298 - التحطم
استجمع بلاتير قوته الكاملة مستعدا للصدام ، و ايا كان ما سيرميه فراي عليه.
“لا سبب يدعوني للقلق منه ، فحتى لو حاول ادراكي بقدراته الغريبة ، هو لن يستطيع محو الفارق بين الرتب مهما حاول .’ بلاتير طمأن نفسه ، مجددا الثقة بقوته.
الفئة SSS لم تكن بالفئة التي يمكن هزيمتها بالطرق الملتوية ، ولا يفترض بفراي أن يكون استثناءا.
هذا ما يفترض به أن يحدث.
لكن و بلمح البصر ، فراي اختفى تماما ليظهر مباشرة أمام بلاتير.
كان انتقالا آنيا لا يمكن تتبعه اطلاقا جعل فراي وجها لوجه مع بلاتير.
بشكله الجديد الذي اضاء بشكل عجيب بتلك الاورا البنفسجية ، فراي ستارلايت هاجم بكلا سيفيه مطلقا العنان لكل القوة التي استطاع اخراجها بحالته هذه.
بلاتير بالمقابل هاجم برمحه بسرعة الضوء متداركا الوضع .. ثم ما هي سوى لحظات قليلة لتتصادم القوتان و ينشأ صراع مرعب للهالة اشد قوة من كل سابقيه.
تطاحن الضوء ضد الظلام ، و دخل الاثنان بمعركة جر حاول فيها كلاهما دفع الاخر بكل ما أوتي من قوة.
صراع هالة مدوي عكس قوة مطلقة بلغ عيارها الفئة SSS.
معركة الجر تلك استمرت لثواني طويلة بدت و كأنها ساعات لكلاهما .. لكن و في النهاية ، سمع كل من تواجد بالجزيرة صوت القطع المرعب الذي حدث.
سلاش !!!.
بلاتير لم يكد يصدق ما حدث ، إلا أن رأى فراي يتجاوزه مخترقا دفاعه ليظهر من خلف ظهره.
ثم عندما تفقد الاسقف جسده ، فإذا بقطع عظيم على شكل X يظهر على صدره.
متحسسا تلك الإصابة الدموية التي استقبلها من التبادل الاخير ، بلاتير ادرك انه خسر معركة الهالات التي حدثت قبل قليل.
لأول مرة منذ بداية المعركة ، الظلام طغى على الضوء ، و سيف فراي بلغ خصمه لأول مرة منذ ال Nameless judgement.
“أخسرت للتو بمعركة قوة خالصة ضده ؟!”.
بلاتير لم يتقبل ما حدث ، لذلك سارع باخراج المزيد و المزيد من هالته مستديرا ناحية فراي الذي ظهر من خلف ظهره.
“مدفعية الضوء!!”.
طاعنا رمحه العظيم ناحية خصمه ، بلاتير اطلق قذيفة طاغية من اورا الضوء التي هددت بابتلاع فراي و كل ما تواجد من حوله.
هذا الأخير رد الهجوم على الفور ملوحا بسيوفه باقصى قدر من القوة التي استطاع حشدها.
“10 آلاف خطوة من الظل: القاطع الأسود”.
مرسلا اثنين من الاقواس السوداء ، فراي صمد امام مدفعية الضوء التي اطلقها عليه خصمه ، بينما اندفع ناحيته مجددا محاولا قطعه بشكل اعمق هذه المرة.
بوووووم !!!.
الاسلحة تصادمت مرة أخرى ، و الاثنان تبادلا الضربات بسرعة تجاوزت حدود الفهم البشري.
فراي ستارلايت كان بارزا بهيأته الجديدة ، مثل نجم تألق بسطوع تجاوز ضوء بلاتير نفسه.
لكنه كان يعاني للسيطرة على تلك القوة الجديدة التي تأكلته من الداخل.
الصعود المظلم دمر جسده ، و تأقلم الظلال عالجه بنفس السرعة ما خلق صراعا داخل جسده منعه من التركيز على المعركة بشكل كامل.
“سيدمرني جسدي من هذه الهيأة باي دقيقة الآن ، احتاج لانهاء هذا باسرع وقت ممكن “.
تسارعت افكار فراي ، بينما واصل الضغط على بلاتير.
رغم أن هذه القدرة الجديدة قد كانت معيبة و غير مكتملة ، إلا انها ادت الغرض منها و جعلت فراي ستارلايت يدخل مؤقتا بحالة مساوية لخصمه.
هي سمحت لفراي ان يصبح الاستثناء ، من اجل تحقيق المعجزة ، و كسر القاعدة.
سيف فراي بلغ بلاتير ، و استطاع جرحه مع كل تبادل حدث بينهما.
على الرغم من أن بلاتير هو الاخر استطاع اصابته ، إلا أن هذا لم يغير من حقيقة أن المعركة سارت نحو المجهول الآن ، فلم يكن هنالك من طريقة لمعرفة الفائز في ظل الظروف الحالية.
“لا تغتر بنفسك يا فراي ستارلايت ، فانت لست مساويا لي بأي شكل من الاشكال!” صرخ بلاتير ، مزلزلا الأرض بموجة هائلة من الضوء.
موجة استقبلها فراي عن طريق اختراقها بسيوفه بشكل مباشر.
“10 آلاف خطوة من الظل: النيزك الاسود”.
اورا الظلام توغلت من بين جزيئات الضوء ، و سيوف فراي اصطدمت بذلك الرمح من جديد تاركة عليه اثرا عميقا.
فراي لم يملك الرفاهية للرد على كلمات بلاتير ، فتركيزه كله كان منصبا على هيأته الجديدة التي حاول الحفاظ عليها لاطول وقت ممكن.
“اللعنة .. جل تركي و قوتي العقلية يتم سحبه من أجل الحفاظ على هذه الهيأة الملعونة ، ما يجعلني بالكاد قادرا على التركيز بالقتال “.
بووووووم !!!.
“بوضعي هذا لن أستطيع اطلاق أي مهارات فائقة ، و سأكون مجبرا على القتال بالتقنيات البدائية لاسلوب 10 آلاف خطوة من الظل “.
شعر فراي بصداع جديد من كمية الضغط الذي وجد نفسه يتحمله.
لهذا السبب هو لم يستطع اطلاق اي تقنيات هائلة بمعركته ضد بلاتير.
حالة Dark Ascension جعلته قادرا على اعطاء مردود مشابه لأولئك من هم في الفئة SSS باعجوبة ، و لهذا السبب هو تمكن من الصمود بوجه بلاتير ، و جرحه ايضا.
لكن و لهزيمة الاسقف ، فراي كان مضطرا لاطلاق هجوم كاسح قوي بما فيه الكفاية لتدمير خصمه بشكل كامل .. فتلك الجروح السطحية لم تكن لتهزم بلاتير مطلقا.
الهجمات العادية من أسلوب 10 آلاف خطوة من الظل لم تكن كافية لتحقيق ذلك ، لهذا السبب اضطر فراي للضغط على نفسه أكثر بكثير و محاولة اخراج قوة اعظم حتى.
هجوم واحد كاسح يستطيع به محو خصمه من الوجود.
ضربة تلو الاخرى .. فراي صد كل ما رماه بلاتير عليه بينما استجمع قواه منتظرا اللحظة المناسبة للهجوم.
ساحة المعركة تحولت لبحر من الاورا المتفجرة ، و لم يعد من الممكن فهم ما كان يحدث بعد الآن.
بلاتير دخل بحالة هيجان مطلق ، جاعلا كل تلك الارواح بداخله تصرخ باعلى صوت لها ، مخرجا كل القوة الموهوبة له.
هو كان اشبه بكارثة طبيعية ، كارثة اطلقت اورا الضوء بكميات مهولة في سبيل قتل خصمه.
فراي صمد بوجه سيل الهجمات ذاك ، و على الرغم من انه بدا خافتا بالمقارنة مع ضوء بلاتير ، إلا أنه استطاع رد عدوان هذا الاخير بكفاءة و مهارة شديدة.
“فقد ماذا تكون بحق الجحيم يا فراي ستارلايت ؟!! أتخبرني انك قادر بمفردك على ابراز قوة مساوية لملايين الارواح ؟!” صرخ بلاتير فاقدا لاعصابه بعدما استطاع خصمه تحمل كل ما القاه عليه.
لطالما امتلك فراي ستارلايت قدرات غريبة تجاوزت حدود المنطق ، لكن بلاتير لم يتوقع قط أن تلك القدرات ستجعل خصمه يبلغ مستواه.
ذلك لم يكن منطقيا ببساطة ، فهذه الفئة SSS التي نتحدث عنها.
لكن فراي لم يكتف بذلك لوحده ، بل رد على بلاتير بنبرة اشد منه.
“مساوية لها ؟ لا .. بل سأتجاوزها !!”.
فراي سابق الزمن ، محاصرا بلاتير بسيل من الهجمات التي جعلته يخترق دفاع خصمه بشكل كامل.
وجها لوجه مع بلاتير ، فراي عول على انهاء المعركة بهجومه التالي.
هو كان يعلم أنه لن يستطيع الحفاظ على هذه الهيأة أكثر من ذلك ، لهذا راهن بكل شيء على هذا الهجوم الاخير.
“التقنية الوحيدة بترسانتي القادرة على انهاء بلاتير بشكل مباشر ، هي Nameless judgement ولا شيء سواها.
لو اطلقت تلك الضربة بهيأتي الحالية ، فانا متأكد من انها ستكون أقوى بكثير من سابقاتها.
ضربة Dark Nameless judgement بهيأة Dark Ascension.
عند جمعهما معا ، لم يكن من الصعب تخيل ما سيحدث ، فالنتيجة ستكون مروعة ، و كمية القوة الجبارة التي ستنتج عن ذلك يمكنها قهر امثال بلاتير.
و هذا ما راهن عليه فراي ستارلايت.
“لقد تخطيت الحد ، و استخدمتها 3 مرات بالفعل بالاحوال العادية ، انا لن أستطيع اطلاق ال Nameless judgement .. لكن بهيأتي هذه .. اشعر و كأنني قادر على فعل أي شيء !!”.
ضاغطا أكثر ، فراي اقترب ببطء من بلاتير ، قاطعا اورا الضوء باستمرار و ماحيا المسافة بينهما.
خصمه حاول ايقافه بكل الطرق ، لكن فراي تحمل كل ما القاه عليه حتى الرمق الاخير.
“أستطيع فعلها !” هو صرخ بكل جوارحه ، طاغيا على خصمه.
“سأنهي هذه المعركة ، هنا و الآن!!”.
وجها لوجه أمام بلاتير ، استجمع فراي ستارلايت كل قواه داخل باليريون الرعب الأسود ، استعدادا لاطلاق أقوى هجماته.
بصرخة مدوية دبت الرعب بقلب الاسقف ، فراي قطع بشكل عمودي معولا على انهاء كل شيء.
ذروة قوته ، و ذروة قدراته .. كلها تجلت من خلال هذه الضربة النهائية.
بلاتير لم يستطع ايقافه ، و كمية الاورا التي استجمعها فراي قد جعلت قلبه يغرق مدركا لخطورة ما كان على وشك التعرض له.
حتى بتضحيته بكل تلك الارواح التي لا تعد ولا تحصى ، شبح الخسارة لا يزال يطارد بلاتير ، و هذا ما جعل مشاعر معقدة تنشأ داخل قلبه.
فهو وجد نفسه تحت رحمة فراي ستارلايت الذي يعتبر ادنى منه من حيث كل شيء.
لكن الواقع كان مغايرا.
فراي ضاغطا على نفسه حتى النهاية ، و مقاوما كل ذلك الالم المبرح الذي عصف به .. هو اطلقها للمرة الرابعة.
“10 آلاف خطوة من الظل: Nameless judgement!!!”.
ضربة أقوى من كل سابقاتها ، تحمل بداخلها من القوة ما يكفي لهز العالم نفسه.
ضربة جعلت شبح الموت يطارد بلاتير ، و مكنت الرعب من النيل منه للحظات وجيزة.
هجوم كذاك سيمحوه من الوجود ، و هذا كان امرا شبه مؤكد.
تلك الضربة ستكون و بنسبة كبيرة هي نهاية المعركة ، و هذا ما يفترض به الحدوث.
لكن القدر كان له رأي آخر ، و بنهاية المطاف .. حدث ما لم يكن في الحسبان.
فراي ستارلايت كان على خطوة من اطلاق اعظم Nameless judgement يخرجها بحياته .. لكن و بمجرد لرفعه لسيفه بوجه بلاتير محاولا اطلاقها ناحيته.
تزقف الزمن للحظة عن المضي قدما ، و شعر فراي بواقعه ينقلب رأسا على عقب.
رؤيته تحولت للاحمر ، و حدث مشهد مرعب .. عندما انفجر الدم بغزارة من اعين ، انف و فم فراي.
عضلاته تشنجت بشكل مرعب ، و بشرته تشققت و كأنه تمثال حجري تعرض للتحطيم بعنف شديد.
فراي ستارلايت هوى نحو الأرض بينما سقط الدارك سيستر من يده ، بينما بقي باليريون متصلا به .. لكن ذلك السيف اصبح يزن طنا بالنسبة لفراي الحالي الذي انهار بشكل اسوء من أي وقت مضى.
با عين مفتوحة على مصراعيها .. فراي حدق بالارض من تحته غير قادر على استعاب ما حدث له.
هو شعر بجسده يتمزق باستمرار ، ما ارسل الما شعر به فراي و كأنه جحيم .. جحيم لم يختبر مثيله من قبل.
و هذا ما جاء بعدما حاول محاكاة قدرة تتجاوز فهمه .. تقنية غير مكتملة ، بالإضافة لمحاولته تجاوز حده و اطلاق ال Nameless judgement للمرة الرابعة.
فراي وضع ثقة زائدة بجسده و قدرته على التجدد ، ما جعله يتجاوز الحد بكثير ، بالغا نقطة اللاعودة.
فخصمه كان من الفئة SSS .. و كمية الضرر التي الحقها به هذا الاخير لم تكن بالشيء الذي اختبره فراي من قبل طيلة حياته.
“لابد انك تمزح معي ..” باصقا الدماء ، تحدث فراي بوجه اظلمت تعابيره.
لم تكن يفرق بينه و بين ابادة خصمه شيء سوى ثواني معدودة ، و هجوم واحد لو نفذه بشكل صحيح ، لربما كان قد فاز بالمعركة.
لكن جسده انهار قبل تحقيق ذلك.
فراي صر على اسنانه ، محاولا النهوض و المحالة من جديد.
لكن ادنى حركة بحالته الحالية قد جعلت كل ذرة من كيانه يرتعش من الم مبرح يفوق تحمل البشر ، كل ذلك من مجرد حركة صغيرة .. ناهيك عن القتال.
بلاتير الواقف امامه هو الاخر خسر حواسه لبضع ثواني.
، فحتى هو قد تخيل نفسه يتعرض لذلك الهجوم ، فحجم الاورا التي شعر بها في النهاية قد كان مروعا.
مروع لدرجة جعله يتجمد مكانه لبعض الوقت ، قبل أن تعود اعينه لفراي الجاثي امامه.
منذ بداية المعركة بينهما ، بلاتير لم يشعر قط بأنه قد يخسر ، فهو كان المسيطر منذ البداية ، و امتلك عديد الفرص لتدمير فراي.
بل يمكن القول انه اطال امد المعركة عن عمد ، رغبة منه باستغلال خصمه ليدفع بنفسه نحو قوة أكبر.
إذا هذا دل على شيء ، فهو يدل على أن بلاتير أقوى بكثير من فراي.
لكن و بنهاية المعركة .. و لاول مرة.
بلاتير شعر بشبح الموت يدنو منه ، و احتمال الخسارة الذي لم يتواجد من الأساس قد اصبح قريبا جدا لدرجة أن بلاتير تجمد مكانه لثواني طويلة ، غير قادر على استعاب ما حدث.
لكن الحظ كان لا يزال بجانبه ، فرغم اخراج خصمه لكل القدرات الخارقة الخاصة به.
القدرات التي تحدت المنطق و تجاوزت الحدود ، إلا أنه لا يزال غير قادر على هزيمته.
فراي انهار تماما قبل أن يوجه الضربة القاضية ، و هذا ما جعله يصبح تحت رحمة بلاتير مرة أخرى.
بلاتير التزم الصمت لبعض الوقت ، محدقا بخصمه بعينين حملت مزيجا من مشاعر معقدة .. أما فراي فجسده ارتجف خاسرا لقدر مرعب من الدم ، بينما حاول النهوض.
لكن بدون جدوى.
فراي لعن مرارا و تكرارا ، رافضا تقبل النتيجة.
“هجوم واحد!! كل ما كان يفصلني عن هزيمته هجوم واحد !! كان بإمكانك الانهيار بعدها اللعنة !!!”.
هو لعن من كل قلبه ، لكن و بحالته هذه ، هو لم يكن بيده شيء.
امامه ، بلاتير رفع رمحه العظيم بوجهه ، معولا على انهائه.
لم يقل أي كلمة ، و رفض الحديث معه.
الاسقف بعد ما رآه ، ايقن أن فراي ستارلايت ليس بالشخص الذي يجب ابقائه حيا و لو لثانية.
فمن يدري متى قد يخرج له بقدرة جديدة أخرى تتجاوز نطاق فهمه .. لذلك لم يكن له سوى قتله.
تجدد فراي توقف عن العمل بعد كل الضغط الذي تعرض له ، لذلك تلقي هجوم بحالته هذه سيعود عليه بكارثة حقيقية قد تودي بحياته.
فراي كان يعلم ذلك ، و بالمثل فعل بلاتير.
الجزيرة من حولها و رغم ضخامتها و شساعتها ، إلا انها اصبحت مجرد أرض مدمرة ملأتها الانقاض.
هي لم تعد تلك الجنة بعد الآن ، و عندما حاول بلاتير قتل فراي بالنهاية.
نزل عمود من الضوء مبتلعا بلاتير و فراي على حد سواء .. مزلزلا الجزيرة مرة أخرى.
“تشكيل الكون العظيم !!”.
باللحظة الاخيرة ، تدخل سنو ليونهارت مطلقا اقوى هجماته على بلاتير ، بينما امسك بجسد فراي محاولا الانسحاب على الفور و ابعاده عن الخطر.
ما حدث طيلة المعركة قد جعله يدرك أن هذا مستوى بعيد عنه حاليا ، لكنه لم يستطع فعل شيء سوى أن يأمل بأن يكون تشكيل الكون العظيم كافيا لايقاف بلاتير ريثما ينقذ فراي.
هو استعمل خطوة الفراغ ، محاولا الهرب بعيدا.
لكن موجة من الضوء الغريبة قد التفت من حول جسده موقفه اياه بالهواء.
“إلى أين تظن نفسك ذاهبا ، يا سنو ليونهارت”.
رافعا راحة يده نحوه ، خرج بلاتير من عمود الضوء الذي تسبب به تشكيل الكون العظيم سالما معافى ، غير متأثر بهجوم سنو.
هذا الأخير اطلق هيأة ملك الحرب لاقصى حدودها ، متحررا بالكاد من اغلال الضوء التي وضعها عليه بلاتير ، بينما وقف بالامام واضعا فراي خلفه.
“اهرب يا سنو .. أنت لست ندا له ” تحدث فراي بصعوبة ، محاولا ايقاف النزيف المرعب الذي عانى منه.
اما سنو ، فقد حمل الفيرميور واقفا وجها لوجه ضد بلاتير .. وحش و ضع قدما في الفئة SSS.
“اعلم أنه أقوى مني بكثير .. و اعلم أنني لا املك أي فرصة لهزيمته .. لكن أي خيار تركته لي ايها اللعين !؟ فانا لا أستطيع تركك تموت هنا !” حاملا سيفه أمام بلاتير.
سنو لم يعرف ما وجب عليه القيام به .. هو قفز نحو ساحة المعركة دون وعي منه عندما رأى فراي على وشك الموت.
لكن و بعد وصوله ، هو ادرك ان ما استطاع القيام به بوضع كهذا كان شحيحا جدا.
بلاتير تكبد الكثير من الاضرار خلال قتاله ضد فراي ، لكن رغم ذلك .. هو لا يزال وحشا في الفئة SSS يستطيع قهر امثال سنو بسهولة.
بين فراي المنهار .. و سنو الذي وضع قدما بالمعركة.
كلاهما قد اصبحا الآن تحت رحمة ذلك الرجل الذي تكتلت 35 مليون روح من وراءه.
“لم اعد اهتم بعد الان يا حامل الفيرميثور .. سواءا كنت رسول لورد الضوء أو ايا كان .. هنا و الان .. أنت و فراي ستارلايت ستموتان “.
معولا على وضع نهاية لحياتهما .. بلاتير هاجم بكل قوته .. جاعلا شبح الموت يعصف بكل من فراي و سنو ، مقتربين من نهايتهما أكثر من أي وقت مضى.
“لقد خسر فراي ستارلایت.
هو فعل كل شيء، و اخرج قوته بأكملها محاولا تحقيق المستحيل و هزيمة مقاتل من الفئة SSS.
لكن في النهاية، حتى هو مصيره كان الفشل .. على الرغم من أنه اقترب كثيرا، لدرجة أن بلاتير بنفسه شعر بالموت يدنوا منه على نهاية المعركة التي جمعتهما.
هو كان قريبا جدا، لكن التاريخ لا يتذكر سوى المنتصرين، و لا فائدة من ما حققه مادام الموت هو مصيره.
يمكن القول أن كل نضال فراي و كل ما قدمه قد ذهب ادراج الرياح.
سنو ليونهارت تدخل بالنهاية محاولا انقاذ ما يمكن انقاذه .. لكن لم يملك من القوة ما يتيح له الوقوف بوجه امثال بلاتير الحالي.
الاسقف تكبد العديد من الاضرار، و هو لم يكن بافضل حالاته بكل تأكيد، لكن ما امتلكه كان كافيا لقهر امثال سنو.
“ايها الغبي .. كان عليك الهرب عندما سنحت لك الفرصة !!!”.
تحدث فراي بصعوبة بينما استمر النزيف الحاد الذي تعرض له.
جسده انكمش كثيرا، و تشنج بشكل مرعب فاقدا لونه هو بدا و كأنه يعاني من مرض خطير دمر جسده بشكل كامل.
منظره كان مزريا لدرجة أن سنو لم يستطع اطالة النظر اليه.
” اخرس و ركز على التعافي بينما افكر بطريقة ما تخرجنا من هذه الورطة ” مركزا على بلاتير، تمسك سنو بالفيرميثور بينما حاول الوصول لحل ما ينجيهم من ورطتهم.
لكن الاسقف لم يمنحه و لو ثانية للتفكير، فهو طعن رمحه العظيم على الفور ناحيتهم، فإذا به يطلق شعاها عظيما من الضوء الذي هدد بابتلاعهما.
كمية الاورا بذلك الهجوم كانت لا تصدق، و سنو وجد نفسه بحالة رهبة بعدما اصبح هو الطرف المتلقي لها.
سابقا هو شعر بمدى قوة بلاتير عندما كان يشاهد المعركة بينه و بين فراي من بعيد.
لكن الآن وبعدما اصبح هو الذي قاتل ضد تلك القوى المهولة، سنو ليونهارت وجد الامر أسوأ بكثير.
مستجمعا كل قوته المعززة بهيأة ملك الحرب، هو اخرج اقوى هجمات السيف الواحد، قاطعا شعاع الضوء الذي ضربه به بلاتير لنصفين.
سنو بالكاد صمد أمام الهجوم، بينما تسربت ذلك الضوء الحارق عاصفا بجسده اثناء العملية.
بمجرد لمسة، كان جلد سنو يحترق رفقة لحمه من ضوء الاورا المشؤومة.
ثم بعد ما بدا وكأنه سيستمر إلى الابد .. انقشع شعاع الضوء تاركا سنو يتنفس الصعداء بينما لهث بشدة.
“كل هذا من هجوم واحد ؟ سنو لعن، مدركا فرق القوة الهائل بينه و بین خصمه.
بدا و كأن فكرة مقاتلة بلاتير قد كانت بدون فائدة تماما.
فهذا لن يعتبر قتالا من الأساس.
الفرق عظيم جدا، و حتى فراي بقوته المتفجرة قد كان لعبة بيد بلاتير معظم فترات قتالهم، و لولا تلك الحالة الغريبة التي دخلها بالنهاية، للعب به بلاتير طوال المعركة.
مالذي يتطلبه الامر ليبلغ الامر هذا المستوى من القوة الجبارة ؟ أي مسار يجب اتباعه ؟ و ما الثمن الذي يجب دفعه ؟”.
سنو كان يفكر بالامر لبعض الوقت الآن، فموضوع المسارات آثار ارقه.
القوة من الفئة SSS لم تكن شيئا يمكن بلوغه بالطرق العادية، فمن أجل تلك القوة، وجب اتباع طرق متطرفة تجعل المرأ يتنازل على الكثير.
سواءا مسار التضحية الذي اتبعه بلاتير مضحيا بملايين الارواح .. او مسار الدم الذي جعل فراي يقتل الآلاف ليصبح أقوى.
و حتى مسار الشياطين لم يكن استثناء، بل ربما هو اسوء منهم حتى .. فهو اجبره على أكل بني جنسه.
بدا وكأن كل المسارات تطلبت القيام بنوع ما من التضحية المريرة، في سبيل اكتساب القوة التي يبتغيها.
لذلك لم يستطع سنو ليونهارت سوى ان يتساءل، عن أي نوع من التضحيات سيضطر للقيام بها ما إذا أراد بلوغ ذلك المستوى.
هذا ما إذا نجا اليوم أساسا.
عقل بطل الإمبراطورية عمل بسرعة شديدة، محاولا ايجاد الحل قبل ان يهاجم بلاتير مرة أخرى.
القتال لم يكن خيارا، فالموت هو كل ما ينتظرهم في حال قيامه بذلك، لهذا السبب لم يكن له من خيار سوى إستعمال الكلمات.
“بلاتير ! اتدرك حجم الكارثة التي تنوي التسبب بها ؟!” سنو صرخ باعلى صوت له، جاعلا بلاتير يتوقف للحظة.
إذا لم ينفع القتال، فهو حاول اقناعه بالكلمات.
“أنا هو رسول لورد الضوء الذي تحبونه كثيرا فوق هذه الأرض، و حامل الفيرميثور .. قتلي الآن سيعني مخالفتك لكل تعاليم الكنيسة التي تمثلها !!”.
مستعملا اسم لورد الضوء كمساومة، استغل سنو مكانته كحامل للفيرميثور من أجل ثني بلاتير .. فهذا الأخير يفترض به أن يكون أحد مؤمني الكنيسة في النهاية.
لكن الاسقف لم يتوقف و لم بتردد ولو لثانية.
“لا حاجة لنا بك يا سنو ليونهارت، و لا لورد الضوء الذي تمثله” تحدث بلاتير بنبرة ثقيلة جاعلا كلا من سنو و فراي يتفاجان من كلامه.
“لا حاجة لنا بلورد تخلى عن اتباعه و لم يعر لهم بالا لمئات السنين، الكنيسة ستواصل المضي قدما، و سأكون أنا هو لورد الضوء الجديد، بدلا من القديم”.
ملوحا برمحه، اطلق بلاتير موجة من الضوء طاردا سنو و فراي.
“على عكسه، أنا هنا موجود و سأقود هذه الكنيسة حتى آخر ايامي، بهذه القوة العظيمة الموهوبة لي سأدمر كل اعدائنا سواءا الشياطين، و حتى لورد الضوء نفسه لو قرر التدخل !” صرح بلاتير لكل تعجرف، معلنا نفسه القوة الابرز فوق كوكب الأرض.
“انت جننت بالكامل !” صرخ سنو، محاولا تمالك نفسه و حماية فراي.
هذا الأخير باصقا الدم من فمه اشار لمدى جهل بلاتير.
“جوزيف بلاتير، أتحسب أنك لمجرد اختراقك الفئة SSS تستطيع تحقيق ما تشاء ؟ أنت بالكاد اخترقت ! و لن يكون من المبالغة القول انك اضعف مقاتل من هذه الفئة حاليا بهذا العالم !”.
“أنت كدت تخسر ضدي أنا الذي لم يبلغ تلك الفئة من الأساس، فما بالك بالوحوش التي تنوي أن تتحداها بكل تعجرف ؟”.
مهما نظر اليه، فراي ايقن أن بلاتير كان متوهما، و معميا بقوته.
صحيح أن ما امتلكه كان مذهلا، لكنه لم يساوي الكثير أمام الاهوال التي اخفاها هذا العالم .. ولا يبدو أن بلاتير اقتنع اطلاقا.
“انت لا تفهم يا فراي ستارلایت، فحتى لو جاء من هو أقوى مني، فسأتخطاه ببساطة بقوة التضحيات !!! بووووم”.
مفجرا المكان باكمله، حطم بلاتير كل من سنو و فراي خصوصا سنو الذي وقف بالمقدمة مدافعا عن صديقه.
“سأبني الكنيسة من جديد، و سأصنع اتباعا اكثر ايمانا من سابقيهم ! اتباع لا يؤمنون باحد سواي، اتباع جاهزون للتضحية بأنفسهم من اجلي بأي لحظة، و بدون تردد !”.
” بهذه الطريقة، قوتي لن تعرف حدودا “.
بامر من بلاتير، الرماح نزلت بلا حسيب ولا رقيب سنو لم يستطع فعل شيء سوى حمل فراي بينما استعمل خطوة الفراغ بشكل متكرر متجنبا الاسوء بالكاد.
بعد دقائق معدودة من الهرب و التعرض للضرب .. سنو سقط بعيدا بينما اوقع فراي ارضا.
هذا الأخير كان لا يزال غير قادر على الحراك، اما سنو فبدقائق معدودة، تعرض هو الآخر لقدر مرعب من الضرر لدرجة أن وجهه اصبح منقوعا بالدم بالكامل.
ولا يبدو أن بلاتير كان ينوي تركهم بأي شكل من الأشكال.
“اللعنة .. على هذا المنوال نحن سنموت حقا ..” تحدث سنو بنبرة خافتة بعدما لم يجد من طريقة تنجيهم فكل المسارات و كل الاحتمالات كانت تؤدي لموتهم المحتوم.
فراي مستلقيا أرضا بحالة مزرية هي الاسوء قد بدأ يضحك بشكل غريب ردا على ما قاله سنو.
“لم يكن عليك أن تأتي من اجلي يا صديقي، كان عليك النجاة بمفدرك “.
“إذا كنت لا تزال تملك من الطاقة ما يكفيك لقول هذا الهراء، فمن الافضل أن تستعملها للتعافي بدلا من ذلك “.
بمجرد انهاء سنو لكلامه، لمع ضوء مرعب من خلفهما عندما انبثق شعاع هاد آخر ابتلعهما بلمح البصر.
رغم الهرب بعيدا بواسطة خطوة الفراغ، إلا أن بلاتير كان لا يزال باهتمام.
شعاع الضوء ابتلع كلاهما، و ما هي إلا ثواني معدودة ليظهر الاثنان وسط مسار من الدمار و الخراب.
فراي كان ساقطا أرضا، و سنو من فوقه حاجبا اياه بجسده، مستقبلا معظم الضرر عنه.
ظهره تحول لمجزرة دموية، و وجهه اظهر مدى الالم الذي شعر به في تلك اللحظة.
و كأن قنبلة قد انفجرت للتو من خلفه.