مذكرات ساحر ميت - 410 - التقدم إلى ساحر حقيقي

الفصل 410: التقدم إلى ساحر حقيقي!

———-

نظر سول وبيني في آن واحد إلى السمكة الشريطية، وكلاهما شعر بموجة من الصدمة المتطابقة.

فهم ما كانت تعنيه بيني—لم يكن الأمر أن السمكة الشريطية أصبحت فجأة طعامًا. بل كانت السمكة الشريطية، التي كانت قد استنفدت طاقتها بوضوح داخل الطبقة البينية، تتحرك الآن مجددًا.

على الرغم من أن السمكة الشريطية كانت قد أوصت بنفسها سابقًا لسول كوجبة لذيذة، كان من الواضح أن عقلها كان مشوشًا ولم تمتلك ذكاءً حقيقيًا.

لكن الآن كانت الأمور مختلفة. حقيقة أنها استجابت في اللحظة التي نطق فيها بكلمات “برج السحرة” أثبتت أن هناك الآن وعيًا حقيقيًا ومستقلًا داخل السمكة الشريطية.

“الطحلب الصغير، أحضر السمكة إلى هنا،” قال سول بعد توقف قصير، مضيفًا، ” ولا تأكلها. ”

امتد الطحلب الصغير بسرعة من مؤخرة عنق سول، طائرًا فوق السمكة الشريطية، وسال لعابه الشفاف.

لم يكن يسيل لعابه على لحم السمكة—بل كان يسيل لعابه على الوعي المجهول المختبئ داخل السمكة الكبيرة.

أخفى الطحلب الصغير أسنانه الحادة بعناية، عض السمكة الشريطية من ذيلها، وسحبها إلى طاولة عمل سول.

السمكة، المعلقة من ذيلها، بدأت ترتجف بعنف أثناء النقل، وقشورها الذهبية تتساقط على الأرض.

استمر سول في العمل بيديه بينما يسأل، “من أنت؟ ما خلفيتك؟ كيف دخلت إلى جسم السمكة الشريطية؟”

كان يشتبه أنه ربما أحضر شظية أخرى من روح من الطبقة البينية، وكان يأمل حتى أن تكون شيئًا مميزًا مثل آن.

“أنا…” فكرت السمكة الشريطية للحظة، ثم أجابت ببعض التصلب، “سيدي الساحر، اسمي هايوود. كنت متدربًا من الرتبة الثالثة في برج السحرة.”

تجمدت يدا سول في منتصف الحركة. رفع نظره مصدومًا، “أنت هايوود؟”

” نعم، سيدي المعلم. ”

السؤال الذي كان سول على وشك طرحه علق في حلقه.

“ماذا دعوتني؟”

ارتجفت السمكة الشريطية مجددًا، “سـ-سيدي المعلم… ألست معلمًا في برج السحرة؟”

قفز سول واقفًا، منخفضًا رأسه لينظر إلى يديه. بدأ جسده العقلي يرتجف، وكانت القوة السحرية تتدفق خلاله بسلاسة غير مسبوقة.

كان يشعر بها—قوته السحرية وطاقته العقلية، اللتين كانتا عادةً منفصلتين، أصبحتا الآن متآلفتين، مكملتين بعضهما بعضًا.

تحرك عقل سول، وألقى على الفور تعويذة درع الروح.

شعر بالطاقة على الدرع—كانت متوازنة ومستقرة. القوة السحرية والقوة العقلية تعملان معًا بانسجام غير مسبوق. نتيجة لذلك، كانت قوة إلقاء التعويذة أقوى بخمس أو ست مرات من ذي قبل!

ولم يكن ذلك حتى بذله لأقصى جهوده!

بعد ذلك، امتدت ذراع سوداء من كف يده.

تعويذة لمس العذاب، التي كانت عادةً مكثفة للسحر، أصبحت أكثر تركيزًا، بينما قلّت القوة السحرية والعقلية المطلوبة قليلاً.

استهلاك أقل، تعاويذ أقوى.

كأنه قد أتقن مهارة التعلم—نصف الجهد، ضعف النتائج.

حرك سول أفكاره، وتراجعت الذراع السوداء على الفور—السحر يُتحكم فيه بحرية.

ثم تحول جسده بالكامل بسرعة إلى شفاف. تلينت ذراعاه وتلويا، متحولتين على الفور إلى ذراعين شبيهتين بالأخطبوط، ثم عادتا على الفور.

“حتى سيطرتي على راتنج الروح أصبحت أكثر بديهية.”

بعد بضع تجارب سريعة أخرى، هز سول رأسه وضحك ضحكة عاجزة ومتهكمة.

“دون أن أدرك، أصبحت ساحرًا حقيقيًا؟ لم ألاحظ حتى؟”

[المترجم: ساورون/sauron]

“أخي سول، لم تلاحظ؟” تمتمت بيني بصوت خافت بجانبه، “ظننت أنك كنت تعلم طوال الوقت، ولم تجعل منه أمرًا كبيرًا، لهذا كنت هادئًا جدًا.”

في رأي بيني، مع القوة العقلية القوية لسول والسحر النقي الوفير، طالما استوعب هدية السحر من نصف الإلف ودمجها تمامًا، يمكنه التقدم إلى ساحر حقيقي.

لن تستغرق العملية بأكملها حتى ثلاثة أشهر.

لذلك عندما لاحظت بيني تقدم سول، تفاجأت قليلاً فقط بمدى سرعة إدراكه لها.

رؤية أن سول لم يُظهر أي فرح على الإطلاق، افترضت بيني أنه كان ببساطة هادئًا بشكل لا يصدق، وكونها الخادمة الأذكى إلى جانبه، كان عليها أيضًا الحفاظ على الهدوء والأناقة.

من كان ليظن أن سول لم يدرك حقًا؟

“لأفكر أنني تقدمت دون أن ألاحظ.” بعد التأكيد، جلس سول مجددًا. “ظننت أن شيئًا عظيمًا ومثيرًا سيحدث.”

“لكن عند التفكير في الأمر… لقد اندمج جهاز تعقبي بالفعل في جسم روحي منذ زمن طويل. أنا بالفعل على دراية بالعملية. كنت بحاجة فقط إلى انتظار نمو قوتي العقلية والسحرية إلى النقطة الصحيحة للتقدم.”

“عادةً، لتصبح ساحرًا حقيقيًا، يجب أن تتقن على الأقل تعويذة واحدة من الرتبة الثالثة، مما يسمح لقوتك العقلية والسحرية بالتفاعل والتردد بشكل صحيح. لكن هذه المرة، بعد امتصاص القوة من تلك العيون وإتقان رون الرؤية، يبدو أنه استبدل الحاجة إلى تعويذة من الرتبة الثالثة، وهذا هو سبب تقدمي دون أن أدرك.”

“حسنًا، ليس أمرًا كبيرًا. نمت قوتي العقلية قليلاً، لم تتغير القوة السحرية، فقط أصبح استخدامي للطاقة أكثر كفاءة بضع مرات… هه هه، كل شيء ضمن التوقعات، هه هه.” على الرغم من أنه فكر هكذا في قلبه، ازدهر وجه سول بابتسامة عريضة.

فكر في السمكة الشريطية التي تدعي أنها هايوود، والتي لا تزال أصولها غير واضحة، فكبح سول حماسته بسرعة وعاد إلى سلوك هادئ.

التقط أدوات التجربة من الطاولة واستمر في العمل على جلد الكبير بايرون الجديد.

الآن، كان الكبير بايرون في حالة وعي مغلق—لن يستعيد الإدراك الخارجي إلا بعد أن يندمج الجلد الجديد مبدئيًا. عندها يمكن لسول أن يخبره بالأخبار السارة.

دون توقف عن عمله، تحدث سول إلى السمكة الشريطية المذهولة تمامًا، “هل أنت هايوود من بعد مئة عام في المستقبل؟”

بعد اندفاع الحماس، أصبح عقله أكثر وضوحًا. تذكر سول أنه أثناء بناء عالمه العقلي، كان قد أدرج هايوود المسن ضمن دائرة طقسه.

ربما كان هذا هو السبب في أنه أحضر هايوود من الطبقة البينية.

“هايوود من بعد مئة عام في المستقبل؟” أمالت السمكة الشريطية المقرمشة رأسها، تتذكر بعناية. تكسرت قطعة من خياشيم السمكة بانقطاع. “لا أتذكر بوضوح حقًا. يبدو أن الكثير من الذكريات اندفعت إلى رأسي ثم تلاشت بسرعة. أعرف فقط أن اسمي هايوود، وكنت متدربًا من الرتبة الثالثة في برج السحرة.”

وضع سول رأس ملك الإلف المعالج على الرف خلفه، قام ببعض التمويه، ثم عاد لمواصلة استجواب السمكة الشريطية.

“إذن، أنت لا تعرفني الآن؟”

هذه المرة، صمتت السمكة الشريطية للحظة قبل أن تقول، “هل يجب أن أعرفك؟”

فكر سول للحظة. هل يمكن أن يكون هايوود الذي أحضره ليس ذلك الموجود في الوهم؟

“إذن، كم من الذاكرة يمكنك تأكيدها؟ أو في ذاكرتك، أي عام هو الآن؟”

“أتذكر أنه يجب أن يكون العام 304 من التقويم القمري الجديد. أوه، وغدًا، من المفترض أن أخضع لتعديل الجسم مع كونغشا وإيفان!”

“تعديل؟ غدًا؟” أُثير فضول سول على الفور.

وفقًا للسمكة الشريطية، كان العام 304 منذ ثلاثة عشر عامًا. في ذلك الوقت، كانت كونغشا لا تزال مراهقة، ربما وصلت للتو إلى متدرب الرتبة الثانية.

أما بالنسبة لإيفان، لم يكن سول على دراية كبيرة به. لكن كان مفاجئًا معرفة أن هايوود، قبل أكثر من عقد من الزمان، كان بالفعل متدربًا من الرتبة الثالثة.

في كل هذه السنوات، مع موهبته، لم يتقدم إلى ساحر حقيقي؟

لاحظ سول فجأة شيئًا غريبًا.

بعد المعلمة مونيكا، لم يسمع عن أي متدرب نجح في التقدم إلى ساحر حقيقي.

بينما كان صحيحًا أن الفرص كانت منخفضة للغاية، أليس من الغريب بعض الشيء أن لا أحد نجح لسنوات عديدة؟

متدربون مثل بيلي وجيرو، الذين كانوا على وشك التقدم، كم سنة ظلوا عالقين في الرتبة الثالثة؟

هل يمكن أن يكون عدم تقدم أحد لفترة طويلة يعني أن تقدمه المفاجئ قد يسبب بعض العواقب غير المقصودة؟

وضع سول السمكة الشريطية أمامه بجدية.

“في ذلك الوقت، هل كنت على وشك التقدم إلى ساحر حقيقي؟”

بدت السمكة الشريطية كما لو أنها تتذكر شيئًا مؤلمًا. تلوى جسدها وتصدع، وقشورها الذهبية تناثرت على الطاولة.

“نعم، نعم! كنت قد رأيت بالفعل أمل التقدم! لو تمكنت من إكمال تعديل الجسم غدًا بنجاح، لكان لدي فرصة كبيرة لأصبح ساحرًا حقيقيًا!”

==

(نهاية الفصل)

==