مظهر وحش سحري شرير وليس إنسانًا.
لم يكن لدى الساحر وقت ليتفاجأ حيث تحطمت العشرات من شفرات الرياح في موقعه.
بووم!
لم ينظر نوح حتى إلى نتائج هجومه وقام بتخزين صابريه اللذان استخدامهما للتو في خاتم الفضاء.
استمر في الطيران نحو الشجرة البعيدة حتى هبط على أحد فروعها واستأنف مسيرته نحو مدينة إيبونريست.
لم يكن أحد يلاحقه منذ تلك اللحظة فصاعدًا.
1- سنام تعني بشكل عام حدبة، لكنها تطلق في أغلب الأحيان على حدبة الحيوانات كالجمل.