525 - الهروب

الفصل 525: الهروب

———-

لم يتبقَ سوى ثلاثة أيام.

لكن أوكيلي لم يكن لديه نية للانتظار حتى اليوم الأخير للهروب.

“هذا، وذاك… وهذا،” في تلك الليلة، لم يكن أمام أوكيلي خيار سوى البدء في تجهيز خطة هروبه مبكرًا. أخبر سول بقائمة من المكونات. “عندما تحضر الجرعات غدًا، تأكد من تخصيص كمية إضافية قليلة من هذه، وسلّمها لي سرًا. سأكون أحضّر جرعة جديدة غدًا ليلاً.”

“غدًا ليلاً؟” تظاهر سول بالتردد. “لكن ربما لن أتمكن من…”

“نفد الوقت. إذا لم تتمكن من إكمال الاختراق القريب من الرتبة الثانية غدًا، فعند الهروب، سأضطر فقط لتحمل المزيد من المخاطر بنفسي.” قال أوكيلي بعجز.

أخفض سول عينيه، يبدو محبطًا بعض الشيء. “إذن… سأترك الأمر كله لك.”

في اليوم التالي، بقيت الساحرة العجوز جالسة في زاوية المختبر، تشرف على الاثنين أثناء عملهما.

بما أن سول كان المشغل الرئيسي للتجربة، لم يكن بإمكان أوكيلي سوى المساعدة هنا وهناك. كانت معظم الجرعات أيضًا من مسؤولية سول لتحضيرها.

باتباع تعليمات أوكيلي من اليوم السابق، أخذ سول كمية إضافية قليلة من كل مادة. لكن عدد المكونات التي احتاجها أوكيلي كان كبيرًا إلى حد ما، مما جعل تصرفات سول لا محالة ملحوظة بعض الشيء. ولم يستطع استخدام وعاء التخزين الخاص به—أي تقلبات سحرية مفاجئة كانت ستلاحظها الساحرة العجوز اليقظة على الفور.

لحسن الحظ، لم تعد الساحرة العجوز تقف خلفهما مباشرة، لذا كان إجراء الحركات الصغيرة أسهل إلى حد ما.

لاحظ سول أن أوكيلي أخذ أيضًا قليلاً من الجرعات التي أكملها سول بالفعل.

تعاون الاثنان، يغطيان على بعضهما البعض، وتمكنا أخيرًا من إخفاء بعض المواد سرًا.

لكن لتسليم المكونات الإضافية إلى أوكيلي، كان على سول أن يميل إليه بشكل متكرر، متظاهرًا بمناقشة التجربة.

بعد مرات كافية، أثار ذلك شكوك الساحرة العجوز بشكل طبيعي.

“عن ماذا تهمسان طوال الوقت؟” رفعت الساحرة العجوز العصا الخشبية في يدها، فكرت للحظة، ثم أنزلتها على ساق أوكيلي.

“ممغ!” تمزق على الفور قطعة من لحم ساق أوكيلي.

كبت صرخته، واحمر وجهه من الجهد.

نظر سول بحذر إلى عصا الساحرة العجوز الخشبية، لكنه أخذ زمام المبادرة ليشرح: “أوكيلي متوتر جدًا. يستمر في ارتكاب أخطاء صغيرة.”

“ممغ!” وسّع أوكيلي عينيه لكنه لم ينطق بكلمة. ازداد احمرار وجهه فقط.

أصدرت الساحرة العجوز همهمة باردة، تجتاح بنظرتها كل من سول وأوكيلي. لكنها لم تستطع معرفة أين أخفى أوكيلي المواد، وبالتالي فشلت في العثور على أي شيء. “لا يهمني ما الذي تخططان له. إذا حاولتما شيئًا مضحكًا، سأسلخكما حيين!”

الآن وقد أصبحا تحت المراقبة الدقيقة، كان على الحيل الصغيرة أن تتوقف بالطبع. لحسن الحظ، كان سول قد سلم بالفعل جميع الجرعات اللازمة إلى أوكيلي، لذا استطاع الاثنان مواصلة التجربة علنًا.

منذ ذلك الحين، وقفت الساحرة العجوز باستمرار بجانب سول، لكنها لم تجد شيئًا مشبوهًا مرة أخرى.

[المترجم: ساورون/sauron]

عندما حان وقت الراحة، لم تكن شكوك الساحرة العجوز السابقة قد هدأت بعد. لم تعد تسمح للاثنين بالبقاء في المختبر طوال الليل، وبدلاً من ذلك أعادتهما إلى الأقفاص الخانقة.

بينما زحف سول إلى القفص الخشبي تحت عيني الساحرة العجوز اليقظتين، نظر بقلق إلى أوكيلي في القفص المجاور.

بدت أوكيلي وكأنه تكور على نفسه من الخوف.

استدار سول ورأى عيني الساحرة العجوز—كمصباحين كهربائيين، نصف مغمضتين وما زالتا مرعبتين.

“إذا استطعت إكمال تجربة التحويل على أوكيلي غدًا،” قالت، “سأستثنيك وآخذك تلميذًا لي. إذا فشلت—ستصبح عبدي!”

لم يكن سول مهتمًا جدًا بأي من الدورين، لكن في الوقت الحالي، لم يستطع سوى مشاهدتها وهي تستدير وتغادر، الأطراف المقطوعة خلفها تتأرجح في نصف دائرة عبر الهواء.

بمجرد أن غادرت، جلس أوكيلي على الفور. “لم تظن حقًا أنها ستجعلك تلميذها، أليس كذلك؟”

“لا.”

“جيد.” ألقى أوكيلي نظرة أخرى في الاتجاه الذي ذهبت إليه الساحرة العجوز، وومضت لمحة من الفرح عبر وجهه. “لم أتوقع أن تقفلنا فعلاً في الأقفاص الليلة.”

بدا سول مرتبكًا. “لقد أقفلتنا مجددًا. لا يمكننا استخدام السحر. لماذا أنت سعيد جدًا؟”

أبقى أوكيلي عينيه على الباب، مبتسمًا. “لأن إقفالنا يعني أنها ليس لديها وقت لمراقبتنا. إما أنها غادرت المنطقة—أو دخلت في تأمل عميق.”

“في كلتا الحالتين، هذا يعني أن لا أحد سيقلقنا لبعض الوقت الليلة!”

جلس أوكيلي على الفور وأخرج الجرعات المخفية من ملابسه ليبدأ بخلطها.

بما أنه لم يكن بإمكانه إحضار معدات المختبر في ملابسه بالضبط، لم يكن أمامه سوى اللجوء إلى الطرق الأكثر بدائية، محضرًا الجرعة على الأرض.

كان هناك سحر ريفي معين في ذلك—كخلط الأرز باليد.

قبل فترة طويلة، شم سول رائحة غريبة تنبعث من أوكيلي.

“انتهى.” رفع أوكيلي يده، مغرفًا بحذر الجرعة اللزجة السوداء التي تشبه الطين، وبدأ بدهنها على قضبان القفص.

تم تغطية التشكيلات المصغرة المرسومة على القضبان الخشبية بسرعة.

راقب سول عن كثب من الجانب.

تلك الجرعة التي تشبه الطين لم تكن فقط تغطي التشكيل—بل كانت تقمع تأثيره دون تدميره.

جذب ذلك انتباه سول.

“لو دمرنا التشكيلات مباشرة، لكانت الساحرة العجوز ستلاحظ على الفور. لكن بهذه الطريقة، لا يوجد إنذار.” أومأ سول، محفظًا تقنية أوكيلي.

بحلول الآن، كان أوكيلي قد غطى جميع التشكيلات السحرية المصغرة، و بدفعة خفيفة، فتح باب القفص وتسلل خارجا.

في هذه المرحلة، كان بإمكانه أن يترك سول وراءه ويهرب بمفرده.

في النهاية، لم يعد سول يبدو ذا قيمة.

لكنه لم يتردد على الإطلاق—ممسكًا ببقية الجرعة، ركض لمساعدة سول على الهروب من قفصه أيضًا.

فاجأ ذلك سول.

[هرمان: ظننت أنه سيهرب بمفرده.]

[آن: هه، أشك أن الأمر بهذه البساطة.]

فتح أوكيلي باب القفص بسرعة ومد يده إلى سول. “أسرع!”

لم يأخذ سول يده، بل انحنى ورأسه وزحف خارجا بمفرده.

في منتصف الطريق، نفد صبر أوكيلي. “أسرع!”

أمسك بذراع سول وسحبه نصف السحب لبقية الطريق.

“تأثير الجرعة—تلك من ‘حساء الحب’—يجب أن يكون قد زال الآن. هل لا تزال تشعر بالدوار؟”

رفع سول يده بتعاون وتفقد. “أنا بخير الآن.”

أومأ أوكيلي. “إذن نتحرك الآن!”

عبس سول. “كيف؟ من المحتمل أن تكون الساحرة العجوز في إحدى الغرف الخارجية.”

“لديها عادة—كلما أقفلتنا، تدخل في تأمل عميق. إذا غادرنا الآن وبقينا منخفضين—نحافظ على قمع مانانا وطاقتنا العقلية—لن تلاحظ. وغدًا يوم كبير، لذا ستود بالتأكيد الراحة جيدًا.”

كانت الساحرة العجوز قد استخدمت هذا القفص لحبس أوكيلي والآخرين لسنوات عديدة، وبالتالي وثقت به تمامًا. من المحتمل أنها لم تتوقع أبدًا أن أوكيلي قد وجد بالفعل طريقة للهروب منذ زمن طويل—كان فقط ينتظر شخصًا للتعاون معه.

“في أسوأ الحالات، لم تدخل في تأمل عميق.” نظر أوكيلي في عيني سول. “عندها يكون وقت الموت أو الحياة. الوصول إلى ما يقرب من الرتبة الثانية كان لهذه اللحظة. تذكر—لا تعلق. إذا كان هناك فتحة، اركض!”

رفع أوكيلي يده ليظهر آخر جزء من الجرعة في كفه.

“التشكيل عند فم الكهف لا يمكنه إيقافنا.”

فكر سول أن خطة أوكيلي لم تكن صلبة بالكامل—لكن بما أنهما خرجا بالفعل من الأقفاص، كان لا بد من تنفيذ خطة غير كاملة.

الشيء الرئيسي كان—لم يعد لدى أوكيلي مزيد من الوقت.

“إذن، هيا بنا.” تردد سول لثانية، ثم سأل، “هل يمكننا إحضار سائقي؟”

شد أوكيلي قبضته وكاد يلوح بها على سول. “من الأفضل أن تقلق بشأن نفسك الآن!”

عمل سول وجهًا مضطربًا وأومأ. “حسنًا إذن.”

==

(نهاية الفصل)