255 - الجميلة النائمة (1)

الفصل 255: الجميلة النائمة [1]

———–

“سمائيل، هل تستمع؟ مهلاً؟ هل… تتجاهلني ونحن نسير؟ مهلاً! سمائيل!”

طق—

“آخ!” تأوهت واستدرت عندما ضربني أحدهم على مؤخرة رأسي.

كان مايكل.

لا يزال يرتدي زي الأكاديمية القتالي الذي بدا بالتأكيد أنه عاش أيامًا أفضل، كان يسير خلفي مباشرة.

“ركّز،” قال بحذر. “أنت في المقدمة. إذا هاجمنا شيء، ستكون الهدف الأول.”

عبست ونظرت حولي.

كنا نسير على حافة ضيقة على طول جرف هضبة.

كما ذكرت في بداية هذا الحدث المحفوف بالمخاطر، كانت غابات نوكتفيل عبارة عن غابة مقسمة إلى طبقات عديدة — كدرج صُنع للعمالقة… أو كعكة زفاف. أي تشبيه يساعد خيالك أكثر.

للخروج من هذا المكان، كان علينا اجتياز آلاف الأميال من الغابة، ثم التسلق أسفل جرف شديد الانحدار… ثم تكرار العملية عدة مرات.

وكلما هبطنا من هنا، كانت الغابة ستصبح أكثر كثافة وخطورة.

حقًا، هذه الرحلة ستكون جهنمية.

تنهدت، مستخدمًا قوتي الفطرية لتعزيز وتوسيع المنصة الضيقة تحت أقدامنا قليلاً.

لم أرد تعكير السلامة الهيكلية لهذا المكان كثيرًا لسببين:

أولاً، لم أكن أعرف إذا كان هناك شيء مختبئ داخل جدار الجرف. ماذا لو أزعجت شيئًا لا نستطيع صده؟

بالتالي، لم أرد أيضًا جذب انتباه أكثر مما يلزم.

كنا في موقف ضعيف هنا، على أي حال، مع أرض بالكاد تكفي للقتال بشكل صحيح إذا دعت الحاجة.

ثانيًا، لم أرد إهدار جوهري في ترقيع عندما سأحتاجه على الأرجح لاحقًا لشيء أكثر أهمية — مثل إبقائنا على قيد الحياة.

صرّ الحجر المتآكل تحتنا على أي حال. كل خطوة بدت كدعوة للجاذبية لاختبار مهاراتنا في البقاء.

لكنني أبقيت الحافة من الانهيار، معززًا إياها بما يكفي من قوتي لتبقى ثابتة تحت خطواتنا.

نسجت خيوط الحجر نفسها بإحكام أكبر، غير مرئية للعين المجردة، رغم أنني شعرت بكل حبة تتحرك تحت إرادتي.

كان الأمر كمحاولة إبقاء باب مغلق ضد عاصفة — يمكن القيام به بسهولة، لكن ليس شيئًا أردت استمراره إلى الأبد.

لكن من مظهر الأمور… كان عليّ ذلك.

لأنه حتى لو صنعت درجات سلم أو، بحق الجحيم، منصة منزلقة يمكن أن تنقلنا للأسفل كمصعد من وقت لآخر — سيظل الأمر يستغرق عشر ساعات على الأقل من التسلق للأسفل.

سخرت. ” الهدف الأول؟ مايكل، إذا هاجمنا شيء الآن، سنكون جميعًا كالموتى. ”

“لا تجمعني معكم،” تدخل راي من مكان ما في الخلف في الصف الذي كنا نسير فيه، بنبرة مزعجة خالية من الهموم. ” لأنه لو كانت هذه قصة، لكنت أنا البطل. والجميع يعرف أن الأبطال لا يموتون. ”

“أوه، أنت مخطئ، راي. الأبطال يموتون،” تمتمت دون النظر إلى الخلف. ” ولو كنت البطل، لانتهيت كوجبة للوحوش في الفصل الخامس وأديت بنا جميعًا إلى الهلاك. ”

لهث راي بمسرحية. “تجديف! سأصل على الأقل إلى نهاية المجلد الأول. على الأقل.”

قلّب مايكل عينيه. “كلاكما أحمقان. فقط اصمتا وركزا. إذا تعثر سمائيل، سنسقط جميعًا.”

أسكت ذلك راي لمدة ثلاث ثوانٍ بالضبط.

ثم بدأ بالثرثرة مجددًا.

لكنني لم أستطع الانتباه إليه.

لأن مايكل كان محقًا.

كان تركيزي بالفعل مشتتًا.

كيف لا يكون كذلك؟

[المترجم: ساورون/sauron]

ظل عقلي يعود إلى تلك المحادثة الساحرة التي أجريتها مع أسموديوس قبل ساعات قليلة في حلمي.

كانت هناك أشياء كثيرة قالها علقت بي، لكن واحدة بالأخص ظلت تنهش أفكاري كطفيلي.

” أنت خطأ. والحكام يكرهون الأخطاء. ”

ماذا كان يعني بذلك حتى؟

بالتأكيد ليس… الآن بعد أن نجوت بعد النقطة في القصة التي كان من المفترض أن أموت فيها، سيأتي الحكام ورائي لتحدي مصيري؟

سيكون ذلك سخيفًا!

…أليس كذلك؟

تنهدت وهززت رأسي لأطرد هذه الأفكار العقيمة.

مهما حدث، سأتعامل معه حينها، قلت لنفسي.

ما جدوى القلق بشأن المستقبل الذي لم يحدث بعد، صحيح؟

لكن بصراحة… كنت قلقًا.

لأنه، بصرف النظر عن كل شيء آخر، كان هناك شيء آخر كشفه أسموديوس أقلقني.

وفقًا له، كان ملك الأرواح يخلق أمراء الشياطين الجدد بتحسين قوى القدامى.

كان يطورهم.

كل أمير شيطاني كان حجر زاوية. نموذج أولي ليُكمل. تصحيح لما سبقه. نسخة أفضل وأقوى من سلفه.

وإذا كان ذلك صحيحًا… فإلى ماذا كان يحسن؟

…كنت أعرف الإجابة.

في اللعبة، تنبأ عرّاف شهير قبل مئتي عام من بداية القصة الرئيسية بظهور كائن خبيث سيبشر بنهاية العالم.

مخلوق من التعفن والجوع، من الفساد والظلام.

ملكة التعفن الأسود.

أعلن العرّاف أنها ستكون لا تُقهر. لا ملك ولا إنسان، لا حاكم ولا بشري، لا سلاح ولا قوة ستكون كافية لإيقافها.

كل شيء سينهار أمامها ويخضع لتعفنها اللانهائي.

في الوقت الذي صيغت فيه هذه النبوءة، أرعبت الكثير من الناس — حتى بعض النبلاء رفيعي المستوى.

لكن بعد مئتي عام، خفت الخوف إلى أسطورة.

أصبحت النبوءة واحدة من تلك القصص التي لا تراها إلا في منتديات المؤامرة عبر الإنترنت التي لا يأخذها أحد على محمل الجد.

حتى الكنائس العظيمة — عندما كانت لا تزال ذات ثقل — أعلنت أن كلام العرّاف مبالغ فيه.

قالوا إن ملكة التعفن الأسود على الأرجح كانت استعارة للخطيئة، للتدهور الأخلاقي. ليست تهديدًا حقيقيًا.

لكنني كنت أعرف ذلك بشكل أفضل.

لأنه في اللعبة، كانت حقيقية جدًا.

وكانت لا أحد غير القديسة إنياسا.

…أوه، صحيح.

خطأي.

لم أخبركم عن القديسة إنياسا بعد.

حسنًا، ببساطة، كل بضعة أجيال يظهر من المستيقظين من هم لطفاء وعادلون للغاية وصالحون جدًا لهذا العالم لدرجة أن الناس يبدأون بتسميتهم قديسين.

تعرف النوع — أولئك الذين يشفون أعداءهم، يعانقون الأيتام، وربما يعتذرون إذا داسوا على نصل عشب عن طريق الخطأ.

كانت القديسة إنياسا واحدة منهم.

كانت قديسة من جيلي — محبوبة، محترمة، وعمليًا معبودة من العالم.

ذلك النوع من الأشخاص الذين سيظل المغنون يكتبون عنهم أغاني لعقود قادمة، ستتوسل الشركات ليكونوا سفراء لها، وسيسمي الفلاحون أطفالهم باسمها.

كانت تتألق بشدة لدرجة أن حتى نحن النبلاء — الأوغاد المتعجرفين المفترضين — كنا نحترمها نوعًا ما.

لكن دون علم العالم وحتى إنياسا نفسها، كانت تُستخدم من قبل النقابة لزرع بذرة البلاء الأبدي.

عندما يحين الوقت، سيجبرونها على جعل البذرة تنبت.

سيؤدي ذلك إلى فساد تام للمنطقة الآمنة الشمالية — وهكذا، سيسقط خمسة وعشرون بالمئة من العالم.

عندها سيحقنونها بقطرة من إيكور ملك الأرواح، مُعرضين روحها لفساده.

وهكذا ستُدنس روح القديسة إنياسا وتُعاد بناؤها على صورة ملك الأرواح، لتصبح ملكة التعفن الأسود.

تذكرت تلك اللحظة بوضوح. لأن في اللعبة، كانت واحدة من تلك التقلبات المؤلمة التي لم يرها أحد تقريبًا قادمة.

كانت اللحظة التي جلس فيها اللاعبون مذهولين، وهم يرون إحدى أفضل بطلات القصة التي أحبوها تتحول إلى شريرة لا تُقهر.

لكن هنا… هذه لم تكن لعبة. هذه حياتي.

وإذا كان أسموديوس يقول الحقيقة، فإن كل شيء كان على المسار الصحيح لتحقيق تلك النبوءة.

تساقطت حبة عرق على جانب وجهي.

” تسك. ” نقرت بلساني.

لا. هل تعرف ماذا؟ كل شيء كان على ما يرام.

لم يغير هذا شيئًا.

لأنه منذ اللحظة التي استيقظت فيها في ذلك المستشفى مع ذكريات حياتي السابقة، كان أحد أهدافي دائمًا هو إيقاف هبوط ملكة التعفن.

وسأفعل ذلك.

كان عليّ…

كان… عليّ…

” مهلاً. ” قطع صوت مايكل أفكاري المتسارعة. “أنت تشد على أسنانك. ”

فككت فكي، لم أدرك أنني كنت أفعل ذلك. “…آه. آسف.”

عبس، يبدو كما لو كان على وشك الضغط أكثر.

كنت قد بدأت بالفعل في قلّب عينيّ وتنحيته عندما فجأة—

—بلاش!!

“آرررهه!”

صدى صوت الحجر الهش وهو ينهار، تبعه صراخ لا يمكن أن يكون إلا لفينس — خام، مذعور، ومرتفع بشكل مضحك.

استدار كل من مايكل وأنا بحدة ورأيناه يسقط من الجرف، يصرخ مثل… حسنًا، بالضبط كما تتوقع من رجل يسقط من جرف أن يصرخ.