292 - الإيمان الأعمى
العالم يتغير كل يوم ، باستمرار و بلا توقف .. خصوصا باوقات الحرب.
مر أسبوع كامل منذ بلوغ فراي و من معه الجزيرة المقدسة ، و تمكنوا من اكتشاف أحد أسرار الكنيسة..
أرض نوكتيرا .. مدينة الليل الابدي ، مكان لا تشرق فيه الشمس مطلقا
7 ايام..
..
باليوم السابع ، كان من المقدر أن يحدث الصدام المنتظر…
.. بقمة الصرح العظيم ، حيث تواجدت شجرة العالم الذهبية التي كانت بمثابة منارة الكنيسة..
هناك تواجد الاسقف الثلاثة ، رفقة معظم من يملكون رتبة المطران.
هم كانوا هناك بالانتظار.
“لقد حان الوقت ” قال بلاتير بينما اضاءت اعينه بضوء أبيض نقي .. مبديا وجها ابان عن الكثير من الازدراء تجاه اولئك الذين تجرأوا على قتاله.
استعادة حامل الفيرميثور اولوية قصوى ، و القضاء على فراي ستارلايت يوازيها أهميةً ، فبسقوطه ستسقط ستارلایت باكملها ، كما ستفقد الإمبراطورية أقوى اسلحتها ، ضعوا ذلك بعين الاعتبار ”
كاجابة ، أومأ كل من بلاتيني و كالیستیس بوقت واحد.
لقد جهزنا الساحة من اجلهم بالفعل ، لذلك دعونا نرحب بهم احر ترحيب.
المعركة كانت على وشك الاندلاع ، و الكنيسة تجهزت باقوى اسلحتها.
كاليستيس ، انت ستبقى بالخلف ، تأكد من أن لا يتدخل أي أحد بعملية نقل الإرث .. فلابد من القديسة الجديدة أن تكون جاهزةً باقرب وقت.
بلاتير اعطى الاوامر ، بينما أوماً كاليستيس.
لا داعي للقلق ، فلن تقترب روح من هذا المكان “.
مستديرا نحو الينبوع من خلفه ، عين كاليستيس سقطت على اوريل بلاتيني التي كانت ترقد هناك لايام عديدة.
ايا كانت العملية التي تمت بذلك المكان ، فهي اوشكت على الانتهاء.
من فوق رؤوسهم ، كانت شجرة العالم تهتز من وقت لآخر مصدرة رنينا غريبا ، بينما توهجت بشكل أكبر.
مغدية بلاتير والآخرين بمصدر اورا مقدسة لا ينضب.
تلك الشجرة كانت سلاحهم الاعظم ، و القديسة حملت من الأهمية الكثير لهم أيضا .. لذلك لم ينوي بلاتير التراجع هذه المرة.
الكنيسة كانت على وشك القتال بقوتها الكاملة ، ضد فراي ستارلایت و سنو ليونهارت اللذان اقتربا كثيرا.
نحو المحظور.
سنو كان بالمقدمة ، و فراي من خلفه.
هما صعدا بسرعة شديدة متسلقين الصرح العظيم ، اجسادهم كانت تنضج بهالة مهددة ، خصوصا من فراي الذي ابان عن نية قتل مرعبة.
هما اقتحما تلك الأرض التي كانت بمثابة معبد ، معولين على القتال ، و لم يطل انتظارهما كثيرا.
فبمجرد ظهورهما هناك ، فإذا بضوء سماوي مرعب ينزل عليهما من العدم ، دافنا اياهما داخل الارض حيث وقفا.
امامهم ، تواجد 5 رجال وقفوا بتشكيل غريب ، بينما التفت سلاسل من حولهم رابطةً اياهم بملاك عجيب حلق اعلاهم.
“لا تقتلوا حامل الفيرميثور فهو من لحمنا و دمنا ! اما فراي ستارلايت فلا رحمة له ! فالموت لمن يعارض مشيئة لورد “الضوء”.
من بين الخمسة ، صاح الذي وقف وسطهم بصوت عالي .. كان رجلا في منتصف العمر بشعر اسود ، و ملامح خشنة .. بدا وكأنه قائدهم.
فراي و سنو تحملا الهجوم الاخير ، لكن اعينهما تدحرجت ناحية الملاك الذي حلق فوق الرجال الخمس.
هذا ليس بملاك الحرب…
الملاك امامهم لم يكن بنفس و لا قوة ملاك الحرب ، لكنه كان اقوى من الملائكة العاديين .. و تلقي الهجوم باستمرار منه لم يكن بالفكرة الجيدة.
اهجموا مرة أخرى!”
تزامنا مع أمر القائد ، اطلق الملاك النار من جديد.
لكن فراي و سنو قد اختفيا متفادين بسهولة ، الاول بفضل قدرة النقل خاصته ، و الثاني معتمدا على خطوة الفراغ.
هما عولا على تدمير الملاك بهجوم واحد سريع.
لكن و بمجرد اقترابهما ، فإذا بعشرات الاضواء تتوهج بوجوههم من بعيد ، بينما نزلت عليهما بلا هوادة من كل مكان.
كلاهما استطاعا الصمود ، لكنهما تفاجاً من الظهور المفاجئ لذلك العدد من الملائكة الاشد قوة.
ملائكة فردت اجنحتها فوق رؤوسهم ، بينما تقدم اتباع الكنيسة من تحتها و سلاسل غريبة تربطهم بها.
بدا وكأنهم هم من كانوا يغدون الملائكة بالقوة بطريقة ما .. بل بقوة حياتهم نفسها.
اتباع الكنيسة بدوا شاحبين ، و كأنهم يعانون من فقر دم مزمن .. لكن الملائكة من فوقهم قد امتلكت من القوة الكثير.
محاصرين فراي و سنو ، هم رشقوهما بالنار دون توقف.
.. لكنهما صمدا بشكل جيد ، خصوصا فراي الذي اخترق اتباع الكنيسة بسرعة لا تستطيع العين المجردة رصدها.
هل بلغ بكم العمى من المبالغ ما يجعلكم غير قادرين على ادراك الحقيقة ؟”
مطلقا قوسا بنفجسيا عظيما من سيفه باليريون ، هو شطر رؤوس 5 منهم دفعة واحدة ، قبل أن يقفز نحو السماء مهاجما الملاك.
تربطون ارواحكم ، و تتخلون عن حياتكم في سبيل تغدية مخلوق تافه يموت بضربة واحدة من سيفي.
مضخما الاورا خاصته باستعمال الدارك سيستر.
اندفع فراي و كأنه نيزك أسود ليصطدم بالملاك مدمرا اياه تماما.
بنفس الوقت ، اطلق سنو ليونهارت ترسانته من العناصر جاعلا المكان بحالة فوضى عارمة مواجها عدة اعداء.
بوقت واحد.
رغم الفوارق العددية ، إلا المعركة لم تسر بجانب الكنيسة اطلاقا.
مواجها عدة اعداء بوقت واحد ، سقطت اعين سنو على وجوه العديد من اتباع الكنيسة الذين بدأوا يائسين لايقافه.
“أنا لا افهم .. لماذا تبدلون كل هذا الجهد ؟ و لماذا قد ترمون بحياتكم في سبيل خدمة كيان لا تفقهون عنه شيئا ، هل حياتكم بهذا الرخص ؟”.
من داخل الفيرميثور ، ارسل سنو موجات متتالية من اورا الضوء النقي ، الذي تجاوز نقاؤه قوة تلك الملائكة مجتمعة.
الهذه الدرجة يسهل التلاعب بالبشر ؟”
سنو و بكل وضوح كان مترددا عندما تعلق الامر بقتل اتباع الكنيسة الذين غسلت تم خداعهم ، و جرهم بقوة.
الدین و الايمان الاعمى.
لا تحاول يا سنو ، فهم يصدقون أن لورد الضوء هو إلاههم ، و إلاههم امرهم بابادة أمثالي ” قال فراي الذي كان يقاتل بالقرب هو الآخر ، و على عكس سنو .. هو لم يتردد مطلقا بقتلهم سواءا كانوا على صواب أو على خطأ.
“لقد اختاروا الموت في سبيل قضيتهم ، لذا فهيا بنا نمنحهم الموت الذي ارادوه “.
كان فراي على وشك انهاء المزيد منهم ، لكنه توقف عندما ظهر رجل ملثم بالاسود امامه من العدم ، مصوبا لكمة صاروخية صدها فراي باللحظة الاخيرة بواسطة سيفه.
لكن زخم الضربة ارسله بعيدا إلى أن اصطدم بجدار المعبد محطما إياه.
من بين فجوات قناع النايملس ، حدق فراي بخصمه الجديد باهتمام بينما خرج من الحطام.
كانت هذه لكمة جيدة ”
امامه ، كشف الرجل عن وجهه و لم يكن احدا سوى الاسقف ميخائيل بلاتيني.
هذا الاخير امتلك جسدا تجاوز طوله المترين ، بشعر ابيض و اعين ذهبية بندبة عملاقة على احدهما.
فراي ستارلايت .. ايجرؤ امثالك على الحديث عن التضحيات النبيلة التي قدمها اتباع لورد الضوء؟
” قال بلاتيني ، جاذبا انتباه اتباع الكنيسة الذين اضاءت وجوههم بمجرد رؤيتهم له.
ما انت سوى وحش متعطش للدماء ، تقاتل من أجل القتل والتدمير لا غير ، فعلا عكسك .. نحن هنا نملك قضية علينا المحاربة من اجلها ، باسم لورد الضوء الذي ارانا الطريق ، و اخرجنا من الظلمات “.
حتى لو مات اتباع الكنيسة مليار مرة ، فمصيرهم سيبقى افضل حالا من مصير شيطان بجلد بشري لا.
ايمان ولا شرف له. مستديرا ناحية اتباع الكنيسة ، صاح بلاتيني بصوت عالي.
“كل من يموت اليوم من اتباع الكنيسة ، فسيخلد بالنعيم ، اما اعداءنا ، فسيتعفنون بويات الجحيم ! مشجعا اياهم على رمي حياتهم بعيدا ، واعدا اياهم بوعود غير معقولة لا يفترض بعاقل ان يصدقها.
بلاتيني تمكن من تحريض اتباع الكنيسة أكثر و أكثر ، جاعلا اياهم أكثر رغبة بالقتال في سبيل القضية المزيفة التي اعموهم بها.
“الاسقف على حق !” اتبعوا الاسقف ! و لنطهر هذا العالم من امثال هذا الوحش لا يعرف سوى كيف يسفك الدماء ” صاح اتباع الكنيسة بجنون ، بكلمات جعلتهم يبدون.
مثل متعصبين للدين لا يمكن الحديث ولا النقاش معهم.
من خلفهم ، جاء رجل آخر اصر صدر جسده ضغطا شديد القوة من الهالة ، بينما صفق بيديه و ابتسامة على وجهه. أحسنت القول يا اعزائى ، فاليوم .. سيعلم العالم اجمع أن قضيتنا هي الاصح و الاجدر. ذلك لم يكن سوى الاسقف الاعلى بلاتير الذي انضم للقتال بنفسه.
مصغيا لكل ما قالوه ، شرع فراي بالضحك ، بينما التزم سنو الصمت.
أنا حقا منبهر ، من قدرتكم على بصق هذا القدر المرعب من الهراء باوجه جادة كهذه ” قال فراي ساخرا بينما خطى خطوة نحو بلاتير و حاشيته.
هل بلغت من الجنون ما جعلك تصدر كذبة و تصدقها.
بالوقت نفسه ؟ يعني بربك .. دعنا من هراء الدين و الايمان و لنقاتل بعضنا البعض حتى الموت فحسب. كلمات فراي هذه لم تثر شيئا سوى غضب اتباع الكنيسة ، فهم سمعوه للتو يسخر منهم و مما كانوا يفعلون.
يا لك من زنديق لعين لا يعرف مقامه ” قال بلاتير ، متقدما للامام و بلاتيني بجانبه ، و من خلفهم حاشية الكنيسة باكملها.
صدقني ، أنا اعرف مقامي جيدا .. أنا حقا اود او اكشف عن الكذبة التي خدعت بها العالم اجمع ، لكن كما ترا ، ذلك سيأخذ الكثير من الوقت و الجهد “. لم يكن هنالك ما هو أسوء من محاولة اقناع متدين متعصب بان دينه خاطئ ، و ليس سوى كذبة اخترعها شخص آخر .. لذلك و بدلا من ذلك.
فراي فضل الطريقة الأخرى.
“قتلكما جميعا سيضع حدا لهذا الهراء باكلمه ، لذلك.
لنتوقف عن الكلام الفارغ ، و لندمر بعضنا البعض بكل ما أوتينا من قوة !!”.
ضاربين اقدامهم بالارض مفجرين إياها ، اندفع فراي و بلاتير ضد بعضهم البعض بالوقت ذاته.
اسقف الكنيسة شكل هالة مقدسة من حوله ، بينما ظهر زوج من السيوف المضيئة بين يديه.
سيوفه اصطدمت بمثيلتها الخاصة بفراي ، بينما تصارعت الهالة المقدسة ضد المظلمة محاولين ابتلاع بعضهما البعض.
بينما تقاتل الاثنان ، ظهر بلاتيني هو الاخر على الفور بجانب فراي الامين موجها لكمة سريعة نحوه ، لكن سنو ليونهارت حظرها بالثانية الاخيرة مبعدا اياه.
أنا هو خصمك هنا ، ايها الاسقف. ليونهارت.. بثواني معدودة ، تقاتل الاربعة بسرعة شديدة متسببين بقدر مرعب من الدمار ، بينما زحف اتباع الكنيسة محاصرين اياهم.
القتال بين فراي و بلاتير كان سريعا جدا لدرجة انه لم يعطي المجال لاي شخص آخر لكي يتدخل.
الاول باثنين من السيوف المظلمة ، و الآخر بسيوف من الضوء الخالص.
كل ضربة من سيوفهم كانت تطلق قدرا مرعبا من الهالة مع كل تلاحم.
“بلاتير .. ايها العجوز الملعون ، أرى انك تخفي الكثير تحت اكمامك “.
بضربة سريعة ، مزق فراي جزءا كبيرا من رداء بلاتير كاشفا عن جسد هذا الاخير ، هناك محفورة على جلده.
تواجد قدر مرعب من الرموز الدموية المألوفة .. نفسها التي حملها اتباعه.
“اهذا هو سر قوتك هذه ؟” سأل فراي ساخرا ، بينما اخفى بلاتير تلك الرموز.
“هذه القوة تفوق استيعابك ، يا فراي ستارلايت”.
“تفوق استيعابي ؟ احقا تصدق انك قادر على هزيمتي لمجرد استعارتك بعض القوة من اتباعك ؟”.
بلاتير كان مقاتلا بالفئة SS .. مستواه هذا يؤهله للوقوف بين قمة المحاربين البشر .. لكنه لا يكفي مطلقا لمجابهة فراي ستارلايت الحالي.
هذا الأخير كان يفكر بالامر لوقت طويل حتى الآن ، لكنه بدأ أخيرا يفهم كيف عملت طقوس الكنيسة الغريبة تلك.
“الرموز الدموية ما هي سوى محفزات لطقوس التضحية التي تقومون بها .. بالمقابل ارواح اتباعك ، انت تكسب بعض الامور .. مثل تلك الملائكة ، أو قوة تجعلك تستطيع القتال بمستوى يفوق رتبتك.
لم يعرف فراي قط كيف وضعت الكنيسة يدها على شيء كهذا.
لكن و مقابل كل تابع من الكنيسة يموت ، كان الاسقف يكسبون مقدارا معينا من القوة نظير ذلك.
فراي قد قتل الكثير منهم حتى الآن ، و قد ساهم بشكل غير مباشر بنقل قواهم ناحية الرجل الماثل امامه.
مستغلا تلك التضحيات .. ارواح الالاف .. بلاتير استطاع الدفع بنفسه ليقاتل بمستوى مساوي لمن هم بالفئة SS+.
بلاتير لم يقل شيئا. ذلك الصمت قال لفراي شيئا .. و هذا ما جعل فراي يوقن أن تحليله صحيح.
“لا أعلم ما إذا كانت هذه القوة دائمة ، أو مؤقتة .. لكن لنرى إلى متى ستصمد أمامي يا بلاتير ” قال فراي بينما توهج جسده بقوة أكبر.
على الرغم من الزيادة المفاجئة لقوة خصمه ، هو لم يبدو منزعجا على الإطلاق .. بل على العكس. لقد بدا مستمتعا.
مندفعين نحو بعضهم البعض ، تطاحن الاثنان بقوة أكبر ، في سبيل وضع نهاية لهذه المعركة الغير متكافئة.