20 - ثعلب الصحراء ينزف على العشب I
المجلد 2 | الفصل السابع | ثعلب الصحراء ينزف عل العشب (I)
.
.
“ماذا؟ ماذا قلت للتو! مات روميل؟ كيف مات؟ أين و متى؟!” كان شي جين مذهولًا في ذلك الوقت وصرخ في وجه مولر.
كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنًا؟ روح الجيش الألماني الشهيرة، السفينة الحربية التي لا تغرق، والمعروفة باسم سيد حرب الدبابات إيرفين روميل، مات ثعلب الصحراء الشهير هنا في فرنسا؟ يالها من نكتة!
عرف التاريخ! يجب أن يموت روميل منتحر بالسيانيد عام 1944، كان الوقت مبكر للغاية.
لا يمكنه بعد الآن الإستهانة بتغيير التاريخ الذي تسبب به جاك.
“أسرع، تحديث!”
“حضرة اللواء، لقد قُتل الجنرال روميل بالفعل. على هذا المنحدر، تلك القذائف…” عند رؤية تعبير شي جون الغاضب، لم يستطع مولر التحدث تقريبا.
هل كان روميل على علاقة طيبة بنائب الرئيس؟
“تحدث ببطء، إبدأ من البداية، أخبرني عن ما حدث بالتفصيل، وأشرح وضعنا الحالي بوضوح”.
“علم سعادة اللواء” ستعاد مولر رباطة جأشه، ثم بدأ في فرز خصوصيات وعموميات هذا الأمر في ذهنه، قبل أن يبلغ شي جون.
“انطلقنا من كامبراي في وقت مبكر من صباح اليوم وسارنا جنوب أراس. اندفع الجنرال روميل إلى المقدمة مع الفوج 25 المدرع وكتيبة الاستطلاع 37 المدرعة وكتيبة الاتصالات 83 كعادته. تبعه فوج المدافع الآلية السابع، وتبعنا الفوج السابع وقفت كتيبة المدفعية 42 المضادة للدبابات لحراسة جناحنا، بينما تبعها فوج المدفعية 78 وكتيبة المهندسين 58 بالإمدادات اللوجستية”
“في الأصل، تقدمنا بسلاسة دون أي مقاومة تذكر، باستثناء طائرتي استطلاع للعدو لاحقتانا بإستمرار، لا شيء. حدث. ولكن هذا الطريق الترابي كان صعب للغاية، ولم تصل حاملة الأفراد كلها بعد، وتم إرسال ثلاثة من sdkfz251* فقط إلى ورشة الإصلاح اللوجيستي بسبب هذا الطريق. لم يكن بوسع الشاحنات التي نستخدمها الانطلق بسرعة على هذا النوع من الطرق الترابية، وتعين علينا انتظار فوج المدفعية 78 وفرقة الهندسة اللوجستية في الخلف، كما تعلمون بالطبع، تلك القوات بطيئة مثل المشاة”
(ملاحظة المترجم: sdkfz251 هي مركبة نصف مجنزرة كانت مركبة قتال مدرعة ألمانية في الحرب العالمية الثانية صممتها شركة هانوماغ، استنادًا إلى أس دي.كيه أف زي. 11 السابق غير المدرعة..)
“ونتيجة لذلك، بعد الظهر مباشرة، اندفع الجنرال روميل إلى الخلف مع كتيبة الاتصالات 83 ومقر الفرقة، ذهب في البداية إلى الفوج السابع وطلب منهم الإسراع ومواكبة فوج بانزر الخامس والعشرين، ثم هرعوا إلى فوجنا كانت الساعة حوالي 1:45 ، وكنت في نفس سيارة قائد الفوج الجنرال روميل، و بمجرد وصولنا أمرنا بالإسراع. شعر أن سرعتنا كانت بطيئة للغاية، لم نكن فقط غير قادر على مواكبة الفوج 25 المدرع، ولكن أيضًا ابتعدنا عن الفوج السابع في الجبهة”
“عندما أوضح له قائد فوجنا أننا كنا بطيئين لأننا اضطررنا إلى انتظار المدفعية واللوجستيات خلفنا، فجأة أرسلت مركبة الاستطلاع التابعة لكتيبة المدفعية 42 المضادة للدبابات في جناحنا الأيمن تقريرًا يفيد بأن عددًا كبيرًا من فرق الدبابات والمشاة البريطانية تقترب منا. ثم دخلنا في نطاق نيران البريطانيين، الكتيبة 42 المضادة للدبابات كانت تمتلك مدافع pak / 38 / 37 ملم المضادة للدبابات ، والتي كان من المفترض أن تكون قادرة على التعامل مع تلك الدبابات البريطانية. لذلك أرسل الجنرال روميل أيضًا الكتيبة الأولى من فوجنا لمساعدة كتيبة المدفعية 42 المضادة للدبابات في الدفاع ضد مشاة الخصم. ثم أبلغ الفوج السابع أيضًا أن جناحهم الأيمن قد تعرض للهجوم”
“في ذلك الوقت، اعتقدنا جميعًا أنه مجرد مناوشات من قبل البريطانيين، لكننا لم نتوقع أن دبابة العدو كانت نموذجًا جديدًا لم نشهده من قبل. لم تفعل المدافع المضادة للدبابات عيار 37 ملم شيئًا للتأثير عليهم، ولا حتى لإبطائهم. هزمت تلك الدبابات الكتيبة الأولى في لحظة، كانت مجزرة بمعنى الكلمة، ولم يتمكن أي من جنود الكتيبة الأولى من الهرب. ثم قامت الدبابات بختراق موقع الكتيبة 42 المضادة للدبابات. واندفعوا مباشرة من خلال مدافع 37 ملم. رأيت مدفعيا شجاعًا كان لا يزال يطلق النار عندما كانت الدبابة على بعد 5 أمتار منه، لكنه لم يستطع اختراقها.. العن- أقصد يال الأسف…”
تذكر مولر نائب الرئيس أمامه ولم يستطع الشتم، لذا تابع بأدب. “قُتلت بطارية كاملة مضادة للدبابات في موضعها، وتم أسر البقية، لابد أنهم في ظروف صعبة الآن…” كان صوت مولر مخنوقًا بعض الشيء عندما قال هذا.
ربت شي جون على كتفه وأراحه. ثم تابع مولر ليقول:”في ذلك الوقت، اندفع هؤلاء البريطانيون الأوغاد مباشرة عبر صف مدافعنا المضادة للدبابات على الطريق، تقريبا على بعد 1000 متر فقط منا، ما زالت بنادق المشاة الخفيفة والرشاشات معلقة على الشاحنة، ولا يوجد مأوى قريب، لذلك كان علينا أن نتراجع إلى اليسار. بقيت الدبابتان رقم 1 ومركبة مصفحة من النوع 222 أمامنا طواعية لمنع البريطانين من التقدم لبعض الوقت وتغطية انسحاب المشاة. بارك الله فيهم، إنهم شباب طيبون، بهم يقف الرايخ الألماني”
” تراجعنا إلى الجنوب الشرقي، لكن الشاحنات غرقت في الحقل الناعم بعد أن غادرت الطرق الترابية، ونتيجة لذلك اضطررنا إلى الاعتماد على الجنود لسحب المدفعية للانسحاب. ثم انسحبنا إلى هنا. ولحسن الحظ وجدنا هذه الخندق التي يبدو أنه قد تم حفرها من قبل الفرنسيين خلال الحرب العظمى عام 1914، وتركت فارغة بعد الحرب، فقط حتى نتمكن نحن من استخدامها اليوم”
“أمرنا الجنرال روميل بإنشاء مواقع دفاعية على الفور. لم يتبق لنا سوى الكتيبتان الثانية والثالثة ووحدات الحراسة لمقر الفرقة، بالإضافة إلى سرية من المهندسين الهجوميين من كتيبة الهندسة العسكرية 58، وسرية من الكتيبة 42 المضادة للدبابات على جناحنا الأيسر. والباقي هي وحدات غير قتالية وكتائب اتصالات”
“تتبعتنا فرقة واحدة فقط من المدفعية ذاتية الدفع عيار 150 ملم من الفوج 78 للمدفعية. أما الأخرى، فلم نكن نعرف إلى أين ذهبوا بقطر 105 ملم ومدافع مضادة للطائرات من عيار 88 ملم ، ويبدو أنهم فقدوا تماما عندما كنا على الطريق الرملي .. صحيح أن الفرق كانت لا تزال وراءنا بعيدا عندما صدر أمر الانسحاب”
“وضعهم الجنرال روميل في الغابة خلفنا… ثم طلب الجنرال روميل من قائد فوجنا وقائد الكتيبة الثالثة الذهاب إلى المنحدر لعقد اجتماع. أما أنا فقد أمرني بالتمسك بالخط الأمامي، فالمدافع المضاد للدبابات مرتبة على جناحي الخلفي الأيسر، والجناح الخلفي الأيمن ستة بنادق مشاة خفيفة عيار 75 ملم، كما أنني وضعت مدفع هاون عيار 50 ملم في موقعي. وضع الجنرال روميل سيارته القيادية ومركبة الاتصالات الخاصة بكتيبة الاتصالات 83 تحت منحدر التربة، لأنه يوجد على الأقل مدفع 20 ملم على تلك المركبات، والذي يمكن أن يعوض نقصنا الحالي في القوة النارية. تم وضع جميع المدافع الرشاشة عيار 20 ملم الخاصة بفوجنا على المنحدرات تحت القيادة الشخصية للجنرال روميل”
“ثم ما لبث العدو أن بدأ بالهجوم. صددنا فرقة المشاة الأولى، ثم أرسلوا الدبابات. فقط عندما كنا على وشك إطلاق النار ، قصفنا العدو بالمدفعية البرية. لقي الجنرال روميل وطاقم مقر الفرقة حتفهم، و أصيب قائد فوجنا وقائد الكتيبة الثالثة بشكل مباشر في الجولة الأولى من القصف، وتم تدمير جميع بنادقنا الـ20 تقريبًا. دمرت الجولة الثانية من القصف المدرعات بجوار التلال. ونُسفت في السماء. كان متصلي هناك، كان يحاول الحصول على بطارية احتياطية، لقد قُتل، وكان عمره 20 عامًا فقط”.
“كانت جميع محطات الإتصال لدينا معطلة، لذلك فقدنا الاتصال ببقية القوات. ثم شنت دبابات العدو هجوماً جديدا، لكن هذه المرة، قام المهندسون مؤقتاً بنشر ألغام مضادة للدبابات أمام الموقع، بالإضافة إلى مدافع المشاة وقذائف الهاون، وأولئك الطيارين الذين قاموا بقصف العدو. بارك الله في هؤلاء الطيارين الشجعان. أخيرًا تمكنا من دفع العدو للخلف، ثم ظهرت طائرتكم أمامنا.. وحدث ما حدث”
أراد أن يشرح كيف لم يكن إسقاط الطائرة خطئه، لكن برؤية تعبير اللواء، قرر إلتزام الصمت..
-نهاية الفصل-