مملكة الجوبلن - 5 - الطموح المتوقد
الفصل الخامس:الطموح المتوقد
السماء الأزرق الواسع.النهر المتراقص تحت حركة البرد،و صورتي منعكسة على النهر الذي يشبه المرآة.
في بعض الأحيان هذا العالم جميل جدا لدرجة تدفعني للخرس.
لكن رغم ذلك…
في المقارنة بهذا الجمال الخلاب…
أنياب حادة.أعين كببرة كأعين الوحوش،ووجه،عدى عن وصفه بالقبح،من الأصدق أن نصفه بالشرس.
لم أستطع سوى التفكير في ذلك.
“لقد تحولت تماما لوحش”
ابتسمت شفاهي لهاته الفكرة،و ما ظهر على وجهي هي ابتسامة غوبلن مخيفة.
“ملكي،سنصل قريبا.”
الغوبلن الذي تحول مؤخرا لغوبلن نادر أخبرني.
أخذته معي،ثم ذهبنا لمكان إقامة الغوبلن.
***””””””””
لقد مرت أيام قليلة منذ قتلنا الأورك،في ذلك الوقت اعتدت على جسدي،و علمت تابعي الغوبلن كيفية استعمال الأفخاخ،و حتى أنني أعطيتهم درسا تطبيقيا.
علمتهم كيفية صنع حفرة،و كيفية قتل الفريسة التي وقعت فيها برمح.
و لو أن المصيدة بسيطة، فإن مقدار الضرر الذي نتلقاه انخفض جدا.
جسدي أيضا أصبح أضخم مقارنة بالوقت الذي كنت فيه غوبلن نادرا.
عندما جربت مدى اختلاف جسد الغوبلن النبيل،اسميته بهذا الإسم بالمناسبة.مقارنة بجسدي السابق.وجدت اختلافا كبيرا في السمع،البصر،و القوة بين الإثنين
مثلا أستطيع الأن خنق الثور ثلاثي القرون،ثلاثي القرون،للموت.و أستطيع الأن قتل النعامة ذات العنقين،ذات العنقين،بسيفي المثلوم.
بعبارة أخرى أستطيع فعل أشياء كنت عاجزا عن فعلها بجسدي السابق.
وصلت أيضا لإستنتاج بخصوص جسدي،لا يمكنني أن أتطور لشيء أخر بإستثناء غوبلن.
لا يهم مدى القوة و التطور أصبحت كغوبلن.لا يمكنني أن أرتقي لعرق أخر.الغوبلن سيظل غوبلن.
حقيقة أنني تحولت لغوبلن نبيل من غوبلن نادر رغم قتلي أوركا يثبت ذلك.
إذا كانت الحالة كذلك،إذن لنجرب الترقي القادم
الفصل الخامس:الطموح المتوقد (الجزء الثاني)
قتلت شخصيا الفريسة التي حاصرها جنودي، و من ثم سألت أحد الغوبلن عن شيء كان يزعجني.
كيف يزيد الغوبلن كثافتهم السكانية؟
مؤخرا،بدأ طموح يتوقد بداخلي.
طموح بناء مملكتي الخاصة.
من أجل جعل ذلك حقيقة،الشيء الذي أحتاجه بشدة هو جيش.
ليس لدي إنزعاج من بيادقي حاليا،لكن يجب أن أزيد ليس جودة جنودي فقط،بل جودتي أيضا.
و رغم تركيزي على الجودة،أفهم جيدا ضرورة عدم الإستهانة بالأرقام.
مثلا،لو اجتمع تابعي ضدي،سأخسر غالبا.
حسنا،هذا لو كان الأمر فقط متعلقا بالقوة.
لكن رغم ذلك…أعلم جيدا رعب الأعداد الضخمة.
فبعد كل شيء،تم ضربي بما يعرف بالأرقام في وطني سابقا.
ربما أكون متسرعا قليلا،لكن…حسنا.كيف يمكنني زيادة أعداد الغوبلن؟الشخص الذي أجاب هو شخص مسن حتى بالنسبة لغوبلن.
الغوبلن المسن تحدث عن قرية. و مع سماعي هذا لم أتمالك نفسي من التفكير.
بداية،هاته المجموعة خرجت من تلك القرية.
و في تلك القرية إناث غوبلن،و نساء فصائل أخرى اختطفن و حملن قسريا من أجل زيادة الكثافة السكانية.
أظن أنه صورة نمطية من العالم الخيالي.
الغوبلن النادر السابق الذي قاد هاته المجموعة حرم على الرتب الصغيرة التزواج مع النساء،مما أدى لعزل الغوبلن الصغار.
هاته هي المجموعة المذكورة.
حقا،كم هي قصة سخيفة.
عندما سألت كم تبعد تلك القرية،اكتشفت أنها قريبة جدا.
تلك القرية لديها ما يقارب خمسون محاربا.
الغوبلن المسنون،و من ولدوا حديثا و لا يستطيعون القتال،يترواح عددهم بين الثلاثين.
طبيعيا الفصيلة المسماة الغوبلن ليس لها علاقة الرجل و المرأة،و يذهبون فقط لصيد الطرائد.
لكن يظهر أن سبب عدم وجود إناث هنا،يرجع أنهم خرجوا من القرية بحثا عنهم لأنفسهم.
عندما سألت كيف تتواجد إناث هناك، يبدو أنهن خطفن من أعراق أخرى.
رواية خفيفة عادية لو سألتني.
قدت جنودي العشرين في إتجاه القرية.
غرضنا بالتأكيد ليس السلام.
لكن قبل الإقتحام يأتي الإستطلاع.
فبعد كل شيء،يجب أن أعرف هل يوجد في القرية من هو أقوى مني.
أتساءل إذا كان قائد هاته المجموعة يقودهم بطريقة جيدة…لكن مجددا،ما دام هناك غوبلن غادروا،أظن أن لحمة تلك المجموعة ليست جيدة.رغم ذلك يجب أن أتأكد كيف هي الطبقة العليا في هذه المجموعة.
و أنا أهدئ خواطري المضطربة،قدت جنودي للقرية.
يبدو أن القرية كانت سابقا للبشر بسبب ما رأيته من أسوار هنا و هناك.و البيوت التي يبدو أن الغوبلن يستعملونها تظهر ضخمة بالنظر لحجمهم.
أظن أنهم نهبوا القرية من البشر أو من فصيلة أخرى كانت تعيش هنا.
توجد كذلك بوابة شمالية و جنوبية مما يمكن أعداد كبيرة من المرور في أي وقت.
و أنا أمشي بحذر حول القرية المحاطة بغابة كثيفة،لفت انتباهي وجود عدد من الغوبلن الراشدين.
في الحقيقة لم أستطع رؤية غوبلن نادر واحد،وعدد الغوبلن الراشدين لا يصل لعشرة.
بالنسبة للإناث،لم أستطع إيجادهم بتاتا.لكن مجددا، لو كانت النساء من عرق أخر فهن على الأرجع موضوعات داخل مبنى ما.
أما بخصوص الغوبلن الناقصين،فهم على الأرجح بالخارج يصطادون…
فجأة أصبحت القرية أصبحت مضطربة.
بالنظر للإتجاه البوابة الجنوبية،رأيت غوبلن عائدين يقودهم غوبلن مدرع يحمل سيفا طويلا جديدا.
يتبع الغوبلن المدرع النادر ما يقارب عشرين من الغوبلن.يمكنني أن أرى أيضا بعض الحيوانات التي تشبه الذئاب.
حسنا،بهذا رأيت كلما يجب أن أراه.
يحتمل وجود كتيبة أخرى في مكان أخر،إذا فمن الأفضل تأمين هذا المكان قبل مجيئهم.
ابتسمت إبتسامة واسعة مما سبب أنيابي بالظهور.
ثم استدرت ناحية جنودي و أنا أحاول التحكم بنفسي،و أصدرت لهم أمرا.
“سندخل القرية من الباب الأمامي.”
خرجنا من الغابة،و مررنا بالطريق الوعر متجهين نحو باب القرية.
***
في اللحظة الذي لمحوني فيها،أصدر الغوبلن المتواجدون في القرية ضجيجا،لكنني نظرت لهم بدون اهتمام مستمرا بالمشي بطريقة واثقة.
أو بالأحرى خطوت لأعطي هذا الإنطباع،بدون أن أمشي ببطئ أو سرعة.
نظرت بشيء من الضغط للغوبلن أمامي و أنا أتجه للغوبلن النادر.
“غو،رررووو!”
بعد أن أصدر الغوبلن النادر صوتا خائفا،نظرت له مستخفا،و ضحكت مستفوا
“هل أنت ملك هاته المجموعة؟”
سألت بصوت مرعب،و منخفض.
الغوبلن النادر رجع للوراء.
ثم رفعت صوتي عندما لم يجب.
“إذن فهو أنت!؟”
المحيط اهتز لصوتي،مما فاجئني.
لكن و أنا مصدوم،نظرت للغوبلن فرأيت أم بعض الغوبلن أصبحوا غير قادرين على الوقوف بسبب الخوف.
الغوبلن النادر أمامي لم يكن خائفا بالطبع لتلك الدرجة،لكن من الواضح أنه كان خائفا.
“…نعم،صحيح”
تفادى نظراتي،و اهتز درعه من الصدمة.
“اختر،إما أن تعطيني قريتك أو تموت،أيهم؟”
في أوقات كهذه يجب أن أعطي صورة حازمة.
الطريقة الفضل لاجعل الأخرين يقدرونك في هذا العالم الذي يسير بقانون الغابة.هو بتقديم واجهة مخيفة كما أفعله.
أن تكون مؤدبا في مكان كهذا سيقلل من احترام الطرف الأخر لك.
لهذا فالحزم مطلوب لتعليم الغوبلن من هو الرئيس.
“غورررو”
و أنا أطلق صرخة،الغوبلن النادر لم يبدو أن لديه أي نية في القتال.
لكنني وضعت السيف الطويل على كتفي،مما جعله يبدو أنه سيسحق الغوبلن الموجود أمامي في أي لحظة.
تأمرت على قائد المجموعة و أنا أتاكد من نجاح المفاوضات.
الغوبلن،متأثرا بالجو على ما يبدو ألقى سيفه الطويل أرضا.
و من ثم ركع أمامي،و رجلاه في الأرض و رأسه.الغوبلن النادر أظهر لي أنه استسلم تماما
“ملكي،أقدم لك هذا السيف.”
“إذن سأقبله”
نظرت للقرية كلها ثم أعلنت
“من اليوم فصاعدا ملك هاته القرية هو أنا!”
في ذلك اليوم خطوت خطوتي الأولى نحو طموحي.