545 - التسلل

الفصل 545: التسلل

———-

وقف سول على البحيرة المتجمدة، يشعر بالبرد يتسرب عبر قدميه.

لكن بصرف النظر عن البرد، لم يبدُ أن هناك أي خطر.

“لم تعطِ اليوميات أي تحذير، لكنني لم أتوقع أن يكون هناك أي خطر على الإطلاق.”

خطا خطوتين أخريين إلى الأمام—ومع ذلك، لم يحدث شيء.

المشكلة الوحيدة كانت أنه لا يستطيع إلقاء التعاويذ.

المانا التي كان قد أدارها للتو اختفت في اللحظة التي غادرت فيها جسده.

أطلق سول جسده الروحي لتتبع مسار تلك الجزيئات العنصرية.

اكتشف أن الجزيئات كانت تتدفق أيضًا تحت الجليد.

“إذن لا أستطيع إلقاء التعاويذ. هذا يعني أنني سأضطر للمشي كلما غادرت الجزيرة في وسط البحيرة. همم… إنها بعيدة نوعًا ما. ربما يجب أن أشتري سيارة؟”

سار سول مباشرة إلى وسط البحيرة، ثم عاد ببطء.

راقبت الساحرة العجوز من الجانب، مفتونة، وأخيرًا لم تستطع مقاومة الخطوة على الجليد بنفسها.

قبل وقت طويل، انضم مارش والطحلب الصغير أيضًا، يركضون على السطح المتجمد بحماس.

بقي الخادم وحده داخل البرج الساحر، يبتسم وهو يراقبهم.

بعد بضع دقائق من اللعب، ترك سول الآخرين وعاد إلى البرج.

كان التغيير في بحيرة الراين على الأرجح ناتجًا عن كامو، التي التقطها للتو.

بخلافها، لم يحدث شيء غير عادي اليوم.

توجه سول إلى القبو، مستعدًا لدراسة كامو.

الخادم، على الرغم من كونه جسمًا روحيًا، كان لديه طبقة من المانا تُسمى “القالب” التي سمحت له بالتحرك والتفاعل مع الأشياء كشخص عادي.

أظهرت كامو نفس السمة.

كانت الطبقة الشبيهة بالجص على سطح جسدها هي بالضبط ما أثار فضول سول.

بينما ظلت فاقدة للوعي، كان الشيء الوحيد الذي أثار اهتمام سول هو تلك الطبقة على جسدها.

خطط لدراسة سحر “القالب” والطبقة على كامو لمعرفة ما إذا كان يمكنه دمجهما وتطوير تعويذة جديدة—تعويذة يمكن أن يستخدمها الوعي الأربعة داخل اليوميات.

في البداية، كان يريد استخدام الجثث كأوعية لحمل الوعي، مما يسمح لهم بالعمل بشكل مستقل عن اليوميات.

لكن مع مرور الوقت، وبعد عدة مغامرات، أدرك أن إجبار الأجسام الروحية المرنة على دخول جثث خرقاء لا يقدم ترقية كبيرة.

رؤية الخادم اليوم—وكامو، التي تشاركه نفس الملمس—أثارت فكرة.

كان بإمكانه إعطاء الوعي قشرة خارجية واقية، مما يسمح لهم بالتحرك خارجيًا.

حتى بدون أجسام، بدون مانا، وعاجزين عن إلقاء التعاويذ، لا يزال بإمكانهم القتال كأجسام روحية بحتة، تمامًا مثل الأفواه والأيدي في التابوت الحديدي الأسود.

خاصة الآن بعد أن طور بالفعل “تسليح الروح”—كان قد جهز آن بأرجل عنكبوت مصنوعة من شظايا الروح، وكانت تلك بمثابة أسلحتها.

بدون عبء الجثة، يمكنها الاحتفاظ بخفة الجسم الروحي.

كان أسلوب قتالها سيعتمد على الكمائن.

لم يبدُ ذلك مشرفًا جدًا، لكن البقاء هو كل ما يهم.

راقب بعض الوعي الأذكى ما كان يفعله سول في تجاربه، وسرعان ما أدركوا ما كان يقوم به.

بدأ أغو وموردن على الفور في تقديم اقتراحات.

…

“ابقَ ساكنًا. مم، ليس سيئًا.” استقام غورسا، ابتسامة راضية على وجهه.

اليوم، ولأول مرة، لم يكن يرتدي رداء ساحر أو عباءة تغطي جسده بالكامل.

كان يرتدي قميصًا من الدانتيل الأبيض مع بنطال طويل وأحذية—موضة أصبحت شائعة في السنوات الأخيرة في نيفريت.

أنيق، لكنه محافظ.

ارتدى هكذا لأنه خطط للتسلل خارج البرج الساحر.

[المترجم: ساورون/sauron]

قبل نصف شهر، ضربت موجة أخرى من المد الأسود جدار الأنين.

تدفق فيضان أسود شاهق، ضخم كجبل، على الجدار الأعظم بقوة ساحقة يمكن أن تسحق أي شيء في طريقها.

على الرغم من أنه كان قويًا للغاية بالفعل، إلا أن الجدار عانى من بعض الأضرار.

أخذ المد المنحسر الطوب والحجارة، تاركًا سطحًا محطمًا وجموعًا من السحرة المرعوبين.

لكن اصطدام المد كان مجرد مقدمة للأزمة الحقيقية للمد الأسود.

جدار الأنين—الذي يقوم بحراسته معظم سحرة الرتبة الثالثة الكبار في العالم—واجه قريبًا تفشيًا للتلوث.

بدأت وحوش غريبة، متلوية ومشوهة، في التكاثر على طول الجدران التي ضربها المد.

على الفور، هطلت تعاويذ قاتلة—بعضها مبهر، وأخرى صامتة—على الكائنات.

تم تدمير بعضها بضربة واحدة، تحولت إلى مسحوق وجرفتها الموجة التالية من المد.

كانت أخرى أكثر صلابة وسرعة، لا تزال قادرة على تشكيل تهديد للسحرة الذين يقومون بدوريات فوق جدار الأنين.

في البحر خارج الجدار، تناثرت مجموعات من أبراج السحرة في المحيط كنجوم في سماء الليل.

كانت هذه الأبراج مقدمة في الغالب من عائلة غلير، مما عزز مكانتهم العليا في عالم السحرة.

السحرة المتمركزون في هذه الأبراج—المعروفون بحراس الأبراج—كانوا عادة مقاتلين من الرتبة الثالثة الأقوياء ذوي قدرات بقاء قوية.

لم يشاركوا في معارك الجدار؛ كان لديهم دور أكثر أهمية: إيقاف أو قتل الوحوش الضخمة التي كانت تظهر أحيانًا من أعماق البحر.

لحسن الحظ، كانت هذه الوحوش نادرة—وإلا لم يكن هناك عدد كافٍ من الحراس للصمود في الخط.

كان غورسا واحدًا من حراس الأبراج المتمركزين الأقرب إلى أعماق البحر، وفي المعركة الأخيرة، قاتل بشجاعة وقتل وحشًا ببسالة لا مثيل لها.

للأسف، سقط في البحر الملوث بالمد الأسود أثناء القتال. على الرغم من أنه نقل نفسه بأسرع ما يمكن، إلا أن جسده بالكامل عانى من إصابات تآكلية، مما أجبره على التراجع خلف جدار الأنين للتعافي.

لحسن الحظ، كانت المرحلة الأكثر خطورة من المد الأسود قد مرت بالفعل، وقد أعطاه الساحر من الرتبة الرابعة المشرف على الجدار إجازة رسمية.

بموافقة رسمية، تراجع غورسا إلى إقليم عائلة غلير ودخل في عزلة.

على الأقل، هكذا بدا على السطح.

في الحقيقة، كان قد تهرب بمتدربه هايوود معه.

اليوم، لف هايوود بالكامل بضمادات وردية وغطاه بعباءة بنية محمرة منقوشة بتشكيلات شفاء.

حتى لو رأى أحدهم من خلال الضمادات، لن يروا سوى ضحية إصابة حقيقية تحتها—كان جسد هايوود مغطى بالجروح المفتوحة، وملامح وجهه الخمسة—باستثناء عينيه—أصبحت مجرد خمسة ثقوب.

رجل مصاب حقيقي.

“انظر.” أخرج غورسا مرآة بحجم الكف ورفعها إلى هايوود. “هل تحب اللون الوردي؟”

أراد هايوود أن يقول إنه يحبه، لكنه لم يستطع إخراج الكلمات.

في مثل هذه الأوقات، كان غورسا يفتقد متدربه الصغير حقًا.

لكن المظهر لم يكن مهمًا. كان الغرض الحقيقي من الضمادات الوردية هو إخفاء هالة متدرب من الرتبة الثالثة.

كان هايوود قد فشل مؤخرًا في محاولته ليصبح ساحرًا حقيقيًا وأصبح الآن عديم الفائدة تمامًا.

لكن غورسا أعطاه فرصة أخيرة للبقاء:

سيصبح بديل غورسا.

انفصل ظل عن ظهر غورسا، وتحول بسرعة إلى شكل امرأة نبيلة جميلة.

هايوود، الذي تم سلخه مؤخرًا وأصيب بجروح بالغة، لم يستطع سوى الاستلقاء على كرسي متكئ والترحيب بها بضعف.

“السيدة يورا.”

رؤية هايوود هكذا، ومضت عينا يورا كما لو أن ذكرى أثيرت، لكن الصورة في ذهنها ابتلعها ضباب بسرعة.

لم ترد على تحية هايوود. بدلاً من ذلك، التفتت إلى غورسا، الذي وقف هناك كنبيل متعجرف.

“هل تعافيت من إصاباتك حقًا؟ هل يجب أن تغادر الآن؟ ألم يعطك الساحر موفي ستة أشهر للتعافي؟”

قلب غورسا أصابعه، جاعلاً المرآة تدور بينهما.

“لدي الكثير من الأماكن لزيارتها. فقط ابذلي قصارى جهدك لدعم تمويه هايوود ولا تنكشفي. أوه، وعلمي هايدي كيفية الحفاظ على شكلها.”

زحف ظل آخر من مؤخرة رأس هايوود، على الرغم من أن هذا الظل ظل غير مستقر، كانعكاس على الماء يتموج باستمرار.

كانت هايدي قد تحولت أيضًا إلى مظهر يورا الحالي، على الرغم من أن المواد المستخدمة لم تكن بجودة عالية، مما جعل شكلها غير مستقر.

مما يعني أن يورا لا تستطيع مرافقة غورسا في رحلته هذه المرة.

لكن يورا لم تمانع.

“إلى أين أنت ذاهب…؟” سألت، وجهها خالٍ من التعبير، صوتها مسطح.

“أولاً إلى الجزر الجنوبية لنيفريت،” قال غورسا، دون إخفاء أي شيء. “هناك مادة هناك أهتم بها.”

أوقف المرآة الدوارة. كان الانعكاس الآن يواجهه، يلتقط ضوء التوقع في عينيه.

” ثم، سأقوم برحلة إلى الحدود. هناك شخص صغير هناك يثير اهتمامي أكثر. ”

==

(نهاية الفصل)