301 - أسرار الماضي (1)
“انا لا استحق الشكر ، فقد كنت شاهدة على افعال الكنيسة و ما اقترفته ، لكنني لم افعل أي شيء ازاء ذلك لسنين طويلة ”
ما قالته ليورا بدافع الذنب لم يزد سوى من فضول اوريل ، التي تجرأت على السؤال .
“سيدتي ، اعذري وقاحتي .. لكن وجب علي سؤالك ، مالذي حدث بالماضي ؟
لماذا قضيت كل هذه السنين مختبئة ؟ و لماذا الآن من بين كل الاوقات ؟”
طرحت اوريل الكثير من الاسئلة ، أسئلة ابتسمت ليورا كرد عليها .
“اعدك بأن اجيب كل الاسئلة التي تجول خاطرك .. لكن اولا ، لننتظر استيقاظهم ، فأنهم سيعودون سماع الحكاية هم ايضا .
” قالت ليورا ، بينما اومئت اوريل.”
..
كان هناك الكثير من الغموض الذي وجب فكه ، و الكثير من الاجابات التي وجب اعطاؤها . اجابات تواجدت بيد ليورا التي عاشت منذ مئات السنين ، و شاركت بالحرب العظمى التي ضحى كازيس فاليريون بنفسه على نهايتها
..
فراي و سنو قد استحق كلاهما سماع تلك الاجابات ، لذلك و بانتظار استيقاظهما .. وقفت كل من ليورا و اوريل بحافة الصرح العظيم ، تشاهدان ذلك المشهد المذهل لملايين المصابيح المضيئة التي ارتفعت الواحدة تلوا الاخرى نحو السماء . اوريل بشكل خاص قد كانت متأثرة بالمشهد امامها ، بعدما شعرت بالمسؤولية و الذنب تجاه تلك الارواح التي سلبت ، و ماتت بسببها
..
“انت لست بمذنبة ، اوريل بلاتيني .. فمثل تلك الارواح الكثيرة انت الأخرى مجرد تضحية ملأرب و فظائع الاخرين ، مثل الاسقف بلاتير .. و ايا كان الذي من وراء الستار ” ليورا حاولت أن تكون مراعية ، و اوريل فهمت هذا القدر بالفعل
..
“أنا اعلم .. اعلم أنه تم التلاعب بي دون ارادتي ، لكن هذا لا يغير من حقيقة أنني كنت السبب المباشر وراء موت كل اولئك الابرياء ” اوريل رفعت كلتا يديها ، مظهرة كراهية حقيقية تجاه ضعفها ، و قلة حيلتها
..
“فقط لو امتلكت ما يكفي من القوة بين يدي .. لو امتلكت ما يكفي من الشجاعة .. لربما لم ينتهي الامر بهذه الطريقة” مستمعة لها ، ليورا هزت رأسها نافية بينما وضعت يدها فوق ذراع اوريل
..
ثم بنفس الضوء الذهبي ، ليورا ظهرت تلك الرموز الذهبية المشوهة من فوق جلد اوريل
..
“القوة ليست هي الإجابة دوما ، اوريل بلاتيني .. فمهما بلغت قوتك ، سيظهر دوما من هو أقوى منك ، و انا خير مثال ” تحدثت ليورا ، بينما عالجت كل الشوائب من جسد اوريل بينما حقنت قوتها المقدسة بداخلها
..
“نحن نحاول أن نصنع مصيرنا بايدينا يا عزيزتي ، و قراراتنا و اختياراتنا هي ما تحدد قيمتنا بهذه الحياة
..
” قالت ليورا قبل ان تبتسم بشكل واسع . “أرى انهم حقنوا دمائي بداخلك ، بالإضافة لدماء القديسات الاخريات ” كانت هذه هي طقوس نقل الارث التي لطالما قامت بها الكنيسة
..
اوريل اوماأت كإجابة. “لطالما كانت هذه الطريقة التي حافظنا بها على قوة القديسة .. قوتك جزء منا ” هذه هي الطريقة المتعارف عليها ، لكن ليورا هزت رأسها نافية ازاء ذلك
..
“هذه الدماء لا تزيد من قوتك ، بل هي تكبحك فحسب ” مسلطة المزيد من قوتها المقدسة ، قامت ليورا بتطهير تلك الدماء الدخيلة من جسد اوريل بالكامل
..
هذه الاخيرة لم تفهم ما عنته القديسة ، لذلك قامت بالشرح لها
..
“القوة موجودة بداخلك منذ البداية ، و كل ما عليك فعله هو اخراجها ، بالطرق الصحيحة و ليس الملتوية ، ليس عن طريق التضحية و الدم ، بل عن طريق ايقاظ امكانياتك الحقيقية .. انت تملكينها مثلما افعل أنا ، لهذا ركزي على تدريبك و يوما اثق انك ستبلغينها انت أيضا” ليورا كانت متأكدة من كلامها
..
فهي شعرت بنفس نوع القوة من داخل اوريل .. عميقا بداخلها
..
اوريل لم تبدو مقتنعة
..
“أتخبرينني أنني سأكون قادرة ذات يوم على بلوغ مستواك ؟ و نفس تلك القوة الذهبية العظيمة ؟” ليورا اوماأت
..
“ربما تتخطينها حتى ” هذه الكلمات بالذات زادت من شكوك اوريل ، فالحديث هنا كان عن القديسة الاولى التي لم تنجح أي واحدة من بعدها ببلوغ مستواها
..
لكنها لم تجرؤ على تكذيب كلمات سيدة عظيمة كليورا ، كما أن محادثتهم هذه قد تم مقاطعتها ، عندما اظهر كل من فراي و سنو حركة طفيفة لاول مرة منذ سقوهما ضد بلاتير
..
و ما هي سوى ثواني معدودة ، قبل أن يفتح كلاهما اعينهما بالوقت ذاته تقريبا
..
رؤيتهما يتحركان مرة أخرى سالمين معافين جعلت مشاعر معقدة تنشأ داخل قلب اوريل ، لتجد نفسها تعانق كليهما دون وعي منها
..
كل شيء حدث بسرعة ، و المفاجأة كانت بادية عليها ، خصوصا سنو الذي لم يستوعب ما كان يحدث ، و كيف تم علاجه بالمقام الأول .. لكن فراي كان أكثر هدوءا ، مربتا بخفة على ظهر اوريل ، هو حرر نفسه منها
..
“نحن .. على قيد الحياة ؟” تحدث سنو بصوت خافت مستغربا مما حدث لهم ، فذكراه الاخيرة كانت لحظة التي تعرض فيها للهجوم من بلاتير قبل ان يظلم كل شيء من حوله .. هو لم يستوعب لحد الساعة أنه لا يزال حيا و كأن شيئا لم يحدث
..
و سرعانما انتبه كلاهما لوجود تلك السيدة التي غيرت من تدفق الاورا من حولهما بشكل كامل
..
بنظرة واحدة ، أدرك الاثنان انها هي من كان يتحكم بكل شيء حاليا ، و هي الشخص ذاته الذي عالجهما . ليورا لم تطل الصمت ، بخطوة للامام هي اقتربت منهم . “فراي ستارلايت ، و سنو ليونهارت .. أفترض أن الكثير يشغل بالكما حاليا .. لكن أولا و قبل كل شيء ، دعوني أشكر كليكما على ما قدمتماه حتى الآن ، انا سعيدة حقا برؤيتكما على قيد الحياة ” تحدثت ليورا بخفة ، قبل أن تستدير ناحية فراي الذي كان هادئا حتى الآن . “لا أملك اعين ارى بها حولكما ، لكني و من الهالة من حولك ، أستطيع القول أنك لست متفاجئا بما حدث على عكس صديقك .. يا فراي ستارلايت” مخاطبة فراي ، اظهرت ليورا ابتسامة واسعة ، بينما التزم هذا الأخير الصمت لبضع ثواني قبل ان يجيب . “لأكون صادقا .. كان لدي إحساس أنني لن اموت بهذا المكان ، و بهذه الطريقة” قال فراي بنبرة ثقيلة ، متذكرا كل المرات التي حاول الموت فيها دون جدوى . لطالما اجبر على الحياة و مواصلة العيش عن طريق اطراف خارجية حاولت التدخل بحياته ، هو فشل بالموت سابقا ، لذلك لم يصدق قط أن هذه المرة قد تكون استثناء
..
“توقعت حدوث شيء ما بالنهاية بطريقة أو باخرى ، شيء يغير المعادلة و ينقذ حياتنا .. و يبدو أن تدخل هو ما انقذنا هذه المرة ، لذلك افترض أنني بحاجة لشكرك .. ايتها القديسة ” قال فراي بخفة ، جاعلا ابتسامة ليورا تتعمق
..
“ادركت من اكون بهذه السرعة .. مذهل ” قالت ليورا مظهرة اعجابها الصادق ، بينما حاول سنو ليونهارت مواكبة المحادثة
..
على عكس فراي ، هو لم يعتقد قط أنه سينجو ، لذلك اخذ بعض الوقت لتقبل الحقيقة و يستعيد احساسه بالواقع
..
اما فراي ، فقد اضاءت اعينه بضوء بنفسجي بينما حدث بليورا
..
“حضور من الفئة SSS .. هالة مقدسة شديدة القوة .. و شكلك و ملامحك .. ادراك هويتك ليس بالامر الصعب كذلك
..
.. كما انك أنت من تولى أمر بلاتير اليس كذلك ؟” ردا على ذلك ، أومأت ليورا . “اسمي هو ليورا ، و انا هي القديسة التي رافقت البطل الاول كازيس فاليريون برحلته .. و كما قلت تماما .. أنا التي تدخلت بالنهاية منقذة اياكم و موقفة بلاتير ” اكدت ليورا شكوك فراي ، بينما منحت الاخرين اسمها و هويتها الحقيقية
..
“القديسة التي رافقت البطل الاول .. الا يفترض انها ماتت منذ زمن طويل ؟” سأل سنو حائرا ، بينما كاد فراي . “أجل .. يفترض بها أن تكون ميتة ، لكنها حية امامنا الآن بطريقة ما ” فراي اظهر فضولا و شكا واضحا ، فهو لم يعلم قط بامر القديسة ، أو كيف انها ظلت على قيد الحياة
..
“أرى ان لديكما ما تودان قوله ” “هذا صحيح ” اجاب فراي على الفور ، واقفا مجددا على قدميه
..
“انت هي القديسة ، و قد انقذتنا سابقا ، لذلك افترض بانك بصفنا .. لكن هناك الكثير من الامور المبهمة التي تحتاج لتوضيح .. و أولها لماذا الآن ؟ لماذا تدخلت الآن من بين كل الاوقات ، و أين كنت طيلة هذه السنين ؟” سأل فراي بحذر ، و يمكن القول أنه لم يخفض دفاعه قط امام القديسة ، على الرغم من انقاذها له
..
فالكثير من الغموض كان يحوم من حولها
..
فإذا كانت موجودة بالجوار طوال الوقت ، فلماذا لم تظهر نفسها ؟ و بقيت مختبئة رغم كل ما كان يحدث بالعالم
..
سنو اراد قول شيء ما ، لكنه امتنع لانه هو الآخر أراد سماع الاجابة عن سؤال فراي
..
و لحسن الحظ ، ليورا لم ترفض الإجابة. “اسئلتك عادلة بما فيه الكفاية ، و سأجيبك عنها جميعا يا فراي ستارلايت ، لذلك لا داعي لكل هذا العداء ” مشيرة ناحية شجرة العالم ، تحدث ليورا بهدوء . “منذ الحرب الاولى التي جمعتنا بالشياطين و على نهايتها ، ظن العالم اجمع أنني اختفيت ، أو انني مت بمكان ما بعيدا عن الانظار .. لكنني في الحقيقة كنت مختبئة داخل شجرة العالم التي احتضنتني و ابقتني بحالة سبات طويلة طيلة هذه السنين . ” شجرة العالم كانت مخلوقا غامضا لا يملك اصلا بشريا ، و قواها كانت عظيمة لدرجة انها اخفت مستيقظا من عيار القديسة دون ان يكتشف امرها احد
..
طوال القرون القليلة السابقة ، هي كانت هناك بحالة سبات ، لكن وعيها بقي نشيطا من خلال الشجرة ، تراقب احوال العالم باستمرار
..
“سبب ظهوري الآن بين كل الاوقات ، هو لإنقاذك انت و سنو ليونهارت بطبيعة الحال ، اما السبب الذي جعلني اختبئ كل هذا الوقت .. فهذه قصة أخرى ..” “قصة تحتاج مني أن اروي لكم ما حدث قبل مئات السنين ، عندما جاء الغزو الاول للشياطين .. و الاحداث التي حذفت من سجلات التاريخ ” بمجرد ذكرها للحرب التي جرت احداثتها بالماضي البعيد .. يمكن القول أن ليورا حصلت على اهتمام ثلاثتهم بشكل كامل
..
فقليلة هي المعلومات التي ذكرت حول تلك الحرب بسجلات التاريخ
..
خصوصا لفراي ، الذي كان يعلم الآن أنه الان يعيش بالمستقبل و ليس بعالم آخر .. بمعنى آخر
..
احداث الحرب جرت بعد فترة قصيرة من الوقت الذي مات فيه قبل تناسخه
..
ليورا اخذت بضع ثواني طويلة من الصمت ، تفكر من أين يجب عليها البدء
..
“اعتقد انه يجب علي ذكر كل شيء من البداية .. لكن لأريكم كل شيء سيكون من الأفضل لو أريتكم كل شيء فحسب .. كل تلك الأحداث التي سجلتها اعيني قبل أن اخسرها لاحقا ..” ليورا ضمت يديها ، فإذا بضوء يبتلعها رفقة كل من فراي و سنو ، و اوريل
..
ضوء اخذهم جميعا نحو ذكريات ليورا البعيدة . ذكريات دفنت عميقا داخل عقلها . “مذهل .. أنت قادرة على جعلنا نرى ذكرياتك ” قالت اوريل مظهرة اعجابها بليورا التي ابتسمت لها . “ليس جميعها ، لكن الواضحة منها .. أيضا سأود لو تتوقف عن مقاومتي بهالتك يا فراي ستارلايت ، فلن تستطيع ابقاءك هنا لو واصلت هذا ” تذمرت ليورا ، بينما اعتذر فراي مخفضا من حذره . هالته كانت في الفئة SSS .. لذلك هو استطاع مقاومة ليورا و منعها من اللعب بوعيه لو أراد .. و هذا لم يزد سوى من فضول القديسة تجاه و تجاه قواه العجيبة . لكنها كانت هي المضطرة للاجابة الان ، لا هو . لذلك هي ركزت على استحضار ذكرياتها ، ذاهبة إلى المكان الذي بدأ منه كل شيء
..
كوكب الأرض .. قبل مئات السنين
…
الكوكب الذي كان مسالما ، و عاديا جدا . قبل أن ينقلب كل شيء رأسا على عقب و تظهر البوابات التي خرج منها جيش الشياطين الذي هدد بجعل البشرية تنقرض.. ليورا ارت الجميع مشاهد متنوعة من ذلك الوقت المظلم الذي عاشته البشرية
..
“الشياطين ظهروا من العدم ، و بفترة وجيزة .. هم تسببوا بموت اعداد مرعبة من البشر .. و قتلوا الكثير منا و لم يكن لنا من طريقة لندافع بها عن انفسنا ..” ما رافق كلمات ليورا كانت مشاهد متفرقة لكيف قصف الشياطين الناس و مزقوا جثثهم باكثر الطرق وحشية . جنس يعيش على الاورا ، و يجلب الموت معه اينما حل و ارتحل . “بذلك الوقت ، البشر ايقظوا قدراتهم ، و اصبحوا قادرين على استخدام الاورا .. لكن تحكمهم كان بدائيا جدا ، و لم يملكوا قط ما يكفي من القوة للتصدي لهم .” صحيح أن جنس البشر ايقظوا قدراتهم ، لكن مالذي يمكن لجنس لم يحصلوا على قواهم مؤخرا سوى فعله أمام الشياطين التي عاشت منذ ملايين السنين . المعركة كانت خاسرة لدرجة انها انتهت من طرف واحد ، و البشر واجهوا خطر الانقراض
..
أمام اعين فراي و الاخرين ، هم شاهدوا كيف خسر البشر بشكل مزري .. و مات الملايين منهم كل يوم
..
المشهد كان مأساويا ، و اسوء بكثير من الحرب التي خاضوها الآن .. لدرجة أن حرب الظلمات بدت مثل لعب اطفال مقارنة بالمجازر الدموية التي وقعت بالماضي البعيد
..
“نحن كنا نموت ليل نهار ، غير قادرين على القتال بشكل صحيح حتى .. لكن كل شيء قد تغير عندما ظهروا هم ” قالت ليورا بوجه حازم ، بينما انذهش كل من فراي و سنو عندما شهدوا ظهور مجموعة معينة من البشر . مجموعة غريبة استعملوا الاورا باتقان تام و كأنها كانت ملكا لهم منذ امد بعيد
..
“كانوا اقوياء ، و خارقين .. بمستوى آخر تماما عن بقية البشر ” هم من وضعوا قواعد الاورا التي يعرفها العالم الآن ، و وضعوا المراكز القتالية .. و كل ما يعرفه البشر حاليا . كانوا اقوياء و متفوقين بشكل غريب
..
لكن فراي بالذات وجد نفسه يحدق اليهم بذهول و بالمثل سنو بعدما تعرف على احدهم . من بينهم ، كان هناك امراة ببشرة سوداء ، رجل عجوز غريب يستعمل السيف .. حامل رمح شاب ، و طفل قصير بشعر اشقر حلق بالهواء
..
كان هناك الكثير غيرهم ، لكن اعين فراي ركزت عليهم بشكل خاص .. فهو كان يعرفهم
..
لقد رآهم سابقا ، بذكريات والده . بطائفة الظلال ، و التقى باحدهم في لوندون عندما وجد قناع النايملس .. كانوا هم نفسهم
..
“تلك المجموعة من الغرباء كانت السبب المباشر لنجاتنا ، فهم شاركوا معنا معرفتهم ، و كل الطرق التي زادت قوتهم .” كانوا متفوقين .. و كأنهم من عالم آخر . “نحن كنا ندعوهم .. بالقراء .” “القراء ؟” سأل فراي غير قادر على اخفاء دهشته . ليورا اوماأت .. ساردة الحقائق التي زادت من صدمة فراي
..
“بالزمن الذي ظهرت به البوابات .. قيل أنه وجد كتاب بذلك الوقت روى احداثا متشابهة مع ما اصاب الارض .. ظهور الشياطين ، البوابات ، الاورا. كلها رويت بذلك الكتاب الذي لم يكن سوى مجرد رواية خيالية ، كتبها بشري لم نكن نعرف عنه أي شيء ، سوى انه مات بزاوية ما من زوايا العالم .” بتلك اللحظة ، ظهر اسم رواية معينة
..
“كان اسمها .. أرض البقاء ” بمجرد سماع الاسم ، فراي ضرب رأسه بدون وعي منه . “قراء تلك الرواية كانوا على علم مسبق بكل ما كان مبهما لبقية البشر .. مستغلين المعلومات التي ذكرت بها ، هم زادوا قوتهم بسرعة .. و قادوا البشرية ناقلين لهم كل معرفتهم .. تلك الرواية عوملت لاحقا و كأنها كتاب سماوي ، و وحي من عالم آخر .” “بفضل القراء ، نحن أستطعنا النهوض و القتال بشكل صحيح ، كل ذلك بفضل رواية واحدة ضاعت سجلاتها مع الوقت ، لكنها بقيت محفورة باذهان قرائها .” ما ذكرته ليورا كان صادما ، لدرجة أن سنو و اوريل لم يصدقا
..
“رواية خيالية توقعت بدقة ما حدث للعالم .. هذا غير قابل للتصديق ” قال سنو بينما اوماأت ليورا .
“أنت محق .. لكن هذا هو ما حدث بالفعل .”
“نحن لم نعرف سرها قط ، فكاتبها مات اخذا معه كل الاجابات .. و لم يبقى لنا سوى ما تركه لنا و قراءه لنحارب به .. الامر يبدو سخيفا .. لكن صدق أو لا تصدق ، هذا هو السبب المباشر لنجاة البشرية حتى الآن ..”
رواية خيالية .. و مجموعة من القراء الغريبين الذين صادف اعجابهم بها و قراءتها كلها ..
ليورا اظهرت حسرة واضحة تجاه كاتبها الذي مات دون أن يستطيعوا الوصول اليه ، فبظلها كل الاجابات كانت موجودة لديه .”
..
لكن ليورا لم تعرف قط .. أن الكاتب الذي كانت تتحدث عنه ، كان موجودا امامها الآن .. مظهرا وجها ملتويا بعدما سمع خبرا لم يتوقع سماعه قط ..