305 - لورد الضوء
الجزيرة المقدسة نوكتيرا قد اضحت خرابا ، و مات كل من تواجد بها بعد المعركة الأخيرة بين فراي و رفاقه ضد بلاتير. الجزيرة المقدسة التي يفترض بها أن تكون جنة فوق الأرض قد تحولت لمجرد منطقة ملأتها الانقاض و الخراب. لكن و بتلك المساحة الشاسعة ، تواجد مكان لم تمسه المعارك السابقة بسوء .. و الحديث هنا عن شجرة العالم الذهبية التي كانت بمثابة درع لما تواجد من تحتها.
شجرة العالم توهجت بشدة أكثر من أي وقت مضى ، بعدما احتضنت البطل الموعود ، سنو ليونهارت بداخلها. تدفق الاورا كان مهيبا ، لدرجة أن فراي انبهر به. فاللون الذهبي كان طاغيا ، لدرجة أن شجرة العالم بدت و كأنها شمس انارت المكان من الظلمات.
القديسة ليورا رفقة اوريل ، كلتاهما تولتا أمر قيادة البطل ، و جعل هذه العملية ممكنة من الأساس. دور اوريل كان ثانويا جدا ، و يمكن القول أن ليورا تولت معظم العمل ، لكنها كانت تجربة قيمة للقديسة الجديدة ، و ليورا تعمدت ابقاءها بالقرب. ثم بعد بضعة دقائق طويلة ، انسحبت ليورا بخفة بينما فعلت اوريل المثل متبعة إياها.
ضوء الشجرة الذهبي كان لا يزال ساطعا ، لكنه خف بشكل واضح و اصبح مستقرا الأن ، ما عنى أن العملية قد تمت بالفعل. “عملنا ينتهي هنا ، الباقي بيد البطل “الآن” قالت ليورا رافعة راسها ناحية اغصان شجرة العالم التي حجبت السماء من فوقهم. فراي الذي ظل بالخلف حتى الآن قد اخذ خطوة للامام بعدما رأى انتهاء القديسات من عملهن ، هو بدا مستغربا فالامر لم يأخذ وقتا طويلا على عكس ما كان يظنه.
هل انتهى الامر بهذه السرعة حقا ؟ ظننت أنه سيستغرق بضع ساعات على الاقل … ردا على سؤال فراي ، ليورا هزت رأسها بخفة. “العملية ليست بذلك التعقيد ، هي كانت ستفشل مع أي شخص آخر عدا سنو ليونهارت .. لكن و لانه هو المختار ، فنجاحها كان امرا محتما ، لان لورد الضوء لن يرفضه أبدا ، و سيفتح له بابه دوما “. مستديرة مرة أخيرة ناحية الشجرة ، قالت ليورا بوجه مهيب.
“كان” مقدرا له منذ البداية أن يكون افضلنا. سنو ليونهارت ، لربما يفتقر للثقة المناسبة لمكانته لكن و بمجرد أن يدرك امكانياته الكاملة ، سيصبح شيئا آخر تماما “. سابقا ، نظر سنو ليونهارت لنفسه بدونية أمام ليورا معاتبا إياها على رمي مسؤولياتها عليه هو و الجيل الجديد. رأى نفسه ادنى منها ، لكنها كانت أحد القلائل الذين يعرفون جزءا من الحقيقة ، لذلك هي علمت بطبيعة الحال أن ذلك ليس صحيحا.
هل سيدرك امكانياته الحقيقية و يتخطى وضعه الحالي ، أو يفشل و يواصل السقوط. بين هذا وذاك ، الامر اعتمد كليا عليه الآن ، و القديسة لم يعد بيدها فعل أي شيء. بينما وقف الثلاثة أمام شجرة العالم ، فراي لاحظ شيئا غريبا آثار اهتمامه لبعض الوقت. هو امتلك هالة من الفئة SSS و حواس خارقة تجاوزت البشر بكثير .. لذلك استطاع الانتباه لاصغر الاشياء من حوله. “قديسة” ليورا ، اعذري سؤالي .. لكن هل تلك الحواجز هناك من صنيعك ؟”.
هي لم تكن واضحة و لا يمكن ادراكها بسهولة ، لكن المنطقة التي تواجد بها فراي و الآخرون الآن قد اصبحت محاطة بحاجز عملاق حجبها عن بقية العالم. حاجز قوي من الفئة SSS. بسماع سؤال فراي ، ليورا اظهرت ابتسامة خفيفة قبل أن تومئ. “حواسك مثيرة للاعجاب ، فراي ستارلايت .. إنه كما قلت تماما ، أنا احجب هذه المنطقة عن بقية العالم ، فلا يجب لاحد أن يكتشف ما يحدث هنا حاليا “. ظهور القديسة ، وعملية اختيار المسار لسنو ليونهارت.
ليورا تأكدت من اخفاء كل شيء باقصى قوتها ، في سبيل شراء الوقت لسنو ليونهارت و الآخرين. “عملنا انتهى هنا ، لذلك أود إستغلال هذه الفرصة لتمرير ما أستطيع تمريره لك يا اوريل بلاتيني. اتبعيني من فضلك ” ليورا لم تضيع الوقت قط ، و قد التفتت لاوريل بمجرد انتهائها من سنو. اوريل التي كانت تفكر لبعض الوقت حول كيفية اكتساب القوة قد استقبلت أمر ليورا الاخير بوجه ايجابي ، مومئة لها بحرارة. “لنفعلها “. “جيد جدا ، سأترك أمر حراسة هذا المكان لك اذا يا فراي ستارلايت.
تاركين فراي خلفهم ، غادرت ليورا و اوريل لمكان مختلف. أما فراي ، فقد جلس القرفصاء فوق الأرض أمام شجرة العالم الذهبية … هو لم يستطع فعل أي شيء سوى البقاء ساكنا يحدق بتلك الشجرة ذو الاصول الغير بشرية. نظرا لتفشي الظل بداخل جسده ، هو لم يكن قادرا على فعل أي شيء .. طرق التدريب العادية لم تعد تنفعه ، و مسار الدم الذي اتبعه حتم عليه قتل الآخرين ليزداد قوة. بمعنى آخر ، و بینما بحث سنو عن طريقه النبيل ليصبح أقوى ، و تلقت اوريل الارشادات من ليورا لنفس الغاية ، فراي لم يجد ما يفعله سوى الجلوس دون فائدة.
“هاها .. هذا المكان ساطع جدا بالنسبة لي “. كان شعورا غريبا بعدم الانتماء و كأنه دخيل لا يجب تواجده هناك من الأساس. فراي لم يفهم سبب شعوره بتلك الطريقة ، و كأن نوكتيرا نفسها ترفض وجوده. هو انشغل سابقا بالقتال ، لذلك لم يعر هذه الاحاسيس اهتماما وقتها .. لكن الآن وبعدما انتهى كل شيء ، أصبح مدركا له بشكل متزايد. مخرجا قناع النايملس ، فراي حدق بذلك الشيء المعدني الذي اصبح يرتديه كثيرا مؤخرا.
“عند التفكير بالامر ، أجد اننا متشابهان جدا يا سنو ، لكننا مختلفان بنفس الوقت” … بين فراي الذي خضع تم ربطه بشكل أو باخر بنايملس و سنو ليونهارت الذي حصل على اهتمام كبير من لورد الضوء. بدا وكأن كلاهما يسيران بطريقين متشابهين. لكن طريق احدهما كان مظلما و موحشا باللعنات ، و الآخر مضيئا تملؤه البركات. وجهان لعملة واحدة ، لكن كل واحد منهما ينظر باتجاه مختلف عن الآخر. و الآن ، البطل الموعود سنو ليونهارت كان على وشك ايجاد طريقه أخيرا.
بداخل شجرة العالم الذهبية ، وجد سنو ليونهارت نفسه يتخبط داخل مساحة شاسعة جدا ، جعلته يشعر وكأنه انتقل لعالم آخر تماما. عالم ملأه الضوء ، و حمل الفة غريبة جلبت معها شعورا بالانتماء. بمجرد دخوله ، سنو ليونهارت أجبر على دخول هيأة ملك الحرب ، و تلك الرموز الذهبية غزت جسده بوتيرة اسرع و اقوى من أي وقت مضى. “و كأن كل ذرة من كياني تتفاعل مع هذا المكان” … قال سنو ، محدقا بالمساحة البيضاء من امامه .. محاولا تمالك نفسه ، و السيطرة على قوته التي بدأت تهرب من سيطرته.
ثم ما هي سوى ثواني معدودة ، يتشكل الضوء من حوله و يتخذ هيأة شبح ابيض عديم الملامح. شبح كان يظهر له من وقت لآخر عندما تزداد قوته .. او باليوم الذي تم فيه اختياره كبطل من قبل السيف المقدس فيرمثيور. الشبح كان صامتا ، و سنو لم يستطع التفاعل معه قط بالماضي .. لكن هذه المرة كانت مختلفة. فشيئا فشيئا ، تجمعت القوة الذهبية من حول الشبح بينما تشكلت رموز مألوفة فوق جسده. رموز ذهبية كثيرة ، اشد سطوعا وقوة .. لكنها كانت بكل تأكيد مشابهة لهيأة ملك الحرب الخاصة بسنو .. و كأنها النسخة الاكثر تطورا منه.
ثم بمجرد تشكل جميع الرموز الذهبية ، بدأت ملامح الشبح الابيض تتضح. أعينه الذهبية كانت أول ما ظهر من ملامحه .. اعين حادة و كبيرة ارسلت وهجا جلب معه قشعريرة لسنو الماثل امامه. ثم ببطء ، ظهرت ملامح الوجه الأخرى .. الانف ، الفم ، البشرة .. ثم الشعر الابيض المميز. جسده حصل على معالمه ، و قد تشكل رداء نصفه ذهبي و النصف الآخر اسود من فوقه. الشبح الابيض اصبح الان شخصا حقيقيا ، بحضور مهيب جعل سنو ليونهارت عاجزا عن قول أي كلمة. لكن الشبح كان أو من تحدث ، مظهرا ابتسامة لطيفة بوجه سنو.
“نلتقي أخيرا ، Lord Vessel”. كانت تلك اولى الكلمات التي خرجت من فم الشبح ، الذي نادى سنو بلقب غريب لم يفهمه هذا الأخير. “أنت .. لورد الضوء..” قال سنو ، غير قادر على استيعاب أن الماثل امامه هو لورد الضوء الذي لطالما سمع اسمه على ألسنة الكثير من البشر. بشر لم يحصلوا على فرصة لقائه قط. لطالما امتلك سنو افكارا مختلفة عن لورد الضوء ، فهو لم يعلم أي نوع من الكيانات كان. لكن الآن بعدما أصبح وجهه معه ، يمكن القول أن الوضع برمته جعله مرتبكا.
وجود ذلك الرجل ، و الضغط الذي فرضه كان مختلفا تماما عن أي شيء آخر واجهه سنو بحياته. على الرغم من أن هذا لم يكن بجسده لورد الضوء الحقيقي من الأساس. لكن ما أثار ارتباك و حيرة سنو لم يكن الحضور المهيب للرجل الماثل امامه ، و لا حقيقة كونه الكيان الذي اتبعه الكثيرون معتبرين اياه الها. بل كان الشعور الغريب بالالفة تجاه ذلك الرجل. هو وجده مألوفا ، احس بالقرب منه ، و انتماء عجيب لم يشعر بمثيله تجاه أي شخص بحياته. هو ناداه Lord Vessel .. لكن مالذي عناه ذلك بالضبط ؟.
“من انت ؟ و ما الرابط بيني و بينك ؟ أنت لورد الضوء اليس كذلك ؟ “. أمام تساؤلات سنو الكثيرة ، لورد الضوء اقترب خطوة. “لورد الضوء هذا ليس إسمي ، لكنه اللقب الذي يناديني به الآخرون بكل تأكيد “. خطوة تلوى الاخرى ، هو اقترب من سنو الذي وقف بعيدا عنه في البداية. “إسمي هو أورستيد .. لورد الضوء الثاني لجنس حاملي الضوء “.
لورد الضوء افصح عن اسمه ، معلنا وجوده ، و مؤكدا هويته. سنو ايقن أن الماثل امامه هو كيان يتجاوز نطاقه بكثير. لورد الضوء.. أورستيد ، صاحب الرتبة الثانية بين القوى السبع العظمى .. وجود يعتبراحد الأقوى على الإطلاق بهذا العالم الشاسع. وجود يوازي اشد الشياطين قوة .. و يملك من القوة الجبارة الكثير. أورستيد اكد هويته.. قبل أن يتوقف عن المشي بعدما بلغ سنو أخيرا. هما وقفا وجها لوجه. أورستيد كان اطول بكثير ، و لذلك وجد سنو نفسه يرفع رأسه ليقابل اعينه بشكل مباشر.
أمام لورد الضوء ، سنو فتح فمه محاولا قول شيء ما ، لكن لم تخرج أي كلمة. كان هناك الكثير للسؤال عنه ، و الكثير من المجاهيل التي اراد سنو إجابة لها. لكنه لم يعرف من أي يبدأ ، و لا كيف يفترض به التعامل مع أورستيد الذي بكل تأكيد لم يكن بنفس مقامه. لكن لورد الضوء لم يحتج للكلمات على ما يبدو ، فهو بدا مطلعا على كل ما دار بخلد سنو ليونهارت. “أنت تبتغي الاجابات اليس كذلك ؟ لهذا السبب جئت إلي ” قال أورستيد رافعا يده التي اصدرت وهجا عظيما من الضوء. “لقد راودتك الشكوك حول نفسك ، و بمكان ما يمنتصف الطريق.
أنت اضعت مسارك.. خسرت ضد اعداء ادنى منك لكثير ، و مع تلك الهزائم المتكررة .. خسرت ثقتك بنفسك “. أورستيد اظهر علما كاملا بما قاساه سنو ليونهارت حتى الان ، ما اثبت انه كان يراقبه على الدوام من مكان ما لا يراه فيه. سنو التزم الصمت لثواني معدودة ، قبل أن يجمع شتات نفسه ، مدركا أنه لا يملك ما يخفيه أمام الشخص الماثل امامه. لذلك بادر بالسؤال مبتغيا الاجابات. “سابقا ، أنت ناديتني Lord Vessel .. هذا ليس إسمي ، فما الذي عنيته بذلك ؟”. “اوه .. أتفضل لو اناديك إذا بسنو ليونهارت ؟ حسنا استطيع فعل ذلك ، لكن يجب أن تعرف أن سنو ليس بإسمك الحقيقي ، و ما ناديتك به هو الاصح”.
قال أورستيد ، ناشرا ضوءه بالمكان. “نستطيع الحديث قدر ما نريد ، فالحديث سهل .. لكن سيكون من الأفضل أن ترى الحقيقة بعينيك أولا ، لا أن تسمعها من فم شخص غريب تماما “. “لكن و قبل أن نبدأ ، دعني اسديك نصيحة واحدة ” تغيرت نبرة أورستيد للجدية ، رامقا سنو بنظرة مخيفة باردة. “إذا أردت تحمل ما ستراه و تعيشه من الآن فصاعدا .. فاقتل ذاتك البشرية .. اقتل ذاتك الساذجة الضعيفة المسماة سنو ليونهارت ، و دع اللورد الحقيقي يولد أخيرا ، فلم يعد بيدك من الوقت ما يكفيك “. “اقتل البشري .. و دع شيئا آخر تماما يولد محله. هذا ما اخبره لورد الضوء أن يفعله ، و سنو لم يفهم ما عناه نظيره بالضبط.
“عشت حياتي بأكملها كبشري ، ولدت بين البشر ، و عشت بين البشر ، و قاتلت بين البشر.. هذه هي الطريقة الوحيدة التي اعرف كيف اعيش بها.. لهذا السبب اعجز عن فهم ما تبتغيه مني بالضبط ، فأنا لا أستطيع أن أكون شخصا يعاكس ما انا عليه”. سنو ليونهارت اعتبر نفسه بشريا ، و لم يرى نفسه بأي طريقة أخرى. هو جاء مبتغيا الحصول على اجابات لاسئلته.. و من أجل ايجاد المسار الذي سيجعله قويا بما فيه الكفاية لنبذ ضعفه ، و لكي لا يخسر من جديد ضد ايا كان. هذا هو نوع القوة و الاجابات التي ابتغاها سنو ليونهارت ، لهذا هو لم يسعد بما قاله له أورستيد. هذا الأخير رأى من خلاله ، و علم بما كان يفكر به. لكنه لم يبدو منزعجا من رده.
“حسنا لا داعي لاستباق ما هو محتوم ، فلك حرية اختيار ما تشاء.. لكن بعد أن تعرف الحقيقة”. بدون سابق انذار ، تلاعب أورستيد بالمكان مرسلا موجة عظيمة من الضوء التي غيرت كل شيء. سنو وجد وعيه يطير بعيدا من شدة تلك القوة ، و ما هي سوى ثواني معدودة ليفقد وعيه تماما ساقطا ارضا.. بينما غرق عقله داخل حلم. حلم غريب ، و طويل.. حلم اراه قصة لا يدركها بشري ، قصة نساها الزمن. و جرت احداثها بمكان آخر تماما بعيدا عن الارض التي عاش بها طيلة حياته.. قصة أكثر المخلوقات طهارة و نقاءا بهذا العالم ، كيان مبارك قدر له أن يحقق الكثير من الاشياء العظيمة بحياته .. و هو ما كان.
الكون شاسع جدا ، و يحمل أسرارا و قصصا لا تنتهي .. لا يمكننا لاحد ادراكها جميعا ، فهي لا نهائية. لكن و من بين زوايا الكون .. بأحد أكثر نقاطه اشراقا و سطوعا. تواجد كوكب عملاق ، اضاء و كأنه شمس انارت الفضاء من حوله. كان يسمى بذروة الغسق (Duskreach). قاطنوه كانوا أكثر المخلوقات نقاءا و طهارة ، جنس عظيم يطلق عليه حاملي الضوء. لانهم كانوا بمثابة منارة حافطات على العالم من اهوال الظلمات. حاملو الضوء هم جنس تواجد منذ زمن طويل جدا ، و يمكن القول انهم أحد اعظم 5 اجناس تواجدت بالعالم ككل. و معظم الكون قد كان على دراية بوجودهم.
هم كانوا المضادين للشياطين ، فمثلما جلب ذلك الجنس الخبيث الموت و الدمار ، هم جلبوا البركات و الحياة. لطالما كان حاملو الضوء أول الحاضرين بالحرب ضد الشياطين ، فالصدام بينهم كان حتميا ، لانهم يعتبرون العدو الطبيعي لبعضهم البعض. حاملو الضوء امتلكوا مقاتلين عظماء كل واحد منهم كان قادرا على تسطير اسطورته الخاصة ، و هذا ما جعلهم قادرين على الصمود بوجه الشياطين الاشد قوة. مجموعة المحاربين تلك التي امتلكها حاملو الضوء قد اطلق عليها لقب معين.. فهم كانوا يسمون بال Vessel’s. أوعية الضوء التي امتلكت نوعا مختلفا من القوة المقدسة. فعلى عكس اورا بقية حاملي الضوء ، و حتى اورا القديسات… قوتهم كانت تستعمل للتدمير ، لا للإصلاح.
قوة مقدسة مهيبة غرضها الوحيد هو تطهير الشياطين و تدميرهم. فرسان ال Vessel’s كانوا اقوياء ، و هم من تحمل عبئ الحرب ، و ساهموا بجلب الامجاد. ثم ذات يوم ، شهد حاملو الضوء ظاهرة لم تحدث من قبل.. حدث ليس له مثيل ، كان بمثابة نقطة التحول التي غيرت مصيرهم ، و مصير مئات الاجناس غيرهم. بذلك اليوم ، قيل أن Vessel جديد قد ولد.. واحد أقوى من كل سابقيه ، و أنقى منهم جميعا لدرجة أن كان مثاليا. مثالي لدرجة اعتباره بمثابة الذروة.
ذروة بني جنسه ، اكثرهم نقاءا و قوة.. وجود نبيل لم يولد مثيله من قبل ، و لن يولد شبيهه من جديد. باليوم الذي ولد فيه ، اضاءت السماء بشكل مختلف ، و نزل كيان يقال ان وجوده يوازي الشمس نفسها. هو نزل ليبارك و يشهد ولادة ذلك الوعاء الجديد .. الوعاء الاكثر نقاءا. حاملو الضوء بالإضافة لكل Vessel’s .. جميعهم كانوا حاضرين. كان حدثا عظيما شهد نزول عظيم حاملي الضوء بنفسه من اجله. العظماء كانوا مخلوقات غريبة تتجاوز نطاق الفهم ، و كل جنس امتلك عظيما خاصا به.. بعض الاجناس تعمر لالاف السنين دون أن تعلم عن وجودهم من الأساس.
لكن كان حاملي الضوء كان مميزا ، فهو كان قريبا من بني جنسه و تفاعل معهم بشكل مباشر. و قيل أنه اسم ذلك العظيم كان .
“Sun Presence .”
هو نفسه كان تلك الشمس التي انارت ذروة الغسق باكملها.. و اصل القوة المقدسة باكملها. وجود عظيم كهذا نزل بنفسه ليبارك طفلا مولودا حديثا ، و أسماه بنفسه.
“إسمه كان Pure Vessel..”.
لورد الضوء الأول.. و صاحب الرتبة الاولى سابقا بين القوى السبع العظمى. الوجود الذي امتلك من القوة و العظمة الكثير.. الكيان الذي بزمنه شهد حاملو الضوء فترة ذهبية كانت الافضل بتاريخهم.
كانت تلك بداية قصة الملك الذي لم يكن.