35 - طريق الديار
المجلد 3 | الفصل الأول | طريق الديار
.
.
أجاب هانز: “هل ستعود إلى معسكر القاعدة؟”
“نعم، عليك أن تستعد بسرعة!”
ثم قال شي جون لمولر “أيها الرائد مولر، إذا لم تصل قوات العقيد لوكسمبورغ إلى هنا بعد الغداء، فلن أنتظرهم. أنا آسف لأنني لا أستطيع استضافة حفل النصر. يجب أن أعود على فور إلى ألمانيا فلدي بعض الأشياء لمناقشتها مع الفوهرر، الآن أنا أقوم بتعيينك قائداً بالإنابة عن لواء المشاة السابع من الفرقة المدرعة السابعة وترقيتك إلى رتبة مقدم. وعندما يعود العقيد لوكسمبورغ، سوف تنقل أمري إليه، قمت بتعيينه نائبًا لقائد الفرقة المدرعة السابعة. ستساعده على قيادة الفرقة المدرعة السابعة. كما سيتم تجديد الفرقة بالكامل”
“سيتم استبدال مناصب الضباط الصغار الشاغرة من بين ضباط الصف الباقين، وسيتم استبدال المناصب الشاغرة لكبار الضباط بالضباط الصغار الناجين، لقد أثبتوا كفائتهم في المعركة، وسأصدر لهم خطاب تعيين رسمي حين عودتي، ولتناقش أنت والعقيد لوكسمبورغ القضايا الأخرى، هل تفهم؟”
“مفهوم، أنا ممنون لك يا جنرال على ثقتك بي. و أرجو منك أن تطمئن، سأعمل بكل ما لدي من إخلاص مع العقيد لوكسمبورغ لإدارة الفرقة المدرعة السابعة. لن أخيب توقعاتك مني أبدًا” أجاب مولر بحماس.
لقد قفز في الرتب في غضون يومين فقط! وهذا شيء لم يكن يحدث كل يوم في الفيرماخت. شعر مولر وكأنه يحلم. الآن بعد أن تمت ترقيته، كان شي ليان في ذهنه يرقى إلى مستوى القديس! أخذ مولر عهد على نفسه بأن يسدد كرم شي ليان عليه بأن ينفذ أوامره بغض النظر عن أي عوائق، حتى لو كان عليه أن يفقد حياته من أجل شي جون.
بعد الغداء، وصلت طائرته في الوقت المحدد بالضبط، كانت طائرة جديدة تماما من نوع JU52، و من أجل السماح لهذه الطائرة الضخمة بالهبوط، تطلب الأمر من كتيبة المهندسين 58 ساعتين و 20 جرارًا ثقيلًا و 80 شاحنة من مختلف الأنواع لتسوية مهبط مؤقت للطائرة.
الآن، وقف شي جون برفقة مرؤوسوه بجانب الطائرة يودع ضباط الفرقة السابعة المدرعة. لأنه هذه المرة كان عائداً إلى معسكر القاعدة لقوات الدفاع الوطني، لم يأخذ شي جون سوى هانز وراندولف ودوجان الذين كانو أصلا معه. وبقي ضابطا الأركان المتدربان في الفرقة المدرعة السابعة لمواصلة تدريبهم المهني.
جاء جنود الفرقة المدرعة السابعة بشكل عفوي إلى جانب المدرج لتوديع جنرالهم المحبوب بعد معرفة نبأ مغادرته. اصطفوا بترتيب أنيق، يشاهدون طائرة القائد تغادر الأرض ببطء. حيا جميع الجنود على الفور الطائرة بتصويب أسلحتهم في انسجام تام، بينما رفع الضباط أيديهم، حتى اختفت الطائرة ببطء عن أنظارهم.
….
جلس شي جون في المقصورة الفسيحة لـ JU52 ونظر أمامه حيث البرقيات القتالية والسجلات المختلفة التي فرزها له هانس. كان سيجمعهم معًا في تقرير رسمي إلى هتلر قبل العودة إلى معسكر القاعدة.
أثناء قراءة المستندات ناقش التفاصيل مع هانس بصوت منخفض. وجلس راندولف في الصف خلفهم، وكان الآن يشاهد بإثارة أسطول طائرات الحراسة التي تمر ذهابًا وإيابًا عبر النافذة.
لم يكونو مستعدين للسماح لنفس الخطأ السابق بالتكرار، فمن أجل منع آخر حادثة هبوط إضراري من إعادة نفسها، قام معسكر القاعدة بتعديلات من ضمنها إرسال لواء مقاتل مدمِر مكون من 40 طائرة مقاتلة من طراز ME110 لحماية طائرة نائب الرئيس في الأجواء الفرنسية على طول الطريق. قاموا بتشكيل عجلة ليحيطوا بإحكام بطائرة JU52.
لكن دوجان لم يكن مهتمًا بمشاهدة هذه، فقد كان بالفعل نائمًا في مقعده ورأسه مائل.
بعد أن ناقش شي جون بعض تفاصيل التقرير مع هانس، قام ببساطة بتسليم عمل التنسيق والكتابة إلى هانس متجنب الصداع بنفسه..
أثناء النظر إلى السحب خارج النافذة، بدأ يفكر في مشاكله الخاصة، تاركًا هانس المسكين يحدق بهدوء في كومة من المستندات بقلم حبر في فمه.
كان شي جون يفكر مليًا، كيف يمكنه جعل هتلر يغير قراره الخاطئ، كيف يمكنه إقناع هؤلاء الجنرالات الألمان بأن اقتراحه كان صحيحا؟
فتش ذاكرة جاك بحث عن معلومات ذات الصلة عن كيفية التعامل مع قادة الحزب النازي وكبار الجنرالات في الماضي، على أمل اكتشاف نقاط ضعف أو تفضيلات هؤلاء الرجال، حتى يتمكن من استخدامها لتحقيق أهدافه الخاصة.
لكن طريقة جاك، جعلته عاجز عن الكلام.. كان هذا الرجل، مخيف نوعا ما-
لا بأس، إذا لم أستطع إقناع هؤلاء الجنرالات والقادة بدعمي، فسوف أتعلم طريقة المارقة المارقة “للتواصل” مع تلك “النخب” رفيعة المستوى. من يعلم، ربما قد ينجح كما نجحت مع جاك؟
لم يستطع شي جون منع نفسه من السخرية.
اتخذ شي جون قراره، وشعر براحة تامة، لكنه فكر على الفور في ما يجب فعله بعد ذلك إذا نجح حقًا في منع هتلر من إتخاذ القرار الخاطئ. كيف يمكننا إيقاف إنسحاب البريطانيين؟ كيف يمكننا القضاء عليهم تمامًا في دونكيرك، ما هي الاستعدادات اللازمة ومن أين نهاجم، وأي نمط قتال نتبع؟
ما هو الوضع الحالي في ساحة المعركة وكم عدد القوات التي يمكن حشدها؟ تم وضع هذه الأسئلة أمام شي ليان واحدة تلو الآخرى دونما جواب واضح، مما يجعلها مصدر إزعاج مؤرق.
أكثر ما أحتاجه الآن هو المعلومات، معلومات دقيقة. فقط عندما أحصل على المعلومات الدقيقة سيمكنني وضع تصور للخطوة التالية.
“هانس!”
“نعم الجنرال!” أجاب هانس وهو ما يزال ينظر من بين كومة الأوراق امامه..
“بعد أن نهبط، أحضر لي على الفور آخر التقارير عن قواتنا، المواقع الدقيقة لجميع القوات وعددهم. وأريد أيضًا تقارير الاستطلاع لقوات المراقبة التابعة لسلاح الجو عن تحركات العدو اليوم. وأيضا أحضر لي خرائط مفصلة لغرب فرنسا”.
“أمرك جنرال، يمكنني في الواقع جعل الطيار يتواصل مع رجالنا على الأرض الآن، حتى يكون كل شيء جاهز قبل أن نهبط”.
“نعم، ذلك أفضل، إذهب وطلب منه أن يأمرهم بإعداد المعلومات الأكثر تفصيلا”.
عندها فقط شعر شي جون بالارتياح، ونظر على مهل إلى المشهد خارج النافذة في انتظار نتيجة هانس. بعد فترة، عاد هانس من قمرة القيادة. ولمس كتف شي جون لتنبيهه.
“جنرال”.
استدار شي جون “كيف الحال؟ هل قمت بالاتصال؟”
“نعم، سيوصلك القطار الخاص الذي أرسله رئيس الدولة إليك إلى قلعة الجرف مباشرة، ويمكنك الوصول هناك ظهر الغد. كما سيرسل المقر الرئيسي طائرة خاصة إلى كولونيا لإيصال المعلومات التي تحتاجها بشكل عاجل مباشرة إلى الفندق الذي تتواجد فيه. يرجى الاطمئنان. عمدة كولونيا والمسؤولون الحكوميون في المدينة ينتظرون بالفعل وصول طائرتك إلى المطار، وقد أعدوا حفل ترحيب كبير”.
“متى سنصل؟”
“يجب أن يكون ذلك عما قريب، لقد طرنا بالفعل فوق الحدود الفرنسية، على الأكثر يمكننا الوصول إلى كولونيا في غضون ساعة”.
أومأ شي جون مرتاحًا أخيرًا. انحنى إلى الخلف على الكرسي المصنوع من الجلد الناعم وبدأ يغلق عينيه ويتأمل.
جلس هانس في مقعده بقلم الحبر في يده واستمر في كتابة تقريره.
– نهاية الفصل –