معركة الرايخ الثالث - 141 - الحديد والنار (II)
المجلد 5 | الفصل العاشر | الحديد والنار (II)
.
.
أدى أداء كل من سرية الدبابات الألمانية والقوات المدرعة الفرنسية قبل التبادل الرسمي لإطلاق النار إلى قيام جميع الخبراء بإسقاط نظاراتهم تقريبا -كناية-. وفي تعليقات المؤرخين اللاحقة على بداية هذه المعركة الدموية والتي أصبحت تعرف بإسم معركة “قرية الحجارة”، استخدم المؤرخون العسكريون الألمان كلمة “غباء لا حدود له” لوصف سلوك الجانبين وقتها.. ولذي أدى لرد الفعل الذي أعقبه.
بذلت مجموعة الدبابات الألمانية قصارى جهدها لإثبات ما يعنيه الإفراط في الحذر ، وأمر شنايدر سريته بالتراجع بأقصى سرعة ، ولم يأمر حتى دباباته بإطلاق رصاصة أو اثنتين لاختبار عزم الفرنسيين على الهجوم. وهو قرار قد يبدو متسرعا إلى حد ما.
كما أظهر قائد الدبابة الفرنسية حذرًا كافيًا في هذا الوقت ، فربما لم يكتشف سبب انسحاب الألمان ، أو ربما أثر حطام الدبابات الفرنسية المحترقة على نفسيته ، فلماذا اتخذ قرارًا محيرًا مثل تباطأت مجموعة الدبابات الفرنسية فجأة ولم يطلقوا النار؟ كما أنهم تحركوا بصمت نحو مجموعة الدبابات الألمانية بسرعة مشي.
لذلك فتحت القوات على كلا الجانبين المسافة بين التراجع والتقدم ، تراجع أحد الجانبين بهدوء ، بينما تقدم الجانب الآخر بصمت ، من ما يشعر الناس ببعض الغرابة.
لقد ارتكب شنايدر خطأ غبيًا بعدم شنه هجوم مفاجئ على الدبابات الفرنسية عندما أتيحت له الفرصة. إذا كان قد فعل ذلك ، فمن المحتمل جدًا أنه لم يكن سيجر إلى المعركة الدموية التي تلت ذلك. وربما يكون قادرًا على استيعاب اليد العليا في ساحة المعركة.
ولكن الآن أصبح الأمر على العكس من ذلك تمامًا. لقد منح الفرنسيين حقًا وقتًا للوقوف ضده بحزم ، ليس هذا فقط، بل سماح للعدو باكتشاف قوتهم ببطء ، ومنح الخصم فرصة لأخذ زمام المبادرة في ساحة المعركة. ومن أجل التعويض عن هذا الخطأ ، دفع شنايدر الثمن باهظا.
ولكن ربما يصعب لوم شنايدر تماما بعيدا عن كون أن لا إنسان معصوم من الخطأ ، فقد كانت هناك بعض اسباب جعلت منه يعطي هذه الأوامر وقتها ، منها أن شنايدر لم يواجه هذا النوع من الخصوم قط ، ولم يكن يعرف سوى القليل جدًا عن أداء وقوة تلك الدبابات الفرنسية. في هذه الحالة ، من الصعب بالفعل اتخاذ زمام المبادرة لشن هجوم.
قادة الدبابات الألمان هم جنود محترفون تلقوا تدريباً مهنياً ومليئين بالعقلانية والبراغماتية ، ولن يفكروا في السماح لقواتهم بالمجازفة ما لم يضطروا إلى ذلك.
لكن هذه المرة فقط، صادف أن حذر شنايدر قد جاء بنتائج عكسية. فكما قال المثل، لا يغني حذر عن قدر.
إذا كان القائد الفرنسي يتمتع بالذكاء الكافي للاستفادة من خطأ الجيش الألماني ، فلن يكون تدمير سرية الدبابات الألمانية أكثر من قطعة كعك. إن أداء الدبابات الفرنسية متخلف كثيرا عن الدبابات الألمانية ، وفي بعض الأماكن كان أعلى من الدبابات الألمانية.
وبغض النظر عن القوة النارية أو العدد ، فقد امتلك الفرنسيون بالفعل ميزة ساحقة. إذا كان لدى قائد قوات الدبابات الفرنسية ما يكفي من التصميم القتالي والرغبة في القتال و مهارات القيادة ، فربما يمكنه استخدام كل دباباته لمهاجمة الألمان و شن هجوم سريع وقوي معتمدا على تفوقه في العدد والقوة النارية للقضاء على جميع القوات الألمانية دفعة واحدة قبل أن يدركوا خطأهم.
لكن من المؤسف أن هذا القائد الفرنسي لم يمتلك مثل هذه الخصال، والذي صادف أنه كان العقيد الفرنسي جان ديفاير، والذي لم يكن لديه أبدًا التصميم أو الموهبة التي تستحق الذك، ناهيك عن مهارات القيادة التي تخوله فعل ذلك. والسبب في أنه كان قادرًا على الجلوس في هذا المنصب هو أنه كان في يوم من الأيام مجند في القوات المدرعة ولديه رتبة عالية بما يكفي، كما أن لديه بعض الواسطات في الجيش.
لقد قضى قصف لوفتوافا السابق على ما بقي من عزم هذا الفرنسي على مواصلة القتال. كانت شجاعته تتلاشى مع الدخان الكثيف المتصاعد من حطام الدبابات الفرنسية ، والآن أصبحت مأساة إبادة تلك القوات الأمامية تزيد من حدته تردده .. وبالغ في تقدير قوة الدبابات الألمانية.
ونتيجة لذلك ، ارتكب هذا القائد المدرع المسكين نفس الخطأ الذي ارتكبه الألمان.
لقد أدى إفراطه في الحذر إلى تفويت أفضل فرصة لإعطاء الدبابات الألمانية ضربة قاتلة ، كما أعطى الخصم وقتًا لإعادة النظر في تكتيكاتهم. وعندما وصلت المسافة بين الجانبين إلى 1000 متر توقفت مجموعة الدبابات الألمانية عن التراجع. لقد استراجعو تشكيلهم بالفعل في طريقهم إلى التراجع. تنقسم الدبابات التسعة عشر إلى ثلاثة صفوف ، بمسافة 70 مترًا. تم تشكيل تشكيل هجوم مربع مع دبابتين من مقر السريةكمركز.
بعد خمس دقائق من تلك المواجهة المضحكة بين التقدم والتراجع على الجانبين ، كان الألمان أول من فقد صبرهم ، وقرر شنايدر إنهاء رقصة التانغو السخيفة هذه ببنادقهم عيار 75 ملم ، وبدأت المعركة الضارية.
“الفصيل الأول سيهاجم الدبابات الفرنسية على اليسار ، والفصيل الثاني والثالث سيهاجمان الوسط ، والفصيل الرابع سيهاجم الجناح الأيمن. لنرى ما يمكننا فعله. استخدمو قنابل شديدة الانفجار واستعدو لأطلق النار” أعطى شنايدر الأمر بهدوء.
الآن يحاول قائد الدبابة أن يتذكر في ذهنه طبيعة الدبابة الفرنسية في نشرة المقر.
في المراحل الأولى من الحملة الفرنسية ، كان جيش القائد راينهارت بانزر هو فقط محظوظ بما يكفي لمواجهة هذه الدبابة الفرنسية. في ذلك الوقت ، تسببت هذه الدبابة في معاناة القوات المدرعة الألمانية كثيرًا ، على الرغم من أنهم دمرو عدد قليل من B1. إلى أنهم تكبدو أيضًا خسائر فادحة في صفوف دباباتهم من نوعي بانزر 2 وبانزر 3.
في معركة أعقبت ذلك ، استولى الجيش الألماني على فوج كامل من هذه الدبابات خلال عملية واحدة. وقد أولى الجيش أهمية كبيرة لهذا الحادث في ذلك الوقت ، وسرعان ما نقلوا إحدى هذه الدبابات إلى ألمانيا لتقوم مؤسسات البحث المحلية بتحليلها ودراستها.
بعد عدة إختبارات وأبحاث بسيطة ، يعتقد خبراء مكتب الذخائر الألماني أن هذا سلاح يمكن مقارنته مع الألمانية بانزر 4 في بعض الخصال ، وعلى الرغم من وجود العديد من العيوب كما هي العادة دائما في أي دبابة ، إلا أن هذا لا ينفي مزاياها ، أكد هؤلاء الخبراء أنه إذا لم تففد الدبابات B1 التابعة للفرقة المدرعة الأولى الفرنسية إمدادات الوقود بسبب الطريق المليء باللاجئين الهاربين من الحرب وكانو في إنتظار إعادة الإمداد ، فذبما ما كان الجيش الألماني ليتمكن وقتها من الاستيلاء عليها بهذه السهولة دون خسائر.
ومع ذلك ، وبسبب ماسورة البيروقراطية المتضخمة في ألمانيا ، لم يتم تسليم هذه المواد البحثية القيمة إلى الجيش في الوقت المناسب. ونتيجة لذلك ، لم يتلق شنايدر سوى تقرير بسيط وتحذير من المقر. على الرغم من أن المقر طلب منه بوضوح عدم محاربة الدبابات الفرنسية من طراز B1 دون دعم المدفعية ذات العيار الثقيل ، لكنهم لم يوضحو سبب ذلك، إذا لم يكن الفضل عائد لرسم بسيط مرفق بالتحذير ، فقد لا يتعرف شنايدر والآخرون حتى شكل الدبابة B1.
أدى الافتقار إلى المعلومات وغموض التحذيرات إلى الوضع الحالي. وقد ضلل شنايدر بهذا التحذير. ورغم أنه لم يقع في مغبة الإستهانة بقوة هذه الدبابات الفرنسية، إلا أن المشكلة الرئيسية التي واجهها هي أنه أخطأ في التقدير سمك درع الخصم.
كان وزن دبابة B1 الفرنسية يصل إلى 31 طنًا ، وكان هذا الوزن في ذلك الوقت يعد بين الدبابات المتوسطة والثقيلة ، وكان أثقل بتسعة أطنان من الدبابة الألمانية بانزر أربعة ، والتي كانت أيضًا دبابة متوسطة الحجم. هذه الدبابة تملك درع أمامي بسمك 60 مم ، وسمكها أيضًا 40 مم في أضعف نقطة لها.
لكن بسبب السعي الفرنسي لهذا النوع من الحماية فقدت B1 تمامًا القدرة على الحركة التي يجب أن تتمتع بها كدبابة. تبلغ سرعتها القصوى على الطريق 27 كيلومترًا في الساعة فقط ، والسرعة في حالة الطرق الوعرة أكثر قابلية للتصور.
في الواقع إن لهذا علاقة متجذرة بالفكر العسكري الفرنسي القديم ، فهم لا يعتبرون الدبابات أسلحة تستخدم في حد ذاتها ، بل تعتبر الدبابات في نظر مدرستهم العسكرية مجرد أداة لمساعدة المشاة في القتال. لهذا السبب يرون أن الدبابة جيدة ما إن تستطيع مواكبة وتيرة هجوم المشاة ، وهي لا تحتاج إلى حركة أسرع من ما هي عليه.
تم تجهيز هذه الدبابات بمدفعين رئيسيين ، أحدهما مثبت في مقدمة جسم الدبابة بجانب السائق مباشرة. وهو مدفع هاوتزر 75 مم. مكان التثبيت يجعل نطاق الرماية ثابتًا تقريبًا. و يوجب على الطاقم تحويل زاوية جسم الدبابة إلى الهدف يدويا، ولهذا السبب ، تم تجهيز هذه الدبابة بجهاز تفاضلي هيدروليكي متطور لتحقيق الدقة في التصويب. والآخر هو مدفع 47 ملم من عيار 35 مثبتًا عاى البرج الصغير في السطح ، وهذا السلاح أقوى من المدفع الرئيسي 37 ملم المثبت على بانزر 3.
على الرغم من أنها تشبه بانزر 4 الألمانية من حيث حجم الجسم ، إلا أنها أطول من أي دبابة ألمانية في ذلك الوقت ، لذلك أطلق عليها المشاة الألمانية اسم “العملاقة”. من وجهة نظر البيانات ، تنتمي إلى نفس مستوى بانزر 4 ، ويمكن الجزم بكونهما أنداد. لكن في الواقع ، لديها بعض نقاط الضعف القاتلة ، ونقط الضعه هذه لا يمكن أن تعكسها البيانات والإختبارات ، ولا يمكن اكتشافها إلا في معارك حقيقية ، وقد دفع جنود الدبابات الفرنسيون حياتهم ثمن لذلك.
“القذائف شديدة الانفجار جاهزة”.
دفع محمل القذائف كارل ، بقذيفة شديدة الانفجار خارقة للدروع ، ثم استلقى محمل القذائف الشاب على نافذة المراقبة من جانبه ونظر إلى الأعداء الذين ما زالوا يتقدمون ببطء بفضول.
“المسافة 930 مترا” قال المدفعي.
“انتبهوا جميعًا ، نار!”
أعطى شنايدر الأمر بإطلاق النار بصوت عالٍ ، وسمع صوت مدفع مكتوم ، وارتطم ذيل المدفع عيار 75 ملم ، وجعلت القوة الهائلة الجسم الثقيل للدبابة يهتز بشدة. وقد كانت هناك رائحة قوية من البارود في البرج. بعد انتهاء القصف ، قام شنايدر بإخراج رأسه من برج القيادة والتقط المنظار لملاحظة تأثير القصف.
هناك سبب لاختيار شنايدر قنابل HE على قذائف AP في هذا الموقف. فعلى الرغم من أن مسار القذيفة الخارقة للدروع مستقيم ومستقر نسبيًا ، و معدل الضربة أعلى من القذيفة شديدة الانفجار ، من ما يجعل البعض يعتقد أنها تكون الخيار الأمثل عند مهاجمة الدبابات المعادية. لكن في الواقع ليس هذا هو الحال بالضرورة ، فقد فضل قادة بانزر 4 استخدام قذائف شديدة الانفجار في المعارك المبكرة.
والسبب هو أنه عند التعامل مع أهداف مدرعة معينة ، يتم استخدام القنابل شديدة الانفجار الخارقة للدروع أكثر من القذائف الخارقة للدروع. فقد تم تجهيز نموذج بانزر 4 الأولي بمدفع قصير الماسورة 75 ملم بقطر 24. هذا ليس مدفع مضاد للدبابات ، لكنها أشبه بمدفع مشاة من حيث الأداء.
كانت المهمة التي أرادها الجيش الألماني للدبابة بانزر 4 في البداية هو دعم مركبات الدعم النارية وقيادة دبابة بانزر 3 في قتال ، ولم يضعو لها خطط الدخول في صراع أمامي مع الأهداف المدرعة للخصم. ومع ذلك ، بعد اندلاع الحرب ، انحرف استخدام هذه الدبابة عن ما خططت له وزارة الحرب ، ودُفعت بذلك بانزر 4 إلى طليعة المعركة. نظرًا لقوتها النارية الأقوى من الدبابة بانزر 3 ، يتم استخدامها كدبابة رئيسية في العديد من المعارك.
ومع ذلك ، على الرغم من أنها تحتوي على مدفع رئيسي عيار 75 ملم ، إلا أن فوهتها قصيرة جدًا ، مما يؤدي إلى إنخفاض سرعة القذائف التي تطلقها. السرعة الأولية للقذيفة هي المؤشر الأكثر أهمية فيما يتعلق بقدرة القذيفة على اختراق الدروع ، فبدون السرعة الكافية لن يكون للقذيفة الخارقة للدروع طاقة حركية كافية لاختراق درع الخصم. وبغض النظر عن مدى صلابة الرأس الحربي ، فإنه يحتاج إلى طاقة حركية ضخمة ليعمل ، وهو ما يفتقر له مدفع عيار 75 لدبابة بانزر 4 بالضبط.
القنبلة شديدة الانفجار الخارقة للدروع مختلفة. فهي لها علاقة بأسلوب خارقة الدروع. في ذلك الوقت استخدم الجيش الألماني القذائف الخارقة للدروع ذات الشحنة المشكلة والرأس الحربي اللذي يعتمد على النفاثة المعدنية ذات درجة الحرارة العالية المتولدة أثناء الانفجار لاختراق دروع الخصم المعادية. هذا يعني أنه لا يحتاج إلى سرعة إطلاق عالية ، طالما أن القذيفة يمكن أن تصطدم بلوحة الدروع الصلبة للخصم وتنفجر. وبغض النظر عن إطلاق القذيفة من أي مسافة ، فإن عمقها الخارق للدروع هو نفسه ، ولن تنخفض القدرة الخارقة للدروع بسبب المسافة الطويلة جدًا.
الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن القوة الإختراق للقذيفة الخارقة للدروع التي تم إطلاقها من مدفع قصير الماسورة للدبابة بانزر 4 ليست بنفس قوة قذيفة شديدة الانفجار الخارقة للدروع. سرعة الفوهة من القذائف الخارقة للدروع ليست بجودة القذائف شديدة الانفجار ، التي لا يمكن أن تصل إلا إلى 385 مترًا في الثانية ، بينما يمكن للقذائف شديدة الانفجار الخارقة للدروع أن تصل إلى 452 مترًا في الثانية. يمكن أن تخترق السرعة الأولية 100 متر فقط من خلال درع بسمك 41 مم وميل 60 درجة ، إذا كانت المسافة أكثر من 1000 متر ، يكون عمق اختراق الدرع 35 مم فقط. ومع ذلك ، يمكن للقنبلة شديدة الانفجار الخارقة للدروع أن تخترق لوحة مدرعة 45 ملم بزاوية 60 درجة على أي مسافة.
قادة الدبابات الألمان ليسو أغبياء ، وبعد المقارنة والإختبارات المتكر عرفوا أي القذائف يختارونها في ظل ظروف محددة، ولم يطلبو في ذلك مشورة صناع الأسلحة أو يهتمو لنواياهم من صنع هذا السلاح. فهم بطبيعة الحال يمتلكون فهم أكبر له من أي أشخاص اخرين، على كل حال، من الحكمة أن يختار شنايدر ذخيرة مدرعة شديدة الانفجار في ظل الظروف الحالية.
في أقل من ثانيتين ، إنهالت الدفعة الأولى من القذائف الألمانية على رؤوس القوات المدرعة الفرنسية. وما لبثت أن انفجرت القنابل شديدة الانفجار في الصف الأول من الدبابات الفرنسية ، وكان شنايدر راضيًا جدًا عن تأثير الهجوم ، ورأى أن أكثر من نصف القذائف أصابت أهدافها ، وحتى لو أخطأت فإنها لم تنحرف كثيرا. إن الإنفجارات التي لم تصدم الأهداف المرجوة منها وقعت على مقربة من الدبابات الفرنسية، ووفقًا لتجربة شنايدر، فإن هذا النوع من الخطأ القريب يمكن أن يتسبب أيضًا في أضرار طفيفة للهدف.
ولكن عندما إنقشاع الدخان اللاحق للإنفجارات ، أصيب شنايدر بالذهول من أمامه.
وقفت الدبابات الفرنسية التي أصيبت بقذائفه للحظة ، ثم عاودت التقدم نحوهم ببطء ، والدبابات الفرنسية التي أصيبت بوابة قذائف دقيق بالكاد يخطئها لم تضرر. يبدو أن هجوم شنايدر الأول لم يتسبب في أي ضرر يذكر للخصم باستثناء إضافة بضع علامات سوداء على سطح الدرع الأمامي لعدد قليل من الدبابات الفرنسية.
“إنها لبحق وحوش فولاذية. يبدو أن درعها الرئيسي أكثر سمكًا مما كنا نتصور.”
المحركات وجانب الجسم هي نقاط ضعف الدبابات. لا يعتقد شنايدر أن الفرنسيين يستطيعون جعل الدروع الجانبية بقوة الدرع الأمامي.
“انتباه إلى كل الفصائل ، حاولو التقدم بأقصى سرعة مع الحافظ على التشكيل ، لكم أن تطلقو النار بحرية. لكن حاولو مهاجمة مسارات الخصم ، وشلّه أولاً.” أعطى شنايدر الأوامر ببرود ، لكنه لم يكن مسترخيا حقا فقد وجد نفسه في موقف حرج.
في في مثل هذه الأوقات العصيبة، لن تستطع دباباته تدمير الدبابات الفرنسية من على هذه المسافة. وكان يأمل ألا يكون لدى الفرنسيين هذه القدرة ، وإلا سيكون بائسًا حقًا.
استجابت مجموعة الدبابات بسرعة للأوامر ، وبدأت جميع الدبابات في التسارع إلى الأمام. اقتربت سرية الدبابات الألمانية من القوات الفرنسية في تشكيل مربع أنيق.
“302 ، معك 301 ، من فضلك حافظ على المسافة-..”
ألقى شنايدر بالأوامر إلى الدبابة على جناحه، ولكن قبل أن ينهي حديثه ، أدى انفجار عنيف مفاجئ إلى إغراق كلماته.
شن الفرنسيون أخيرا الموجة الأولى من الهجمات عليه ، ربما للتعبير عن استيائهم من الهجوم السابق ، حيث كانت نيران المدفعية الفرنسية سريعة ومكثفة.
في تلك اللحظة شعر شنايدر باختفاء الأرض أمامه ، كما فقد أثر دبابات رفاقه أمامه ، وبدلاً من ذلك اعمت النيران عينيه ، واستمرت كرات نارية ضخمة في التصاعد أمام من عينيه. شعر كما لو أن العالم كله كان مشتعلًا ، وندفعت موجات الهواء الحارقة بعنف في كابينة قيادة الدبابة الضيقة من نافذة المراقبة المدرعة. وسرعان ما قام رافيت بإنزال الغطاء المدرع على نافذة المراقبة ، ثم سحب العدسة العينية للقيادة.
على الرغم من أن قصف الدبابات الفرنسية استمر ثلاث ثوانٍ فقط ، إلا أنه بدا وكأنه العمر بطوله لطواقم هذه الدبابات الألمانية.
-نهاية الفصل-