معركة الرايخ الثالث - 111 - من قال أن صفقة الشيطان خاسرة دائما؟
المجلد 4 | الفصل الواحد والثلاثين | من قال أن الصفقة الشيطان خاسرة دائما؟
.
.
“أتريدني أن أكون من المتوطئين؟!” زأرت شارون على واييرل بغضب : “تريد مني أن أخون وطني وأن أتعاون معكم أيها الغزاة؟ لن أوافق على مطلبك أبدًا. أفضل أن أّقتل على فعل ذلك!”
لم تتردد شارون أبدا، فحتى إذا كانت اخترت التعاون، فبأي وجه ستتمكن من مقابلة أخيها؟ قطعا لا تريد مقابلته كخادمة للألمان.
“إنتظري الإستماع إلى اقتراحي أولا، ثم يمكنك أن تقرري ما إذا كنت ستوافقين عليه أم لا” ابتسم واييرل وقال لشارون التي كانت مليئة بالغضب :” نحن لا نطلب منك أن تخوني وطنكِ ورفاقك، أو أي شيء من هذا القبيل، التعاون الذي نطلبه على أساس المعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة ، ولن يتسبب تعاونك معنا في إلحاق الأذى ببلدك أبدا ، بل قد يعود بفوائد كبيرة أيضًا على بولندا. على سبيل المثال ، بعض المنافع”.
“مثل ماذا؟”
كانت شارون مرتبكة تمامًا من ما كان يقوله الجنرال الألماني ، لكي تتعاون فتاة عادية مثلها معهم ، لابد أن تكون المنفعة التي سيحصلون عليها أكبر من ما سيقدمونه، هذا ما كان عليه الألمان في بولندا. التبادل المتعادل هو مجرد خيال مستحيل. شعرت شارون أنها لم تكن ذات قيمة للألمان ، وشعرت أن هذا الرجل الألماني العجوز كان يخدعها ولا بد ، ولم تستطع إلا أن تشك في صحة ما قاله سابقًا. هل شقيقها مسجون فعلاً في معسكر الأشغال الشاقة لدا الروس؟ وهل لكوينتي خائن خان رفاقه ووطنه كما قال؟ لم تستطع المساعدة في خفض رأسها وبدأت في التأمل. فهي لا تستطيع الوثوق بشخص لا تعرفه، ناهيك عن ألماني.
“آنسة شارون ، أعرف ما تفكرين فيه الآن. تعتقدين أنني أخدعك بأشياء وهمية. وأعتقد أيضًا أنكِ مليئة بالشكوك حول كلامي. لا يمكنني أن ألومكِ على شكك بي. إنه رد الفعل الطبيعي. لو كنت مكانك سأكون مترددا في تصديق الأشياء التي تتعاكس مع فهمي الأصلي تمامًا”.
“حسنًا ، دعيني أولاً أثبت صحة الأخبار عن أخيك. وفقا لما أدلى به نائب الكابتن في وصفه لإعتقال شقيقك. كان لكوينتي في الواقع عضوًا في الحزب الشيوعي الذي طورته روسيا في بولندا ، لذلك عندما هاجم الجيش الروسي لأول مرة ، قاد لكوينتي الذي خدم في الجيش البولندي رجاله إلى الاستسلام وسلم مواقعهم دون قتال للجيش الروسي. عرض سلوكه هذا فرقة أخيك بالكامل للجيش الروسي. والنتيجة كانت حصارهم من قبل الروس، وتكبدهم خسائر فادحة، وأضرارهم إلى إلقاء أسلحتهم والإستسلام للروس. كجنود، أعتقد أن شقيقك وزملائه قد قامو بكل ما في وسعهم ، وهم يستحقون أن يدعو جنودًا”.
تابع واييرل قوله ببطء ونبرة عميقة :”كانت هذه شاهدة نائب قائدكم كانتسوف، أو من الأفضل أن أقول، رائد المخابرات الروسية ماكسيميليان إيفانوفيتش
، على الرغم من أننا لا نستطيع تأكيد صحة قوله، فأنا شخصياً أعتقد أنه يجب أن يكون صادقا. لقد كان ضمن الأشخص الذي استجوبو شقيقك في معسكر أسرى الحرب الروسي. كل ما يعرفونه عنك قادم من فم شقيقك، هذا السبب في أنهم يعرفون الكثير عنك. لقد اكتسبوا بسهولة ثقتك بالاعتماد على المعلومات التي حصلوا عليها ، واستخدموك كغطاء لتواجدهم في المنطقة وتنظيم قوة مسلحة ، ثم استخدموا هذه القوة المسلحة لإكمال المهام التي كلفتهم بها المخابرات الروسية. وبعض الأوامر السرية بما في ذلك مهمتكم اليوم. نحن لا نعتقد أن هجومكم على قافلتنا كان بسبب معلومات خاطئة ، ولكن في الواقع ، كان سلوكا متعمدا من طرف المخابرات الروسية، وقد كان هدفهم من الهجوم هو قافلتنا. لكن إما أنهم أخطأو في تقدير قوة جنود Waffen-SS، أو أنهم بالغو في تقدير قوة عصابتكم ، لكن النتيجة عموما هي أنكم دفعتم الثمن بحياتك مقابل ذلك”.
“أنت تقصد أن كل هذا تم ترتيبه بواسطة لوكينتي؟ لا أصدق ذلك ، لم أرى أي علامات تدل على علم لوكينتي بوجود الكثير من الضباط في قافلتك ، فحين علم تفاجأ ، هذا النوع من المفاجأة يستحيل أن يكن زائفا، لقد رأيته بنفسي “. هزت شارون رأسها بحزم كما لو كانت تحاول الهرب من الفكرة.
تنهد واييرل وهز رأسه بابتسامة ، أطفأ ببطء عقب السجائر في علبة الصفيح على الطاولة ، ثم قال : “هذا صحيح ، لم يكن يعرف لوكينتي شيئًا عن ذلك ، هذه هي طريقة الروس المفضلة، لقد تعرض للخيانة والتضليل. كان كانتسوف وحده من تم إطلاعه على طبيعة هذا الهجوم من قبل المخابرات الروسية، وهو الذي خدع لوكينتي لسرقة قافلتنا. وقد شرح لنا ذلك بوضوح. قائلا أنهم وجدو أنه على الرغم من أن لوكينتي كان شيوعيًا مخلصا ، إلا أنه لا يزال وطنيًا بولنديا حتى الصميم، وكل ما يريده هو تحويل بولندا للنظام الشيوعي مع إحتافظها بالسيادة الذاتية، وهو ما لا يعجب الروس كثيرا، وهو يعرف هذه الحقيقة، حسنا، هذا الرجل ليس سيئ للغاية بالنسبة لبلده، وقتها، أعتقد أنه لتحقيق رؤيته لا سبيل إلى الإعتماد على دعم الروس مؤقتا، لذا خان رفاقه الجنود”.
“لكن لوكينتي أراد دائمًا تحرير بولندا منا ومن الروس من أعماق قلبه ، وما أراده الروس هو بولندا تابعة لهم، لا يريدون مكان إسمه بولندا، ولا يريدون لغة إسمها البولندية، وهو ما يفعلونه الآن في الأراضي البولندية التي يمتلكونها. وبعد فترة من الزمن ، وجد كانتسوف أن أفكار لكوينتي تتعارض مع سياسة روسيا تجاه بولندا ، لذلك أبلغ رؤسائه ، ونتيجة لذلك فقد لكوينتي ثقة الروس البسيطة به، يجب أن تعلمي أن الروس كما لا يمكن الوثوق بهم، فهم لا يثقون بالأخرين. لطالما كانت هذه هي السياسة التي يتبناها الدب الشرقي، ولكن نظرًا لأن لكوينتي لا يزال ذا قيمة في ذلك الوقت ، سمحوا له بالعيش حتى الآن. لكن صبرهم عليه إنتهى، وكان هذا الهجوم في الواقع فخ قام به الروس للتخلص من لوكينتي. بغض النظر عما إذا كان هجومكم ناجحًا أم لا ، فإن لكوينتي وأتباعه محكوم عليهم جميعًا بالموت. هذا ما أوضحه كانتسوف شخصيًا ، إذا كنتِ لا تصدقينني ، يمكنني أن أطلب منهم أحضاره إلى هنا”.
بعد سماع كلمات واييرل ، أصيبت شارون بالشلل جالسة على كرسيها بصمت ، شعرت الآن أن عالمها السابق قد انهار في لحظة. الشخص الذي وثقت به كان يخدعنها ، وليس هذا فحسب ، بل خدع ذلك الشخص أيضًا أولئك الفدائيين الذين كانوا مليئين بالوطنية ، حتى أنهم لم يعرفوا حتى وفاتهم أن قوات أجنبية استخدمتهم لمحاربة قوات أجنبية أخرى. عند التفكير في هذا ، اشتعل غضب شديد وسخط في قلب شارون ، أرادت الانتقام لأخيها و لهؤلاء المقاتلين الذين ماتوا في المعركة.
عند التفكير في هذا ، رفعت رأسها وقالت بصوت عالٍ لواييرل : “هل يمكنك ضمان تحقيق وعدك السابق؟ هل يمكن أن تحسن وضع بولندا؟”
“بالطبع! أؤكد لك أنه إذا كنتِ على استعداد للتعاون معنا ، فسوف نفي بوعودنا دائما.” أجاب واييرل. أداء شارون الآن هو تمامًا كما توقع ، مما يجعل رئيس الأركان يبدي إبتسامة عميقة.
“ما أنت إلى جنرال عسكري. أشك في أن لديك السلطة لتغيير وضع بولندا، ولا أعرف ما تريد مني أن أفعله من أجلك.” قالت شارون وعيناها مثبتتان على وجه واييرل.
“أوه ، أنا آسف ، لم أقم بتقديم نفسي إليك بعد. أرجوك سامحني. أنا العميد وييرل ، رئيس أركان الفيلق الألماني “ساربيروس” من الفيرماخت، ومن بجواري هما العميد مولر ، قائد الفيلق والعميد هانس، كبير المعاونين العسكريين وضابط أركان الفوج. لا أعرف ما إذا كنتي قد سمعتِ بإسم هذا الفيلق، ولكن إذا كنتِ قد سمعتي به، فهوية من نخدمه بادية لكِ ولا شك”.
“ساربيروس؟ هل هذا هو الفيلق الأقوى في ألمانيا الذي يتحدثون عنه في الإذاعة؟ أنت قائد لذلك الفيلق! إذا فهذا يعني أن من أصبته كان .. يا إلهي..” كادت شارون تسقط من على مقعدها.
في الأيام الأخيرة، كانت قد سئمت من سماع اسم هذا الفيلق في الإذاعات الألمانية ، فهذا الفوج الذي يحمل اسمًا شرسًا هو الذي حطم القوات البريطانية والفرنسية في فرنسا وأخضع بلجيكا في ساعات. ما صدم شارون أكثر هو أنها كانت تعرف بوضوح من هو القائد الحقيقي لهذا الفيلق كما تصفه الدعاية.. القائد العبقري الذي يتكرر مرة في قرن من الزمن، والقائد الثاني لقوات الفيرماخت، ونائب الرئيس ألمانيا. راينهاردت فون شتايد، رجل يدعى مبعوث الإله.
يا رحيم.. هل كادت تقتل مثل هذه الشخصية البارزة دون أن تعلم؟
عندها فقط أدركت شارون أنها كادت أن تُحدث كارثة ، فقد كان مرؤوسو راينهاردت فون شتايد يجلسون أمامها الآن ، يثبتون أن الرجل المهم الذي أصابهته كان حقا نائب الرئيس الألماني الشهير. أعادت التفكير في الأمر الآن، إذا مات هذا الرجل بالفعل بين يديها ، فإن الألمان سيستخدمون بالفعل بولندا بأكملها لدفن زعيمهم. ولم تكن لهم في ذلك أي تحفظات، لم يكن واييرل يخيفها بالأوهام على الإطلاق ، وقد يكون الوضع أسوأ مما كان يقوله ، والله وحده يعلم نوع الأشياء المروعة التي تنتظر الشعب البولندي بحلول ذلك الوقت..
بالتفكير في ذلك إرتعشت شارون قليلا. لم تكن حمقاء، وإن كانت تكره المحتلين النازيين، فهذا لا يعني أنها ستقفز بشكل أعمى في محاولة لبلع لقمة لا تستطيع مضغها. وقد عرفت أن محاولة قتل هذا الزعيم النازي هي أغبى فكرة قد يأتي بها شخص مجنون.
أخذت شارون نفسا عميقا محاولة تهدئة دقات قلبها المتسارعة بيأس. هي الآن تؤمن تمامًا بما قاله الجنرال الألماني أمامها ، لكنها لا تستطيع الإيمان بوعوده، صحيح أنه إذا كان هذا الرجل راينهاردت هو الذي قطع الوعد ، فلديه القدرة والسلطة على الوفاء به. ولكن الآن ، هذا الجنرال الألماني هو الذي قطع الوعد وليس المبعوث ، وما زالت شارون لا تعرف ما الذي يريده الألمان ، وهي الآن قلقة بعض الشيء فيما إذا كان الألمان سيكونون جديرين بالثقة حقا.
“معالي الجنرال واييرل ، يمكنك أن تخبرني بما تريد مني أن أقدمه لك. أنا مجرد فتاة عادية ولا يمكنني فعل أي شيء من أجلكم..” قالت شارون لواييرل مخاطبة اياه بلقبه التشريفي لأول مرة.
“آه ، آنسة شارون. ما نريدك أن تفعليه غاية في البساطة. سنعمل عمدا على خلق فرصة لك لقيادة رفاقك للهروب ، وبعد ذلك سوف تستخدمين المكانة التي أسستها أعمالك البطولية المتمثلة في إنقاذ رفاقك من الأسر لإعادة تنظيم قواتكم الثورية. في ذلك الوقت ، سنكون مسؤولين عن تزويد مقاتليكم بالأسلحة والإمدادات التي يحتاجونها ، وسنقدم لكم أيضًا المعلومات. ثم ستقودين مقاتليك لتدمير المناطق التي احتلتها الحركات الموالية للروس” قال وييرل بابتسامة.
“يجب أن تبذلي أنتِ ومرؤوسيك قصارى جهدكم لتدمير المنشآت الروسية ، والقبض على ضباطهم ، وجمع معلوماتهم الاستخبارية. وسنقدم لك في ذلك الدعم الكافي. بالطبع سيكون ذلك سراً ، يمكنك أن تطمئني إلى أنه لا أحد سيعرف منا عن تعاونك معنا. تحتاجين فقط إلى انتزاع ما نحتاجه من الروس. وسنقوم بترتيب الأمور المحددة لكِ مسبقًا ، وسيكون لدينا موظفون خاصون يتواصلون معك ، وسنرسل لك أيضًا المدربين والمساعدين اللازمين. يمكنك أن تطمئني إلى أنهم ليسوا هناك للتجسس عليك. سيتم خدمتهم من قبل بعض الجنود النشطين الممتازين في الجيش الألماني. من أجل إظهار أننا لن نرتب أبدًا أفراد استخبارات في منطقتك”.
“تقصد أنك تريدني أن أذهب إلى تلك المناطق التي تحتلها روسيا لإحداث الخراب مثل لكوينتي؟ من أجل الانتقام لرفاقي، أنا على استعداد لإثارة المتاعب للروس ، ولكن كيف يمكنني تنظيمهم، وماذا عن جيش حرب العصابات المدمر؟” عبست شارون.
“يمكنك أن تطمئني حيال هذا الأمر أيضًا، فبعد هذا الكمين ، ستنتشر أعمالك البطولية في جميع أنحاء بولندا. بالطبع ، سنساهم أيضًا في ذلك ، وبعد ذلك سنوفر لكِ ما يكفي من الأسلحة والإمدادات ، وحتى المال. والباقي متروك لكِ للقيام به بنفسك ، سيتصل بك رجالنا بمجرد تنظيم فريقك وسيقومون بإرسال أوامرنا إليك. في كل مرة تضرين فيها الروس بنجاح ، سنطلق سراح مجموعة من أسرى الحرب البولنديين مكافأة على ذلك. ثم المدنيين في معسكرات الاعتقال ، وأخيرًا النخب البولندية. شريطة أن لا يكون منهم من نرى فيه تهديد أو ضرر لألمانيا، سنواصل تعديل القواعد واللوائح الخاصة بعملياتنا في بولندا والتي ينبغي أن تجلب فترة من السلام إلى بولندا. وأخيرًا سندعم النخب البولندية الملائمة، وسوف تولد بولندا من جديد كدولة مستقلة تابعة لألمانيا. أعتقد أننا سننتظر منك إكمال الباقي”
“تقصد أن بولندا غير قادرة على أن تصبح دولة مستقلة ذات سيادة حقيقية في النهاية؟ مجرد فناء خلفي تابع لألمانيا؟ ما هو الفرق بين ذلك والوضع الحالي. أيضًا ، لماذا فكرت في اختياري دونًا عن الأخرين، ليس لدي أي شيء مميز، كما أن لي سوابق في معاداتكم” قالت شارون بنبرة من عدم الرضا قليلاً.
“آنسة شارون ، يجب أن تستخدمي عقلك للتفكير في الأمر. بعيدا عن أنه من السذاجة أن تفكيري في أننا قد نتخلى عن هذه الأرض بعد أن ربحناها دون منفعة في المقابل، عليك أن تعرفي أيضا أنه في ظل الظروف الحالية ، إذا استقلت بولندا عن ألمانيا فلديها فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة. لا أعتقد أنه يوجد أي شيء يمكنكم فعله إذا انسحب الجيش الألماني من الأراضي البولندية، سيتم قضمها مباشرة من قبل الروس. ستختفي دولتكم المستقلة ذات السيادة تمامًا في غضون ثلاثة أيام. فالفضل عائد للنظام الذي يحافظ عليه الجيش الألماني في إلتزم الروس بإتفاقية التقسيم ولا يجرؤون على تجاوز الخط الفاصل. وكون بولندا دولة تابعة ليس بذلك السوء ، وسترين ما أعنيه في الوقت المناسب”.
“أعلمي أني لا أقدم هذه الوعود من أجلك أو من أجل بولندا، لكن لأنني أستطيع أن ألاحظ أن سعادة نائب الفوهرر يشعر بالاشمئزاز حيال السياسة الحالية التي تنفذ في بولندا ، وقد قرر تغييرها. ربما سمعتي عن التطهير الذي حدث في الأيام الماضية ، أولئك المسؤولين الذين شوهوا سمعة ألمانيا قوبلو بغضب نائب الفوهرر الذي عاقبهم بشدة. بعد ذلك ، ألا تستطيعين حقا رؤية التغييرات المقبلة على بولندا؟ إنه لا يريد لألمانيا أن تكون وحش دم يهدم ولا يبني، هو لا يريد بناء الريخ على أسس متهالكة، إنه يريد أن تكون ألمانيا القائد الحقيقي والحامي الأول لقارة أوروبة قوية ومزدهرة. عندما تفهمين حقًا مُثله العليا ، أعتقد أنك ستكون أيضًا مليئة بالإعجاب به مثلنا. إنه رجل عظيم حقًا”.
“أما بالنسبة لسبب اختيارك ، فماذا أقول لك؟ إنها محض نزوة في الحقيقة. فالمقاومة التي أظهرتها لنا من قبل يمكن أن تربك هؤلاء الأعداء بشكل أفضل. لن يفكروا أبدًا في أن مقاومِةً مثلك تكرهنا ستختار العمل معنا. يمكنك الاستفادة من هذا لإعادة الاتصال بالروس. يمكنكِ أن تطمئني إلى أننا نعرف بالفعل نقاط الاتصال والرموز السرية الخاصة بهم من كانتسوف ، وسوف نقوم بترتيب اتصال بينكم عندما يحين الوقت. بعد ذلك يمكننا أيضًا ترتيب بعض العروض المقنعة حتى تكتسبي ثقتهم. ثم سنعلمك كيفية الاستفادة من ثقتهم لجلب خير أكبر. أشاد كانتسوف بكِ مرة في تقريره إلى رؤسائه ، كما أنه يريد تطويرك كواحدة منهم ، مما سيغطي بشكل أفضل على هويتك كعميلة لدينا”.
“أما عن كيف نجعل هؤلاء المقاتلين الذين يكرهوننا يكرهون الروس أيضا ويهاجمونهم عن طيب خاطر؟ لدينا أيضًا خطة لذلك، سنقدم لك بعض المستندات التي تسجل ما فعله الروس في المنطقة التي تحتلها بولندا ، وأي شخص يحب بولندا حقًا سيغضب من ما يرد فيها. بالطبع ، لن أدعي أننا نقوم بعمل أفضل بكثير منهم، فعادة ما تتشابه طرقنا في فعل الأشياء، و لن أطلب منك أو من رجالك نسيان ديون الدم، لكن يفضل ألا تطالبو بها، لكني أتمنى أن لا تعتبريني مُستغِلا مثل كانتسوف و لوكينتي، فأنا أميل للإعتقاد أنني اكثر تحضرا منهما، هاهاها”.
قهقه واييرل قليلا بما لا يتناسب مع نكتته السوداء، وسار أمام شارون ، ونظر إليها بابتسامة وقال ، “ما رأيك الآن ، هل يمكننا التعاون معنا؟”.
نظرت شارون إلى العيون الخبيثة للجنرال العجوز الواقف أمامها وقالت بصوت أجش “أنت لا تمنحني الخيار”.
زاد عمق إبتسامة واييرل كما لو كان يتذكر شيئا طريفا “فتاة ذكية، نعم، أنا لا أخيرك، إما أن ترضي وتقنعي، أو ندفنك ورفاقك ونجد غيركم”.
لم تنزعج شارون من كلمات واييرل، أخفضت رأسها وفكرت لفترة، وزنت السلبيات والإيجابيات، ثم وقفت وقالت بجدية: “لا أعرف اي أجزاء من كلامك أستطيع تصديقها ، لكن ما قلته هو خياري الوحيد. خطتك تجعلني أشعر بأنك ماكر وغادر مثل الشيطان ولا يجب أن أثق بك، لكنني قررت أن أصدق كلامك رغم ذلك. بالنسبة لبولندا التي أحبها ، بالنسبة لأقاربي وأصدقائي ، لن أتردد في إبرام عقد مع الشيطان. ولو كنت مفيستو وأنا فاوست [1] فلا مانع عندي، أنا على استعداد للتعاون معكم”.
“من الرائع أنك فتاة متعلمة وتستطيعن فهم الموقف على اكمل وجه، يسعدني التحدث إلى الأشخاص الأذكياء مثلك. وعن شقيقك ، سأستخدم أفضل وكلائنا لإخراجه. إعتبريها هدية تعاون مني شخصيا. الآن يمكننا البدأ في مناقشة تفاصيل هروبك في الليلة”
أدار واييرل رأسه إلى الحارس وقال ،” اذهبا واحضرا بعض الطعام ، أعتقد أن حلفاءنا جائعون بالفعل ، بالمناسبة ، أمر الحارس المناوبين الليلة بأن يأتو إلي قبل مناوبتنم وأن يكونو على أهبة الاستعداد ، فلدي مهمة لأوكلها لهم” بعد ذلك ابتسم واييرل وقال لشارون: “تعالي واجلسي هنا. لدي بعض المستندات التي تحتاج منك التوقيع عليها. عندما توقعين ، ستكونين قد بدأتي نقطة تحول ضخمة في حياتك ، وأنا أعتقد أنكِ لن تندمي أبدًا على اختيارك اليوم، سأثبت لك أن فاوست لم يخطأ بقبول عرض مفيستو”.
-نهاية الفصل-
هذا فصل البارحة الذي لم أتمكن من أعمال ترجمته في الوقت المناسب
[1] فاوست ومفيستو : هي قصة تراثية ألمانية شهيرة يرجع تاريخها للقرون الغابرة، وهي من أبرز ما في الأدب الألماني، والمسرحية المستلهمة منها تحت نفس العنوان “فاوست” كانت مصدر إلهام للعديد من الأعمال اللاحقة.
تدور القصة في شكلها الأساسي حول الدكتور فاوست وسعيه إلى اكتشاف الجوهر الحقيقي للحياة، ما يقوده إلى استدعاء الشيطان ويمثله مفستو فيليس ليبرم معه عقداً، يقضي بأن يقوم بخدمته طوال حياته ليستولي على روحه بعد مماته، لكن الاستيلاء على روح فاوست مشروط ببلوغه قمة السعادة قبل موته. القصة تجسد بشكل أساسي رغبة البشر في صلاحيات لا تنتمي لهم، وتنتهي بحصول فاوست على كل ما يتمناه من علم وقوة، حتى جائت ساعة موته، فيُكتب النص “الصفقة مع الشيطان، خاسرة دائما”.
أعتقد أنكم الآن فهمتم تورية الكاتب؟