معركة الرايخ الثالث - 97 - خطوة هتلر
المجلد 4 | الفصل السابع عشر | خطوة هتلر
.
.
عندما غادر شي جون المبنى برفقة هانس وفرقتين من جنود SS خلفه، ترك خلفه شعور بالقمع يكتنف المبنى بأكمله، راقب العديد من اليهود هذا المشهد سراً من خلف الستائر السميكة لنوافذ العديد من المباني المجاورة. وبرؤية مغادرة هذه الحاشية شعرو براحة لا توصف.
عندما رأوا جنرالًا ألمانيًا ينزل من تلك السيارة الفاخرة أمامهم ، كانو خائفين حتى الموت. منذ إكتشافهم للمجزرة التي حدثت قبل قدومهم و الحي اليهودي بأكمله في حالة ذعر شديد. لقد فقدو جميعا الأمل في مغادرة الحي اليهودي على قيد الحياة. لا أحد منهم يعرف متى ستبدأ عميلة تصفية جديدة. ولا أحد منهم يعرف كيف سيبدو الغد، كل ما يمكنهم فعله هو العمل بجد ليعيشوا اليوم، لا شيء أمامهم، ولا شيء خلفهم، كل ما يمكنهم لهؤلاء اليهود تمنيه هو أنه إن ماتوا، فعلى الأقل عليهم الموت بكرامة.
عرف هؤلاء اليهود أن لجنرال ألماني القدرة على التحكم في موت وحياة كل واحد منهم، وإذا شاء جنرال ألماني لن يكون من الصعب تسوية الحي كله بالأرض ، لا يحتاج إلى سبب أو إلى مبرر، ولن يحاسبه أحد أو يسأله لم فعلت ذلك، فهم هنا بلا حق سوا العيش -وحتى هذا قد يسلب منهم في اي وقت-، لكن لدهشتهم ، لم يسمعوا أي طلق ناري ولم يسمعو أي عويل أو نحيب وتوسل، ولم يسحب الجنود الألمان أي أشخص من شعره ويلقوا به في الشاحنة. كما لم يوسعو أي رجل مار ضربا.
لا شيء مما توقعوه حدث.
لم يفعل الألمان شيئا.
دخلو، وخرجو كأن لم يأتوا إلى هنا.
اندفع الألمان إلى المبنى بنظرات قاسية لا يؤمن شرها ، لكنهم غدرو بهدوء. وسرعان ما صعدوا إلى السيارات التي جاءوا بها، وغادروا ببطء بنفس تلك النظرات.
عند مشاهدة القافلة تختفي بعيدا، لم يسعهم إلا أن يشعرو باللجام الذي يحبس أنفسهم منذ البداية يرتخي.
يبدو أنهم سيعيشون ليوم اخر.
“هانس ، ألن تسألني ما الذي أحرقته أمامك؟” اسند شي جون ظهره على المقعد المريح للسيارة، ونظر إلى هانس بابتسامة.
جعل تدمير المنارة شي جون يشعر بالراحة، سقط آخر حجر ثقيل عن كاهله، وشعر برتخاء جسده.
“جنرال ، لا أعتقد أني سأفعل، فلو كان يجب أن أعرف لأخبرتني منذ وقت طويل. ولو لم تخبرني، فهذا يعني أنني لا يجب علي أن أعرف. لذا لن أسأل عن أشياء لا ينبغي أن أعرفها” رد هانس أيضًا بابتسامة ، فقد وجد أن الجنرال بدا مختلفًا بعد أن احرق الشيء الغريب ، وقد ظهرت الابتسامة التي لم يرها منذ أيام على وجهه ثانية، الآن عاد إلى سابق عهده مثل تلك الأوقات في بلجيكا. حين كان يتحدث ويضحك بسعادة في المقر مليئًا بالطاقة والثقة. وعلى الرغم من أن هانس أراد حقًا معرفة ماذا كان ذلك الشيء الغريب، ولكن برؤية مزاج الجنرال الحالي، وجد هانس أن ماهية ‘الشيء’ لم تكن مهمة ، سعيدًا بصدق أن جنراله كان قادرًا على التعافي.
“أهذا هو ما تعتقده؟ هانس، أود أن تعرف أنك أكثر ضباط أثق به. كما أنك جندي ممتاز.” أومأ شي جون بارتياح بعد سماع إجابة هانس.
ثم سأل هانس مبتسماً: “إطرائك شرف لي جنرال ، هل سنعود إلى المقر الآن؟”
“نعم ، لا يزال لدي الكثير من الوثائق التي لم يكن لدي وقت للتعامل معها من قبل، بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن أطلع على تقارير المعارك الأخيرة من القيادة العليا. أريد حقًا أن أعرف ما يحدث على الخطوط الأمامية الآن. لا أعتقد أن القيادة العليا ستسمح لي بالعودة إلى الجبهة، فإجتماعي بالقوات هناك سيحسم السجال هنا، لكن لا داعي للقلق، اليوم الذي سنهزم فيه فرنسا لن يكون بعيدًا”. ثم إبتسم وأردف “هاها، لهذا أريد أن أعرف المزيد عن الوضع هناك، أريد أن أعرف متى يمكنني الذهاب إلى شوارع شنزيليه لإحتساء القهوة، سمعت أن لديهم أنواع جيدة من الخمر؟”.
“بعد أن ذكرت ذلك ، أشعر بالفضول أيضًا بشأن الوضع الحالي في الجبهة، وأعتقد أن جنودنا لن يقهرهم بعض الفرنسيين في غيابك.” إبتسم هانس بأدب.
بابتسامة على وجهه أزاح شي جون أنظاره نحو نفاذة السيارة.
‘لم تحاول القيادة العليا أبعاد مولر وضباطي عني إلى الخطوط الأمامية للعود إلى الفيلق، ليس لديهم سبب لعدم إستخدام قوات النخبة القوية لفيلق ساربيروس. لابد أن هناك حيلة في الموضوع’. كان شي جون يفكر سرا.
بعد فترة ، ظهر مبنى أبيض جميل على الطراز الفرنسي أمامه ، تم بناء هذا القصر من قبل أرستقراطي بولندي ثري في القرن الرابع عشر، والذي إستعان بالمهندسين المعماريين الفرنسيين لمواكبة الموضة في ذلك الوقت. الآن أصبح هذا القصر الجميل مقره الجديد.
كان المقر الأصلي لقوات الأمن الخاصة SS الآن مثل قطعة من الجبن المسحوق بسبب عملية التصفية السابقة. بعد العمل هناك لمدة يومين ، شعر شي جون أنه كان عديم الفائدة للغاية، إذ كانت خطوط الإتصال تالفة والوضع سيئ، وقرر إتباع توصية العديد من المسؤولين البولنديين الحليين وختار تغيير المقر بشكل مؤقت.
تم إختيار هذا المبنى بعد مراعات أهم التفاصيل.
كما تقتضي عادة العمارة الفرنسية ، كان المبنى الرئيسي الجميل محاط بمروج كبيرة وحدائق خضراء، وهو أمر جيد جدًا لأمن المقر. ولا يمكن لأحد عبور 40 إلى 50 مترًا من ساحات العشب المفتوح دون أن يلاحظه الحراس اليقظين. ، إذا كان هناك أي شخص جريء يريد المضي قدمًا بعد أن يكتشفه الحارس بكلابهم العسكرية، سيجد أن أمامه أكثر من عشرة رشاشات تقذف الرصاص. وسيكون محظوظ إذا تمكن من الإحتفاظ بجثة سليمة.
عندما دخلت القافلة عبر بوابة السور التي تحيط بالمبنى ، رأى شي جون عبر نافذة السيارة أن الطرق القرميدية المفتوحة أمام المبنى الفرنسي الجميل كانت مليئة بحشد من الناس.
“هانس، مالذي يحدث هناك؟ شجار؟” سأل شي جون هانس بنظرة مرتابة.
“لا أعرف جنرال. لكنني أرى الفرقة العسكرية. لا بد أنه نوع من الاحتفال. هل ذلك بمناسبة يوم الذكرى؟ أليس الوقت مبكرا؟ كما لم يخبرني أحد عن الاحتفال” بدا هانس أيضا محتارا أثناء نظره من النافذة.
شرع الرجلان في التخمين بينما بدأت سيارة مرسيدس بنز في الإنعطافت ببطء وتوجهت إلى الطريق المؤدي إلى المدخل الرئيسي للمبنى، بينما تقدمت شاحنتا الجند والسياراتي الجستابو التين قادتا الطريق باتجاه الجزء الخلفي من المقر الرئيسي على طول الطريق الأصلي.
“جنرال… هل الخطب ببصري أم أن هؤلاء هم حقا؟ العقيد مولر يرتدي .. يا إلهي ، وهارلون أيضا …” عندما اقتربت السيارة من المبنى الرئيسي ، لمح هانس اشخاصا في الحشد على الدرج، لم يكن ذلك لأنهم كانو مألوفين، ولكن لأن ملابسهم كانت واضحة جدًا بين الحشد.
“هانس، أعتقد أنك لم تخطأ، إنهما بالفعل مولر وهارلون ، لكنني الآن بدأت أتساءل عما إذا كنت قد فهمت الأمر بشكل خاطئ …”
توقفت السيارة ببطء أمام الدرج. هرع عضوان مسلحان من قوات الأمن الخاصة يرتديان الزي العسكري الأسود إلى باب السيارة وفتحوه ثم وقفوا امامه باحترام.
“إنتباه! لتبدأ الجوقة!”
بعد سماع صيحة قيادية عالية ، عزف الموسيقيون العسكريون الواقفون جانبا على الفور الموسيقى العسكرية الحماسية ، ووقف المسؤولون هناك باحترام وأحنوا رؤوسهم.
نزل شي جون من السيارة، ونظر إلى كل من حوله بهدوء ، -في الواقع كان مرتبكا للغاية عكس ما يبدو عليه- اجتمع كل المسؤولين الإداريين تقريبًا على المستويين الأول والثاني في وارسو، كما تواجد جميع كبار ضباط الفيرمخت و Waffen-SS المتمركزين في وارسو أمام المقر، ونظرو إليه جميعا بإعجاب وإحترام على وجوههم.
لم يفهم شي جون ما حدث على الإطلاق، وكانت ألف علامة إستفهام تطفو في رأسه، لكنه أظهر تعبيرا جليلا بينما صعد الدرج ، واستدار وأومأ برأسه إلى الحشد المحيط ، ثم التفت إلى مرؤوسيه الواقفين على الدرج ورفع يديه للتحية. رد الضباط بسرعة واحترام بتحية عسكرية نموذجية.
“ماذا يحدث هنا؟ أخبرني مولر، وربما يجب أن تبدأ بما طرأ عليك.” بعد رؤية التجمهر ، سأل شي جون بحزم مولر الذي إستقبله.
سار مولر على الدرج بابتسامة على وجهه ، وهو يرتدي الآن زيًا رسميًا جديدًا تمامًا ، مع كتاف جنرال منسوج من الحرير الذهبي على كتفيه. وسار هارون أيضًا خلف مولر في زي عميد جديد تمامًا.
وقف مولر أمام شي جون ، وبعد أن طرق كعوب نعله بالأرض بإحترام ، إبتسم وأظهر تعبيرا جاد إذ صاح بصوت عالٍ لشي جون : “مرحبًا بعودتك، مارشال!”.
كاد شي جون يبصق دماء بسماع ما قاله مولر.
“مارشال؟ تقصدي؟..” هسهس شي جون، بينما أستجوب مولر بصوت منخفض.
“نعم، إنه أنت حضرة المارشال راينهاردت فون شتايد، تقديراً لمساهماتك البارزة للرايخ الثالث ، وليتوازا شرفك بالمزايا التي حققتها ، تمت ترقيتك بعد ظهر الأمس بأمر شخصي من الفوهرر إلى رتبة مارشال، وها هو ذا الزي الجديد الخاص بك، مرفق بالأمر الأصلي الموقع من الفوهرر والقيادة العليا ، وقد تم تسليمها للتو عندما خرجت ظهرًا. تم أيضًا إرسال طائرة خاصة لإيصال هذه المتعلقات، أعتذر لعدم أرسال شخص لإخطارك، فقد أردنا أن نفاجئك بذلك، -رغم أنك لم تتفاجئ. كنا نستعد لهذا الحفل طوال فترة ما بعد الظهر”
سحب شي جون انظاره بعيدا عن مولر، ورأى ضابطا من القيادة العليا يقف ممسكًا بصينية ، وفي الصنينة طوي زي مارشال مثير للإعجاب وبجواره عصى مارشال ذهبية اللون.
فوجئ شي جون، ولم يعتقد أبدًا أن مثل هذا الشيء سيحدث. هل هذه هي البطاقة التي لعبها هتلر؟ لقد فاقت توقعاته.
راوده شعور سيئ، هتلر ليس غبيا، لن يقوم بمحاولة شراءه بالتريقة، لابد أن هناك تفصيل كان معمي عنه!
شعر شي جون بالصداع، ومع ذلك أدرك أن المكان غير مناسب لإظهار عواطفه الحقيقية، فكل تحرك يقوم به الآن سيؤثر على صورته، وكل كلمة يقولها ستوضع على طاولة امام هتلر، لذلك قال على الفور لمولر بابتسامة على وجهه: “اتضح أن الأمر على هذا النحو ، لم أكن أتوقع ذلك حقًا، ياله من شرف كبير، هاها ، مولر ، لقد أبليت حسنا وعملت بجد كبير. يبدو أنه تم أيضًا ترقيتك أنت وهارون، تهاني لكما”.
“كل الفضل يعزا إليك مارشال، فبدونك، كنت لأظل مجرد مقدم صغير وملازم أول. لكن في ظل قيادتك، تمكنا من تحقيق إنجازاتنا اليوم. لم أحلم قط بأن يتسنى لي إتباعك أبدًا، وفوق ذلك أصبحنا جنرالات برتبة عميد في شهر واحد ، هذا شيء لم أجرؤ حتى على التفكير فيه من قبل ، ولا يمكنني التعبير عن امتنانني لك بالكلمات” قال مولر بحماس.
“لا تقل هذا ، كل ما لديك الآن هو ثمرة عملك الجاد، اليزم تجازا على الدم والعرق الذين دفعتهم في سبيل قضية الرايخ. فلم أفعل أي شيء يذكر من أجلك، كما أنك جنرال الآن، وعليك أن تظهر بعض كرامة وعزة نفس الجنرال في المستقبل” قال شي جون بابتسامة بينما كان يربت على كتف مولر بمودة.
ثم التفت إلى حشد المسؤولين والضباط أسفل الدرج وقال بصوت عالٍ : “لا أستطيع أن أعبر لكم عن حجم سعادتي اليوم، فهو يوم لن أنساه أبدًا. أنا ممتن جدًا لكل من جاء إلى هنا لتهنئتي على الترقية. لم أكن مستعدًا ذهنيًا لهذا الأمر. فلم أكن أتوقع حقًا أن أحصل على مثل هذا الشرف العظيم. لا يمكنني التعبير عن امتناني وإعجابي بالفوهرر بأي الكلمات. الآن أعلن أنني سأقيم واحدة من أكبر المآدب في وارسو بهذه المناسبة، كل من هنا مطالب بالحضور ، ويمكنكم إحضار أفراد أسركم معكم. سنقضي وقتًا ممتعًا الليلة. ولكني مُكرهٌ على قطع هذه الفرحة الآن فلدي شيء مهم لأقوم به، لذا لا يمكنني إستقبال الجميع بشكل لائق ، عندما تقام المأدبة في المساء ، سأعوض عن ذلك بتقديم خالص شكري لجميع الضيوف الذين حضروا واحدًا تلو الآخر”.
خيبت كلمات شي جون آمال مجموعة المسؤولين والسياسيين الذين كانوا على وشك الاندفاع إلى الأمام لتملق المارشال الشاب الجديد، والذي كان أيضا نائب الرئيس الألماني ، لكنهم اعتقدوا أن المأدبة يجب أن تكون أكثر ملاءمة لإنشاء علاقات من المناسبة الحالية. فهزو رؤوسهم وابتسمو معربين عن اتفاقهم وتفهمهم.
“بعد ذلك، سأنصرف ، أرجو أن يقضي الجميع مساء رائعا.” ابتسم شي جون ولوح للحشد ، ثم استدار وسار نحو البوابة.
عندما نظر إلى مولر مرة أخرى من زاوية عينيه، إختفت إبتسامته اللبقة، وأصبح وجهه باردًا كالثلج. همس في أذن لمولر: “إستدعي الجميع إلى غرفة الاجتماعات، وسوف أذهب إلى هناك لاحقًا. أريد أن تعطيني تقريرًا مفصلاً بما حدث في غيابي من البداية إلى النهاية. هل تفهم؟”.
تغير تعبير شي جون المفاجئ أذهل مولر والعديد من الضباط الذين كانوا قريبين منه. لم يعرفوا سبب غضب المارشال. هل وقع حادث غير سار عندما خرج سابقا؟ لكن لم يبدو عليه الغضب أو الإنزعاج حين نزل السيارة.
لكن مولر أطاع الأمر ، ثم ركض على الفور إلى الجانب ليشرح لزملائه بصوت منخفض.
حينما كان هانس يسير ببطء إلى المبنى مع الحيرة على وجهه ، ممسكًا بعصا بزي وعصا المارشال بينما بدا عليه أنه لا يزال مرتبكا.
عندما رأى مولر هانس، سرعان ما ألقى نظرة استجواب على هذا الأخير ، ثم ألقى نظرة خاطفة على ظهر شي جون بعينيه ، قصد أن يقول ، ‘ماذا حدث ، لماذا هذا الرجل مستاء للغاية؟’.
عند رؤية غمزة مولر ، هز هانس رأسه بابتسامة عاجزة ، مظهرا أنه أيضا لم يفهم ما كان يجري ، ثم زاد هانس من وتيرته للحاق بشي جون الذي دخل المبنى.
خلع مولر قبعته العسكرية ومسح شعره الممشط للخلف. كان في حيرة من رد فعل المرشال غير الطبيعي.
فجأة بدا أن مولر قد تذكر شيئًا ما ، قال بضع كلمات للضباط بجواره بصوت منخفض ، ثم ركض نحو المقر.
سار شي جون إلى مكتبه بخطوات سريعة بينما كان يفكر في أمر الترقية الغريب في ذهنه. محاولا إستدراك المنفعة التي إكتسبها أو قد يكتسبها هتلر من ذلك.
مع ذلك لم يستطع التفكير في أي إجابة مرضية. من ما زاد صداعه.
لقد إستهان بقدرات هتلر وأعوانه على التأمر.
تجاوز هذا الحادث توقعاته، كان الأمر في غاية الخطورة ، مهما فكر في الأمر، لم يجد تفسيرا منطقيا، شعر شي جون أن عقله قد تحول إلى قدر من العصيدة المغلية، مع هاجس سيئ للغاية باق في قلبه ، مما يجعله يشعر بإنقباض صدره.
كان غاضبا.
صفع باب مكتبه ، نزع قبعته العسكرية من على رأسه ورماها بعيدا، وجد أنه الآن لديه بالفعل رغبة في تدمير شيء ما. لماذا كان غاضبا؟ لماذا يجب أن أكون سريع الانفعال للغاية؟ إستجوب شي جون نفسه سرا، بينما اغمض عينيه وحاول تهدأت نفسه.
الأكيد هو أن شيئًا ما سيحدث وهو لا يعرف ماهو ، قد يكون شعوره الحالي رد فعل غريزي على الخطر غير المؤكد الذي سيواجهه ، شعر أنه محاصر، رد فعل غريزي للدفاع عن نفسه قبل أن يأتي الخطر.
ماذا كان يحدث بحق الجحيم ، ما الذي يريده هتلر ، وما الحيل التي كان يلعبها. إن تنصيبه كمارشال لا يتماشى مع أسلوب هتلر المعتاد على الإطلاق ، فلا بد أن هناك من أملا عليه هذا ، ولا بد من وجود مؤامرة ضخمة. لكن ماهي؟
وقف شي جون بعجز واستدار نحو مكتبه ، لكنه ذهل تقريبا، وجد أنه لم يكن وحيدًا في مكتبه ، وكان هناك شخص آخر يجلس بهدوء على الأريكة بجانب المكتب ينظر إليه.
يبدو أن هذا الشخص كان بالفعل في هذا المكتب قبل دخول شي جون ، كان يفكر فيما حدث سابقا ، لذلك لم يلاحظه.
صُدم شي جون عندما وجد شخصًا جالسًا على الأريكة ، لكن عندما رأى الشخص بوضوح، كان مصدوما.
“أنت ، مالذي تفعله هنا؟ …”
-نهاية الفصل-
كالعادة أود أن أسفسر عن بعض المصطلحات، قد لا اطبق التغيير في الفصول القليلة القادمة نظرا لأنني ترجمتها مسبقا، لكنني سأطبقها في المستقبل.
هل تفضل “مارشال” أو “مشير”؟
ماذا عن “جنرال”؟ هل هي جيدة هكذا أم اترجمها لنظيرها العربي “لواء”؟ -في الواقع، يمكنكم الملاحظة من الفصول الأولية أنني كنت متذبذب بين الإثنين، لكنني سكنت على جنرال في النهاية-
على الجانب الأخر، يوجد تفصيل صغير أود أيضا ذكره، قد تكون “قوات الأمن الخاصة” التي تتحول إلى “SS” في نصوص أخرى مربكة، لكنها طريقة الكاتب، إذ يذكر احيانا الإسم كاملا وأحيانا الإختصار، كما ذكرت في فصل سابق، ال”SS” تمتلك العديد من الوحدات، من ضمنهم “Waffen-SS”