550 - الأسود يأكل الأسود يأكل الأسود

الفصل 550: الأسود يأكل الأسود يأكل الأسود

==

ألقى سول جثة الساحر الرجل إلى آن لتلعب بها.

كان قد وعدَها سابقًا بأنه سيأخذها للاستمتاع ببعض المرح عندما يكون هناك وقت.

لم تتح لأرجل العنكبوت الثمانية الخاصة بآن فرصة للاستخدام منذ ترقيتها. لم تتحمل تدمير جثة الساحر الرجل على الفور، وبدلاً من ذلك، مثل سول في مشرحة، انتقَت بسعادة من المواد المفيدة.

سلَّم هيرمان قمة العاصفة الرعدية إلى سول.

أخذها سول، مدركًا للبصمة الذهنية التي تركها الساحر عليها. بقوته الذهنية الهائلة، مسحها مباشرة وبقوة.

لكنه لم يضع بصمته الذهنية عليها على الفور. بدلاً من ذلك، ألقاها في جهاز التخزين دون تفكير ثانٍ.

ثم، خطوة بخطوة، اقترب من الساحرة التي أُسقطت على بعد خمسة أمتار. شحب وجهها وهي تفقد ما تبقى من لونها.

“بما أنني أخذت دفعكِ، دعيني ألقي نظرة على تلوثكِ.”

تحدث بدون سياق أو مقدمات، ومع ذلك، اتسعت عيون الساحرة بدهشة.

“إذن، لقد لاحظتَ حقًا،” تمتمت، والدم لا يزال يتقطر من زاوية فمها، مصدومة.

انحنى سول وأمسك بياقتها، جاذبًا وجهها قريبًا من وجهه.

“على الرغم من أنني لم أمارس هذه المهنة الجانبية لوقت طويل، إلا أنني متمرس إلى حد ما.” رفع يده الأخرى وببطء تتبع وجهها حتى وصل إلى عينها اليسرى.

“هذه العين لديكِ ملوثة،” قال سول. تحول إبهامه فجأة إلى ملامس صغير، متسللاً إلى الفجوة بين مقلة عينها وجفنها.

اتسعت عيون الساحرة برعب. حاولت الهروب، لكنها وجدت أنها لا تستطيع الحركة على الإطلاق.

قبل وقت طويل، ذبلت عينها اليسرى كما لو كانت ضفدعًا جافًا.

بميل طفيف من رأسها، انزلقت مقلة العين—التي لا تزال متصلة بالأعصاب—من محجرها.

عندها فقط سحب سول الملامس، معيدًا إياه إلى شكل الإبهام.

رفعت الساحرة يدها بفراغ لتلمس محجر عينها، ثم انفجرت فجأة بابتسامة مبهجة. “لقد اختفى… حقًا!”

نظرت إلى سول بخليط من الامتنان والندم. “أنا آسفة، الدكتور سول. في الحقيقة، أمرنا شخص ما باختبارك. لم يكن لدي خيار سوى قبول طلبهم مقابل العلاج. أنا حقًا، حقًا آسفة. آمل أن تسامحني.”

امتلأت عينها المتبقية بالدموع، ممتلئة لدرجة بدت جاهزة للسقوط مع أدنى رفرفة لرموشها.

إذا تجاهلتَ مقلة العين الذابلة، كانت في الحقيقة جميلة جدًا.

كان لديها ذلك المظهر الهش والمطيع.

نظر سول في عينها المتبقية. “شاحبة… جميلة…”

اتسعت حدقتاها قليلاً. انفرجت شفتاها الصغيرتان الخاليتان من الدم برفق شديد.

” …هشة. ”

طقطقة!

عندما نطق سول بالكلمة الأخيرة، شدت يده—التي كانت تمسك برقبتها—فجأة.

كسر رقبتها.

ارتجفت الساحرة مرة واحدة. تدفقت الدموع والدم على وجهها معًا.

تركها سول، مدعًا جثتها تسقط. ثم انتظر قليلاً ليتأكد من عدم وجود فرصة لإعادة إحيائها. عندها فقط سمح لآن بتعليق الساحرة أيضًا، مستعدًا لإعادتها إلى البرج الساحر دون إهدار أي جزء.

بدا هيرمان نادمًا قليلاً. “سيدي، ألا تريد معرفة من أرسلهم لاختبارك؟”

” أشخاص صغار مثل هؤلاء على الأرجح يعرفون الأكاذيب فقط. ”

[المترجم: ساورون/sauron]

علقت آن الجثة في الجزء الخلفي من العربة التي تجرها الذئاب.

سابقًا، لنقل المواد التي قدمها جياجيا غو، أضاف سول قاعدة عربة إلى الجزء الخلفي من عربة الذئب.

كانت الآن الحاوية المثالية لجثث الأعداء.

كان على الوعيين العودة إلى اليوميات. وإلا، عندما يمران ببحيرة الراين المتجمدة، ستجرّهما القوى القوية داخلها إلى القاع.

سيحتاج سول إلى استعادتهما بمساعدة الطحلب الصغير وتذويبهما.

قبل العودة، ابتسمت آن بشقاوة. “منذ قليل، ظننت أن السيد قد يأخذ تلك الساحرة فعلاً.”

أطلق هيرمان ضحكة قلبية. “حتى لو أُجبرت على اختبارك، لم تتراجع. لو كان أي شخص آخر قد خضع لهذا الاختبار، لربما كان ميتًا بالفعل.”

خزن سول الوعيين، استدار، وصعد إلى عربة الذئب. قبل أن يقرع اللجام، تمتم لنفسه:

“صحيح، كان ‘اختبارًا’، لكن لم تكن هناك رحمة. لو متُّ، لكان ذلك يعني أنني ضعيف، لا قيمة له، لست تهديدًا. إذا نجوت، فمن المحتمل أن أقتلهما كليهما. مما يعني… سيأتي شخص آخر لتقييم نتيجة الاختبار.”

“من سيذهب إلى مثل هذه الجهود، باستخدام وسائل ملتوية لاختباري—وحتى يضحي بأداة سحرية قوية؟”

بينما كانت عربة الذئب تتحرك للأمام، فتح سول يده. ظهرت القمة الحمراء في كفه.

“‘قمة العاصفة الرعدية’—مثيرة جدًا. قد يُطلق عليها ‘الإنذار الأحمر’.”

…

بعيدًا عن بحيرة الراين، وقف رجل على قمة تل صغير، لتوه خفض منظارًا من عينه.

لم يكن من نوع المناظير التي يستخدمها البحارة.

لم تكن هناك عدسات. في الطرف الأمامي للأسطوانة كانت هناك مقلة عين واحدة، محتقنة بالدم ومنتفخة، كما لو أنها قد تنفجر في أي لحظة.

“حذر جدًا، وقاسٍ أيضًا—لم يتراجع عن شيء،” قال الرجل، مديرًا المنظار الغريب في يديه. “لكن اكتشاف الملوث بنظرة واحدة… هذا يتطلب مهارة حقيقية. على الرغم من أن دعم غورسا له مشكلة… يبدو أنني سأحتاج إلى اختطافه بهدوء بدلاً من ذلك.”

قرر الرجل العودة في الوقت الحالي والتحضير لخطوته الثانية.

“في هذه الأثناء، يجب أن أنشر شائعات بأنه يقتل بسهولة أولئك الذين يأتون إليه للمساعدة. بهذه الطريقة، لن يجرؤ الناس على الاقتراب منه بسهولة.”

“لن يفيد ذلك!”

رن صوت أنثوي خشن فجأة من خلفه.

قفز قلب الرجل. دون أن ينظر إلى الخلف، انطلق في الهواء مثل ألعاب نارية.

فقط عندما كان في الجو، ألقى شبكة مشتعلة خلفه.

لكن قبل أن يتمكن من التحقق مما إذا كان قد أمسك بشيء، تجمد الهواء حوله فجأة. الرجل، في منتصف الطيران، تجمد كعينة معلقة في زجاج.

في تلك اللحظة، ظهرت شخصية قصيرة ترتدي قناعًا ضخمًا أمامه.

“قال سول بنفسه—قطع الدخل يعادل القتل. وأنت، مجرد ساحر من الرتبة الأولى، تجرؤ على محاولة اغتيالي؟” زأرت الساحرة العجوز المقنعة بشراسة.

كان الرجل مذهولًا. لم يخبره أحد أن هناك ساحرة من الرتبة الثانية في برج النقاء الساحر!

“من أرسلك لاختبار سول؟”

خفف الهواء الذي يثبت رأسه قليلاً—من الواضح أن الساحرة العجوز أرادت إجابة.

لكن الرجل ظل صامتًا.

“همف، ما الذي تخفيه؟ أرسلك سيدك لاختبار ساحر من الرتبة الأولى غير معروف. من الواضح أنه ملوث وعلى وشك الموت. أقترح أن تستسلم قبل أن تهدر حياتك عبثًا.”

ومع ذلك، لم يتحرك الرجل.

ارتعشت مقلتاه قليلاً، كما لو كان لا يزال يحسب كيفية الهروب.

“آه! مزعج!” استعدت الساحرة العجوز لجره إلى الخلف وتسليمه إلى سول.

بعد كل شيء، بصرف النظر عن سلخ الناس، لم تكن جيدة في الاستجواب.

لكن بمجرد أن كانت على وشك لفه، انفجر رأس الرجل فجأة بصوت فرقعة.

تراجعت الساحرة العجوز بسرعة لتجنب الانفجار.

فحصت المناطق المحيطة بحذر، لكنها لم تشعر بأي تقلبات مانا أو ذهنية.

“لا يبدو أن هناك أحد آخر قريب… هل يمكن أن تكون هذه نوعًا من تعويذة الانتحار المتأخرة؟”

على أي حال، انفجر الأسير أمامها مباشرة—محرج، على أقل تقدير.

كان سول قد أرسلها لاستكشاف المراقبين أو المتعقبين أثناء عمله على العلاجات. إذا وجدت أيًا منهم، كان من المفترض أن تعيد واحدًا حيًا إلى البرج.

لكن الآن بعد أن لم يكن لديها سوى جثة، ستكون مؤهلة فقط لنصف الثلاثمئة بلورة مانا الموعودة.

“اللعنة، يا لها من مشكلة.”

دون خيار آخر، تذمرت الساحرة العجوز طوال الطريق إلى الخلف، ساحبة الجثة خلفها.

==

(نهاية الفصل)