معركة الرايخ الثالث - 105 - مخاوف هايدريش
المجلد 4 | الفصل الخامس والعشرين | مخاوف هايدريش
.
.
بالنظر إلى كبار الجنرالات الذين يسيرون نحو باب غرفة الاجتماعات ورؤوسهم مرفوعة ، لم يستطع هايدريش كبح الذعر في قلبه.
كان هو الذي إقترح ترهيب قادة الجيش للخضوع من خلال تحميلهم المسؤولية عن ركود الجبهة الفرنسية في الاجتماع العسكري اليوم ، لقد كان واثق في ان لا خيار اخر امام قادة الجيش إلا الخضوع، لذا ربت على صدره وقتها وأكد لهتلر أن هذه الخطة ستكون ناجحة.
لقد شجع هتلر على مهاجمة هؤلاء الجنرالات الجبناء بينما حياة المارشال راينهاردت وموته غير مؤكين، التكتيك بسيط للغاية في الواقع، بما أن قائدهم الذي منحهم الشجاعة والأمل في القوف امام هتلر قد يموت، لن يريد هؤلاء القادة الموت معه، وبذلك لن يخاطرو بغباء، فهم يعلمون أنهم إن عادو الفوهرر بصراحة ومات قائدهم بعدها، سيكون الأمر في غاية الغباء، ومن الأفضل أيضا إظهار بعض الصرامة لجعل هؤلاء الجنرالات يقظين تمامًا وإعلامهم بمن هو السيد الحقيقيين لألمانيا. انطلاقا من الأداء السابق لهؤلاء الجنرالات والمارشالات ، بمجرد أن يرو أن الخطر كبير للغاية سوف يتنازلون بالتأكيد أمام رئيس الدولة مرة أخرى ويخضعون لإرادة الفوهرر العظيم كما إعتادو.
لكن هايدريش لم يكن يتوقع هذه النهاية. في بداية الاجتماع ، أظهر الجنرالات الذين إعتادو التصرف بخنوع الصارمة ، ولم يجد هايدريش تفسير لما قامو به. في الأيام الماضية لم يقتصر الأمر على إستخدام الفوهرر لجميع الأساليب الطرق اللينة والحازمة لإجبار هؤلاء الرجال على الاستسلام ، لكن الأمور تطورت في النهاية إلى حد أن جميع جنرالات الجيش في القيادة العليا وقيادة الجيش استقالوا أمام هتلر ، مما جعل هايدريش أكثر دهشة كان موقفهم الموحد من هذا الأمر.
هذه هي المرة الأولى والوحيدة في تاريخ ألمانيا التي يستقيل فيها كل كبار المسؤولين في القيادة العليا جماعياً معا ، وكانت أيضًا في وقت كان فيه الجيش الألماني يحقق انتصارات باهرة على خط المواجهة، ويكاد يحقق أنتصارات لم يسبق لها مثيل في تاريخه، هذا الحدث غير عادي بالتأكيد. وستكون أخبار إستقالة هؤلاء الجنرالات الناجحين والمخلصين للفوهرر وألمانيا في مثل هذا الوقت بمثابة حدث مدمر ، لن يزعزع فقط هيبة الفوهرر في الجيش بشكل خطير ، بل سيؤثر أيضًا على سمعة الفوهرر في قلوب الشعب الألماني وسيتغلغل التساؤل والشك إلى قلوبهم، ستسبب الصورة المجيدة للإستقالة الجماعية لضابط ومارشلات في أضرار جسيمة لا يمكن إصلاحها.
والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن هذه الحادثة تبشر بانفصال كامل بين ضباط الجيش الألماني والفوهرر. في هذا الوقت، لا يزال الجيش الألماني تحت السيطرة الحازمة لهؤلاء الضباط ، وبالنظر إلى الحرب الدائرة والوضع الساسي المتأزم، إذا فقد الفوهرر دعم جيشه ، فلن يكون بعيدًا عن التنحي. عندما اعتقد هايدريش أن الوضع الحالي ناتج عن أفكاره الخاصة ، وفكر في حجم المسؤولية التي سيكون عليه تحملها ، شعر بقشعريرة في ظهره.
و الآن كان هايدريش يراقب هؤلاء الجنرالات وهم يسيرون نحو البوابة بخوف. إنه يعلم أنه إذا خرج هؤلاء الرجال بهذه الطريقة اليوم ، فستكون تلك نهايته، ولا يسعه إلا أن يصرخ بإحباط: “توقف! توقفوا جميعًا!”
صراخ أجش أذهل جميع القادة ، وقفو جميعًا ونظروا إلى مصدر الصوت في انسجام تام.
وقف هايدريش من على مقعده وأشار إلى الضباط وصرخ: “لا يمكنكم القيام بذلك!”.
لكن ما قوبل به هايدريش جعله يشعر بخيبة أمل كبيرة. كان الديكتاتور الألماني ينظر إلى كومة من الوثائق أمامه بلا مبارات ولم يلق بال بعد الآن لا إلى هايدريش ولا إلى الضباط المستقيلين، كما لو أن كل ما حدث الآن لا علاقة له به. ولا يبدو أنه سيدعم هايدريش في إيقافهم.
“أوه؟” نظر المارشال فون براوتشيتش إلى رئيس مكتب الأمن الإمبراطوري الذي كان يصرخ بغضب أمامه. شعر القائد العام السابق للجيش بإحساس قوي بالاشمئزاز من أعماق قلبه. استدار ونظر إلى هايدريش وقال : “لماذا لا نستطيع أن نفعل هذا؟ هذا حق لنا. لماذا تتدخل في شؤون ضباط الجيش. يجب أن أذكرك أن هذا ليس ضمن نطاق واجباتك، فليس دورك أن تملي علينا ما لا نستطيع فعله.”
كادت إجابة المارشال فون براوتشيتش الباردة أن تخنق هايدريش حتى الموت.
صرخ هايدريش : “إنك تخون الفوهرر بفعلك هذا ، أنتم خونة! يجب أن تكونو مدركين لعواقب أفعالكم”.
نظر الجنرالات إلى هايدريش بازدراء ، معتقدين أن التحدث إلى مثل هذا الرجل كانت مضيعة للوقت ، فكيف كانو ليتخذو مثل هذا القرار إذا لم يكونوا مستعدين لكل العواقب. تجاهل هؤلاء الجنرالات رئيس الأمن الذي كان لا يزال يقفز خلفهم ، واستداروا واستمروا في السير خارج غرفة الاجتماعات.
فتح براوتشيتش البوابة بهدوء ، وسرعان ما وقف الحراس عند البوابة بستقامة وحيوا المارشال بالبنادق. ضبط المرشال قبعته العسكرية على رأسه، ورتّب زيه العسكري ، ورفع عصا المارشال لتحية الحراس ، وخرج من الباب بفخر. ثم تبعه الضباط الآخرون وغادروا الغرفة.
“لا! لا يمكنكم أن…” أراد هايدريش اللحاق بالجنرالات ومنعهم من المغادرة ، لكن صوتًا منعه.
“اجلس يا هيدريش ، اجلس!”
ارتجف هايدريش خارجُا عن إرادته عندما رأى عيون هتلر الباردة تلمع ، وسرعان ما جلس بطاعة.
“فوهرر ، لماذا لم توقفهم.. إنهم يثورون عليك علانية.” لم يستطع هايدريش معرفة سبب عدم إهتمام هتلر بمنع هؤلاء الضباط من المغادرة.
قال هتلر ببرود: “إذن ماذا تريد مني أن أفعل؟ أقبض عليهم؟ أطلق النار عليهم؟ أو سلم هؤلاء الضباط إليك؟ ألا تستخدم رأسك للتفكير في رد فعل الجيش عندما يسمعون بالقبض عليهم أو جرحهم على أقل تقدير. هل تريد أن يسير الفيرماخت إلى برلين بدلا من باريس؟”
هتلر لم يستطع إلا أن يتنهد.
“أداء هؤلاء الرجال اليوم فاق توقعاتي. لم أكن أتوقع أن يجد هؤلاء الجنرالات شجاعتهم. لقد قللت تقدير تصميمهم.”
“حضرة الفوهرر! أنت لا تزال فوهرر ألمانيا ، وما زلت تملك ألمانيا.” شعر هايدريش بالارتياح لسماع كلمات هتلر، الفوهرر لم يحاسبه، لذلك سرعان ما شجع هتلر: “فوهرر ، هؤلاء الأشخاص أعموا بسبب الوضع أمامهم ، وسيدفعون ثمن سلوكهم الغبي عاجلا غير أجل”
بسماع كلمات هيدريش ، أومض نور بارد في عيون هتلر.
“كل الذين خانوني والحزب النازي عليهم أن يدفعوا الثمن. أقسم أن هؤلاء الخونة سيُشنقون ببطء واحدًا تلو الآخر أمامي بعد أن يذوقو كل أهوال العالم.” صك هتلر أسنانه وقال: “لكن ليس الآن ، لا يزال لدينا عدو أكبر يتربص بنا سرًا. يجب أن نهزم هذا العدو تمامًا، قل أن ندع هؤلاء الخونة يتذوقون الفاكهة المرة التي حصدوها”.
“تقصد رينهاردت فون شتايد..”
“ومن غيره!” لم يعد بإمكان هتلر احتواء غضبه عندما سمع هذا الاسم : “لقد خدعني ، وثقت به ، ونظر كيف سدد لي هذه الثقة، أعطيته قوة عظيمة هي الثانية بعدي ، لكنه الآن يستخدم القوة التي أعطيتها إياه لمواجهتي”.
توقف هتلر عن الحديث فجأة ، وعيناه مغمورتان في العديد من الأفكار والذكريات، وهو يحدق بهدوء في غرفة الاجتماعات الفارغة أمامه ، وظهرت نظرة حزن عميق ببطء على وجهه . خفض رأسه وقال : “لا جدوى من التحسر الآن. أنا محاصر من قبل هذا المبعوث ، ولم أعد أستطيع التراجع. رغم أنني رئيس ألمانيا ، إلا أني لم أعد أمتلك ألمانيا، حتى أني لا أستطيع حشد القوات الآن ، أي نوع من الزعماء أنا! سيتم إحباط درب إحياء ألمانيا العظيمة بسبب الخائن ، وستغرق الأمة الجرمانية مرة أخرى في الظلمات. لا أريد تخيل ذلك يحدث، ولكن بالحكم من الوضع الحالي ، قد أفشل. أنا مدرك تمامًا لقوة صديقي الصغير أكثر من أي شخص اخر، كيف لا وقد ألفته منذ صغره، منذ أن كان إبن الثالثة عشر وهو يتصرف مثل الراشدين ويلقي الخطب والأمثال، لطالما كان إعجازيا وتصعب هزيمته، تماما كما يدعونه، مبعوث الإله”.
“لكن لا تزال لديك قوات الأمن الخاصة ، وحزبنا بأكمله. من يقف خلف هؤلاء المتمردين ما هو إلا رجل واحد، طالما أننا نتخلص منه ، سيعود كل شيء إلى سيطرتك.” عزّى هايدريش الفوهرر الذي أصبح محبَطًا فجأة.
“نعم، علينا التخلص منه! أنت محق يا هيدريش، يجب أن نتخلص منه. ما هؤلاء الجنرالات وهلاء الأساقفة إلا بيادق و أدوات في يد هذا الرجل، طالما أننا نجد طريقة للتخلص منه لن يتمكن هؤلاء الجنرالات والأساقفة من فعل أي شيء بعد أن يفقدوا قائدهم، تماما مثل الحية التي قطع رأسها. وقتها، سأستعيد القوة التي منحتها لهؤلاء الأشخاص، ولسوف يركع هؤلاء الجنرالات أمامي مرة أخرى ويصرخون متوسلين أياي الصفح عن جرائمهم. في ذلك الوقت سأعيد لهم الإذلال الذي عانيت منه اليوم مائة مرة، كلا! بل ألف مرة. أريدهم أن يعرفوا الثمن الذي يتعين عليهم دفعه لخيانتي ، وخيانة الأمة، إختارني الإله لأكون منقذ الأمة الجرمانية. و لا أحد يستطيع أن يحل محلي! لا يمكن إحياء ألمانيا إلا تحت قيادتي. سأدوس العالم كله. وأدع هؤلاء المتآمرين يرون ذلك، أنا من سيكون الفائز النهائي في هذه المعركة أنا ، أنا وحدي ، تمامًا كما في السابق ، لن أخسر أبدًا!”
صرخ هتلر ووقف من على مقعده ، وهو ينظر إلى الحائط المقابل له غارقا في التخيلات.
“سأحتل فرنسا ، وسأخضع إنجلترا ، وهؤلاء الروس في الشرق ، نعم ، هؤلاء السلاف المتواضعون سيتم سحقهم مثل النمل تحت أقدام جيشي الذي لا يقهر. سأمحي السلاف من هذا العالم، تمامًا مثل هؤلاء اليهود والغجر .. اليهود، هؤلاء اليهود الملاعين، بعد أن أبيدهم يجب أن أجد عدواً آخر ، أي أمة أدنى ينبغي أن تكون التالية؟ نعم ، والولايات المتحدة التي يتم التلاعب بها من قبل المنظمات اليهودية العالمية والمتنورين ، وبالتأكيد سيحرضهم يهودهم ضدي! أي بلد يعارضني سيُمحى! هذا ما ينبغي أن يكون عليه الأمر! ما دمت على قيد الحياة ، لا يمكن تُهزم ألمانيا! بالطبع ماذا يكون موسوليني أمام مجد الرايخ الثالث؟ هذه المرة يمكنني أن أسامحه، فقط لمرة واحدة ، ولكن بعد أن أدمر الإمبراطورية البريطانية، إذا تجرأ على اختبار صبري مرة أخرى ، سأرسل قوات لاحتلال إيطاليا ، ولا يمكن لأحد أن يوقف ذلك ، يجب هزيمة فرنسا أولاً. القادة الملاعين ضيقو الأفاق، يجرؤون على إيقاف القتال كما يطيب لهم ، إن هذا لا يغتفر. رونتشتيت سيكون أول من يدفع ثمن خيانته ، سأجرده من رتبه وأشنقه في وسط برلين ، نعم الشنق ، سيتم شنق جميع الخونة”.
نظر هايدريش إلى الفوهرر أمامه والذي بدا أنه في حالة غير طبيعية، كان ذهن هتلر مشوش بالأفكار، وكان تعبير وجهه مخيف للغاية. شعر رئيس الأمن بالرعب ، وخشي بشدة من أن يفقد داعمه عقله فجأة هكذا.
“فوهرر!.. فوهرر!” نادى هايدريش بلهفة.
“حسنًا! ما الأمر!” أخرج نداء هايدريش هتلر إلى الواقع من حلمه الرائع. ومن الواضح أنه كان غير راضٍ عن مقاطعة هايدريش لأفكاره. فنظر إلى الشاب بسخط.
قال هايدريش بحذر: “حضرة الفوهرر، لا أعتقد أننا ينبغي أن نفكر كثيرًا في المستقبل البعيد. ولكن، ألا يجب أن نفكر أولاً في كيفية حل المشاكل التي نواجهها؟”
“اوه؟” من الواضح أن هتلر لا يزال مشوشا.
سارع هايدريش إلى تذكيره “حول كيفية التعامل مع نائبك …”.
“آه! نعم! ماذا نفعل، هل لديك أي خطط؟ أريد القضاء على هذا الشرير ، وأريد أن أخبر هؤلاء الناس بما سيحدث إذا أصبحوا أعداء لي.” استفاق هتلر أخيرًا ، وسأل هايدريش ببطء عن رأيه.
“كما هو واضح لا خيار أمامنا بإستثناء القوة للقضاء عليه حضرة الفوهرر.”
جلس هتلر بعد الاستماع إلى كلمات هايدريش. وهز رأسه “لا يمكننا إستخدام Waffen-SS ، وليست لدينا القوة لهزيمته الآن”.
قد يكون هتلر رجلا حالما بعض الشيء لكنه ليس أحمق بأي حال من الأحوال.
قال هايدريش بابتسامة متكلفة: “يا فوهرر ، لقد قلت القضاء عليه، وليس هزيمته”.
وتساءل هتلر “تعني إغتياله؟ فكرت في ذلك. لكنه أصيب للتو بقنبلة ، ويجب أن يكون تحت حماية صارمة الآن. ما مدى تأكدك من ذلك؟”.
“وفقًا للمعلومات المتوفرة لدينا حتى الآن ، أصيب هو وأتباعه الأكثر ولاءً في هذا الهجوم. يجب أن يكون محميًا الآن ، لكنه لن يتمكن من التعافي في غضون بضعة أشهر. نحن نعمل على الاستفادة من هذا ، يمكننا السماح لأفرادنا بالتظاهر بأنهم أطباء للتسلل إلى المستشفى ، ثم التخلص منه مرة واحدة وإلى الأبد. يمكنك قبل ذلك إصدار بيان ، تقول فين إنك قلق للغاية بشأن حالته الصحية ، وسترسل له أفضل الأطباء خصيصًا من برلين لعلاجه. الآن لم تنقلب عليه وجهًا لوجه ، وليس لديه سبب لرفض هؤلاء الأطباء. سننتظر حتى يتمكن هؤلاء العملاء الذين هم من بين الأطباء من الإقترب ، بعدها ستكون حياة المبعوث راينهاردت بين أيدينا. حتى ذلك الحين ، يجب أن تظهر قلقك واهتمامك برفيقك الشاب أمام الشعب الألماني ، حتى لا يتهمك أحد بموته لا سمح الله. أعتقد أن خطتي ممكنة؟” نظر هايدريش إلى هتلر بترقب.
نظر هتلر إلى السقف وفكر لبعض الوقت ، ثم أومأ برأسه وقال لهايدريش: “هذه خطة معقولة ، وأعتقد أن لديها فرصة كبيرة للنجاح. ولكن ينبغي الحذر أثناء اختيار من سنرسلهم، يجب أن تعرف أن أتباع هذا الطفل موجودون في جميع أنحاء البلاد ، لذلك لا يجب تسرّيب هذه الخطة لهم، وكلما قل من يعرف بها كان ذلك أكثر أمانا. أيضًا ، أعتقد أن هذه الخطة يمكن تنفيذها جنبًا إلى جنب مع خطة “جاك فرايد” التي صغناها أنفًا. دع ضابطي Waffen-SS يستعدان ، بمجرد وفاة راينهاردت ، سيقومان باعتقال أتباعه سراً في بولندا والاستيلاء على الوكالات الحكومية. لدينا أيضًا عدد من ضباط قوات الأمن الخاصة الموثوق بهم في ألمانيا. حين يتغير الوضع في بولندا ، أرسلهم على الفور لتولي الأقسام والوحدات التي يسيطر عليها أتباع ذلك الشخص هناك. ثم قم بفحص هؤلاء الأسرى في أقصر وقت ممكن ، واحتفظ بالمفيدون ، وقم بتدمير كل أولئك الذين لا فائدة لهم. هل تفهم؟”
عاد هتلر إلى حالته العقلية الفطنة والقديرة، وأمر هايدريش بجلال.
“فهمتك فوهرر ، سأرتب الأمر. ولكن الآن كيف تريد التعامل مع استقالة ضباط القيادة العليا؟”.
“نظرًا لأنهم يريدون الذهاب إلى الجبهة فمن الواضح ان هناك حيلة في الأمر. لن اخاطر بجتماعهم بالقوات، فحينها قد ينظمون ثورة حقيقية، لذا في شأن السماح لهم بالذهاب سأتريث. يجب علينا الحفاظ على سرية استقالتهم تمامًا ، ويجب ألا يخبروا ذلك الشخص بما حدث هنا ، وإلا ، وفقًا لحاسة شمه الشديدة ، سيستغلها من فرصة لقلب الطاولة علينا. سوف أترك لك هذا الأمر. وسأعطيك قيادة فوجين من قوات Waffen-SS في حامية برلين. لا تخذلني. بالمناسبة ، أين وصلت عمليات تطهير الأساقفة؟”.
“هذا الأمر لا يزال جاريًا ، لقد حصلنا على الكثير من المعلومات المفيدة ، وقمنا بإلقاء القبض على مجموعة من المشتبه بهم ، ونقوم الآن بتكثيف الاستجواب ، وأعتقد أنه ستكون هناك نتائج جديدة عما قريب.”
“يجب أن تسرع ، وينبغي أن تكون الإجراءات ضد المتهمين صارمة ، والتأكد من أن لا يتم تسريب أي معلومات. وبمجرد اكتشاف الأسقف الأسير ، لن تكون هناك حاجة للمحاكمة ، وسيتم إطلاق النار عليه فورا في غرفة الإستجواب. أنت تعرف ما يجب ان تفعله في هذا الشأن. أيضًا ، يمكنك أن تختار بعض حراس قوات الأمن الخاصة الموثوقين لتعزيز الأمن، أريد أن أذهب إلى الخطوط الأمامية بنفسي خلال هاذين اليومين”.
“معالي الفوهرر، هل تريد حقا الذهاب إلى الخطوط الأمامية؟ قد يكون ذلك خطيرا”.
“نعم ، هؤلاء الجنرالات يريدون تأخير تحركات الجيش على الجبهة الفرنسية فقط لإرضاء المبعوث بسرقة انتصاري. أنا ذاهب إلى هناك ، وأريد التحدث إلى هؤلاء القادة واحدًا تلو الآخر. سأجعلهم يعودون لي. أريد أن أستعيد انتصاري ، أريد أن أقود جيشي إلى باريس. هذا هو أعظم إنجاز ومجد في تاريخ ألمانيا ، طالما أنني أفوز بهذا الانتصار ، لن يكون هناك جنرال أو قائد ميداني قادر على منع الجنود والمواطنين الألمان من إطاعة أوامري”. قال هتلر بابتسامة.
“في ذلك الوقت ، سأكون بطل الأمة الجرمانية. بغض النظر عن مدى شعبية مبعوث الإله، لن يتمكن من هز مقعدي. وستكون لي في ذلك الغلبة”
-نهاية الفصل-