25 - أوركيسترا الموت
المجلد 2 | الفصل الثاني عشر | أوركيسترا الموت
.
.
“جنرال، كل شيء جاهز كما أمرت” أبلغ مولر شي جون وهو يحمل بندقية دخانية في يده.
كان شي جون قد أخبر مولر عن خطته من قبل لكنه لم يتوقع أن يقبلها هذا الرجل دون حتى طرح أي سؤال. يبدو أنه مليء بالثقة العمياء في شي جون، إنه حقًا رجل مخلص.
“حسنًا، دع البريطانيين يتذوقون قوتنا. أريد السماح للقائدة البريطانين بتجربة معركة لا تُنسى.” قال شي جون مبتسمًا.
قال مولر بحماس: “آمل أن يكون أكبر عدد منهم قد شارك في الحرب العظمى”.
(ملاحظة المترجم: الحرب العظمى كان الإسم السائد للحرب العالمية الأولى قبل أن تبلغ الثانية ذروتها)
سيكون ذلك مثالي.
التقط شي جون المنظار وتطلع إلى الأمام.
سار الجنود البريطانيون ببطء. لقد عرفت أخيرًا سبب تسمية “ماتيلدا” بدبابة مشاة، فهي بالفعل بطيئة مثل هؤلاء المشاة.
عندما دخل هؤلاء الجنود إلى المدى الفعالي لبنادقهم. سُمعت صافرة من الضابط الرئيسي، و بدأ الجنود البريطانيون في الهدير والركض بسرعة وبنادقهم بين أيديهم. بدأت “ماتيلدا” أيضًا في إطلاق مدفعيتها مع فترات توقف قصيرة -لم تكن الدبابات تستطيع المشي والإطلاع في أن واحد-
ولكن بسبب هذا بدأت الدبابات تتخلف ببطء عن المشاة. تجاهل المشاة ببساطة الدبابات المتأخرة واندفعوا إلى الأمام بستماتة، ويبدو أن أداء الدبابات في الهجوم الأخير جعل ضباط المشاة البريطانيين يفقدون الثقة بهم، وقد أدا إحساس الشرف لدا الجيش البريطاني إلى عدم منع الجنود من الابتعاد عن تشكيل الدبابات. ونتيجة لذلك، أصبح تشكيلًا غريبًا يتقدم فيه المشاة والدبابات خلفهم وتقدمو بسرعة نحو الموقع الألماني.
“أي نوع من التكتيكات غير التعاونية هو هذا؟” هز شي جون رأسه بخيبة أمل.
“أنا لا أعرف حقًا مالذي يعتقده قادتهم، فهم يركضون مثل اهداف التدريب نحونا” قال مولر لشي جون ببتسامة ساخرة.
نظر شي جون إلى الجنود البريطانيين الذين يرتدون الزي العسكري الأخضر وهم يركضون في حقول فرنسا الخضراء المكشوفة، وأجاب بابتسامة. “ثم أتمنى أن يستمتع جنودنا بإطلاق النار. لقد تعلم هؤلاء الجنرالات غباء القرون الموسطى من مكتب الحرب البريطاني، هاها”
ضحك مولر أيضًا.
صرخ الضباط الألمان على جنودهم وهم يشاهدون البريطانيين يقتربون من الخنادق “اهدأ! اهدأ! انتظر الأمر، لا تطلق النار. إسمحو لهم بالإقتراب أكثر من ذلك!”.
صرخ الضباط بحماس وأوقفوا الجنود مانعين اياهم من اطلاق النار بينما كانوا يسترقون النظر في كثير من الأحيان في إتجاه شي جون.
شعر شي جون وهو يراقب البريطانين أنه كان يرتجف من التوتر والحماس، كانت اللحظة الحاسمة تقترب، ولم يكن يعرف ما إذا كانت تكتيكه سينجح. لكن الأكيد هو أنه إذا فشل، ستكون العواقب وخيمة.
“جنرال!” حث مولر شي جون “إنهم على بعد 100 متر تقريبًا منا!”
نظر شي جون إلى الوجوه الشابة الواضحة بشكل متزايد للمشاة البريطانيين على الجانب الآخر، وصك أسنانه، وقام بسحب مسدس Gru P08 الذي طلبه من مولر.
“بينغ!”
“بينغ!”
….
بدأ الأمر بالمرور في ساحة المعركة.
….
ركض الملازم ويلز من الجيش البريطاني إلى الخنادق الألمانية يائسًا ببندقيته “لي إنفيلد”. لقد بذل قصارى جهده لرفع معنوياته مثل ما كان يفعل الجنود القدماء، والرغوة من زوايا فمه.
يحمل حقيبة ظهر ثقيلة، والمعدات في جميع أنحاء جسده “تجلجل” بصوت عالٍ. كانت أحزمة كتفه مفكوك، لكنه لم يهتم وتابع الركض، ويبدو أن حزام الخوذة كان فضفاضًا جدًا، والخوذة مائلة الآن، ولكن هذا أيضا لم يوقفه عن متابعة الركض. لم يعد ويلز يهتم بهذا الأمر بعد الآن، لقد أراد أن يحدث فرقًا في هذه المعركة، تمامًا كما فعل جده في آسيا.
سمع من والده أنه عندما عاد جده من آسيا بميداليات على صدره، هتفت له القرية الأسكتلندية بأكملها. كما أعاد بعض الخزف الرائع واللوحات على نوع من الورق الناعم، والتي قيل إنها تنتمي إلى الأباطرة الآسيويين، قام جده بستبدال هذه الأشياء مرة أخرى مقابل مزرعة صغيرة، وكان جميع الجيران يغارون من عائلتهم، في ذلك الوقت، قرر أن يصبح هو أيضا بطل حرب مثل جده.
ركض ويلز حتى انقطع نفسه تقريبا، محدقًا في المواقع الألمانية اللعينة على الجانب الآخر. شعر أنه أيضا، يحقق عدالة بقتالهم، فالألمان الأشرار فاشيون مهوسون بالتوسع، هم نفسهم من هدد سلام أوروبا بأكملها مرتين.
أتساءل لماذا لم يقومو بأي حركة حتى الآن. هل يريدون الاستسلام بالفعل؟ فلماذا لا نرى تلك السراويل البيضاء الألمانية؟ -علم الإستلام الأبيض-
أدرك بعض المحاربين القدامى وجود خطأ ما، شعرو أن الألمان لا يبدون رغبة للإستسلام، فأسلحتهم مصوبة بالفعل في إتجاههم، وكلما ركضوا كلما شعرو بقتراب نذير شؤم.
على الرغم من أنهم لا يعرفون ما سيحدث لاحقًا، إلا أن الوضع الحالي برمته كان غريبا، لا يبدو جيد جدا. قام بعض المحاربين القدامى بتخاذ تدبيراتهم الخاصة، وتباطأوا عن قصد واختبأوا خلف رفاقهم دون أن يلاحظهم الضباط.
من الغباء أن تكون في الصف الأول حين لا تعلم ما قد يحدث. بهذه العقلية كانو قد نجو من الحرب السابقة.
اندفع البريطانيون إلى الأمام بحماس. كان بإمكانهم بالفعل رؤية وجوه الألمان بوضوح، وعندها فقط شعرو أن هناك شيئًا ما خطأ، ولم يبد الألمان وكأنهم سيستسلمون.
وبدلاً من ذلك، نصبو أسلحتهم، اصابعهم على الزناد وحدقو في البريطانيين بلا حراك، وبنور شديد في عيونهم، ثم سمع ويلز القريب كفاية صراخ من خنادق الألمان، صيحة قصيرة، لكن قوية، عرف ويلز أخيرًا ما سيحدث، وصرخ خوفًا. ثم مع الانفجار المفاجئ لإطلاق النار، رأى الجندي ويلز باب الجحيم يفتح.
أطلق الجنود الألمان النار بعنف على المشاة البريطانيين، متجاهلين التهديد المستمر بقذائف الدبابات التي تنفجر حولهم ورصاص مدفع رشاش يتطاير حولهم.
هدير MG34 المجنون والبائس، والتغريدة النقية والواضحة لـ 98K ، والغناء السريع والنشط لـ MP38، والتنهد الباهت والمتردد لـ FLAG / 38/20 تشكل سيمفونية موت رائعة.
على بعد 100 متر مشهد من الجحيم، تمزق الجنود البريطانيون في الصف الأول عندما بدأ الألمان في إطلاق النار، وسقط الجنود خلفهم أشلاء مثل القمح في موسم الحصاد، قتلو أو عانقوا جراحهم على الأرض.
يبدو الأمر وكأن صورة من عام 1918 ولدت من جديد. الاختلاف الوحيد هو أن الألمان هم من كان يؤدون هذه المجزرة.
توقف زخم سلاح الفرسان البريطاني في لحظة، فركض المجندون وسط وابل الألمان المجنون، وسقط الجنود على الأرض ورؤوسهم بين أذرعهم. استمرت القنبلة الألمانية ذات اليد الطويلة M24 في الانفجار وسط الحشد، لكن البريطانيين اكتشفوا أن قنبلتهم M36 لا يمكن إلقاؤها في الخنادق الألمانية. لا أحد يستطيع إلقاء هذه القنبلة البيضاوية 510 جرام حتى الآن، وإذا تجرأ أي جندي بريطاني على ذلك، يجب أن يكون مستعدًا للاستلقاء مليئ بالثقوب.
كانت دبابات “ماتيلدا 2” في الصف الأول تواكب المشاة أخيرًا في هذا الوقت، ولكن بسبب تبعثر تشكيل المشاة تمامًا. كانت الدبابات محاطة بإحكام من قبل مشاةهم الذين كانوا يبحثون عن غطاء في كل مكان، ولم يتمكنوا من التنفيس عن غضبهم إلا بالبنادق الآلية والمدفعية بلا حول ولا قوة، لكنهم لم يتمكنوا من التحرك خطوة للأمام.
-نهاية الفصل-