490 - مؤامرة من؟
الفصل 490: مؤامرة من؟
———-
للتتبع مصدر الشبح الأسود المتفحم، غاص شايا وجولي عميقًا تحت الأرض.
في الوقت نفسه، تركا وراءهما علامات سرية مرتبة مسبقًا على السطح، حتى يتمكن سول—الذي سيصل لاحقًا—من تتبع أثرهما.
لكنهما لم يتوقعا أن سول لن يتمكن هذه المرة من اللحاق بهما.
كمبنى سكني، كان شبه خالٍ خلال النهار.
كان الناس في العمل، والأطفال في المدرسة، وأولئك الصغار جدًا كانوا عادة يُرسلون إلى أماكن عمل أولياء أمورهم لرعايتهم المركزية.
كان سول ينوي مراقبة ما ستفعله الفتاة، التي أصبحت الآن شبحًا، بعد ذلك. لذا لم يقمعها على الفور بل تابعها في صمت.
في هذه الأثناء، ذهب موردن إلى غرفة أخرى للتحقيق في سبب ظهور الشبح الأول.
وضع سول ذراعيه متشابكتين، وشاهد الفتاة تميل رأسها للخلف وتشرب إبريقًا كاملاً من الماء من على الطاولة.
لم يتحرك حلقها أثناء الشرب، كما لو أن السائل انتقل مباشرة من فمها إلى معدتها دون أدنى عائق.
بمجرد دخول الماء إلى فمها، بدأ جلد الفتاة ينعم.
بدأ جسدها المجفف ينتفخ، عائدًا تدريجيًا إلى شكل إنساني طبيعي.
لكن جلدها لم يتعافَ.
ظلت يد الفتاة اليسرى متفحمة وما زالت تفتقد جزءًا.
تقلصت الشقوق على وجهها وجسدها قليلاً فقط، لتصبح أقل وضوحًا، لكنها لم تُظهر أي علامات على التعافي الحقيقي.
“إذن، شرب الماء يمكن أن يؤخر تشقق الجلد”، تمتم سول، مواصلاً تتبع إيزي إلى الردهة.
بدت إيزي وكأنها تعرف أين يمكنها أن تجد المزيد من الماء. غادرت الشقة واتجهت مباشرة نحو غرفة الماء في نهاية الردهة.
لكن قبل أن يتمكنا من دخول غرفة الماء، خرج موردن منها بتعبير جاد.
“سيدي، هناك شيء خاطئ هنا. سحري لاستشعار التربة تم حجبه بواسطة الجدران.”
“ما نوع القوة التي تحجبه؟” سأل سول على الفور. “هل هو ملوث؟”
هز موردن رأسه. “لا يبدو كتلوث. يشبه أكثر تأثير ختم ناتج عن سحر.”
عند تلك الكلمات، لم يعد سول يهتم بإيزي، التي كانت لا تزال تمشي ببطء، وذهب مباشرة إلى الجدار الخارجي.
وضع كفه على الجدار، وتسللت خيوط شفافة من تعويذة صيد الروح إلى داخله على الفور.
بعد لحظات، سحب سول يده.
“لقد تم ختم هذا المبنى بأكمله.”
استدار على الفور إلى موردن. “سنعود إلى الطابق العلوي.”
لكن بمجرد وصولهما إلى درج السلم، تسلل غصن سميك—أعرض من خصر إنسان بالغ عادي—من خلف الباب.
“احترس!” تقدم موردن على الفور ورفع يده ليلقي تعويذة.
ارتفعت بلاطات الأرضية أمامهم، مخترقة برماح ترابية حادة.
اصطدم الغصن السميك بالرماح، وتحطم كلاهما عند الاصطدام.
“هل هذا غصن شجرة؟” استشعر موردن السحر القوي المنتشر من الخشب المكسور.
ألقى نظرة متوترة على سول.
لكن سول هز رأسه.
لم تحذر يوميات ساحر ميت من هذا الغصن. علاوة على ذلك، كان يحمل براعم خضراء نضرة—لا شيء يشبه النبات الغريب الذي رأوه في المجاري تحت الأرض.
“التقلبات السحرية مستقرة. هذا ليس وحشًا. إنه تعويذة سحرية.”
[المترجم: ساورون/sauron]
بدأ كف سول يجمع سهم نار.
غصن بهذا الحجم سيكون على الأقل نتاج تعويذة من الرتبة الثالثة. لم يكن لدى موردن القوة السحرية لذلك، وتخصصه—تعويذات الأرض—لم يكن مناسبًا جيدًا لمحاربة سحر نوع النباتات.
لكن تعويذات الرتبة الثالثة تستغرق وقتًا للإلقاء، وقف موردن واقيًا أمام سول دون تردد.
قفز الطحلب الصغير أيضًا، موفرًا لسول وقتًا ثمينًا.
نهض الغصن المكسور الذي تصادم سابقًا مع رمح موردن مرة أخرى، مستعدًا للضرب مجددًا.
لكن في تلك اللحظة، قاطع صوت الطرفين المتوترين.
“الساحر سول!” انزلقت أبواب المصعد فجأة مفتوحة، وخرج الساحر من الرتبة الأولى كينت. “لا حاجة لنا للهجوم بمفردنا.”
في اللحظة التي رأى فيها سول كينت، تذكر شكوك شايا حوله.
تقلّص سهم النار في يد سول لكنه لم يختفِ.
ومع ذلك، انحنى الغصن الضخم على الفور كجرو مطيع عند وصول كينت.
تبعه أربعة سحرة آخرون.
انتشروا عند دخولهم. ذهب أحدهم مباشرة إلى غرفة الماء و، دون تردد، أسر روح إيزي في زجاجة روح بمجرد وصولها إلى الباب.
بدا موردن كما لو أنه يريد قول شيء، لكنه التقط هزة رأس سول الخفية، فأمسك لسانه.
بعد هؤلاء السحرة، سمع سول أيضًا صوت خطوات متزامنة قادمة من درج السلم.
يبدو أن هذا المبنى الطويل قد تم اختراقه بالفعل من قبل العديد من السحرة والمتدربين.
“الساحر كينت، هل يمكنك أن تخبرني ما الذي يحدث بالضبط؟” سأل سول.
كان كينت قد وصل لتوه أمامه، وجهه جاد بنفس القدر. “الساحر سول، هل لاحظت أننا التقطنا مؤخرًا العديد من الأشباح المتشابهة بالجثث المتفحمة؟”
“نعم. الشبح الذي واجهته للتو كان واحدًا منهم. كنت على وشك تتبع سبب تلوثها.”
أومأ كينت موافقًا، ثم أطلق تنهيدة ثقيلة.
“في الواقع، لقد حددنا بالفعل مصدر هذه الأشباح المتفحمة.”
ضاقت عينا سول قليلاً.
واصل كينت، “إنه الساحر شايا.”
تجمد الهواء لجزء من الثانية.
“لماذا تقول ذلك؟”
“استغرقنا وقتًا طويلاً للتحقيق”، قال كينت. “الساحر شايا شخص لا يتوقف عند شيء.”
أخرج بعض الوثائق من ردائه وسلمها إلى سول. “بصرامة، لا يجب أن أكشف عن معلومات القضية قبل أن نلقي القبض عليه. لكنك متدرب الساحر غورسا. أثق أن ولاءك لا يُشكك فيه.”
أخذ سول الوثائق. كانت أسماء وتفاصيل عدة أفراد مكتوبة بوضوح عليها.
“هؤلاء الأشخاص… كلهم سحرة؟”
“نعم. يستهدف شايا على وجه التحديد السحرة المنعزلين الذين يتجنبون التواصل الاجتماعي. يتصرف بجنون العظمة في الأماكن العامة، رافضًا السماح للآخرين بالاقتراب منه، كوسيلة لإخفاء التقلبات غير الطبيعية في طاقاته السحرية والعقلية.”
“لكن الساحر شايا ليس سوى ساحر من الرتبة الأولى”، أجاب سول بعبوس متعجب، متظاهرًا ببعض الحيرة. “إنه جيد في الهروب، لكن في قتال حقيقي…”
تلاشى صوت سول، لكن معناه كان واضحًا.
“بالضبط. يستخدم ضعفه المزعوم في القتال لتضليل الآخرين. راجعنا قائمة السحرة المفقودين مؤخرًا ووجدنا أن العديد منهم كان لديهم اتصال سري مع الساحر شايا قبل اختفائهم. كان يلعب على مخاوفهم، يبالغ في بعض التهديدات، يغريهم إلى فخاخ أعدها مسبقًا، ثم… يستولي على تركاتهم.”
رفع سول يده إلى ذقنه بتفكير. “لقد دعاني الساحر شايا للخروج للتو أيضًا، لكنني صادفت ذلك الشبح، مما أخرني.”
تجعدت حاجبا كينت بشدة، وصرّ على أسنانه. “إذن حاول ملاحقتك أيضًا. ظننت أنه على الأقل سيتردد احترامًا لمعلمك… لكن هذا منطقي. مع معلم عظيم مثل معلمك، يجب أن تحمل مواد سحرية ثمينة. بعد قتل العديد من السحرة الآخرين، ارتفعت معايير شايا—بالطبع سيطمع فيما تجلبه.”
سابقًا، كان سول قد عرض بعض المواد السحرية النادرة مقابل الأشباح وبلورات المانا.
لكنه كان حريصًا على عدم الكشف عن أي شيء ثمين جدًا—خوفًا من جذب الانتباه في مدينة كاوغست.
“إذن لماذا حاصرتم هذا المبنى؟” سأل سول فجأة.
“كنا نتتبع مصدر تلوث الشبح المتفحم واكتشفنا هالة مماثلة داخل هذا المبنى”، أجاب كينت بنبرة جادة. “قلت إن شايا دعاك للخروج، أليس كذلك؟”
“نعم.”
“أعتقد أن سبب ظهور مصدر التلوث هنا كان بسبب دعوة شايا.”
أغلق كينت عينيه على سول.
” كان متأكدًا… أنك لن تعود. ”
==
(نهاية الفصل)
التعليقات على الفصل "490 - مؤامرة من؟"
ربما يعجبك ايضاً
