294 - مذبحة الإيمان
واقفًا بجانب كاليستيس، إيغون وجه بصره نحو يد بلاتير المقطوعة.
“أهذا هو المفتاح؟”.
هو سأل بينما أومأ كاليستيس.
“الرونية على أذرع بلاتير تعد بمثابة مفاتيح لتشغيل لملائكة الحرب، بعدما أضعفناه لهذا الحد وقطعنا ذراعه، هو لن يستطيع منعنا بعد الآن من أخذ السيطرة”.
ممسكًا باليد المقطوعة، أطلق كاليستيس قوته المقدسة بينما فعل الرونية الدموية المنقوشة على جسده هو الآخر.
“بوجودي أنا الذي أحمل من القوة ما يساوي بلاتير، وبإضعافه إلى الحد الذي لا يستطيع المقاومة فيه بالإضافة لامتلاك نفس الرونية المفقودة، نحن لبينا كل الشروط، والآن ستصبح ملائكة الحرب تابعة لي بشكل كامل!”.
تزامنًا مع كلماته هذه، هو دمر يد بلاتير بواسطة قوته بشكل كامل، بينما امتص طاقة الرونيات نحو جسده.
الرموز الدموية توهجت بشكل مشؤوم، ملتفة حول كاليستيس الذي أصبح الآن الأمر الناهي لتلك الملائكة شديدة القوة.
“ملائكة الحرب طوع أمري، وأنا طوع أمرك، إيغون فاليريون”.
منحنيًا نحو الأمير، أظهر كاليستيس ولاءه التام.
ولاء لم يشترى بين ليلة وضحاها، بل من وقت طويل.
بلاتير لم يستطع الحديث، لكن العديد من علامات الاستفهام جالت عقله.
متى؟ كيف؟
متى استطاع الأمير جلب كاليستيس إلى جانبه؟ وكيف فعلها بالضبط؟
بامتلاك الأمير لجاسوس بمنصب كاليستيس بين صفوف الكنيسة، فهذا يعني أنه كان مطلعًا على كل أسرارهم مسبقًا .. فكاليستيس كان أحد الأسقف الذين قادوا كل شيء بجانب بلاتير.
بمعنى آخر، إيغون كان يعلم بما خططت له الكنيسة، وعلم أنهم سيغدرون بهم بالحرب.
رغم ذلك، هو فضل الوقوف جانبًا وترك الأحداث تجري مع التيار .. بغض النظر عن الخسائر التي عانت منها إمبراطوريته التي يفترض به أن يكون إمبراطورها القادم .. وكل أولئك الموتى.
إيغون قامر بأرواحهم جميعًا من أجل هذه اللحظة بالذات.
“نحن متشابهان يا بلاتير، فكلانا لعبنا اللعبة ذاتها .. لكن الفرق بيننا هو أنك لست سوى مجرد هاو وجد نفسه ضد لاعب أعلى مستوى منه بكثير”.
ضحك إيغون ساخرًا، بينما حدى كاليستيس حذوه وضحك معه.
كلاهما ضحك على بلاتير .. العجوز الذي ظن أنه وضع يده على العالم .. لكنه لم يعلم أن الأفعى قد كانت التفت من حول رقبته بالفعل.
“الكنيسة لن تنتهي هنا، فهي ستنهض من جديد”.
قال إيغون مشيرًا لكاليستيس.
“سيكون راميئيل كاليستيس هو الأسقف الأعلى الجديد، ونظرًا للطريقة التي استعملتموها للتلاعب بلوح الوحي ذاك، فلن يكون من الصعب جذب ولاء أتباعك تحت مسمى “أوامر لورد الضوء”.
“إنه لأمر مثير للسخرية حقًا، كيف أن أتباع الكنيسة على استعداد لتنفيذ أيًا كان الأمر الذي ينزل إليهم، سواءًا طالبهم بقتل أنفسهم، اغتصاب أهاليهم، أو حتى التضحية ببعضهم البعض! ما دام كل هذا يندرج تحت مسمى ‘مشيئة لورد الضوء’ فهم سينفذون الأوامر دون تردد!! أليس هذا مذهلًا؟ أليس هذا جنونًا كاملًا؟!”.
أصوات ضحكات إيغون المشؤومة صدت بكل مكان هناك بصرح العظيم.
أعين بلاتير بدأت تفقد الضوء ببطء، وتعبير مرير مرسوم على وجهه.
شجرة العالم الذهبية اهتزت بدون توقف، وكأنها ترثو الحال الذي وصل إليه البشر.
إيغون فاليريون قد وضع للتو يده على قوة كبرى .. ديانة كاملة عاشت لمئات السنين كانت ستصبح موالية له.
استدرجه لكاليستيس إلى حفه كان ضربة موجعة للكنيسة، لكن التوقيت الذي اختاره للضرب هو الصفقة الحقيقية.
فهو وجهها بأكثر لحظة مثالية، بأكبر لحظات بلاتير والكنيسة ضعفًا.
استغل رفاقه .. استغل أعداءه .. استغل الجميع.
في نهاية اليوم، إيغون كان على وشك أن يكون هو الفائز الوحيد.
من بعيد، عاد بلاتيني زاحفًا والغضب يعتريه .. بينما هربت الحياة من أعين بلاتير.
“يبدو أنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة” قال كاليستيس، متقدمًا للأمام من أجل إنهائهم.
هو كان راضيًا، فلم يشعر يومًا بما يجمعه ببلاتير وبلاتيني.
بعدما اتبع إيغون، هو ضمن أن يصبح هو القوة الناهية بالكنيسة، المنصب الأعلى بها.
صحيح أنه سيكون مواليًا لإيغون .. لكن هذا الأخير هو الجانب الفائز الذي اختاره .. وهو الجانب الذي منحه كل ما أراد.
بين بلاتير المحتضر، وبلاتيني المحطم .. وإيغون وكاليستيس اللذان استمتعا بكل لحظة.
كانت المعركة ضد الكنيسة على وشك بلوغ مراحلها النهائية.
كاليستيس كان على وشك إنهاء أمر بلاتير، لكنه توقف.
عندما رأى ذلك الشاب الذي وصل أخيرًا منقوعًا بالدم.
“ما الذي حدث هنا؟”.
أعين فراي جالت بين الحاضرين، محاولًا استيعاب الموقف.
سنو ليونهارت .. البطل الذي قتل للتو عددًا مرعبًا من أتباع الكنيسة، مضطرًا لتلطيخ يديه بدمائهم جميعًا.
“وصلت أخيرًا .. سنو ليونهارت”.
“إيغون، لقد سألتك سؤالًا لعينا .. لذا فالتحجب عليه” كان سنو غاضبًا، وحائرًا بنفس الوقت.
فهو لم يتوقع ظهور الأمير بمكان كهذا.
“لقد فزنا يا سنو، هذا ما حدث”.
قال إيغون بابتسامة، مشيرًا لأعدائهم.
“لقد سقط بلاتير، وسقطت معه الكنيسة بأكملها”.
إيغون قالها وكأنها أسهل شيء بالوجود .. لدرجة أن سنو لم يستطع تشكيل الكلمات.
هو لم يفهم ما كان يحدث بالضبط، لكن رؤية كاليستيس يتخذ جانب إيغون قد كانت كافية لجعله يدرك الكثير.
بنهاية اليوم، بدا وكأنهم خسروا جميعًا .. والفائز لم يكن سوى إيغون فاليريون.
أكانت تلك حربًا من الأساس؟
هل يجوز اعتبارها معركة حتى؟
لا.
هي بدت له أشبه بمسرحية .. مسرحية قام الجميع فيها بأدوارهم.
هو، فراي، الإمبراطورية، الالتراس، الكنيسة .. كلهم قاموا بالعرض الذي جهزه إيغون من أجلهم.
بالقرب من مكان وجودهم، ظهر فراي هو الآخر من العدم بعدما اختفت الملائكة التي كان يقاتلها بشكل عجيب.
فراي ألقى بنظرة على الوضع، قبل أن تتدحرج أعينه ناحية ذلك الينبوع الذي تواجد بالقرب منهم.
المكان حيث رقدت فتاة مألوفة بحث عنها منذ بعض الوقت.
كانت عارية تمامًا، بعشرات الأنابيب الدموية مطعونة داخل جسدها، وعدد كبير من الرونيات الحمراء محفورة فوق جلدها.
“أوريل .. “.
“لا أنصحك بالاقتراب يا فراي ستارلايت، ففي حال لمسك إياها قبل أن تنتهي من استلام الميراث هي ستموت”.
قال كاليستيس معولًا على قول المزيد.
لكنه سكت فورًا عندما التفت أعينه بأعين فراي .. جسد هذا الأخير قد سرب نية قتل مهولة جعل الأسقف يتصبب عرقًا.
لكن إيغون تولى الكلام بدلًا منه.
“أقوياء الكنيسة يعتمدون على طقوس التضحية، والقديسة ليست باستثناء”.
“لقد تخلوا عنهم لورد الضوء الذي عبدوه منذ وقت طويل، لذلك لم تكن لهم سوى هذه الطريقة للحفاظ على إرثهم .. فالقديسة الواحدة تلو الأخرى، هم ينقلون الإرث عن طريق التضحية ثم نقل القوة والدم للوريثة الموالية”.
“فعلوا هذا لسنين طويلة، محافظين على قوة ونقاء القديسات .. لكن العملية تشكل ضغطًا كبيرًا على أجساد البشر، لهذا السبب هن لا يستطعن العيش لما بعد العشرينيات من عمرهم”.
“ولهذا السبب .. تحولت القديسة يوراشا إلى عجوز بمجرد التضحية بها”.
“أجسادهم تستهلك كل قوة الحياة الخاصة بها في سبيل تحمل القوة الموهوبة لهن، وبعضهن لا يتمكن من استعمالها بشكل صحيح حتى”.
“قادتهم يزيدون قوتهم عن طريق التضحية بالآخرين، وديانتهم مبنية على كذبة .. هذه هي الكنيسة التي أسرت قلوب الملايين” قال إيغون .. محدقًا بالشجرة الذهبية.
“شجرة العالم .. الشيء الوحيد الذي تجاوز التوقعات وحصل على اهتمام الأمير الكامل”.
لكنه سرعان ما أعاد انتباهه لفراي الماثل أمامه.
“يفترض أنهم قد فازوا بالفعل، فخصمهم خسر بالفعل .. لكن لسبب ما، لم يستطع أي من الحاضرين القيام بأي خطوة”.
فنية القتل لم تهدأ قط، وعلى ما يبدو .. فراي وسنو لم يكونا ليغادرا المكان إلا وقد سفكوا دماء أحدهم.
لكن دم من؟
بين إيغون وكاليستيس.
فراي وسنو.
بلاتير المحتضر، وبلاتيني الجاثي أرضًا.
أوريل الراقدة وسط دماءها.
عم الهدوء .. هدوء بدأت بعده الكارثة التي سيعاني العالم من تداعياتها لسنين طويلة جدًا.
بقمة مدينة الليل الابدي، نوكتيرا .. تحديدا بالمعبد الأقدم على الاطلاق حيث تواجدت شجرة العالم الذهبية.
بلغت المعركة ضد الكنيسة مراحلها الاخيرة، وشهدت منعطفات كثيرة.
3 شبان لم يبلغوا العشرين من عمرهم، قد تمكنوا من قهر كيان امتلك من الاتباع الكثير وعاش لمئات السنين.
لكن أمام اولئك الثلاثة، كل شيء بدا وكأنه سينتهي بسرعة .. خصوصا عندما وجه ايغون الضربة القاضية بنفسه، ساحبا احد الاسقف الى جانبه.
رغم أن المعركة بدا وكأنها انتهت، إلا أن الاجواء المحيطة لم توحي بذلك اطلاقا.
ايغون تراجع خطوة للخلف، بينما وقف كاليستيس امامه.
بلاتير كان لا يزال ساقطا أرضا، بحفرة كبيرة داخل صدره، و يد مقطوعة فقد معها سيطرته على ملائكة الحرب .. بمعنى آخر.. هو فقد كل اسلحته.
بلاتيني هو الآخر لم يكن ذو فائدة، فقد خسر بشكل مزري امام سنو ليونهارت.
بالحديث عن هذا الاخير، فهو اتخذ جانب فراي. بينما عم الصمت.
يمكن القول أن سبب التوتر الاكبر، قد كان فراي.
ستارلايت الذي اخفى وجهه خلف ذلك القناع، فلم يكن هنالك من طريقة لمعرفة ما كان يدور داخل عقله، أو ما ستكون خطوته التالية.
يفترض ان جانب الإمبراطورية قد فاز، لكن هذه لم تكن بالحقيقة اطلاقا، فالفائز الوحيد هذا اليوم هو ايغون و لا أحد سواه.
إذا تركت الامور مثلما هي، فهو سيضع يده على الكنيسة باكملها، و يكسب المزيد من السلطة التي ستجعله لا يقف ملكا على الإمبراطورية فحسب، بل العالم اجمع.
ضم الكنيسة، ثم قهر الالتراس .. إذا استمر هذا، فلن يكون من الغريب رؤية ذلك الشاب يقف بقمة العالم عما قريب.
سواءا فراي، أو سنو لم يبدو اي منهما راضيا على هذه النتيجة، و الدماء كان من الممكن أن تسفك باي لحظة.
من بين هذه الاجواء المتوترة .. بلاتيني زحف ببطء، محاولا بلوغ بلاتير.
“سيدي بلاتير ..”.
محدقا بالرجل الذي اتبعه طيلة حياته .. بدا بلاتيني متألما، فهو رأى كل ما بنوه ذات يوم ينهار امامهم.
الصدمة كانت شديدة عليه، و اشد على بلاتير نفسه.
هذا الأخير و باعين محقونة بالدماء، حدق بالارض من تحته محاولا ابقاء نفسه على قيد الحياة بقدر الامكان.
هو تنفس بصعوبة شديدة، بينما سالت دماؤه فوق الأرض باستمرار ما اثبت ان محاولاته قد بدأت تبوء بالفشل.
امامه، كان هنالك صراع قد ينشأ باي لحظة بين اعدائه .. و بدا وكأنهم سيتقاتلون من أجل الكنيسة، و مستقبلها.
سواءا ينتهي بها الامر تحت سيطرة ايغون، أو تفنى تماما على يد فراي.
بين هذا وذاك، المعركة لم تعد تشمله بعد الآن، فهو قد خسر تماما، و بسهولة ايضا.
اعداءه لم يعودوا يعطونه أي اعتبار، هو لم يعد سوى خاسر مثير للشفقة لا يقدر على تحقيق اي شيء.
“الكنيسة… الكنيسة التي حافظت عليها طيلة هذه السنين، و بنيتها إلى أن اصبحت على ما هي عليه الآن.
باعين محقنة بالدماء، بلاتير زحف فوق الأرض هو الآخر.
من بين تلك الاعين، ترددت الكثير من المشاهد، و الاحداث التي عصفت به على مر السنين.
بين لحظات صعود و هبوط .. بين انتصارات و هزائم.
بلاتير اخفض رأسه بعديد المناسبات، و تحمل الاهانة دوما في سبيل تحقيق مآربه .. عاش حياته كلها داخل الكنيسة.
كنيستي.. هذه كنيستي انا ” قال بلاتير بصعوبة، باصقا الدم.
هو تآمر و كذب من اجل جعلها ما هي عليه الآن، قتل و ضحى بالآلاف و تحمل الاذلال و الهزيمة عشرات المرات.
افنى عمره بهذا المكان، وها هو الآن يراه يسلب من بين ايديه بهذه السهولة.
لقد علمت بأن لورد الضوء قد تخلى عنا منذ زمن طويل لقد اعلم ذلك و اعلم أن لورد الضوء ليس بإله.
قبل عشرات السنين.. اترقى المطران جوزيف بلاتير الشاب ليصبح اصغر اسقف بالتاريخ.
بذلك الوقت، هو كان شابا مشرقا غمره الايمان.
آمن بالقضية، و آمن بلورد الضوء.
لقد كان مؤمنا تقيا حتى النخاع، وهب حياته و جسده من اجل الدين.
لكن و مع منصب الاسقف، جاءت الحقيقة و المعرفة التي لا يملكها الكثيرون.
الكنيسة لم تكن الكيان النبيل الذي ظنه الناس .. بل هي مجرد ديانة بنيت على كذبة .. كذبة كبيرة.
حاكم الضوء لم يعترف بوجودهم من الأساس، فكل ما يهمه هو بطله المختار ولا شيء غيره.
هذه كانت صدمة لبلاتير .. صدمة اشتدت أكثر و أكثر عندما اكتشف بقية الخبايا و الأسرار.
صحيح أن حاكم الضوء لم يعترف بهم، لكنه ترك اشياء عديدة فوق الأرض .. اشياء ساهمت بتكوين ما هم عليه الآن.
هو ترك شجرة عظيمة، حملت قوة غامضة تكفي لجعل جزيرة كاملة تنبض بالحياة .. فمن داخل تلك الشجرة خرج السيف المقدس الفيرميثور.
و معها، لورد الضوء ترك رونية غريبة .. خربشات بلا معنى لم يفهمها أحد.
لكن و بعد دراسات طويلة ومكثفة لسنين طويلة، اكتشفت الكنسية ان لها علاقة بالتضحية.
مسار التضحيات..
نقش تلك الحروف الملعونة يجعل المستيقظين قادرين على زيادة قوتهم كلما زاد عدد الناس الذين يموتون من اجلهم.
لكن الايمان المطلق كان شرطا لتفعيل هذا المسار، فلابد أن يكون المضحى به على ايمان تام بالشخص الذي يضحي بنفسه من اجله.
في حال توفر الشروط، فيمكن للمرئ اكتساب قوة عظيمة تتيح لهم تجاوز حدودهم .. القوة التي عول عليها بلاتير و راهن عليها معتقدا انها ستكون كافية.
الكنيسة كانت مبنية على كذبة، و حبل الكذب قصير.
كان من المقدر أن يأتي اليوم الذي تظهر به الحقيقة، و ينهار كل شيء .. لكن بلاتير حال دون ذلك.
هو حافظ على هذا الكيان حتى النهاية.
قيل أن القديسة الاولى التي رافقت كازيس فاليريون بالحرب القديمة هي الأخرى قد امتلكت اتصالا من نوع ما مع لورد الضوء .. لكنها هي الأخرى اختفت منذ زمن بعيد .. لهذا حاولت الكنيسة الحفاظ على ارتها، عن طريق نقل دمائها وقوتها عبر المرشحات الواحدة تلوا الأخرى .. على امل ظهور قديسة اخرى مساوية لها.
لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، فلا يوجد قديسة استطاعت تجاوز الفئة +SS حتى الآن، و كلهن يمتن بعمر صغير غير قادرات على تحمل تلك القوة الدخيلة على اجسادهن.
الكنيسة التي عذبت الكثيرين.
الكنيسة التي بنيت بالدم والتضحيات، و الكذب و الافتراء.
هي كانت فاسدة حتى النخاع .. لكن في النهاية.. بلاتير نجح بابقائها على قيد الحياة.
هو تعمق بهذه القذارة، و اقترف بايديه من الآثام ما جعله يغرق كثيرا إلى أن اصبح هو الآخر فاسدا حتى النخاع.
أراد جعل كنيسته هي المسيطر، أراد تحويل الكذبة التي صدقها ذات يوم الى حقيقة يؤمن بها العالم اجمع.
لتحقيق ذلك، هو ذهب بعيدا جدا، و لم يعد هنالك من عودة للوراء.
لقد ضحى بالكثير، و الآن ها هو يفقد كل شيء.
” بهذه البساطة.. بهذه السهولة ..”.
ايفون فاليريون.. فراي ستارلایت.
ها هم يسلبونها منه، هاهم باخذونها منه.
بلاتير صر على اسنانه بشدة، بينما بکی دما و مشاعر متقدة تحترق بداخله.
غضب عارم، و جنون تام سيطر على عقله المتعب.
الألم كان عظيما، لكن النار التي حرقته من الداخل كانت اعظم بكثير.
بدون سابق انذار، بلاتير بدأ يصرخ بجنون .. جنون تام جعل جميع الانظار تعود اليه.
هو حاول قول شيء ما، لكنه لم يبصق شيئا سوى الدماء التي ملأت حلقه.
سواءا فراي أو ايغون، و حتى سنو و كاليستيس.
الجميع كل حدقوا به باعين عكست انواع عديدة من المشاعر.
ازدراء.. كراهية.. شفقة.. نظرة دونية.
لكن بلاتير لم يهتم بعد الآن بما فكر به اعداءه.
الضغط المسلط عليه، و الانهيار التام الذي تعرض له.
مواجه خطر خسارة كل شيء، هو جن تماما.
فاتحا فمه باقصى استطاعته، بلاتير عض ذراعه المتبقية باقوى ما امتلك، اسنانه توغلت عميقا داخل لحمه، و جرح مرعب تكون بمكان العضة.
“Aaaaaaaaaargh! Aarghhhhhhh!”.
لكن بلاتير لم يكتفي بواحدة، بل نهش لحمه و عظامه باستمرار، جاعلا وجهه مغمورا بدمائه الخاصة.
هو لم يتوقف إلى أن قطع ذراعه المتبقية بواسطة اسنانه .. في مشهد وحشي جعل جميع الحاضرين يحدقون به متجمدين.
بلاتير امسك باليد المقطوعة بواسطة فمه، بينما تنفس بصعوبة مطلقا انينا مرعبا لم يكن ليصدق احد انه صادر من بشري.
ببطء، بلاتير رفع راسه عاليا نحو السماء، حاملا تلك اليد المقطوعة بين أسنانه الدموية.
هو بدا بحالة مزرية يرثى لها، مقطوع الاطراف، محفور الصدر، و منقوعا بالدم.
لكن اعينه حملت تصميما مرعبا اثبت أن الاسقف لم يسقط بعد.
فبمجرد حمله لتلك اليد عاليا، فإذا بها تتوهج بضوء احمر مشؤوم.
رونية دموية اشتعلت من العدم، جاعلة الكل يدرك بأن الاسقف المحتضر قد كان بصدد القيام بشيء ما.
لذلك و على الفور، فجر 3 أشخاص الأرض من تحتهم مندفعين اليه بوقت واحد.
فراي، سنو.. و كاليستيس.
ثلاثتهم ظهروا امامه مهاجمين اياه بوحشية.
سلاش !!!.
بضربة واحدة من سيوفهم، تطايرت الدماء بكل مكان بمشهد وحشي لرجل مزق لحمه، و قطع جسده.
لكن المعني لم يكن بلاتير قط .. بل ذلك الرجل الذي رمى بنفسه بالطريق، في اللحظة الاخيرة حاميا اياه بجسده.
سواءا فراي، سنو.. كاليستيس .. ثلاثتهم تفاجؤوا من بلاتيني الذي قفز أمام بلاتير معطيا اياهم ظهره.
الهجوم كان كاسحا، و بلاتيني لم يملك الفرصة للنجاة اطلاقا، لكنه استطاع منح بلاتير ثواني قليلة .. ثواني اتاحت له فعل ما كان ينوي عليه.
“بلاتير.. لقد اتبعتك دوما، و كنت معك لوقت اطول من اي شخص آخر”.
عندما ارتفع بلاتير لمنصب الاسقف الاعلى، لطالما كان بلاتيني هو اليد اليمنى الذي رافقه طوال الوقت.
“هذا المكان كان ملتويا و مظلما منذ البداية، لكنك أنت الذي حافظ على هذا الكيان .. أنت من بنى هذا المكان، و بدونك لا وجود للكنيسة”.
هذه الكلمات كانت الشيء الذي اراد بلاتيني قوله لبلاتير .. لكنها لم تغادر فمه قط، فسيوف اعدائه لم ترحمه و الحياة غادرت عينيه فورا.
لكن و قبل موته، هو ترك كل شيء بعهدة الاسقف الاعلى الذي لطالما احترمه.
“اضحي بهذا النفس التافهة من اجلك، و اهب حلمي و قوتي لك .. سيدي .. لا يهم ما سيحدث بنهاية اليوم، سواءا فنت الكنيسة، أو استمرت .. لكن .. فالترهم الرعب”.
“ارهبم القوة الحقيقية لهذا الكيان الذي عشنا، و ها نحن ذا نموت من اجله”.
بلاتيني ذهب.. و سقط جسده ميتا.
لكن كيانه نفسه قد انتقل لبلاتير، مضحيا لنفسه هو الآخر .. داعما طموح سيده المجنون.
“هذه الكنيسة جزء مني، إذا عشت، فهي ستعيش معي .. و إذا مت، فستموت معي !!”.
صرخ بلاتير، مخرجا تلك الكلمات أخيرا من جوفه و اعماق روحه.
“مرة أخيرة ! دعني استعمله مرة بعد !!”.
اليد التي حملها بلاتير بأسنانه قد انفجرت تماما، و هذا ما جعل المسرح جاهزا.
تزامنا من انفجار اليد، فتح شخص معين اعينه أخيرا بعيدا عنهم.
داخل الينبوع الذي رقدت به وسط دمائها، استيقظت اوريل بلاتيني فاتحة عينيها، لكن تلك الاعين الزرقاء بدت مختلفة جدا الآن، فهي اطلقت وهجا ذهبيا مشؤوما.
واقفة من جديد، و عشرات الانابيب الدموية محقونة داخل جسدها العاري، اوريل رفعت يدها نحو بلاتير، فإذا باورا عجيبة تتكون من العدم طوعا لامرها.
“اوريل.. مالذي ..” قال فراي مصدوما من حجم الاورا التي شعر بها.
اوريل بلاتيني وضعت يدها على اورا عظيمة، اورا جاءت من الشجرة الذهبية الغامضة التي اهتزت من فوقهم.
في تلك اللحظة، استعد الجميع للقتال ظنا منهم أن تلك القوة ستذهب لبلاتير، لهذا السبب.
فراي هاجمه على الفور باقصى سرعة له.
القوة الكاملة لفراي جعلته يضرب عنق بلاتير، فاصلا راسه عن جسده بقطع نظيف لم يمنحه الفرصة لفعل اي شيء.
رأس بلاتير طار بعيدا، ليتدحرج فوق الارض المنقوعة بالدم.
بدا و كأن فراي اوقفه بنجاح، لكن السيناريو الذي اعتقدوا انه سيحدث قد كان خاطئا منذ البداية، فتلك القوة لم تكن مجهزة من أجل بلاتير قط.
بحركة من يدها، شكلت اوريل بلاتيني تلك الاورا على هيأة ضوء ابيض شديد النقاء.
ضوء انطلق بعيدا بالسماء، مغادرا لمكان مختلف تماما.
اوريل لم تكن واعية، و بدت اشبه بالآلة الآن.
تصرفاتها كانت غريبة، و لم يفهم احد ما فعلته.
ماذا كان ذلك الضوء ؟ و الى اين اطلقته ؟.
لم يعرف احد الإجابة، لكن الطريقة التي اظلم بها وجه راميئيل كاليستيس قد اظهرت أن الامركان كارثيا.
“بسرعة !!! اقتل القديسة ! الآن!!”.
انطلق كاليستيس بسرعة البرق مهاجما اوريل، محاولا منعها، و كادت يدها تبلغها، لكن سنو تدخل باللحظة الاخيرة قاطعا تلك اليد قبل ان تلمسها.
“مالذي تظن نفسك فاعلا بحق الجحيم ؟!” صرخ كاليستيس بغضب، بينما وقف سنو أمام اوريل حاميا اياها.
“هذا هو سؤالي يا اسقف الكنيسة، اتحاول قتل هذه الفتاة بعد تعذيبكم اياها طيلة هذه السنين؟!”.
“ايها الاحمق ! انت لا تعلم مدى الخطأ الذي ارتكبته الآن!!”.
كاليستيس واصل الصراخ بخوف، بينما حاول المرور لكن سنو حظره بشكل تام.
من خلف سنو، اوريل طارت ببطء نحو السماء بينما اطلقت الشجرة المقدسة وهجا نقيا احاط بها حاميا اياها.
برؤية هذا المشهد، كاليستيس اظهر وجها مأساويا.
“لقد فات الاوان ..”.
بسماع ذلك، سنو امسك به طارحا اياه ارضا.
“فات الاوان؟ على ماذا؟ تكلم! مالذي يجري هنا ؟؟” سأل سنو بغضب، بينما ضحك كاليستيس محدقا بالقديسة.
“لذلك الضوء.. لقد كان ضوء الوحي ..”.
“ضوء الوحي ؟”.
تزامنا مع كلماته هذه، شعر جميع الحاضرين باهتزاز غريب .. و كأن زلزالا ضرب بعيدا بمكان ما في الاسفل.
فراي و ايغون بشكل خاص حدقا بنفس المكان، مستوعبين جزءا مما كان يحدث.
فذلك الضوء الهائل، قد طار نحو الاسفل بسرعة مهولة، الى أن اصطدم بمكان معين.
لوح الوحي الذي استعملته الكنيسة طيلة هذه السنين لاستقبال اوامر لورد الضوء، قد اشتعل من جديد بأوامر جديدة.
من حول اللوح، حلقت الملائكة، بينما اشتعلت اعينها ماسحة الاوامر المكتوبة عليه.
ثم باللحظة ذاتها، و بكل مكان فوق كوكب الأرض .. خصوصا الإمبراطورية .. حلقت الملائكة جميعها، بينما اضاءت اعينها.
و من تلك الاعين، انبعثت صورة ثنائية الابعاد، ابانت عن مشهد اللوح و هو يضيء بتلك الاوامر.
“لقد سيطرنا على ملائكة الحرب .. لكن الملائكة الأخرى كانت لا تزال تحت سيطرة بلاتير و بلاتيني ..” قال كاليستيس، مطلقا وهجا اخضر هرب به من سنو.
“الآن.. لن يستطيع شيء ايقاف ما سيحدث”.
سنو حدق بكاليستيس يهرب بعيدا، غير قادر على فهم الامر .. هو قفز ناحية اوريل محاولا ايقافها.
لكن موجة القوة الذهبية تلك ابعدته عنها.
كما قال كاليستيس، لم يكن هنالك من طريقة لايقاف الامر الآن.
ففي اللحظة عينها، رفع جميع البشر فوق كوكب الأرض اعينهم نحو السماء، محدقين بذلك اللوح.
اوريل فتحت فمها متحدثة، فإذا بصوتها يخرج من فم الملائكة اجمعين، متحدثين بنفس كلماتها بصوت عال مذيعينه للعالم اجمع.
“أوه يا اتباع الكنيسة المخلصين، ايتها الارواح النبيلة التي وهبت نفسها من أجل ما هو صحيح”.
“لقد تكالبت الشياطين و الظلمات طارقة ابوابنا، مهددة بسلبنا كل ما هو غالي علينا .. لكن مصيرهم المحتوم، سيكون الهزيمة أمام قوة المؤمنين الحقيقيين !!”.
“لورد الضوء لم يتخلى عنا اطلاقا !! و ها هو الآن ينزل علينا اوامره و كلماته المباركة التي ستقودنا نحو الخلاص !!”.
“لورد الضوء يأمركم !! صلوا يا عبادي الصالحين !! صلوا ! و انقشوا هذه الكلمات فوق جلودكم، و جلود احبائكم و ابنائكم، و احفادكم !!”.
“صلوا ! و كرسوا ايمانكم !! هذه الكلمات القليلة هي ما سيجلب الخلاص لكم، و ينهي معاناتكم !!”.
صرخت القديسة، و صرخت الملائكة معها، عارضين تلك الخربشات العجيبة للعالم اجمع.
رموز لم يفهمها احد، و لم يعرفوا معناها.
لكن.. و بكل انحاء العالم، و باللحظة ذاتها.
تحرك جميع اتباع الكنيسة بوقت واحد، ملبين نداء الكيان الذي اتبعوه كإله لهم.
“لورد الضوء!!”.
“لورد الضوء سيحمينا !!”.
كل من سيحفر تلك الكلمات فوق جلده، فسيحصل على الحماية من الإله.
كانت هذه هي الرسالة، و الوحي الذي تم وضعه امامهم.
هم لم يفهموه، لكن اسم لورد الضوء وحده جعل الملايين من اتباع الكنيسة يمسكون بالسكاكين و اي اداة حادة بالقرب منهم، حافرين تلك الكلمات داخل جلودهم.
بنفس الوقت.. فراي و سنو اندفعا معا محاولين ايقاف اوريل، لكن قوة الشجرة طردتهم بعيدا.
قوة عظيمة، حتى فراي عجز عن اختراقها.
تلك القوة حمت اوريل بشكل كامل، و فراي وجد نفسه مضطرا لمهاجمتها بنية قتلها ما إذا اراد اختراق شيء كذلك.
لكن حتى هو وجد نفسه عاجزا عن القيام بشيء كهذا.
هو ببساطة لم يستطع أن يقتل اوريل .. و تردده هذا جعل الطقوس تكتمل، و ذلك كان بمثابة البداية.
بداية الكارثة.
بجميع انحاء العالم، نقش اتباع الكنيسة تلك الحروف بجنون، فوق جلودهم، و جلود ابنائهم، و احبابهم، و عوائلهم.
الكلمات الملعونة اصبحت الآن محفورة فوق اجساد الملايين .. ملايين الارواح البريئة التي اتبعت لورد الضوء باخلاص.
بمجرد حفرهم إياها، هم صلوا.
صلوا كما امرهم لوردهم.
صلوا من اجل انفسهم، و من اجل خلاصهم، و من اجل الحماية التي وعدهم بها.
و كاستجابة لصلواتهم، توهجت تلك الرموز فوق اجسادهم ما جعل البهجة تغمرهم.
لكنها كانت بهجة لم تدم سوى لثواني معدودة.
فبمجرد انتهاء الطقوس.. سقط رجل واحد ميتا بطريقة عجيبة.
ثم من بعده، سقط الثاني.. و الثالث.. الرابع.
و بدأ الناس يموتون الواحد تلوا الاخر، بينما نزفت اجسادهم الدم من اعينهم و افواههم.
موت عشوائي مكثف عصفت بحياة اعداد مرعبة من الناس، الذين راحوا ضحية لإيمانهم.
و لم تكن تلك سوى بادرة الفوضى التي اجتاحت العالم .. بينما انتشر الرعب و الموت بكل مكان.
قوة الدين لم تكن بقوة اتباعه، بل بعددهم.
فمعظم المنتسبين للكنيسة هم اناس بسطاء عاشوا حياتهم بسلام .. هم لم يجدوا مكانا لهم بين العوائل الكبرى النبيلة، و النقابات القوية.
لذلك لم يكن لهم من خيار سوى الدين الذي آمنوا بانه هو الاصح.
لهذا السبب.. قدرت اعداد الموتى بتلك اللحظة بالملايين.
بدقائق معدودة، سقط من الموتى ما تجاوز الحرب باكملها .. و عم الرعب العالم اجمع، عندما صرخ البشر برعب و هم يشاهدون موت بعضهم البعض الواحد تلوا الاخر.
كلهم راحوا ضحية.. لطقوس شيطانية حرقت قوة حياتهم، و وهبتها من اجل شخص آخر تماما.
أمام اعين فراي، سنو.. و حتى ايغون المتفاجئة .. هم شاهدوا ذلك المنظر العجيب.. لآلاف.. لا، بل ملايين الأضواء التي طارت من بعيد متجهة نحو مكانهم.
في تلك الليلة، صدرت اوامر من لورد الضوء، اوامر جعلت 35 مليون شخص يضحون بنفسهم غير مدركين لما كانوا يفعلون.
35 مليون روح، 35 مليون تضحية.
ذهبت قواها جميعا.. نحو مكان واحد.
ملايين الاضواء شقت السماء، ثم نزلت مثل النيازك ضاربة جسد ذلك الرجل الذي سقط ميتا قبل دقائق معدودة.
الرجل الذي افنى حياته باكملها من اجل هذه الديانة الملتوية.
جوزيف بلاتير.. الاسقف الاعلى.
“إذا ما عشت، فستعيش الكنيسة معي، و إذا ما مت، فهي ستموت معي”.
هذه كانت كلماته، و هو طبقها بالحرف الواحد.
كل تلك التضحيات، كل تلك القوة المهولة.. اصبحت الآن بيد شخص واحد.
الضوء ابتلع جسد بلاتير لدقائق طويلة، بينما تجمد جميع الحاضرين من شدة ضغط الاورا الذي شعروا به.
تلك الرأس التي قطعها فراي سابقا، قد تبخرت تماما.
فبلاتير لم يعد بحاجة اليها بعد الآن.
امامه، و من داخل عمود الضوء.. خرج رجل آخر تماما.
“اهذا.. بلاتير؟” قال سنو غير قادر على استعاب ما رآه.
فالذي خرج من الضوء كان كيانا ملتويا بشدة، بجسد ابيض نقي غمرته مئات الرموز الذهبية و الدموية على حد سواء .. كلها تم اخفاؤها تحت درع ذهبي هائل.
اما وجهه، فغطته خوذة ذهبية مخفية معالمه بشكل كامل.
حاملا رمحا عظيما، هو وضع خطوته الاولى خارج عمود الضوء .. فإذا بضغط جبار يضرب الحاضرين، جاعلا اياهم يقفون بالكد، مقاومين تلك القوة التي امرتهم بالركوع.
“هذا الضغط.. هذه القوة ..” قال كاليستيس بفم ارتجفت شفتاه.
هذه هي نتيجة ملايين الارواح التي تم التضحية بها بوقت واحد.
“جوزيف بلاتير.. هيأة برج الإله – Tower of god”.
بلاتير كان عند وعده، فالآن.. الكنيسة أما أن تعيش من خلاله.. أو تموت معه .. فجسده ذاك اصبح بمثابة وعاء لكل تلك الارواح الكثيرة التي احترقت و ماتت.
القوة المتفجرة الناتجة عن ذلك، قد كانت كافية لوضع بلاتير بقمة البشر.
هذا ما إذا كان لا يزال بشريا من الأساس.
“كارثة حلت علينا ..”
قال ايغون، مشكلا ابتسامة ملتوية فوق وجهه.
مد المعركة انقلب تماما، العالم باكمله نزف مع بلاتير .. الرجل الذي بمفرده كان سببا لفناء الملايين.
ظهوره الآن جعل الجميع يدرك.. أن المعركة الحقيقية ستبدأ الآن، و كل شيء من قبلها لم يكن سوى لعب اطفال.