0 - مقدمة
المجلد 1 | الفصل صفر | مقدمة
.
.
-ملاحظة المترجم نهاية الفصل-
“القوة إنها حقًا شيء يسحر الناس”. تنهد شي جون وهو جالس في المقعد الخلفي للسيارة ينظر من نافذة إلى شوارع وارسو المظلمة.
“جنرال، ما الذي قلته للتو سيادتك؟” هانس، الذي كان جالسًا مقابله، أدار عينيه للخلف بعيدا عن النافذة وهو يسأل في حيرة.
“لا شيء. لاشيء أبدا يا هانس.”
رفع شي جون عينيه لينظر إلى العيون الواضحة لمساعده الموثوق وابتسم وهو يجيب ، “كنت فقط أتعجب”.
أثناء قول ذلك، أخرج شي جون زجاجة نبيذ فضية من درج صغير بجانب مقعده، واستناداً إلى العلامات الموجودة عليه، فقد احتوى على نبيذ أحمر بوردو يبلغ من العمر عامين.
“أوه” أومأ هانس برأسه، ورأى أنه لا يوجد شيء غير عادي في القائد، أدار رأسه وبدأ في تأمل المشهد خارج النافذة مرة أخرى.
أخذ شي جون رشفة من النبيذ الأحمر برائحة خفيفة، ثم احنى رأسه على المسند المريح لظهر الكرسي، وأغلق عينيه ببطء.
ماذا كان يفعل بالضبط بعد مجيئه إلى هذا العالم؟ كيف أصبح على هذا النحو، لماذا وقع في مثل هذه الحالة؟ أغمض شي جون عينيه، مفكرا في الطريق الذي سلكه منذ قدومه إلى هذا العالم، ولم يستطع إلا أن يشعر بالكثير من العواطف.
قبل شهر واحد، كان طالب دراسات عليا عاديًا في قسم التاريخ، وشاب صينيًا كان يُعتبر أمينًا وصادقا. شاب كان هدفه أن يصبح مؤرخًا مثل جده. إذا كان لا يزال في ذلك الزمان والمكان، لكان قادرًا على أن يعيش حياة سعيدة وهانئة. لكن الآن، أصبح كل شيء غير واقعي، وأصبحت تلك الذكريات السارة بعيدة المنال، مثلها مثل ذكريات الحياة السابقة. نعم، إنها بالفعل حياته السابقة، في ذلك العالم، كان قد مات منذ زمن طويل.
ضحك شي جون بمرارة وفتح عينيه. قام بإمالة رأسه وأخذ رشفة كبيرة من بوردو البالغ من العمر عامين، وقد جعله العطر الغني والطعم الرائع يشعر بتحسن طفيف. رفع عينيه لينظر إلى هانس الجالس مقابل له، وكان المساعد لا يزال يشاهد يفضول مناظر عاصمة بولندا خارج النافذة ولم يلاحظه.
تنهد شي جون بهدوء وأغلق عينيه مرة أخرى.
لم يعد الطالب الشاب الواثق واللطيف الذي اعتاد أن يكون. منذ مجيئه إلى هذا العالم، وجد شي جون نفسه يتغير ببطء مع تغير العالم، متى وصل إلى نقطة الا عودة؟ لم يعد يتذكر. أصبح أكثر غرابة تجاه نفسه، وأصبح أكثر فأكثر مخيفًا لنفسه. عندما خرجت خطط المعركة وتلك المؤامرات من عقله واحدة تلو الآخرى، حتى هو نفسه لم يعتقد أن مثل هذه الأشياء يمكن أن يفكر فيها بنفسه.
كان مرعوبًا من تلك التغييرات التي طرأت عليه. ذات يوم، لم يفكر أبدًا في إيذاء قطة، ناهيك عن قتل آلاف الأشخاص الذين لا يعرفهم. لكن الآن، كان يخطط لقتل مئات الآلاف من الجنود البريطانيين والفرنسيين الذين لاتربطهم علاقة به، وقد أقام مؤامرات لا حصر لها حتى أنه شعر أنها دنيئة وخسيسة ووقحة، حتى يتمكن من تحقيق هذه الخطط.
لقد استخدم كل معرفته السابقة، وسخرها في كيفية القتل بشكل أسرع وأقل تكلفة، واستخدم المعرفة التي ينبغي أن تسهم في تنمية البشرية في الصراع السياسي.
شعر شي جون أنه أصبح متعطشًا للدماء أكثر فأكثر منذ لحظة وصوله إلى هنا، وفي كل مرة يربح فيها معركة، كان يشعر بالنشوة الشديدة والفخر بخطته لقتل عدد لا يحصى من الأعداء، لكنه نادرًا ما يفكر في عدد العائلات التي تضررت، جلبت خططه الألم والحزن لا غير. لقد كان أناني، كل ما يهمه هو نفسه.
لماذا كل ذلك؟ هل كان ذلك لمجرد أنهم كانوا أعداء؟ يستمر في اقناع نفسه أنه إذا لم يسقط هؤلاء الأعداء، فسيُسقط هو بواسطتهم، لذا فإن كل ما يفعله له سبب، وأي وسيلة ضرورية لذلك مبررة.
لكنه كان يعلم في جيدا أن هذه مجرد أعذار واهية، وأنه كان يخدع نفسه فالحقيقة غير ذلك.
كان يقاتل فقط لأنه يشعر بالرضا والسرور برؤية دماء هؤلاء الجنود، لم يعد نقيًا، كان يقتل لإرضاء غروره، ويقاتل من أجل الإثارة التي لا تضاهى والمتعة الدموية التي تجلبها له الحرب. في ذلك الوقت، تجاهل تمامًا أنه يقف إلى جانب الظالم ويغزو أوطان الأخرين ويسلب بيوتهم، فقط ليرضي غروره، ومن أجل الحصول على هذا النوع من الإثارة، ابتكر عددًا لا يحصى من المخططات والفخاخ الشريرة. حتى عندما كان يشمت بهذه الميداليات والتكريمات الجميلة على صدره، لم يفكر أبدًا مليًا في أن وراء كل واحدة من هذه الميداليات والمزايا جثث عدد لا يحصى من الجنود الذين ضحوا بحياتهم للدفاع عن وطنهم وكرامتهم ضده.
كان قلبه مليء بالأنا مثل هتلر، ذلك الرجل الذي إعتقد أنه مجنون ذات يوم.
الشيء الآخر الذي غيره هو القوة، الشيء الأكثر سحراً في العالم ، عدد لا يحصى من الناس على استعداد للتضحية بحياتهم في السعي لتحقيقها. إنها قوة عظيمة يمتلكها المرء، القدرة على فعل ما يريده، والتي أثارت الأفكار المظلمة في قلبه.
إنه يعلم فقط أن مثله في البداية أصبحت الآن ذريعة وحافزًا لسلوكه الجنوني المتعطش للسلطة. ما فعله في بولندا كان منفصلاً تمامًا عن العدالة، وكان ما يقرب من نصف الذين أعدمهم موظفين أبرياء تمامًا وقعوا ضحية التطهير الذي شنه للتنفيس عن غضبه.
… ربما لم يعد يختلف عن شياطين النازية..
سخر شي جون من نفسه.
لكنه ظل يخبر نفسه، بما أنه لم يعد ملاك، فعلى الأقل عليه أن يكون شيطانا لائقًا.
وفتح عينيه،
-نهاية الفصل-
هذه المقدمة مقتطف من الفصل 14 من المجلد الرابع.
كلمة المترجم : يمكنك تخطيها إذا كنت مشغولا والنزول لقراءة الفصل القادم ؛)
أولا أود الحديث عن وضع إعادة نشري للرواية، ومن ثم عن رأيي الشخصي فيها.
بوضوح، هذه إعادة ترجمة للرواية، لأستدرك الأخطاء التي وقعت فيها في النشر السابق، ومن أهمها عدم إرفاق المجلد الأول الذي يحوي المقدمة، والذي لم يقم المترجم الذي كنت أترجم عنه بترجمته.
إذ كنت قد قرأت الفصول التي نشرتها سابقا، يمكنك قراءة المجلد الأول -الخيار متروك لك- أو البدأ مباشرة من الفصل رقم “36~37” حال توفره،
قد تكون المقدمة هراء، لذا ربما عليك أن تنتبه.
تبدأ القصة حقا مع بداية المجلد الثاني، فالمجلد. الأول كما أسلفة عبارة عن مقدمة. وينتهي في “الفصل 13” لكن يجدر التنويه على قصر فصوله..
أستهوتني هذه الرواية لأكون صادق معكم، فرغم بدايتها الرتيبة، والتي لم تمنحني أي إنطباع عميق، إلا أنني أحببتها رويدا رويدا مع التقدم، بجوها التاريخي.
إذ ورغم الأخطاء التي لا تخلو منها إلا أنها لا تزال تتحسن بإستمرار مع تقدم الحبكة، ورغم النهاية التي تبدو واضحة إلا أن الكاتب يأخذ مسارات ممتعة وقد تكون غير متوقعة أحيانا، مع إعجابي بإلمام الكاتب بعناصر الأسلحة وتكنولوجيا ذلك الوقت. كما أعجبت أيضا برغبته المستمرة في تحسين القصته وتدارك أخطائها، وهي الخصل التي أحبها في كتاب الإنترنت، وأعتقد أنه ورغم أن الرواية من وجهة نظره البحتة والتي أراها أحيانا متحيزة بشكل مزعج -لكن وبوضوح أقل تحيز من الكتاب الأخرين من هذا النوع- إلا أنني أكن له قليلا من التقدير على المسار الذي إختاره وستكشفه. والذي قد يبدو منطقي، زاد من تسليتي أثناء القراءة تطور شخصية البطل و تعددية أوجه النظر في القصة، إذ أنها لا تصور البطل وحده، أو ألمانيا وحدها، بل يحاول الكاتب دائما إبقائك على إطلاع بما يحدث حولك، أو في عالم القصة، من خلال مغامرات وقصص لشخصيات ولدت من العالم. فتارة في البحار وتارة في الجو، أو لم لا؟ فتحت الماء أيضا مغامرات! في النهاية وغم الأخطاء في القصة، إلا أنني لا أزال أجدها قراءة لطيفة. وأستطيع القول بفخر أنها رواية الويب الصينية الأفضل عن الحرب العالمية الثانية. وربما أوصي بالنظر لها على أنها قصو فكاهية غضة.
فحاوة ما أريد قوله أن الرواية تتطور كتابيا، كما تحتوي على عالم واسع، تجربة قراءة جيدة، مراجعة تاريخية مثيرة للاهتمام. ونظرة جديدة ممتعة.
رأيي كقارئ منحاز للغاية، لذا سأتوقف عند هذا الحد، وأبدي لكم شيئا من ما أود تقديمه كمترجم، وهو “تقديم القصة” التي تسليت بها كثيرا لكم بأحسن صورة.
أتمنى لكم وقتًا مسليا، كما أتمنى أن لا تلهيكم القراءة عن العبادة.
مع تحياتي. رينا زكريا.