129 - محارب إيدون #3

129 – محارب إيدون #3

بحر يمير كان واسع جداً ومعقد.

البحر الذي يمكن وصفه بأنه امتداد شاسع من الماء و التعبير ‘معقد’ لا يبدو مناسباً لبعضهم البعض ، لكن ذلك كان فقط عندما ينظر إليه من خلال عيون دخيل.

كان هناك العديد من البحارة ذوي الخبرة بين محاربي فالهالا. بالنسبة لهم ، الذين كانوا معتادين على الملاحة البحرية ، التغييرات المعقدة التي تحدث تحت سطح الماء شوهدت بوضوح.

الطريق السريع والخطير ، الطريق البطيء والآمن ، والطرق الأخرى التي تنطوي على بعض الأخطار ولكنها كانت آمنة نسبياً – كانت هناك أنواع مختلفة من المسارات.

قررت هيلديغارد الطريق الذي يجب أن يسلكوه بعد التفكير به لفترة طويلة. على الرغم من احترازها ، الحوادث غير المتوقعة يمكن أن تحدث دائماً. وكان الاضطراب بين أدينماها والكاتور مثالاً على ذلك.

بالنسبة للقادمة الجديدة فالكيري فيلق إيدون أن تكون من جنس التنين ، كان الوضع صعب التخمين ، لكن انتهى به الأمر بالحدوث على أي حال.

هيلديغارد ألقت باللوم على نفسها على الحادث. حدث حادث بسبب عدم التحقيق مع المجموعة التي تسافر معها.

واعتذرت هيلديغارد لأدينماها وتاي هو ثم استعرضت الطرق البحرية المتبقية. وبما أنهم في وضع يتطلب التسرع ، فقد أجبروا على السير في الطريق السريع والخطير. وغني عن القول ، فإن ما تبقى من الرحلة ربما لن يكون سهلاً أيضاً.

ومع ذلك ، قررت هيلديغارد أن تبقى على المسار الذي كانوا عليه بعد التفكير في ذلك لفترة من الوقت. في عقلها ، لن يكون هناك المزيد من المخاطر الآن بعد أن تم إعلامها بأي تهديدات محتملة من وجود تاي هو و أدينماها.

ولكن مرة أخرى ، لم يكن هناك شيء مطلق في رحلة في البحر.

بعد اليوم الثالث من دخول المجموعة إلى بحر يمير ، قررت هيلديغارد تغيير صعوبة هذه الرحلة إلى حد كبير.

من رحلة خطيرة وصعبة إلى رحلة سهلة نسبياً ، هذا كل شيء.

السبب كان بسيطاً.

“محارب إيدون!”

“محارب إيدون!”

“أنت رائع حــــــقاً!”

“قوي جداً!”

المحاربات الإناث لفيلق فريا صرخنَّ بوجوه متحمسة جداً. كان هناك إعجاب وفرح مختلطين في عيونهم.

كان ذلك طويلاً و قصيراً.

ببساطة ، قائد إيدون كان أقوى بكثير مما ظنت هيلديغارد.

لكن بالطبع ، كانت تعلم أنه قوي. لأنه لو لم يكن كذلك ، لما كان قادراً على أن يصبح قائداً في المقام الأول. لم يكن ليتمكن من إنجاز إنجازاته اللامعة في ميدغارد.

ومع ذلك ، فكرت هيلديغارد في أشياء مختلفة.

لأنه مهما كانت الحالة ، كان لا يزال محارباً أصبح للتو مرتبة عليا. لقد كان محارباً لم يكن في فالهالا لسنة كاملة حتى الآن.

فكرت به أنه أقل بكثير من القادة الآخرين ونظرت في إمكانية أن الفيلق أعطاه اللقب على الرغم من افتقاره إلى القوة. هو بالتأكيد أنجز أشياء مفاجئة ، لكنها إعتقدت بأنها كانت نتيجة تلقيه المساعدة من المحاربين الآخرين.

لكن ذلك لم يكن هو أيضاً.

قائد إيدون كان قوياً ، وبالإضافة إلى ذلك ، كان نوع القوة وشكلها مختلفاً عما كانت تعتقده هيلديغارد.

“فيو.”

تاي هو سمع هتافات محاربي فيلق فريا وترك تنهيدة طويلة. كوخولين قال بصوت مشوش،

‘إذا رآك الآخرون ، سيعتقدون بأنك كنت الذي قاتل.’

عندما بدأت المعركة ضد الناس مع رؤوس السمك ، تاي هو لم يستطع أن يخطو خطوة واحدة. لم يكن لأنه كان واقفاً على السفينة بينما يأرجح سيفه. لقد وقف هناك وشاهد الآخرين يقاتلون.

كانت هناك فالكيريات تجمعوا أمام تاي هو. وكانوا جميعاً مزيفين ومزودين بأسلحة فرسان المائدة المستديرة والعتاد المصنوع من ‘معدات المحارب’.

[قائد فالكيري]

[هيدا مزيفة]

هيدا المزيفة أمسكت بسيف لانسيلوت ، أروندايت ، و عبرت عن آداب السلوك أمام تاي هو. بعدها قامت إنغريد المزيفة و أدينماها و ريجينليف و رازغريد بنفس الشيء مع أسلحتهم الخاصة بهم.

باستثناء هيدا المزيفة التي كان لديها معدل إكمال استثنائي ، الآخرين كانوا يفتقرون إلى حد ما ، ولكن أداء الأسلحة التي قدمها تاي هو لهم كان كبيراً و العمل الجماعي كان منظم جداً ، لذا يمكنهم إظهار براعة معركة بارزة.

إذا نظر المرء ببساطة إلى قدراتهم القتالية ، فالفالكيريات المزيفات الخمس الواقفات أمام تاي هو سيكُنَّ أقوى بكثير من المحاربين العشرين لفيلق فريا مجتمعين معاً.

تاي هو عبر عن آداب السلوك لـ هيدا المزيفة مع تعبير راضٍ ثم استرجع معداتهم و عطل ‘المحارب الذي قابلته فالكيري’. محاربي فيلق فريا هتفوا مرة أخرى عندما رأوا الفالكيريات المزيفات تختفي في الضوء.

‘تلك العيون معجبة بك لأنهم يعتقدون أنك خلقت ملحمة تصنع جيشك لأنك كنتَ الوحيد في الفيلق.’

تاي هو تجاهل تخمين كوخولين لنظرة فالكيري من فيلق فريا ثم استدار. كان ذلك بسبب أنه كان منزعجاً من شيء أثناء القتال.

“أدينماها؟”

“هيو…؟”

أدينماها أصدرت صوتاً غريباً عندما تم استدعائها.

يبدو أنها أصدرت ذلك الصوت لأنها كانت متفاجئة ، لكن تاي هو أيضاً تفاجأ لأن ذلك الصوت كان غير متوقع.

“هل تأذيت في مكان ما؟ أو ربما لديك حمى؟”

“لـ-لماذا؟ هل وجهي أحمر؟”

أصبحت أدينماها متوترة بينما كانت تتحدث منذ أن كان وجهها أحمر جدا. تاي هو لم يستطع إلا أن يقلق.

“هذا شيء ، لكنك أيضاً غير قادرة على الوقوف بشكل صحيح منذ الهجوم. أنت فقط تستمرين بالتحديق في مكان بعيد… أنتِ تفعلين ذلك مجدداً.”

هل يجب أن يقول بأنها بدت مضطربة؟

هي كانت تنظر في مكان آخر بدلاً من النظر إلى تاي هو بينما هو كان يتكلم معها. يبدو أنها كانت تتهرب من عينيه.

أجفلت أدينماها في تخمين تاي هو ثم أجابت،

“أ-أنا لست كذلك. أنا أنظر إليك بشكل صحيح.”

لقد كانت كذبة. من رآها قد يلاحظ أنها كانت تنظر إليه فقط. لم تلف عينيها بسرعة عندما التقت عيناهما بل أدارت رأسها.

تاي هو عبس أكثر من العرض الواضح. كان ذلك لأنه كان قلقاً جداً حول حالة أدينماها.

“هل أنت حقاً لم تصابي بأذى؟ مثل دوار البحر أو شيء من هذا.”

تاي هو وضع يده على جبهة أدينماها. كان بسيطاً ، لكنه كان يشعر ببعض الحرارة منه.

من ناحية أخرى ، أدينماها أطلقت صوتاً غامضاً آخر عندما لمست يد تاي هو جبهتها وقالت وهي تتلعثم وتتجنب نظرته.

“آه… ربما هذه هي القضية. أجل. سأذهب لأرتاح قليلاً.”

أدينماها تركت تنهيدة طويلة ثم إستدارت مسرعة نحو غرفة الستارة.

و تاي هو أومأ برأسه ببطء بعد أن نظر إليها كما لو أنه فهم الأمر الآن.

“إذا هذه هي الحالة. الثعابين البحرية يمكن أن تصاب أيضاً بدوار البحر ، على ما يبدو.”

لأن السباحة لنفسك و ركوب السفينة كانت أشياء مختلفة.

تاى هو اقتنع و أومأ برأسه. و كوخولين تحدث بصوت غريب كما لو كان سخيفاً.

‘يا ، هل تعلمت حقاً أسلوب سكاثاش؟’

جوهر تلك التقنية كان البصيرة التي تجعل المرء يرى من خلال كل شيء. وهذا يعني أنه من الطبيعي بالنسبة لهم أن يكونوا أكثر ذكاء من الآخرين.

على أية حال ، تاي هو رد كما لو أنه لا يعرف ما الذي كان يتحدث عنه.

“لماذا؟ هل هناك مشكلة؟”

‘اتركه.’

ربما ، كان هذا أيضاً تأثير الوقوع في الحب بعمق.

تشاطر تاي هو محادثة قصيرة مع هيلديغارد ثم جلس ونظر إلى الماء أمامهم.

“إنه ناعم جداً.”

‘صحيح ليس لديك أي إشعارات من إيدون؟’

بدلاً من أن يكون قلقاً ، بدا وكأنه يريد أن يسمع إشعار منها بسرعة.

تاي هو هز رأسه وقال،

“ليس بعد. وبالتفكير في الأمر… أعتقد أنني قلقت كثيراً من أجل لا شيء.”

‘ما الذي تتحدث عنه؟’

“حسناً ، لقد كانت سنتين بالنسبة لي ، ولكن لم يكن سوى اثنين وعشرين يوماً لـ إيدون.”

ذلك كان صحيح.

لأن تاي هو هو من دخل برج الظلال وليست إيدون.

لم يكن تاي هو يذهب لمقابلة أيدون كل يوم فقط لأنه كان هو. لقد تلقى رسائل مقدسة منها عندما كان في بعثة ، لكن ذلك كان أيضاً عندما كان لديها عمل خاص معه.

وإذا كانت الأمور عاجلة ، فإن فترة 15 يوماً هي الفترة المعتادة بين زياراتهم. وبخلاف ذلك ، فإن الشهرين والشهر هما أطول فترة ومتوسط لكل منهما.

بما أن تلك هي الدورة التي التقى بها تاي هو إيدون ، فإن اثنين وعشرين يوماً لم يكن وقتاً طويلاً.

‘تسك. لذا لاحظ.’

كان يأمل أن يشعر أنه مسكون أكثر بالتفكير أنه كان سنتين.

تاي هو هز رأسه كما كوخولين ندم على ذلك على محمل الجد.

“أنت حقاً سيء كشخص. تسك تسك تسك.”

بالطبع ، كان الشخصان يمزحان. تحدث كوخولين مرة أخرى.

‘لكن مع ذلك ، صحيح أنك لم تحييها قبل أن تخرج. يجب أن تهدئها لاحقاً.’

“نعم ، ينبغي عليَّ ذلك.”

لو كان الأمر كما قالت هيلديغارد ، حتى سحر التواصل كان من الصعب استخدامه في بحر يمير.

‘صحيح ، لهذا يجب أن يكون الأمر على ما يرام حتى نخرج من بحر يمير.’

كان قد سمع أن لديهم يومين آخرين حتى يصلوا فانهايم ، لذا يمكنه التحدث عن كيفية تهدئتها في وقت لاحق.

تاي هو أصبح مصمماً ونظر بعيداً. في وقت لاحق من تلك الليلة ، أدرك أن أفكاره كانت خاطئة تماماً.

—

“محاربي ، تاي هو.”

“قائد إيدون يحيي إلهة الشباب.”

عبر تاي هو عن آداب السلوك بأدب بينما كان يخفي مفاجأته.

أن يتلقى رسالة إلهية بمجرد أن يسترخي…

‘لكن مع ذلك ، لا يبدو أنها عابسة لهذه الدرجة.’

كان يعتقد أنها ستقول شيئاً مثل ، ‘إذا هذه هي القضية. أنت تذهب فقط مع هيدا كما لو كنت محارب هيدا.’ أو’ ألست تاي هو ، محارب فريا؟’ حالما رأته.

يبدو أنه لا داعي للقلق بقدر ما نعته بـ ‘محاربي’.

تاي هو شعر بالإرتياح ، لكنه كان مذعوراً عندما رفع رأسه. كان ذلك لأنه رأى القلق المكتوب على وجه إيدون.

“أنت لست محارب فريا.”

لقد قالت إيدون أمراً واضحاً. إقتربت من تاي هو ثم قالت بسرعة،

“أنت محارب إيدون. محاربي ، وليس محارباً لـ فريا. لذا لا تقل ذلك حتى على سبيل المزاح. مفهوم؟”

يبدو أنها رأت ما كان يفكر به.

يمكن أن يعرف ذلك حتى من دون استخدام البصيرة من أسلوب سكاثاش. كان هناك قلق و توق مختلط في صوت إيدون ، و تاي هو كان يشعر بالهوس تجاهه.

‘يبدو جيداً بشكل مبهم.’

لو سمع كوخولين هذا ، لكان قال أنه منحرف ، لكنها لا تزال الحقيقة. الحقيقة أن لا أحد غير إيدون كان ، على مستوى ما ، مهووساً به و عاملته بشكل خاص مما أشعره بالرضا.

“تاي هو؟”

“بالطبع.”

تاي هو أجاب بينما كان يبتسم كما لو كان يعفي إيدون. بدا أن إيدون ارتاحت من تلك الابتسامة ، وتركت تنهيدة طويلة.

“وفريا أيضاً. كيف تأتمن على شيء كهذا لقائد آخر؟”

يمكنها ، بالطبع ، أن تفهم.

كان ذلك لأنه كان من المهم بما فيه الكفاية حيث فريا ، مالكة فالهالا ، لديها الحق في إصدار أوامر لقائد حتى لو كان ينتمي إلى فيلق آخر. وصل تقرير إلى إيدون أيضاً ، لكنها انتهى بها الأمر إلى الاتصال بـ تاي هو.

لكن مع ذلك ، كانت كذبة إذا قالت أنها لم تكن غاضبة.

إيدون عبست واشتكت أكثر من فريا ، و تاي هو قرر الاستمتاع به على مهل بدلاً من الشعور بالغرابة من عرض إيدون لهذا الجانب منها لأول مرة.

وبعد دقائق قليلة-

يبدو أن إيدون لاحظت نظرة تاي هو حيث احمرّت ونظفت حنجرتها عدة مرات ثم قالت شيئاً آخر بتعبير هادئ.

“محاربي ، تاي هو. أنت يجب أن تعرف هذا ، لكنك ستقابل رئيس فانهايم ، هيمستريم ، إذا وصلت إليه.”

لقد سمع هذا من هيلديغارد.

رئيس الفانير لا يمكن مقارنته بـ أودين أو فريا ، لكنه كان لا يزال أحد أقوى السحرة بين الفانير.

إحضار عدة أدوات سحرية لـ فريا كانت مهمة تاي هو.

توقفت إيدون للحظة ثم قالت بتعبير مصمم.

“لا ينبغي أن يكون شيئاً خططت له فريا ، ولكن اتضح بشكل جيد على أي حال. إذا قابلت هيمستريم ، اكشف عن هويتك وقل أنك جئت للمطالبة بميراث فيلقنا.”

“ميراث… فيلقنا؟”

“صحيح ، إنه إرث ما قبل الحرب العظيمة… لـ فيلق إيدون. لقد حان الوقت لاسترجاعه.”

ربما كان من خياله ، لكن تاي هو كان يشعر بالحزن في صوتها.

الفيلق قبل الحرب العظمى.

تاي هو لم يعرف الكثير عنهم. لم يكن ذلك لأنه لم يحاول التحقيق ولكن لأنه كان هناك عدد قليل جداً من السجلات عنهم.

كانت هيدا تجيب دائماً على أسئلة تاي هو ، لكنها كانت تتهرب دائماً من السؤال عن الفيلق قبل الحرب العظيمة.

ولكن حان الوقت الآن.

ليس فقط لأن فيلق إيدون كان يرتفع مرة أخرى. ربما ، كان هناك معنى أعمق في ذلك.

لكن إيدون احتفظت بكلماتها. فقط ابتسمت لتاي هو بدلاً من التحدث لفترة أطول.

“سمعت من هيدا. لابد أنه كان من الصعب أن تكون في برج الظلال وحيداً لمدة عامين. أنا حقاً فخورة بك.”

لقد كانت عشرون يوماً فقط لـ إيدون ، لكنها كانت سنتان لـ تاي هو. تاي هو يمكن أن يشعر قلبه يصبح ناعماً.

تاي هو عبر عن آداب السلوك مرة أخرى ، و إيدون اقتربت من تاي هو أكثر قليلاً. كان لتباركه كما كانت تفعل دائماً.

تاي هو رفع رأسه و نظرت إليه إيدون بتعبير لطيف. فكرت للحظة ، ومن ثم منحته أفضل مباركة.

“لترافقك مباركتي.”

إيدون ابتسمت بخجل ، و تاي هو استيقظ من حلمه.

—

الوقت تدفق كالمعتاد.

سكولد ، الذي تحول إلى بجعة ، طار نحو فانهايم.

لوكي ، الذي كان يتجول في ميدغارد ، توقف أخيراً.

الساحر الملك ، أوتغارد لوكي ، اتصل وجمع الأصابع الخمسة المتبقية في مكان واحد.

الملك عملاق الصقيع ، هارمارتي ، أمر العمالقة في الخطوط الأمامية.

أولد و فيرداندي نظرا إلى خيوط القدر.

ملك الآلهة ، أودين ، جلس أمام بحيرة ميمير وكانت لديه محادثة معه. هوغين و مونين أخبراه بالأخبار.

فريا نظرت إلى ميدغارد بعينين قلقتين.

وبعد يوم من ذلك،

تاي هو وصل إلى فانهايم.

———–

ترجمة: Acedia