265 - الكوابيس (3)
- الرئيسية
- قائمة الروايات
- وجهة نظر السيد الشاب: استيقظت يومًا ما كشرير في لعبة
- 265 - الكوابيس (3)
الفصل 265: الكوابيس [3]
———-
رمش فينس بعينيه.
فجأة، اختفى المعبد.
بدلاً من الحرم الداخلي القديم، وجد نفسه واقفًا في وسط غرفة معيشة متواضعة تفوح منها رائحة خفيفة للفشار المغموس بالزبدة.
أمامه، كانت هناك أريكة حمراء مريحة.
وعلى تلك الأريكة المألوفة، رأى فينس كليفرلي نفسه في الثامنة، متكورًا بين والديه وأخويه التوأم — أخ وأخت، أصغر منه بأربع سنوات.
كان جهاز عرض يطن بهدوء فوق رؤوسهم، يعرض فيلمًا كوميديًا حديثًا لممثلٍ تحبه العائلة بأكملها على الشاشة أمامهم.
كان أخوه الصغير متكئًا على جانب والدهم، يضحك وفمه مملوء بالفشار.
أمسكت أخته بدبها المحشو بقوة — أذناه باليتان لدرجة أنهما بدتا على وشك السقوط، لكنها رفضت شراء واحدٍ جديد.
كان فينس الصغير يركل ساقيه بقلق على الأريكة، محاولًا بجهدٍ أن يبدو أكثر نضجًا مما هو عليه.
نهضت والدتهم وعادت حاملةً صينيةً متوازنة على ذراعها، تحمل المزيد من الفشار، وبضعة أكواب من الصودا، وألواح الشوكولاتة الصغيرة التي اشتراها والدهم من متجر الزاوية.
وضعت الصينية على الطاولة الوسطى، ثم انحنت لتقبل قمة رأس فينس قبل أن تستقر بجانبهم، ضحكتها الرقيقة تختلط بضحكاتهم بينما يستمر الفيلم.
كان هذا تقليدهم.
كل ليلة جمعة، بمجرد إغلاق مكتب المحاماة الخاص بوالدهم للأسبوع، كانوا يصنعون الفشار، يبنون حصنًا من البطانيات أمام الأريكة، ويعرضون فيلمًا يختارونه بالقرعة.
أحيانًا كانوا يتجادلون حول الفيلم الفائز، لكنهم دائمًا ينتهون بالضحك معًا على أي حال.
كان مجرد طقسٍ سخيف. ليالي أفلام بسيطة جعلت الحياة تبدو ثابتة وآمنة.
كانت… كل شيء.
كان فينس مستعدًا للتخلي عن كل قرش يملكه لو عاد إلى تلك الليالي مرة واحدة أخرى.
لأن تلك كانت الليالي التي لم يشعر فيها بأي خطأ في العالم.
وللحظة، كاد فينس ينسى نفسه.
كاد يرغب في الجلوس على تلك الأريكة.
كاد يرغب في أن يتزاحم بين أمه وأبيه، ويتظاهر بأن بقية حياته لم تحدث قط.
لكن حينها… رن هاتف والده.
أخرج الرجل هاتفه، ألقى نظرة على الشاشة، وعبر وجهه ظلٌ غير مريح. تردد لثانية طويلة، ثم أجاب.
تذكر فينس ذلك بوضوح الآن، رغم أنه في ذلك الوقت، كطفل، لم يعنِ له شيئًا.
كانت مجرد مكالمة هاتفية. كان والده محاميًا، محاميًا ممتازًا. كان يتلقى مئات المكالمات يوميًا.
لم تكن هذه المكالمة شيئًا غير عادي.
كان يجب أن تكون مجرد انقطاعٍ صغير في ليلة فيلمهم.
لكن واقفًا هنا الآن، أكبر سنًا وأكثر حدة وخبرة، عرف فينس أن هذه كانت الليلة التي بدأ فيها كل شيء ينهار.
كانت تلك المكالمة الخيط الأول المنفلت.
استمرت أقل من دقيقة. أعاد والده الهاتف إلى جيبه وحاول الجلوس معهم مجددًا.
حاول أن يضحك مرة أخرى — لكن كانت هناك الآن نظرة خوف مرتعشة في عينيه. كانت نظرة رجل يعرف أنه سيفقد كل شيء قريبًا لكنه عاجز عن إيقاف المحتوم.
وعرف فينس السبب.
كان والده قد بدأ المقامرة قبل عام.
في البداية، كانت غير مؤذية — مجرد رهانات صغيرة، من حين لآخر فقط.
لكنه بعد ذلك بدأ يفوز.
وعندما فاز، ظن أنه يستطيع الفوز الكبير.
أخبر نفسه أنه يستطيع سداد الرهن العقاري دفعة واحدة، وربما حتى تخصيص صندوق لأكاديمية مرموقة إذا استيقظ أحد أطفاله الثلاثة.
ولفترة، نجح الأمر.
فاز بالفعل بمبالغ كبيرة.
لكن بدلاً من التوقف، بدلاً من الابتعاد بثروته… ترك نفسه يدمن.
استمر في المقامرة وتحولت الأرباح إلى خسائر. تراكمت الخسائر إلى جبال. اقترض المال لتسديدها.
ثم، كأحمق، مقامر بذلك المال المقترض أيضًا.
والده اللعين — ذلك المحامي الحاد الذي كان دائمًا يعلم فينس أهمية الذكاء والحذر — كان هو من أغرقهم جميعًا.
كانت تلك المكالمة من مرابٍ له صلات بالكارتل المحلي. كان يتصل ليخبر والد فينس أن آخر المال الذي اقترضه للمقامرة قد ذهب.
لم يبقَ لوالده شيء الآن.
تقلصت معدة فينس بالاشمئزاز من مجرد مشاهدة كل ذلك مجددًا.
أراد أن يصفع والده.
أراد أن يهزه ويصرخ — “أنت، من بين الجميع، كان يجب أن تكون أعقل! كان يفترض بك أن تحمينا!”
لكن نسخته الصغيرة ضحكت على الفيلم فقط، صغيرة جدًا لتفهم أي شيء.
•••
[المترجم: ساورون/sauron]
بعد تلك الليلة، بدأت بعض التغييرات تتسلل إلى حياتهم. أشياء صغيرة في البداية، بالكاد ملحوظة بمفردها.
على سبيل المثال، لم يعد الإفطار جيدًا كما كان.
كانت فطائر والدته أرق، والبيض أقل، والزبدة تُوزع بعناية لتدوم.
تذكر فينس تساؤله لماذا بدت الأطباق أكثر فراغًا، لماذا كانت والدته تبتسم لكن يديها ترتجفان كلما وضعت الطعام.
في ذلك الشتاء، لم يكن عيد رأس السنة سوى بضع كعكات ويخنة متبقية.
أخبرهما والداهما، “الوجبات البسيطة أحيانًا تصنع أفضل الذكريات.”
كاد فينس يصدق ذلك حينها. كاد.
لكن بعد ذلك جاءت الليالي التي بدأ فيها والداه بالقتال. كانا يرفعان أصواتهما على بعضهما ويتبادلان الإهانات الحادة المكتومة.
تذكر كيف كان يضع وسادة فوق رأسه عند النوم، محاولًا حجب الأصوات، محاولًا حماية أخيه وأخته الصغيرين وهما يبكيان بجانبه.
بدأ المنزل الدافئ الصغير الذي عرفه يبدو أكثر ظلمة وباردًا مع كل يومٍ يمر.
ثم نمت التغييرات أكبر.
بدأ والده يتأخر خارج المنزل، يعود برائحة الويسكي النفاذة في أنفاسه ونفاد صبرٍ لم يكن موجودًا من قبل.
كان الأمر سيئًا. سيئًا جدًا. كان والده ينفجر، يغضب، ويبدأ برمي الأشياء عند أقل إزعاج.
توقفت والدته عن الابتسام كثيرًا. ضحكتها الرقيقة — تلك الضحكة التي كانت تملأ منزلهم يومًا — بدأت تبدو متكلفة، كما لو كانت تسحبها من نفسها بالقوة فقط لتمنعهم من الانهيار.
تدهورت الأمور من هناك.
تراكمت ديون والده أعلى وأعلى حتى اضطروا لبيع المنزل، بيع السيارة، والانتقال إلى شقة غرفة واحدة ضيقة كانت دائمًا رطبة وخانقة.
لتسديدها، بدأ والده العمل للكارتل، يمثل قضاياهم ويصبح محامي عصابة كامل الأوصاف.
لكن، كما مصير معظم محامي العصابات، سُحبت رخصته قريبًا وتم طرده من نقابة المحامين.
حينها بدأت والدته تختفي ليلاً.
كانت تعود في الصباح الباكر، عطرها استبدل برائحة كولونيا شخصٍ آخر كريهة.
كانت بشرتها تحمل كدمات حاولت إخفاءها بأكمام طويلة. لم يسأل والده أبدًا. عن ما كانت تمر به، لم ينظر إليها.
في ذلك الوقت، لم يكن فينس يعرف. لكن مع نموه، أدرك الحقيقة.
كانت قد أُجبرت على مشاركة فراش زعيم الكارتل لتسوية ديون زوجها.
كانت قد أُجبرت على بيع نفسها.
كانت تلك نقطة الانهيار لعائلتهم.
بعد ذلك، أصبح والده يشرب باستمرار.
عندما لم تكن الأموال التي جناها من عمله الملتوي كافية، عاد للمقامرة.
ابتعدت والدته أكثر كل يوم. كانت حاضرة جسديًا، لكن عقلها قد ذهب إلى مكانٍ آخر.
حتى أخيرًا، أدمنت على المخدرات بواسطة زعيم الكارتل — ثم توقفت عن الحضور تمامًا.
رأى فينس كل تلك الذكريات تتكشف أمامه.
رأى نسخته الصغيرة، ذلك الفتى الصغير يعانق أخويه عندما لم تعد والدتهم إلى المنزل، عندما ثار والدهم، عندما نفد الطعام.
رأى نفسه يبكي معهم، مخفيًا وجهه حتى لا يلاحظوا.
ثم، كما لو لم تكن الحياة قاسية بما فيه الكفاية، بدأ والده — الرجل الذي كان يرفع فينس على كتفيه — يضربه بوحشية.
في البداية، كانت الضربات نادرة. صفعة عندما كان والده سكرانًا. دفعة بعد خسارة الكثير من المال. قبضة غاضبة عندما كان الأطفال يسألون أسئلة كثيرة.
لكن ببطء، أصبحت روتينًا.
استذكر فينس لسعة الحزام تلهب جسده كالسوط، وكيف كان صبيّه الصغير يعتصر قبضتيه ويطبق أسنانه، متحديًا الدمع رغم انتفاخ الجراح على ظهره.
تذكر الطريقة التي كان يبدو بها والده كرجلٍ مكسور ينفجر لأنه لم يعد يستطيع السيطرة على أنقاض حياته المنهارة.
وعندما لم يعد الحزام يرضيه، بدأ والده يضغط السجائر المحترقة في ذراع فينس.
تذكر التخبط والتوسل والصراخ ليوقف والده. تذكر رائحة الجلد المحترق التي بقيت معه طويلًا بعد ذلك.
مشاهدة ذلك المشهد كله يتكشف أمامه مجددًا، شد فينس فكه بقوة. ألقى نظرة على ذراعه.
حتى اليوم، كان لا يزال يرى علامات الحروق الباهتة تلك التي تركها والده.
كانت قد خفت مع الزمن… لكنها لم تختفِ. سحب كمه ليغطيها، رغم أن شبح الألم بقي.
لكن الألم لم ينته عنده.
بدأ أخوه الصغير يتلقى الضربات أيضًا. كان صغيرًا وهشًا — هشًا جدًا. تركته الضربات يسعل، متكورًا في الزوايا، خائفًا جدًا من إصدار صوت.
كانت أخته التالية. فتاة كانت تضحك يومًا كالشمس، الآن تبكي بنحيبٍ حتى بحت صوتها عبر الليالي.
منظر ذلك جعل صدر فينس يضيق حتى لم يعد يستطيع التنفس.
رأى نسخته الصغيرة تحاول الوقوف شامخًا، تحاول حمايتهما كليهما، رغم أنه لم يكن سوى صبي.
ثم في ليلةٍ واحدة، ذهب والده بعيدًا جدًا. شاهد فينس الرجل وهو يمسك بذراع أخيه الصغير ويسحبه نحو الباب.
“أستطيع بيعه!” زأر والده، عيناه محتقنتان، رذاذ يطير من شفتيه. “سيستحق شيئًا! فمٌٌ أقل لإطعامه!”
اندفع فينس الصغير إلى الأمام، يقاتل بكل قوة طفلٍ يائس. خدش، عض، لكم بقبضتين صغيرتين، صارخًا ليترك والده أخاه.
كان أخوه، بالكاد في الخامسة، يركل ويبكي حتى أخيرًا أطلقه الرجل العجوز بدفعة، مرسلًا إياه متعثرًا عبر الأرض.
ركض فينس إلى والدته، متوسلاً إياها للمساعدة.
لكنها… لم تقل شيئًا.
كانت جالسةً منحنية في الزاوية، عيناها نصف مغمضتين وزجاجيتين، حدقتاها ليستا أكثر من نقطتين.
هزها، بكى على كتفها، نادى اسمها مرة بعد مرة… لكنها لم تجب.
مال جسدها جانبًا، منهارًا على الوسائد كدمية قطعت خيوطها.
حينها فقط لاحظ فينس أن شفتيها تحولتا إلى اللون الأزرق وبشرتها شاحبة كالطباشير.
…كانت قد تناولت جرعة زائدة.
تذكر فينس الصراخ حتى احترق حلقه. صرخ أخوه وأخته معه، متشبثين ببعضهم في رعب.
وقف والدهم هناك فقط، متأرجحًا بسكر، حتى سمع الجيران الضجيج أخيرًا واستدعوا الشرطة.
ملأ صوت صفارات الإنذار والأضواء الوامضة الغرفة.
اندفع رجال بزي الشرطة إلى الداخل وقدّروا الموقف بسرعة.
أُوثق والده على الفور.
حُملت جثة والدته في كيس.
والأطفال — الثلاثة جميعهم — سُلموا إلى خدمات رعاية الأطفال.
أُلقوا في نظام الرعاية البديلة.