مدينة الخطيئة - 0 - المقدمة
1 مقدمة.
[ المترجم : شباب! ، قسمت الفصل لقسمين ، أول بارت مقدمة أحداث من التاريخ ، لو عايز تقرأها انتا حر ، لو عايز تفوتها وتعيد قرأتها بعدين أنزل لتحت هتلاقي بداية البارت الثاني ، البارت التاني بيتكلم عن قصة جاتون وإيلينا وإزاي إتقابلوا ، ( إيلينا هي أم بطل القصة ) ] .
موسم الربيع .
لقد كان دائماً موسم يجلب البهجة للعديد من الأجناس ، نسيم يتجاوز القارة والكوكب بأكلمه .
كان لهذا العالم عدد لا يحصى من الكواكب ، والكثير من القارات ، والعديد من الأجناس المختلفة مع مليارات من الكائنات الحية .
قد يكون كل كوكب منهم صغيراً ، لكن في المجموع تجاوزوا بكثير مجموع سكان الكواكب الأخري .
كان العالم معقداً للغاية ، لدرجة أن الآلهة لم تستطع فهم كل ذلك .
كانت الحياة والموت متشابكتين دائماً ، وكانت طاقة النجوم محصورة في حلقة مستمرة من الإنشاء والدمار .
كانت السماوات أيضاً معقدة ، وكان ستاراً من النجوم المتلألئة معلقاً أعلي سماء الليل اللامحدودة ، غافلة عن نظرات من تحتها .
لقد مثلت السماوات بالنسبة للبعض الأمل، قلة منهم رأو فيها السكون المتعالي من العصور القديمة ، بينما رأى آخرون الحركة الطبيعية لقوانين العالم .
لمعظم الناس ، كانت النجوم رموزاً للآلهة .
بالنسبة لبعض الحكماء ، كانوا يمثلون كواكب وقارات والعوالم المتنوعة التي لا حدود لها .
لقد كانت لانهائية ، وتدميرها لم يكن يتوقعه إلا القليل .
سوف يسقطون في النهاية ، غير مرئيين من قبل معظم الكائنات التي سقطت معهم ، غافلين عن فنائهم حتى يدق الموت على أبوابهم .
كان الربيع شائعاً أيضاً ، موجوداً في أي مستوى عشوائي للوجود ومع ذلك ، كان لهذه الكوكب المحددة موسمان فقط : في الربيع نمت كل الأشياء نابضة بالحياة مع عودة الطبيعة إلى الحياة ، وفي الخريف غلف الصمت المميت العالم أثناء دخولهم السبات ، فرضت قوانين العالم البدائية الفصول ، وجعلها تدور كل اثني عشر عاماً .
كان هناك ثلاثة شموس عالياً في السماء ، مع نجوم بيضاء ضخمة تصطف في الأفق .
تداخل إشراق الشمس والنجوم ، مما أدى إلى تقوية بعضها البعض لدرجة أنه يمكن رؤية النجوم بوضوح حتى في النهار .
تماماً مثل حلقة من الأضواء الملونة التي كانت مصدراً لعدد لا يحصى من الأساطير الجميلة في جميع أنحاء العالم .
كانت هناك أكثر من قارة واحدة علي هذا الكوكب .
يتكون غالب الكوكب من مياه المحيط الناقل للحياة ، وكان سدس العالم أرضاً .
من نظر عين الطير الطائر ، كان الكوكب يشع وهجاً بنفسجياً عميقاً ، كان رائعاً وغامضاً .
ستة أقمار تدور حول الكوكب ، على الأقل كان ثلاثة مرئيين في كل ليلة صافية .
لقد تألقوا جميعاً بألوان مختلفة ، كونهم أساس السحر في الحضارة.
تناثرت الجبال والأنهار والبحيرات والغابات في القارة ، مما جعل ألوانها نابضة بالحياة .
ومع ذلك ، كان البنفسج لا يزال هائلاً ، وهو أكبر وأهمها جميعاً .
امتدت سلاسل الجبال المهيبة أكثر من 10.000 كيلومتر ، وقمم أعلى من 10.000 متر ، ومدن مختلفة الأحجام تنتشر في القارة مثل النجوم.
كان أروعها قمة شاهقة .
أعلى القمم ، التي كان ارتفاعها 20.000 متر ، حادة كالشفرة .
تتناثرت فيها أبراج وبيوت كثيرة متناثرة ، متصاعدة متوهجة بلمعان معدني يلوح في الأفق البنفسجي السميك للعالم من حوله .
في وسط هذه المدينة الكبيرة كان هناك برج يبلغ ارتفاعه 3000 متر ، ينبعث منه ضوء بنفسجي من طرفه البنفسجي .
شكل هذا الشكل شريطاً رائعاً حوله.
على قمة هذا البرج وقف رجلاً مهيب .
رجل حسن البنية ، مفاصل ساقيه معكوسة ، وحوافر صلبة .
جلده الأزرق لم يفسد كرامته ، تطاير شعر رأسه على خده وذقنه وأعطي شعوراً بأن لهم حياة خاصة بهم .
كان يرتدي درعاً غريباً ، يملع لمعان المعدن الصلب ، أجزاء معينة من الدرع مثل حامي الكتف ، غطت بالفعل جسده دون ترك أثر فارغ.
كان الرجل عجوزاً ، وقد ترك الزمن علامات عميقة على جلده .
طفت العديد من الأحرف الرونية حول الغرفة التي كان بها .
في البداية يبدو أنها تتحرك بشكل غير منتظم ، ولكن عند التدقيق سيري المرء أن الاحرف الرونية تتبع مدار النجوم .
كان هناك حائط يرتفع أكثر من عشرة أمتار، إذا أقترب شخص من الجدار ، سيري أن الحائط أمامه شفاف تماماً ، مما يمنحه رؤية بانورامية للعالم الخارجي والمدينة الشاهقة على قمة الجبل .
كانت المدينة تبعد أميالاً من موقعه الحالي .
كان الشخص بأمكانه رؤية قوس الأفق الواضح ، وإذا حدق بتمعن بما يكفي ، فسيشعر وكأنه ينظر إلى العالم بأسره .
[ المترجم : شباب القاعة غيرت اسمها وهتكون قاعة السماء ، لأن أسمها الأصلي Overlooking hall
يعني لو هترجم علي أساس الكلمة هيكون أسم القاعة (قاعة تطل علي)].
كانت قاعة السماء مكاناً يحلم به جميع كائنات القارة بالوقوف بها .
كانت القاعة عالية تخترق السماء وأرضاً مقدسة لكامل القارة .
كان أسم هذا البرج كنيسة الشفق …
يومض ضوء في القاعة ليكشف عن شاب حسن البنية .
مشي الشاب إلى الأمام بخطوات كبيرة ، حيث تسببت حوافره في شرر الأرضية المعدنية .
اهتزت القاعة مع كل خطوة ثقيلة قام بها، تسربت قوته التي لم يتم احتواءها حتى من عضلاته مع كل خطوة يخطوها.
اندفع الشاب إلى الرجل العجوز وركع على ركبته .
” شامان! لن يتمكن رجالي من الصمود لفترة طويلة ، يرجى المغادرة في أقرب وقت ممكن! ”
[ المترجم : الشامان هم سحرة دينيون ، الغرض الرئيسي للشامان في أي مكان هو المعالجة وأصل الكلمة مغولي ] .
لم يرد الرجل العجوز ، ولم يتخذ أي إجراء .
حتى أن التجاعيد على وجهه بدت وكأنها تتدلى .
كان لا يزال ينظر إلى العالم الخارجي من خلال الحائط ، كأن لا شيء يمكن أن يصرف انتباهه عن المنظر.
كان وقت الشفق حالياً ، أجمل وقت في العالم حيث أفسح ضجيج وصخب النهار المجال لغروب الشمس البنفسجي الخافت .
حيث تغرب شمسان في وقت واحد وثلاثة أقمار في السماء.
كان الأفق عبارة عن طيف من الألوان يتجاوز ما يمكن للحياة أن تضع عينيه عليه ، مما يعيد الحياة إلى العديد من الأساطير .
ومع ذلك ، بدا أن الشفق هذه المرة يمثل يوم القيامة ، ومضت كرات من الضوء في جميع أنحاء سلسلة الجبال ، حيث أطلقت أعمدة النيران ضباباً كثيفاً غطى السماء ، امتد إلى أبعد ما يمكن للعين المجردة أن تراه.
حلقت نقاط سوداء عديدة في السماء عبر الجبال ، وضربت بعضها البعض في بعض الأحيان .
سقطت بعض هذه الشخصيات على الأرض واشتعلت النيران فيهم .
كانت القاعة ترتجف ، كان الحاجز السحري قادراً على منع الضوضاء ولكن ليس الاهتزاز .
وفجأة احتلت شمس حمراء نصف السماء ، وهرع العديد من الظلال عبر السماء بسهولة تحت ضوءها كما لو كانوا يسيرون على أرض مستوية .
كانت تبدو صغيرة من بعيد ، ولكن عن قرب يلاحظ المرء أن هذه المخلوقات كانت عملاقة مثل المدن ، مع زعانف كبيرة تشبه أشرعة متصلة بأجسادهم ، لقد كانوا مثل وحوش المحيط القديمة العملاقة ، وكان حجمهم لا يمكن تصوره .
كانت هذه الوحوش تتمايل بجسدها لتطلق هجمات نارية تغطي مدن بأكملها .
لم تكن هذه شعلة سحرية ولا ناراً إلهية ، لا تشع تقريباً أي حرارة ولكنها لا تزال قادرة على حرق أي شيء تلمسه .
كان من المستحيل تقريباً إخمادها ، مما أدى إلى القضاء على مدينة تلو الأخرى .
توالت صرخات الأغنام القاتمة والبائسة .
يمكن أن تحول هذه النار الأشياء الجامدة إلى رماد ، ومع ذلك فإن الكائنات الحية ستشعل النار لفترة طويلة ، مما يؤدي إلى موت بطيء مؤلم مليء بالألم .
ظهرت مجموعة أخرى من السحب الحمراء في السماء ، وصل وحش قديم آخر .
ارتفعت عدة ظلال من الجبل واندفعت نحوه ، لكن كلا من الشاب والرجل العجوز عرفوا أن المقاتلين الشجعان من عشيرتهم كانوا يضحون بحياتهم في هذه المعركة ، ضد عدو لم يسبق له مثيل .
كانت ضرباتهم شجاعة وشرسة ، لكنها في النهاية غير فعالة ، لقد احترقت العديد من الشخصيات الشجاعة بالفعل قبل أن تقترب من الوحوش وسقطت من السماء .
تم إطلاق ألسنة من اللهب ، متبوعة بمسامير من الجليد وصواعق من البرق من قبل المحاربين علي الأرض .
الأشخاص الذين يمكنهم الهجوم من مثل هذه المسافات البعيدة هم كائنات معروفة في كامل القارة .
وحتى لو بدت التعويذات صغيرة ، فإن لديهم القوة لتسطيح سلسلة جبال بأكملها ، بدت التعاويذ بسيطة من مسافة بعيدة ، ولكن بأسماء مثل عواء آزورا و فويد سمايت و بيندز الحارقة و نفس التنين ، كان كل واحد منهم رائعاً بشكل مذهل.
ومع ذلك ، حتى هذه القوة كانت عديمة الفائدة ضد هذه الوحوش ، حيث كانت تخدش أجسادهم كبضع غيوم سحاب دون إلحاق أي ضرر .
كان الشاب لا يزال راكعاً على الأرض ، لكنه أيضاً رفع رأسه لينظر إلى نهاية العالم الصامتة في الخارج .
لقد شعر بقوة هذا العدو ، بعد أن كان من بين المحاربين الشجعان الذين كانوا يندفعون في السماء ولكن قبل لحظات قليلة نجا فقط بسبب قوته غير العادية .
وأتى إلى القاعة بدلاً من الاستمرار في القتال ، لم يكن يفتقر إلى الشجاعة للقتال حتى الموت ، ولكن كان عليه أن يتحمل مسؤولية أكبر .
عندما تحدث مرة أخرى ، حملت لهجته أثرا خافتاً لليأس ” شامان ، أقوى مقاتلينا لا يستطيعون إلحاق أي ضرر بهذه المخلوقات ، حتى تعاويذ السحراء الأسطوريين والمسؤولين الإلهيين لا فائدة منها حتى قوة الآلهة لا تساعد ، هجماتنا مثل لدغات النمل لقد تخلت عنا الآلهة! “.
“لا تقلق ، لا يزال لدينا الوحش الإلهي ” قال الشامان ببطء .
“لكن” الشاب توقف في منتصف الجملة ، استدار لينظر إلى السماء مرة أخرى .
ارتجفت الأرض كما نهض تنين فضي من سلسلة جبال بعيدة ، وحش رشيق أضاء الجبال المحيطة بهيئته ، كان هذا المخلوق الجميل وحشاً إلهياً في ذروة شكلها ، حارس هذا الكوكب ، كان تنين الصقيع ، سيرا! .
انتشر هدير التنين الذي هزم العديد من الغزوات الأخرى في التاريخ .
اخترق حتى قاعة السماء المنعزلة.
إندفعت وطارت نحو ظهر العدو ، مهاجمة بمخالبها ، وقرونها ، ونفس التنين .
كانت هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها العدو منذ بداية المعركة.
سقط أول ضحية للعدو على الأرض وسط محيط من الهتافات من جميع أنحاء القارة .
” لكننا نملك سيرا واحدة فقط ”
قال الفتى الشاب وهو واثق جداً من أنه انه لا يمكن أن تهزم سيرا هذا العدو القوي بمفردها .
تنهد الشامان …
كان هذا الشاب هو الأكثر موهبة في العقد الماضي ، وقوته وصلت بالفعل إلى ذروة أسطورية ، لقد كان الوحيد الذي كان قادراً على النجاة من قتال مع هؤلاء الأعداء المروعين ، لذلك لن يكون حكمه خاطئاً .
تعمقت التجاعيد على جسد الشامان ، وكأنه قد تقدم في السن لعقود في لحظة .
هز رأسه وتنهد بشدة ، مما تسبب في سقوط بعض الشعر وتحويله إلى رماد قبل أن تلمس الأرض .
ظهر عمود من الضوء الرمادي الباهت في الأفق ، يربط الأرض بالسماء حيث قضي علي سيعل ، كان تنين الصقيع محاصراً داخل عمود الضوء ، ويكافح من أجل الخروج من قبضته .
لكنها عوت من الألم ، حيث تحطم جناحيها بسرعة ، وتفتت جسدها إلى رماد ، كل ما تبقى من هذا الكائن الرائع كان رملاً فضياً .
“لنذهب ، شامان ، لا يزال لدينا الوقت ، يمكنني فتح ممر لكوكب أخر بقوتي ، طالما أنك لا تزال على قيد الحياة ، فإن أسطورة كنيسة الشفق ستعيش! ” حتى الآن كان لدى الشباب قرار في صوته .
لم يذكر أن فتح بوابة لكوكب أخر يتطلب حياته ، روحه ذاتها .
كان يعلم أن هذا كان الأمل الأخير لهذا العالم .
ظهر مجلد برونزي فجأة في يد الشامان ، بدا ثقيلاً وقديماً ، ملأت القاعة بهالة قديمة ، تحمل تاريخ الكوكب لمليارات السنين الماضية .
“كتاب الخلود!” أضاءت عينا الفتى بالأمل ، لقد كاد أن ينسى أن الشامان لا يزال لديه سلاح إلهي في متناول يديه .
حافظ الشامان على هدوئه وهو يقلب الكتاب .
ظهرت صورة في الصفحة الأولى ، مشهد سيرا تكافح داخل عمود الضوء الرمادي ، كان هذا علي المخطوطات الصفراء الباهتة ، تسبب المشهد في ارتعاش قلوب من يرونها ، كما لو كانت تصور يأساً لا يوصف .
عرف الصبي خواص كتاب الخلود ، لقد ألقى نظرة خاطفة على الصورة فقط قبل أن يركز انتباهه على يد الشامان ، على أمل أن ينتقل إلى الصفحة التالية .
بعد قليل قلب الشامان الصفحة بصمت ، وكشفت ما وراءها .
لكن لم تكن هناك فصول جديدة بعد سقوط الحامي ، سيرا .
نظر الصبي إلى الكتاب في حالة ذهول ، أصبح عقله فارغاً .
اشتعلت النيران …
كانت بوادر نهاية العالم خارج القاعة ، مما تسبب في ظهور المزيد من أعمدة الضوء التي أشعلت النار في الكوكب بأكملها .
هكذا انتهى العصر السادس.
كانت تلك هي النهاية .
.
.
.
.
.
.
.
[ المترجم : بارت 2 ]
.
.
.
.
.
.
.
.
الربيع ..
لقد كان دائماً موسم يجلب البهجة للعديد من الأجناس ، نسيم يتجاوز القارة والكوكب بأكلمه .
وكان هذا الموسم الاكثر جمالاً بالنسبة لقارة نورلاند ، أرض جميلة وخصبة بشكل مذهل وشاسعة بشكل لا يصدق مليئة بالغموض .
كانت غابة إيفرنتر جوهرة جميلة في قارة نورلاند .
لم تكن الأكبر أو الأجمل في القارة ، لكنها كانت لا تزال أكبر مما تبدو عليه ، وكانت هناك شائعات منتشرة بأنها أخفت عدة مدن ومملكة الجان الفضي .
كانت الشائعات شائعات ، ومع ذلك ، كان الجان أنفسهم هم السباق الوحيد داخل هذه الغابة .
أي بشر يعبرون منها ، يجب أن يكونوا متحفظين للغاية .
كانت هناك قافلة بها عشرات العربات وأكثر من عشرين حارساً تزحف عبر الأراضي غير البعيدة من غابة إيفرنايت .
كانت الوتيرة البطيئة أمراً نادراً بالنسبة للتجار ، الذين عاشوا وفقاً لمبدأ ، الوقت هو المال .
كان الربيع أجمل موسم في القارة ، موسم رفع الروح المعنوية وجلب الفرح لجميع الأجناس .
تداخل النسيم الدافئ مع رائحة الأزهار الموسمية المختلفة ،مما يبعد هموم المسافرين وتعبهم .
لم تكن القافلة كبيرة جداً ، ولم تكن بضائعهم ثقيلة بشكل خاص .
بدا الحراس كثيرين جداً ، حيث يتكونوز بالكامل من شباب في ذروة تدريبهم ، يرتدون دروعاً أنيقة بأسلحة أنيقة وسروجاً عالية لخيولهم.
كان هذا دليلاً على أنه لا ينبغي العبث معهم ، فهؤلاء الذين لديهم معدات جيدة هم مقاتلون جيدون أيضاً بشكل عام .
لم يكن صاحب الحراس مقتصداً ، حيث قام بتجهيز هؤلاء الشباب بمثل هذه المعدات الجيدة .
كان هذا يعني شيئاً واحداً ، حيث كان المال والسلطة متشابكين في نورلاند يمكن لأولئك ذوي الخبرة أن يروا أن هذه القافلة كانت تحتوي على سلع من غابة إيفرنتر .
لحم وفراء الوحوش الشيطانية والمواد المختلفة والخشب النادر .
كان الرمز الموجود على العربة علامة للأرستقراطيين ، والعلماء .
الأشخاص الذين درسوا سجلات المنازل المختلفة سوف يتعرفون على السمان الثلاثة في المركز .
كان للعائلة التي تدير هذه القافلة 400 عام على الأقل من التاريخ ، وهي قديمة بما يكفي ، وقد حصلت على الجدارة في الحروب الماضية لم تكن مؤثرة للغاية ، لكنها لم تتراجع أيضاً .
يمكن أن يعوض الدرع نفسه عن عدم كفاءة الحراس ، لذا فقد جعل اللصوص الذين يتطلعون إليهم يعيدون التفكير .
الربح من هذه المعركة لن يفوق إراقة الدماء ، والمنطق يملي أن الدرع اللامع سيؤثر على قرارهم أكثر من القدرة الفعلية للحراس .
لم تقابل القافلة أي قطاع طرق بعد في رحلاتها .
تثاءبت فتاة مراهقة من بين المجموعة بصوت عال وهي تنظر حولها بعينين مفعمتين بالحيوية قائلة بملل ” إنه هادئ جداً لماذا لا يوجد قطاع طرق؟ ، هل أصبحوا أكثر ذكاء؟ ” .
كانت ترتدي بذلة باهظة وخفيفة من الدروع ، وشعرها البندقي الجميل مشدود علي شكل ذيل حصان .
كان لديها نظرة براءة طفولية ، ولديها سيفان معلقان على جانب حصانها .
ابتسمت فتاة كبيرة في السن ترتدي أردية عادية عندما سمعت هذا “أولئك الذين ليسوا أذكياء قد تم القضاء عليهم بالفعل أليس كذلك؟ ” .
كانت الفتاة الصغيرة غاضبة إلى حد ما “ألا يوجد قطاع طرق شجعان؟”.
“الشجعان يموتون أسرع” .
هذا الرد تركها عاجزة عن الكلام .
صرخت لفترة من الوقت ثم قالت”لا يمكنني الفوز عليك يا إيلينا” .
كانت الفتاة التي تدعى إيلينا ترتدي أردية بسيطة ، وزي مساعد ساحر .
كان شعرها الداكن يتمايل بحرية خلفها ، ونزلت بضع خصل المنحنى علي وجهها نززلاً إلي صدرها .
لم تكن تبدو رائعة ، لكن جاذبيتها النقية كانت كافية لجذب الانتباه .
من الواضح أن إيلينا كان لديها بعض المودة نحو الفتاة الصغيرة لأنها كانت تريحها ، وترفع معنوياتها مرة أخرى .
توقفت خطى حصان فجأة من خلف القافلة ، انتبه الحراس على الفور .
حتى لو لم تتوقف العربة ، فقد جهزوا أسلحتهم للهجوم ربما كانت هذه هي أراضي فيكونت أنزيكار .
بذل فيكونت أنزيكار جهداً كبيراً للقضاء على قطاع الطرق ، لكن الحراس تم تدريبهم جيداً بما يكفي لعدم الاستخفاف بأي شيء .
دوي صوت مدوي من حوافر الحصان .
عندما خرج الفارس من الدخان الكثيف .
بدا منظرة متعجرفاً إلى حد ما ، رأس شعره فوضوي بعض الشئ ، غطي جسده بقطعة قماش حمراء لم يكن يرتدي أي قميص ، فقط درعه و صدره العضلي العاري الذي غطاه شعر كثيف .
لم يكن معروفاً ما إذا كان الرجل يتباهى أم أنه كان مرتجلاً حقاً .
لكن الحصان الأسود الذي امتطاه كان أيضاً أكبر بكثير من الخيول العادية ، ومن الواضح أنه من سلالة الوحش الشيطاني ، ربما كان رجلاً واحداً يمتطي حصاناً ، لكنه كان يشع بهالة من ألف جندي .
تلاشى الهدوء وجوه الحراس مع اقتراب الرجل منهم .
شددوا قبضتهم على سيوفهم ، حتى أن بعضهم قام بسحبها من غمده .
كانت هذه الأسلحة تتألق بسحر ساحر ، وكل واحدة أغلى من عربة كاملة من جلد الوحش الشيطاني العادي .
رن سيف الفتاة ذات ذيل الحصان وهي تطير وعيناها تلمعان .
نظرت إلي الفارس الذي يقترب “لص ؟!”
“صمتاً!” أوقفت إيلينا الفتاة المتحمسة ، وأشارت إلى حراسها بإفساح الطريق .
أظهر العديد منهم وجوه الفزع ، لكنهم ظلوا صامتين واتبعوا الأوامر.
تجاوزهم الفارس بسرعة البرق .
كان إنساناً وحصاناً .
رفرف شعر إيلينا الطويل الفاتن من الريح .
اندفع الفارس أمامهم لعشرات الأمتار ، لكنه توقف فجأة ودار في مكانه .
صرخ فجأة في اتجاه القافلة “يا جميلة! أنا جاتون! ” .
لقد رحل بمجرد أن صرخ الكلمات ، مما جعله بعيداً .
تركت القافلة في ارتباك .
“إيلينا ، هل كان يحاول مغازلتك؟” قالت الفتاة الصغرى بعد أن أصابها الذهول لفترة .
“كان يتحدث عنك ، تزو” .
“لا ، كان ينظر إليك –” أرادت الفتاة الاستمرار ، لكن زوبعة صغيرة من أطراف أصابع إيلينا ضربت حصانها ، مما دفعها إلى الأمام .
كل ما يمكنها فعله هو الصراخ على مضض .
لم يحدث الكثير بعد هذه الحادثة .
وصلت القافلة إلى النزل الذي حجزوه في مدينة لودفيج ، ويستعدون لقضاء الليلة هناك .
لم تكن مدينة لودفيج ضخمة .
كان لها طريق يربط المدينة بأكملها معاً ، ولم يكن يسكنها سوى بضع مئات من الناس ، ولكن نظراً لموقعها المميز بين أراضي فيكونت أنزيكار و غابة إيفرنتر ، فقد ازدهرت التجارة .
كان هناك عدد لا يحصى من الفنادق في المدينة ، فضلاً عن المتاجر التي تبيع الأسلحة والأدوات السحرية وجلود الوحوش السحرية .
ومع ذلك ، كان الخمر المحلي الأكثر شعبية .
كانت البلدة تنبض بالحياة في المساء ، يحمل النسيم رائحة الطعام والكحول .
كان العشاء وقتاً يمكن فيه للجميع الحصول على قسط من الراحة بعد يوم طويل من العمل ، وشق جميع أعضاء القافلة طريقهم إلى صالة النزل .
كان هذا النزل يستضيف القوافل بـ إستمرار .
لهذا السبب بالذات كان مطعم هذا النزل كبيراً جداً ، لذا لم تشغل مجموعتهم مساحة كبيرة بين المرتزقة والقوافل الأخرى .
كان ثلاثة من الشعراء المتجولين يقدمون عرضاً بالقرب من الحانة ، اثنان منهم يعزفان على الجيتار بينما يعزف الأكبر في الوسط على دجيمبي .
غنى قصيدة عن البطل ألكسندر الأسود ، امتزج صوته الخشن مع الإيقاع القوي للطبل ليضيف إحساساً إلى الموسيقى ، مما يخلق سحراً فريداً للقصة العاطفية التي كان يرويها .
من المحتمل أنه أوضح سبب استمراره في أسر الجمهور ، على الرغم من سماعهم لها أكثر من مرة .
تم إسقاط الكحول في جرة ، ودخل في مجرى الدم واندفع إلى الرأس يبدو أنه جعل إيقاع الطبل أكثر جاذبية ، حتى أنه أثر على إيلينا نفسها .
[ المترجم : djembe أو jembe عبارة عن طبل مغطى بالجلد ، يتم ضبطه على الحبل ويتم العزف عليه بأيد عارية ، أصله من غرب إفريقيا ، طبقاً لأشخاص البامبارا في مالي ، فإن اسم djembe يأتي من قول ( Anke djé، anke bé ) الذي يُترجم إلى (يتجمع الجميع في سلام) ] .
فجأة ، ظهر صوت خطى حصان خارج الباب ، وتوقف عند مدخل النزل .
دخل رجل حسن البنية إلى المكان ، وكان كبيراً جداً لدرجة أنه كان عليه أن ينحني لدخول الباب .
قام بمسح المنطقة بعينيه .
أضاءت عينيه وهو يخطو خطوات كبيرة نحو إيلينا و تزو ، وجلس بجانبهم غافلاً عن الخناجر التي أطلقت عليه من عيون الحراس .
بينما كان جالساً بجانب الفتيات حدق في إيلينا بابتسامة عريضة ، كما لو كان الاثنان هما الوحيدان في العالم ” يا جميلة ، نلتقي مرة أخرى! ، اسمي جاتون! ” .
مع نظرة أكثر وضوحاً له ، بدا الرجل فظا إلى حد ما باستعراض عضلاته الشبيهة بالحديد .
على الرغم من الشارب السميك الذي يشبه الإبرة على وجهه ، إلا أنه كان صغيراً بشكل ملحوظ .
كانت عيناه تشبه اثنين من الأجرام السماوية الزمردية ، وتبدو أكثر حيوية كلما طالت مدة التحديق بها .
كان لدى الرجل ندبة حمراء باهتة تمتد من زاوية عينه إلى الجانب الأيسر من خده ، وهي جديدة إلى حد ما ولكنها لا تدمر مظهره على الإطلاق .
بدلاً من ذلك ، أضافت الندبة قليلاً من الرجولة إليه .
لم يكن الدرع الذي كان يرتديه شيئاً رفيع المستوى ، وكان يعاني بالفعل من بعض الصدأ .
أضاءت عينا تزو وهي تحدق في جاتون ” اللص ؟”
“مغامر” صحح جاتون باتسامة علي وجهه .
“همم ” من الواضح أن تزو كانت محبطة من إجابة جاتون ، لكنها استمرت في السؤال ” لماذا تطاردنا؟” .
ابتسم جاتون وأشار إلى إيلينا ” لأنني أحبها!” .
“آه ” لم تكلف تزو عناء إخفاء خيبة الأمل علي وجهها .
جلست إيلينا بهدوء ، لكن درع الرجل المهترء نبه العديد من حراسها .
كان معظمهم قد أخرج سيوفهم .
تغيرت هالة الحراس في اللحظة التي أخرجوا فيها السيوف من أغمادهم ، حيث أطلقوا أجواء قاتلة و انخفضت درجة الحرارة في المطعم على الفور ، كما هدأ المرتزقة الذين كانوا يصدرون ضوضاء في السابق أثناء نظرهم إلى الضجة .
لقد كانوا يغامرون لفترة طويلة بما يكفي لفهم ما يجري ، على الرغم من أن هؤلاء الحراس ليسوا خبراء ، فقد قتلوا من قبل .
مهاراتهم تجاوزت بكثير مظهرهم الشاب .
رفعت إيلينا حواجبها ونظرت إلى جاتون بعيونها الزرقاء الفاتحة ، ولم تتجنب تحديقه الناري .
استعاد الحراس سيوفهم في اللحظة التي أشارت فيها إليهم ، وجلسوا .
لكنهم ما زالوا يحدقون في جاتون .
حركة واحدة ولن يترددوا في غرز سيوفهم في جسده .
قالت إيلينا ببساطة “أنا لا أحب التشبث الذي لا معنى له ، فلن تحصل على أي شيء من هذا” .
ضحك جاتون ” أنا معجب بك ، وستقع في حبي تم التنبؤ بهذا ” .
“إذن أنت تقول أنك معجب بي بسبب نبوءة؟ ” بقيت إيلينا غير مبالية ، ولم تسأل حتى من أين جاءت النبوءة .
“النصف الثاني كان متنبأ به ، وليس الأول ، أعجبت بك عندما رأيتك ، الأمر بهذه البساطة ”
” كانت نبوءة من؟”
“أنا ”
تنهدت إيلينا في حالة من اليأس ، وكانت لا تزال تشعر بالفضول تجاهه منذ لحظات ، لكنها الآن تكاد تؤكد أنه كان مجرد نذل مثابر آخر.
لكن البراءة في عينيه فاجأتها ، والسبب في عدم السماح لحراسها بالتحرك الآن .
ومع ذلك ، فقد سئمت من هراءه
أصبحت تزو متحمسة مرة أخرى وقاطعتهما “حسناً ، إذا كنت تحب إيلينا ، فيجب عليك إثبات ذلك! ، لماذا لا تشتري لنا مشروباً؟ “.
أخذ جاتون حقيبته قبل أن ترفض إيلينا ، وأخرج جميع عملاته المعدنية على الطاولة .
أشار إلى كل الموجودين وصرخ “يا رئيس! أنا سأدفع ، أعط كل رجل هنا كوباً من العنب – آه لا ، بيرة! “.
لقد رمى الكثير من العملات المعدنية ، لكن معظمها كان نحاسية ، كان هناك القليل من الفضة .
حتي لو كان هناك عملات ذهبية ، هذا لم يكن كافياً حتى لشراء كوب من البيرة ، ناهيك عن مشروب العنب الغالي الثمن حك جاتون رأسه في حرج ، “آه ، بدأت حياتي كمغامر لم أكسب أي شئ بعد ” .
أنطلقت الضحكات في المطعم ، كانت حياة المغامرين الآخرين مملة وخطيرة ، وكان من النادر أن يحصلوا على ترفيه مثل هذا .
من ناحية أخرى ، زاد استياء الحراس .
وبدا أن تزو أصبحت أكثر اهتماماً بجاتون ” أنا أجمل من إيلينا ، ولدي جسم أفضل أيضاً لماذا لا تحبني؟ ” .
كانت مليئة بالطاقة ، ونصف رأس أطول من إيلينا ، منحها تدريبها القتالي جسداً رشيقاً ومغرياً ، ويعتبر عموماً أكثر جاذبية للرجال .
حك جاتون رأسه وأجاب “حسناً ، ليس لدي سبب لأحبها رأيتها وأحببتها ” .
لم تكن تزو لتترك هذا الأمر ” ثم تحدث عن نفسك ، ما الذي يجب أن تعتبره جيداً لإيلينا؟ ” .
“اسمع ، أنا ملكي!” قلب جاتون في جيبه بحثاً عن شعار وأخرجه .
على الرغم من أن الأنماط المتأصلة عليه قد تلاشت بالفعل ، إلا أنه لا يزال من الممكن التعرف عليه كجسم قديم .
ظل الوضع الاجتماعي مهماً طالما كان البشر موجودين في نورلاند ، لأن العديد من الحقوق منحت للأرستقراطيين فقط .
“إذن أين قلعتك؟ كم عدد الذين يعيشون هناك؟ ” سألت تزو .
كانت هذه عوامل تدل على قوة الأرستقراطي .
احمر جاتون خجلاً وتحول وجهه إلي اللون الأحمر وقال ” القلعة الموروثة بيعت قبل بضعة أجيال بالنسبة لي ، لم أحصل بعد على حقوق الوراثة ” .
كانت كلماته لبقة ، لكنهم اعترفوا بأن عائلته فقدت السلطة منذ فترة طويلة ، وربما حتى الأرض .
لقد كان شخصاً بدون ميراث من عائلة من الأرستقراطيين الذين من المحتمل أن يكونوا قد فقدوا أراضيهم .
“ماذا عن الأشياء الأخرى؟”
“أنا مجرد محارب من المستوى 3 لم يجد طريقه في الحياة بعد ” ثنى جاتون ذراعيه العضليتين وصدره الشبيه بالصخور .
للأسف ، لم يثبت ذلك شيئاً عن قدرته ، مهارات المحارب رفيع المستوى لم تقاس بالعضلات فقط .
صرخ تزو بفظاظة “محاربو المستوى 3 ، أليسوا في كل مكان؟ ” .
“أنا مختلف عن المحاربين الآخرين من المستوى 3! ، أنا عبقري ويمكن نقش جسدي بالرونية! ، انظر هنا!” قام جاتون بمد ذراعيه وإزالة حامي ذراعه .
كشف عن وشم حي لثور على ساعده .
لم يكن هذا وشماً بسيطاً ، بل كان عبارة عن وشم رون بقوة سحرية ، لقد كان تكوين تعويذة صغيرة منقوشة في جسده مما عزز قدراته .
أثرت الرونية بشكل كبير على قوة الفرد ، وكانت سلعاً ثمينة للغاية لقوتها وندرتها .
كان من الصعب العثور على واحد من بين المئات لديه وشم منقوش عليه .
“إنها مجرد قوة الثور ، لا شيء تحسد عليه ، أهذه هي العبقرية؟ ” رأى تزو من خلال قدرة رون جاتون على الفور .
يمكن لقوة الثور أن تعزز البراعة الجسدية للمحارب ، ولكنها ليست مميزة للغابة .
ومع ذلك ، بقيت نظرة إيلينا على الوشم على ذراع جاتون ، وقد رفعت حواجبها وغرقت في التفكير.
كان غير منزعج و وضع جاتون حامي ذراعه وقال “ليس لدي المال للحصول على رون أفضل ، لكن انتظر حتى أكتشف الكنوز التي تركها شخص ما وراءه أو أقتل وحشاً رفيع المستوى ، وسأحصل على المال ، انظر إلى جسدي ، يمكنه تحمل قوة أربعة رونيات مختلفة ”
” أجل ، هذه هي العبقرية!” كان تزو راضياً .
بالكاد تم قياس عبقرية الشخص من خلال فئته وعدد الأحرف الرونية التي يمكنه تحملها .
معظمهم لا يستطيعون تحمل سوى واحدة ، لذا فإن شخصاً مثل جاتون يمكن أن يأخذ أربعة كان يعتبر جيداً جداً .
أعطته احصائيات وقدرات أفضل من الناس العاديين في مستواه .
نظراً لعدم وجود صراعات أخرى ، توقف الجميع عن الاهتمام بمحادثاتهم .
تردد صدى صوت الشاعر المتجول عبر المطعم مرة أخرى حيث يكمل الإيقاع الثابت للطبل والكحول القوي بعضهما البعض .
سرعان ما أصبح تزو ودية مع جاتون ، وتبادلوا خبراتهم من مغامراتهم دون توقف أثناء قيامهم بإسقاط الخمور .
في الواقع ، كانت هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها بعيدة عن المنزل .
لكن قصص جاتون الآسرة أبقت تزو مفتونة .
مع مرور الوقت ، ظل الجو في غرفة الطعام رائعاً .
كان هناك صخب وضجيج ، ولكن لم تحدث حوادث .
تقاتل الناس أو تسببوا في المتاعب .
بحلول الوقت الذي تشتت فيه الجميع في وقت متأخر من الليل ، كان من الواضح من ابتسامة النادل أنهم قد شربوا بالفعل الكثير من الخمور باهظة الثمن .
حتي تزو كانت في حالة وهي تمشي ، وكان على إيلينا أن تسند ظهرها .
في صباح اليوم التالي ، استأنف المسافرون رحلتهم كالمعتاد .
بينما كانوا يغادرون الفندق ، فوجئوا برؤية جاتون .
كان مستيقظاً منذ فترة طويلة ، يرتدي أردية ، وكان في الإسطبل يغسل الخيول ، كانت هذه وظيفة لم يقم بها سوى الخدم .
“جاتون ، ماذا تفعل؟ ” نادى تزو بصوت عال .
” لم يكن لدي ما يكفي من المال لدفع الفاتورة أو الإيجار ، لا يمكنني سوي العمل لسداد ديوني! ” .
كان صوت جاتون ناصعاً وواضحاً ، مليئاً بالبهجة .
حتى مع وضعه كأرستقراطي ، لم يشعر بالحرج على الإطلاق لتولي وظيفة خادم ، كانت أفعاله ماهرة ودقيقة ، وسرعان ما كان فرو الخيول يتلألأ تحت يديه .
استطاعت تزو أن تتذكر الآن بشكل غامض أنها دفعت جميع فواتير الخمور الخاصة بـ جاتون في الليلة السابقة.
انفجرت في الضحك عندما تذكرت ذلك ، وتركت جاتون للاستمتاع بعمله.
حركت حصانها وتحركت القافلة بسلاسة .
لكن عندما استدارت ، رأت شخصية طويلة وقوية تلوح لها من الإسطبل .
توجهت القافلة إلى الشمال الشرقي ، تاركة أراضي فيكونت أنزيكار ومرت عبر أراضي إيرل فيرنون قبل دخول مجال إيرل تيودور .
مر نصف شهر دون إزعاج ، ولم يصادفوا أي مجموعة عصابات التي كانت تتعوقعها تزو .
بدلاً من ذلك ، التقوا جاتون مرتين و تبع القافلة في رحلتهم ، وسلى تزو و إيلين بقصص مغامراته ، بينما كان يضايف الجميع بالخمور .
سينتهي به الأمر قسرياً للعمل لمدة 3 إلى 5 أيام في كل مرة لسداد الديون .
كانت المناطق التي كانت القافلة تمر بها آمنة وهادئة إلى حد ما ، لذلك لم يكن هناك فرصة للمغامرين لكسب المال .
تظاهرت تزو بأنها لا تعرف سعة محفظة جاتون ، وشربت حتى سقطت وجعلته يتعامل مع جميع فواتيرها .
” هذه هس عقوبته للتشبث بك دائماً!” ضحكت تزو وغمزت لإيلينا ، تاركة الساحرة بلا خيار سوى هز رأسها في صمت.
واصلت القافلة رحلتها ، وتوقفت عند كل استراحة لتجديد إمدادات الغذاء والمياه .
ومع ذلك ، فإن الإمدادات الموجودة على عربتهم لم تزداد أو تنخفض أبداً منذ المرور بـ غابة إيفرنتر ، ولا تزال نفس البضائع القديمة .
كل بضعة أيام ، سيظهر جاتون .
في كل مرة كانت قعقعة خطوات حصانه تشبه الرعد ، وكان صوت الضحك اللامع يدق في الطريق ، كان الحراس يعرفون أنه انتهى من سداد ديون آخر مرة .
في هذه المرحلة ، شعروا أن شيئاً ما كان مفقوداً ، ريثما ظهر جاتون في وقت متأخر من الليل وعاد الوضع إلي طبيعته .
مر شهران ، وضايف جاتون القافلة بست جولات من الخمور في المجموع .
كان الجميع يعلم أن جاتون كان يعمل بجد كل يوم باستثناء – ..
لا ، ربما لا يوجد استثناء !
في تلك الأيام الستة حتى الحراس الذين كانوا يكرهونه ، نمت مودة رقيقة أتجاهه ، بينما كانت تزو تترك له بكل فرح ولامبالاة كمية كبيرة من فواتير الخمور .
طوال شهرين ، لم تتكلم إيلينا وجاتون أكثر من 20 جملة ، لكن الحماس في عينيه أصبح شيئاً لا يطاق بالنسبة لها .
وهكذا وصلوا إلى أراضي إيرل كايل من التحالف المقدس .
كان التحالف المقدس قوة هائلة في جميع أنحاء نورلاند ، وهو تحالف من الأرستقراطيين الكبار والصغار على حد سواء .
وعلى عكس الإمبراطوريات التقليدية ، كانت العائلة المالكة هي أقوى عائلة في التحالف .
كانت هذه الأرض على بعد حوالي 3000 كيلومتر من المدينة الأسطورية في القارة « فاوست» ، عاصمة التحالف المقدس .
دخلت القافلة بثبات إلى شوارع نوفودور الصغيرة ، وهي جزء من الأراضي التي كانت تابعة لإيرل كايل .
توقفوا طوال الليل في هذه البلدة .
كانت الرحلة هادئة ، ولكن ليس بأكملها ….
عندما كانوا يسيرون في شوارع نوفودور .
رأت القافلة مشهد عشرة أشخاص يندفعون خلص ساحر .
كان الساحر يندفع من زقاق صغير.
كان معظم الأشخاص الذين دخلوا وخرجوا عبر الزقاق من التجار المتجولين ، وسرعان ما أفسح التجار الذين يستخدمون الزقاق بشكل متكرر الطريق أمام الساحر والفرسان .
كان الراكبون ماهرين للغاية ، حيث قاموا بإبعاد خيولهم عن الأشخاص الراكضين .
نظر الساحر إلي الخيول وظهر تعبير عن الدهشة أثناء مروره بالقافلة .
كانت نظرته علي تزو وإيلينا .
كان الرجل النحيف في منتصف العمر ، كان جلده يشبه الخضرة السوداء ، على الأرجح لأن السم من تجارب مختلفة في المختبر قد أثر علي جلده .
على الرغم من أن عيناه كانت تطلق وهجاً غاضباً ، إلا أن نظرته الشريرة لم تفشل في جعل الآخرين يرتجفون بشكل لا إرادي .
كان الرداء الذي يرتديه باهظ الثمن ومعقد بشكل غير عادي ، وهو رداء ملحق بمميزات عديدة ويمكن أن يستخدم الأحرف الرونية السحرية .
كان هذا شيئاً لدي االسحرة الذين كانوا في المستوى التاسع أو أعلي .
سرعان ما عبر الفرسان على الطريق الرئيسي ، لكن العيون القاتمة للساحر تركت انطباعا عميقاً على تلك القافلة ، مما تسبب في جعل الجو كئيباً .
عندما وصلوا إلى النزل المقرر المبيت فيه ، أوقفت إيلينا الحراس وهم يترجلون عن أحصنتهم واستعدوا للدخول ” فلنغادر على الفور!” .
“آه لكن جاتون سوف يلحق بنا اليوم” .
” لنغادر ” كررت إيلينا أمرها .
هذه المرة لم يعترض الحراس ولا تزو .
ركبت حصانها بصمت ، كانت إيلينا شخصاً قليل الكلام ، كررت الأمر مرة واحدة ولم تقدم أي تفسير .
كان الوقت يقترب من الغسق ، وكان أقرب طريق على بعد عشرة كيلومترات .
إذا غادروا نوفودور الآن ، فسينصبون خيامهم في البرية .
لم تعارض تزو قرار إيلينا ، ولم تقم بإجراء مزيد من التحقيقات .
أشارت تزو إلى الحراس للذهاب .
عاد الجميع لركوب خيولهم مرة أخرى ، واستأنفت القافلة رحلتها .
بمجرد خروجهم من نوفودور بدأوا في الإسراع ، حتى أنهم تخلوا عن عدد قليل من الخيول البطيئة في الشوارع أثناء سيرهم .
مع ذلك ، بعد أن قطعوا مسافة 20 كيلومترا ، انزعجوا من دوي صوت ركض أحصنة خلفهم .
أشارت إيلينا إلى تل منخفض على الطريق الجانبي وقالت “غير الاتجاه وأدخلوا تشكيلة الدفاع!” .
ترك الحراس عرباتهم على الفور واندفعوا فوق التل على جيادهم .
نزلوا على الفور ، وسحبوا أسلحتهم .
على الرغم من أن كل من الحراس كان لديه سيف طويل ، إلا أن أكثر من نصفهم رفعوا أقواسهم كسلاح رئيسي .
لم يكن هذا بالتأكيد طبيعياً في فرقة مرتزقة مشتركة .
أغلقت العديد من الخيول نهاية الطريق الرئيسي عليهم ، وهرعت الخيول المكسوة بالدروع من الدخان .
كان الفرسان مجهزين بالسلاح أيضاً ، وكان لكل منهم سيف حديدي يبلغ طوله مترين .
كان هناك حوالي 50 راكباً ، أكثر من نصف قوات النخبة! .
كانوا تابعين لإريل كايل نفسه! ،
كان المئات من الجنود المجهزين بالسلاح يحيط بهم الفرسان النخبة المسلحين ، وفي وسط كل ذلك كان الساحر الذي التقت به القافلة عند الغسق .
كان لا يزال يرتدي ذلك الرداء الباهظ ، ولكن الآن لديه عصا طولها ثلاثة أمتار في يده .
كان رأس العصا مغطى بكريستال مضئ ، بجانب الأنماط الموجودة على الرداء ، جعل ذلك منظره يتألق بشكل غامض .
اشتدت تعابير الحراس مع ظهور الفرسان المسلحين .
عرف أعضاء القافلة بعض فنون الدفاع عن النفس ، وحتى الحراس كانوا محاربين من المستوى الثاني ، لكنهم كانوا جميعاً مسلحين بأسلحة خفيفة ولم يصل عددهم إلى أكثر من 50 شخصاً .
شكلت الأقواس العادية تهديداً محدوداً للفرسان المسلحين ، وفوق كل ذلك كان لخصومهم ميزة! .
مع توقف الساحر عن إخفاء هالته ، يمكن للقافلة أن تلاحظ أنه كان ساحراً عظيماً .
كان على الأقل في المستوى 12! .
حتى الأرستقراطيين رفيعي المستوى مثل إيرل كايل اضطروا إلى التعامل مع مثل هذه القوى بلطف ، لذلك كان على الأرجح يعمل مع شخص أعلى سلطة .
هدأ الجميع على التل واستعدوا للمعركة .
كان أملهم الوحيد الآن أنهم لم يكونوا أهدافاً للفرسان والقوات ، لكن هذا الأمل بدا ضعيفاً .
في شوارع نوفودور .
دقت أصوت أقدام الحصان في شوارع نوفودور مرة أخرى .
ركب جاتون على حصان أسود واندفع عبر الشوارع للتوقف عند الباب الأمامي لأكبر نزل في المدينة .
ومع ذلك ، لم ير عربات الخيول المألوفة للقافلة في الجوار ، وكان الإسطبل أيضاً فارغاً تقريباً ، لم يكن بالداخل أي من الخيول التي عرفها على مدى شهرين من العمل في الاسطبلات.
تجعدت حواجب جاتون السميكة مرة أخرى ، دار الحصان الأسود في مكانه قليلاً ، اندفع جاتون من الشوارع على حصانه مثل الريح .
اختفى حصانه في الليل الهادئ .
لقد أصبح التل بالفعل مكاناً ملئ بالدماء ، والمنحدر غارق في اللون الأحمر ، حيث كانت جثث الخيول والبشر على حد سواء مكدسة فوق بعضها البعض .
ومع ذلك ، لم يتوقف صوت حدوات الخيول على الأرض أبداً ، حيث كان الفرسان المسلحون يقاتلون بضراوة عند سفح التل بينما كانوا يستعدون للضرب مرة أخرى.
دفاعات القافلة لم تتزعزع ، وتسعة منها فقدت بالفعل ، بقي 41 منهم .
ومع ذلك ، تظل معركتهم مخيفة إلى حد ما ، لقد فجرت الضربة الأولى مباشرة عبر دفاعات القافلة ، منهية حياة عشرات الأشخاص من القافلة .
ومع ذلك ، كانت أقواس الحراس غير عادية أيضاً ، حتى سهم واحد قادر على اختراق دروعهم وإحداث أضرار جسيمة .
تم إسقاط أكثر من عشرين من الفرسان المسلحين الذين كانوا من المفترض أن يهيمنوا على الخصوم.
كانت الدروع الخفيفة عديمة الفائدة عملياً أمام الأسهم الحادة .
[ المترجم : المؤلف شكله أهطل ، فوق قايل أن الأسهام متمثلش تهديد للفرسان ، ودلوقتي بيقول أن سهم واحد بس كان عامل تهديد للفرسان ? ]
كانت تزو تلهث بقوة ، وكلتا يديها على سيفها وصوبته للأمام .
كان جسدها منحنيا قليلاً ، محاولا الحفاظ على وضعية جاهزة للضرب في جميع الأوقات ، كانت عيناها مركزة بقوة على الساحر الذي كان على بعد بضع مئات الأمتار .
أنتشر شعاع من الضوء علي سيفها ، وكشف أنه سيف سحري قوي .
على الرغم من أنها لم تكن مبارزة ذات مستوى عال جداً ، إلا أن الفتاة كانت تتمتع بمهارة ممتازة في استخدام السيف وقدرات تدمير مذهلة .
حتى الفارس المجهز جيداً سينقسم إلى قسمين إذا حاول الدفاع ضد هجومها ، وكانت في الواقع هي التي تسببت في نصف الأضرار التي لحقت بهؤلاء الفرسان .
تناثرت النيران والعواصف الرعدية والانفجارات في ساحة المعركة .
كانت إيلينا في خضم معركة شديدة مع الساحر ، حيث كانت تمتلك السيطرة المطلقة لصد هجماته على الرغم من كونها في المستوى 6 .
ومع ذلك ، لا يمكن سد هذا الاختلاف الكبير في القوة ، أصبح وجه إيلينا شاحباً ، وجبينها يتقطر بالعرق .
كانت هذه القافلة غريبة حقاً ، لم يكونوا على مستوى عال .
ولكن قريب من المستوى المتوسط ، أدنى قليلاً من قوات إيرل كايل ، لكن عتادهم ومهاراتهم كانت أفضل بكثير من خصومهم ، لدرجة أنهم تمكنوا من مقاومة هجمات الأعداء لفترة طويلة .
كانت تزو تحاول الحفاظ على طاقتها وعيناها تكشفان عن نيتها في شن هجوم ، لم يكن الهدف مجرد أي شخص .
بدلاً من ذلك ، كان الساحر العظيم! .
نظرياً ، لم تكن تشكل تهديداً للساحر ، مع وجود 40 فارساً مسلحاً في طريقها ومئات الأمتار من المسافة .
لكن الساحر أرتجف فجأة ، حيث شعر بنوع من التهديد غير المعروف .
قام بكشف محيطه على الفور ، حيث اكتشف أنه بين عشرات القتالات .
أن الفتاة قد جهزت قوساً قصيراً متقناً ورائعاً ، كانت صغيرة ، مثل لعبة أطفال ، لكن مجرد وقفتها كانت تشكل أكبر تهديد لحياته .
ابتسم الساحر نحو تزو .
تسببت ابتسامته المخيفة في ارتجافها ، لا تزال يداها ثابتتين ، وأفعالها ماهرة ودقيقة .
تركت السهم يحلق بقوة هائلة من القوس مثل صاعقة برق .
أنطلق نحو جبهة الساحر! .
مسار هذا السهم تحدي مبادئ الطبيعة تماماً ، ولا يمكن تتبعه ، كما لو أنه قفز عبر الفضاء قبل أن يصل إلى وجهته .
اختفت الدروع الواقية على جسم الساحر ببطء .
كانت هذه واحدة من أقوى مهارات الرماة ، كسر السحر! .
عندما غادر السهم القوس ، أطلق تزو نفساً راحة بشكل لا إرادي ، لكن المشهد الذي أمامها جعلها توسع عينيها ، مما تسبب في تصلب جسدها .
واصل الساحر الابتسام بغرابة ، بدا أن الأبخرة من انفجار التعاويذ تتجمع خلفه ، وسحب بصمت سيفاً كبيراً ورماه بقوة نحو السهم .
ضرب السهم السيف وارتد وكأنه مجرد لعبة .
اختفى الدخان ليكشف عن فارس مدرع هائل .
كان الضوء الذي لا يقاوم يتوهج من مفاصل درع الفارس ، وكان الحصان الحربي الذي جلس عليه ضعف حجم الحصان العادي.
لم يكن هناك سرج على الحصان ، ولكن تم نقش الأحرف الرونية المعقدة على فروه .
” فارس الرون !” صرخت تزو ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها عن مثل هذا الرعب .
كان فرسان الرون مثالاً للقوة البشرية .
المحاربون الأقوياء ذو الدروع السحرية المخصصة للقتل .
يكمن المصدر الحقيقي للقوة في الأحرف الرونية المنقوشة عليهم وعلى خيولهم ، لا يمكن تسمية المرء بفارس رون إلا إذا كان بإمكانه التعامل مع خمسة رونيات على الأقل! .
في ساحة المعركة ، يمكن لفارس رون واحد أن يذبح جيشاً كاملاً بسهولة .
كان لديهم مثل هذه السيطرة على تدفق المعركة .
كانت الدفعة الأولى من فرسان الرون منذ قرون كابوساً لأجناس نورلاند الأخرى .
كما أصبح فرسان الرون الذين يمكنهم تحمل هذه الأحرف الرونية ، أكثر الأشخاص المطلوبين في القارة بأكملها .
ولكن يمكن حساب عددهم المتاح بيد واحدة ، لقد تطلب الأمر موهبة كبيرة لتصبح فارس رون .
شعرت تزو بالحيرة من ظهور فارس الرون ، ولكن قبل أن تتمكن من الرد .
أنتشرت موجة من الأوراق الخضراء الداكنة ولفت جسدها .
انبعثت الطاقة السحرية من الأوراق أثناء محاصرتها لجسد تزو .
لم تستطع تزو التحرر بغض النظر عن محاولتها لكسر الأوراق الداكنة المغطاة بالسحر .
“إيلينا!” صرخت تزو ونظرت نحو إيلينا ، وتحول جسدها ببطء إلى جسد شفاف واختفت .
كانت الأوراق أداة سحرية قوية ، ويمكن استخدامها مرة واحدة فقط ، كان هدفهم هو إرسال الهدف إلى موقع محدد في المواقف الخطرة ، وكانت قوتهم شيئاً لا تستطيع تزو مقاومته .
كان بإمكانها أن تراقب فقط خروج المانا من جسد إيلينا ، وتم استنزافها حتى سقطت على الأرض .
[ المترجم : الحتة اللي فاتت عبارة عن أن إيلينا عملت تعويذة عشان تنقل تزو مكان تاني ، بس المؤلف ما شاء الله عليه تنسيق وسرد أحداث خرة علي دماغه ?? ] .
كانت إيلينا تتألم بشدة ورؤيتها أصبحت غير واضحة .
لم تستطع حتى رؤية الحراس القلائل المتبقين .
لقد أثر انفجار السحر الأول عليهم بشدة ، وكان فرسان الخصم المدرعون يستعدون للهجوم مرة أخرى ، إذا هاجموا مجدداً فإن هذا الهجوم سيقضي علي حراس القافلة جميعاً .
أما عن نفسها؟ ، لم تكن تفكر في عواقب الوقوع في أيدي خصومها ، لأنها كانت تعلم أن ذلك لن يحدث .
ظهر خنجر من اليشم في قبضتها ، متمركزاً تجاه قلبها ، لمع النصل بلمعان فضي ، فالرونية المنقوشة بداخلها قادرة على تدمير حياتها وروحها بسرعة كبيرة ، هذا الخنجر سيحولها إلى كومة من الرماد .
كان هناك حاجز أخير متبقي حولها وتعويذة مخزنة في زخرفة كانت ترتديها ، بمجرد أن ينكسر كل شيء ، حياتها ستدمر بالكامل ، لن تترك أي شيء وراءها أبداً لهؤلاء البشر .
أطلق الفرسان المسلحون هجوماً مدوياً ، حجبت كل الضوضاء ، لكن هذه المرة ، التقط نظر إيلينا شخصاً مألوفاً وسط ساحة المعركة .
كان جاتون على جانب ساحة المعركة ، وكان السلوك القوي لفرسان الرون قد تسبب في تقلص عضلاته لا شعورياً ، كان يريد المغادرة ، لكن بمجرد أن رأى حاجز إيلينا .
تغير وجهه ، أصبح شاحباً ، وأمتلأ بياض قزحية عينه بلون الدم .
كان يزأر مثل مجنون ، واندفع نحو فارس الرون .
“فات الأوان لفعل أي شيء الآن ” ضعف وعي إيلينا ، وأمسكت بالخنجر وطعنته في قلبها .
Peng!! .
تعرض معصمها فجأة لضربة قوية ، مما تسبب في ابتعاد الخنجر عن جسدها ، كان الخنجر قد خدش الملابس بالفعل ، وكاد أن يخترق الجلد .
تحركت ذراع ضخمة مليئة بالدماء مثل حجر
وحملت جسد إيلينا .
شعرت أنها تتأرجح صعوداً وهبوطاً ، كما لو كانت تطفو وسط السحب ، كانت الرائحة المألوفة تهدئ أعصابها وتريح حواسها .
أظلمت رؤيتها ، وأغمي عليها في النهاية ، كان آخر ما شعرت به هو إحساس لمس صدرها علي ظهر جسد ذلك الرجل المحترق ، علي الرغم من مظهره ، لكنه كان قوياً مثل الفولاذ .
[ المترجم : متسألونش أزاي كان فيه حاجز حماية وهوة أخترقوا عادي كدا ، شكلها هتكون أيام هباب مع المؤلف دا ?? ] .
لم تعرف إيلينا كم من الوقت مر قبل أن تفتح عينيها ، لكن أول ما رأته كان ظهراً عاريا ببشرة مدبوغة وعضلات مشدودة ، مليئة بالندوب ، لم يكن على الرجل أن ينبهها أو يعرف عن نفسه إليها ، لقد كان جاتون! .
كان رأسها لا يزال مشوشاً ، وجسدها لا قوة له ، تساءلت كيف تمكن محارب من المستوى 3 من إخراجها من ساحة المعركة .
نظرت حولها ولاحظت أنها لم تكن في زنزانة قلعة ، ولكن في كهف .
كافحت للجلوس وشعرت ببرد مفاجئ . نظرت إلي الأسفل .
رؤية صدرها العاري جعلها تدرك أن ثيابها ممزقة تماماً ، حتى الملابس الداخلية كانت ممزقة ، كانت جالسة وكشف مظهرها عن صدرها العاري بالكامل .
لاحظ جاتون الحركة التي كانت وراءه ، في تلك اللحظة ، استدار لرؤية إيلينا .
“أنت! ” صاحت إيلينا بغضب ورفعت يديها إستعداداً لإطلاق موجة من السحر ، ولكن استنزاف المانا الخاصة بها منذ فترة طويلة .
تسبب هذا الفعل في تحول رؤيتها إلي السواد .
كادت أن تفقد الوعي مرة أخرى بسبب الألم الشديد في يديها ، وضعف جسدها عندما سقطت على الأرض .
كان جاتون مذهولاً وسارع للإمساك بها ، وعانقها لدعمها .
كافحت إيلينا بعنف ، ولكن بعد ذلك احتج جاتون “لقد رأيت كل شيء بالفعل ، لذا توقف عن الكفاح ، حسناً؟!” .
حمل صوته قوة غامضة ، وأصبح وعي إيلينا ببطء واعياً .
عندها رأت وجهه المغطى بالدماء ، ولكن ظل وجهه يحمل تعبيراً رقيقاً ، أصيب يسار صدر جاتون فوق قلبه ، وتسبب نضالها في فتح الجروح مرة أخرى ، تدفق الدم منه مثل النافورة .
عندما رأى جاتون اللون يتلاشى من وجه إيلينا ، ضحك قليلاً ” طعنني فارس الرون ، لكنني سأكون بخير ، كنت بحاجة إلى تلقي ضربة للهروب منه ، كان القمر الاسود أصغر وكان لديه ميزة في السرعة ، وهكذا أستطعنا الهروب ” .
توقفت إيلينا عن الحركة ، ولم تكلف نفسها عناء مسح الدم على وجهها .
كان صدرها لا يزال مكشوفاً ، لكنها لم تفكر في ذلك بعد الآن .
ركزت على الجرح علي صدر جاتون ، حتى مع كل الحظ في العالم ، يجب أن يواجه المحارب من المستوى الثالث عواقب إذا حاول الهروب من فارس رون ، من المحتمل أن قلب الرجل قد اخترق ، بناء على عمق الجرح .
“أنت! ….” صاحت إيلينا .
بدا أن جاتون فهم قصدها قبل أن تكمل كلامها ، أمسك بيدها ووضعها على صدره .
شعرت إيلينا بنبض قلب قوي وثابت تحت عضلاته القوية .
“لدي قلبان ، ويمكنني التعافي أسرع من الوحوش ، خسارة قلب لا تعني خسارة أي شيء ” كانت ضحكته لا تزال مشرقة ، مما منح إيلينا سلاماً مفاجئاً ، جعلها تشعر بالأمان .
عندما انحنى جاتون فجأة لتقبيلها ، لم تقاوم .
مع حلول الليل ، طردت النيران في الكهف كل البرودة .
جلس جاتون وإيلينا بجانب النار ، كان أرنب بري يتم شواءه حالياً ، لكن إيلينا لم يكن لديها شهية .
عانقت ركبتيها وأراحت رأسها علي ركبتها .
في ذروة جلستهم الحميمة ، كانت قد دفعت جاتون بعيداً .
من المحتمل أن يكون أي شخص آخر غاضباً ، لكنه تصرف وكأن شيئاً لم يحدث ، بدلاً من ذلك استدار بسعادة لتناول العشاء .
امتلأت عيناه بنعمة وحب بريئين ، ولم تستطع رؤية علامات الكراهية أو الاستياء فيها .
“هل أعجبك؟”.
“بالتاكيد!” .
“لماذا ا؟”.
“بدون سبب”.
قامت إيلينا بفرز أفكارها قبل التحدث مرة أخرى “بالكاد نعرف بعضنا البعض ، أنت لا تفهمني ولا تعرف ماضي ، هل فكرت حتى في سبب تعرضنا لهجوم إيرل كايل؟ ، يجب أن تعرف أن لدي أسرار ” .
”لا يهم أنا آرتشيرون ، وإذا أحببنا شخصاً نحبه ” قال جاتون بشكل عرضي ” ليس هناك كلام أو سبب لذلك”.
“بأي ثمن؟”.
“بالتاكيد”.
“ماذا لو أردتك أن تموت؟”.
“إذا كانت هناك حاجة ، إذن لا بأس ” ابتسم جاتون .
لم تقل إيلينا كثيراً ، بل صمتت.
لم تصدق حقاً كلام الرجل ، لم يكن لديهم فهم كبير لبعضهم البعض ، في الواقع لم يتحدثوا كثيراً .
حتى تزو كانت تعرفه أكثر منها ، لكنه كان على استعداد للموت من أجل حبه؟ .
البشر…
إنهم يقدمون وعوداً طائشة ، لكنهم غير مستعدين أبداً لدعمها .
ومع ذلك ، رأت تدفق الدم الأحمر اللامع من جرح جاتون ، وترددت إيلينا .
ساد الصمت …
استغرق الأمر ما بدا وكأنه أبدية حتى تحدثت إيلينا “هل كل فرد من عائلتك هكذا …..– ” .
“غبي؟ ” سأل جاتون وهو يضحك ” ربما هذا صحيح نحن جميعاً سخفاء عندما نكون صغاراً ، لكن لا بأس أن تكون غبياً ، الشيء الأكثر رعباً هو عدم القدرة على العثور على شخص ما لتكون غبياً من أجله “.
“بيانك غير صالح لكن هذا اللقب ، آرتشيرون ، غريب بعض الشيء هل لك أن تقول لي اسمك؟”
.
“جاتون إشعياء ساتانيستوريا أرتشرون” رفعت إيلينا رأسها بدهشة وحدقت في جاتون .
كانت عيناه لا تزالان مثل أنقى الجواهر وأكثرها كمالاً ، لكن قلبها لم يعد في سلام ، كان الاسم طويلاً بشكل يبعث على السخرية ويصعب نطقه ، لكنها أدركت أن هذا كان تقليداً لتسمية الشياطين .
إذا كان هذا الرجل لديه دم شيطاني حقاً ، فسيكون الاسم وحده قادراً على ربطه بشكل كبير في عدة مشاكل .
ظلت هادئة لبعض الوقت ، قبل أن تقول “ألم تخبرك عائلتك بعدم الكشف عن اسمك بهذه الطريقة؟” .
“هل تقصد اسمي الحقيقي؟” ضحك جاتون.
“قالت لي والدتي في اللحظة التي نضجت فيها ، يجب ألا أخبر أحداً بأسمك ، ولكن إذا اضطررت إلى ذلك ، فيمكن أن يكون شخصاً واحداً فقط “.
لذا فهو يعرف بالفعل….
لم تستطع إيلينا العثور على كلمات مناسبة لوصف هذا الشخص .
شعرت فقط أن هذا الرجل ، وكل ما يتعلق به ، كان سخيفاً للغاية ، لكنه حقيقي جداً .
بطريقة ما ، مثل هذا الشيء الذي لمس قلب المرء موجود بين عوالم الوهم والواقع تماماً كما قال جاتون ، كانت كلماته ميثاقاً صادقاً عن استعداده للموت من أجلها .
إخبارها باسمه الحقيقي كان جيداً مثل وضع حياته في يديها حقاً ، كيف يمكن أن يكون هناك مثل هذا الرجل السخيف؟ .
“ماذا تريد أن تكون إذن؟ هل ستبقى مغامراً؟ ” .
“بالطبع لا! ، سأقوم بإنشاء جيشي الخاص وأقاتل الأجناس الأخرى ، وسأحتل الأراضي ، وأؤسس مملكتي الخاصة! ” قال جاتون بكرامة ، كما لو كان جنرالاً قاد الآلاف من القوات من قبل .
التزمت إيلينا بالصمت ونظرت فقط إلى النار المتدفقة .
بدا وجهها باهتاً ومظلماً على عكس النار الساطعة .
شعرت أن الضيق الخافت في تعابير وجهها خفف وطاف مع الرياح إلي الجانب الآخر من السماء .
غطق الأقمار الثلاثة بهدوء ظلال الليل .
“سأرحل” وقفت إيلينا فجأة .
تفاجأ جاتون ” المغادرة؟ إلى أين؟” .
“حيث من المفترض أن أكون ” لم تتباطأ على الإطلاق ، متجهة مباشرة خارج الكهف.
“في المرة القادمة ، نحن –”.
“لن تكون هناك المرة القادمة! ” صرخت إيلينا وهي تختفي في الليل ، لكن صدى صوتها تردد داخل الكهف.
بقي جاتون هناك ، في حالة من الذهول ولم يطاردها ، لقد فقد قلبه للتو ، لذلك لم يكن لديه القوة للمطاردة خلف ساحرة من المستوى 6 .
علاوة على ذلك ، كانت الفتاة تتمتع بقوى غامضة لا يتمتع بها السحرة العاديون .
جلس جاتون بصمت ، شد شعره وكان صامتاً لبعض الوقت ، قبل أن يضحك بشكل هستيري ” لا بأس فلتصب بالجنون على أي حال …. استسلم للجنون أو مت في الصمت ” .
” من هو اللقيط الذي قال ذلك؟ ” وقف جاتون فجأة وصرخ .
[ المترجم : جاتون بيكلم نفسه ، عنده شخصيتين يمكن ? ] .
تردد صدى ضحكته في كل مكان في الليل الصامت .
ظلت النار مشتعلة ، حيث احترق الأرنب منذ فترة طويلة حتى تحول إلى رماد .
……
لم يتوقف الوقت أبداً ، وخمس سنوات مرت بسرعة بين أصابعهم .
فقدت غابة إيفرنتر سلامها في الربيع السادس ، حيث جلب البشر جيوش و وصلوا إلى أعماق الغابة طبقة تلو الأخرى .
تم تدمير جمال وصفاء الغابة بالقوة الغاشمة والسحر .
اجتاحت النيران المكان ، واحترقت الأشجار على الأرض ، تم إجبار الوحوش السحرية على الهروب من وكرهم ، لأنه حتى أقواهم لم يكن يضاهي البشر .
كانت غابة إيفرنايت منطقة تقليدية لجان القمر الفضي ، قامت أجيال من ملوك الجان بحماية هذه الغابة التي أطلقوا عليها اسم الوطن ، وكانوا سيفعلون أي شيء في وسعهم من أجل أراضيهم .
كان أكبر أعداء الجان هم البشر ، حيث هاجموهم مراراً وتكراراً في جشعهم للحصول على أي موارد يمكنهم الحصول عليها .
لكن الغزو هذه المرة كان مختلفاً عن غزو الماضي ، حيث كان قائد الجيوش عبقرياً غير مسبوق في التخطيط الحربي .
قاد فرقة مكونة من 50 من فرسان الرون التي قضت على مزايا الرماة الأكثر خبرة.
اندلع الصراع بين القبائل ، مما أدى إلى حالة من الفوضى بين القوات.
سقطت القوي واحدة تلو الأخرى ، مات أكثر من نصف ملوك الجان الاثني عشر في المعركة ، وحتى التضحية بأغلبية الجنود .
لم يستطيعوا منع الغزو ، اشتبكت الأسلحة مع اشتعال النيران ، وانتشر العنف في جميع أنحاء غابة إيفرنايت ، حيث اندفع البشر إلى أعماق قصر القمر الفضي .
مع عدم وجود مخرج ، انضم العديد من قبائل القمر الفضي ، وشنوا حرباً شاملة ، ولكن للأسف تم القضاء على الجان .
بعد 1300 عام من الحكم ، سقط الجان في غابة إيفرنايت .
كانت مجموعة صغيرة من الجان تهرب داخل غابة إيفرنايت بدوا وكأنهم واحد مع الغابة ، ولم يتركوا سوى الظلال وراءهم وهم يتنقلون بسرعة بين الخيول الراكضة وصرخات الحرب القاتلة .
التهمت الحرائق الأشجار القديمة لتمهيد الطريق لجبهاتهم ، وتحدثت وجوههم المفزعة عن الكثير من كيف أن ساحة المعركة هذه وحشية .
هذه لم تعد الغابة التي كانوا مألوفين نحوها ، قفزت مجموعات من الفرسان لاعتراضهم من وقت لآخر ، لكنهم استمروا في المضي قدماً .
احترقت شجرة العالم في جحيم مستعر من بعيد ، وألسنة النار ارتفعت إلي نصف السماء .
أحاط الجان بشامان شاب بشكل دفاعي ، ولم يتركوا التكوين إلا عندما حاول العدو اعتراضهم .
لقد وضعوا حياتهم على المحك لحماية السيدة الشابة ، حيث سقط المحاربون الأقوياء واحداً تلو الآخر ، مع استمرار هجوم فرسان الرون بلا هوادة .
عانقت الشامان الأنثى كتاباً ذهبياً سميكاً ، كان كتا إيليثيا! .
هذا هو العنصر الأكثر قداسة عند الجان ، لم تكن أبطأ من الجنود الذين ركضت معهم ، ولن يتمكن المرء من معرفة أنها كانت في الواقع ساحرة من النظرة الأولى ، بعد أن مرت بمعركة بعد معركة ، لم يتبق لها سوى عدد قليل من المحاربين إلى جانبها .
انفتح الطريق أمامهم فجأة ، وظهرت بحيرة هادئة في الأفق .
كانت هذه لؤلؤة غابة إيفرنايت ، بحيرة الهلال ، كان هناك فارس جالساً بهدوء بجوار البحيرة ، وسد طريقهم.
ملأت هالة متوترة الهواء ، مزعجة سلام وهدوء الغابة .
إذا نظر المرء في الماء ، سيجد أن جميع الكائنات الحية قد أوقفت أنشطتها ، وعامت إلى القاع للاختباء .
على الرغم من وجود فارس واحد فقط يمنعهم ، إلا أن مكانته العالية والشاهقة جعلته يبدو وكأنه جبل عظيم .
حتى الحصان الأسود الذي أمتطاه كان أكبر من المعتاد ، وكانت ثيابه سميكة للغاية لدرجة أنه ربما يخيف عامة الناس .
بدا غير منزعج من أي شيء ، فقط ينفث رشقات من الهواء الناري من أنفه بين الحين والآخر .
كان السيف الذي في يديه يبلغ طوله ثلاثة أمتار ، ولا يزال مغطى بالدم الطازج – دم فزم فضي اللون .
توقفت الأنثى ، بينما انطلق المحاربون بجانبها ، وهاجموا الفارس .
كانت هذه معركة لا يمكن أن تنتهي إلا بالموت ، كل ما أرادوا القيام به هو دفع سيوفهم في جسد الفارس .
لقد تجاهلوا الموت القادم في طريقهم ، واندفعوا بقوة .
لكن تردد صدي ضحكة حقيرة من داخل خوذته ، و حرك السيف مثل البرق .
نزل الفارس عن حصانه ، وكان واضحاً أنه ملطخ بدماء الحيوانات .
مشى نحو الشامان وضحك “شامان القمر الجميل والأنيق ، أنت مهم جداً بين ملوك الجان ، هل اعتقدت حقاً أنني سأتركك أنت والكتاب المقدس يفلتان بسهولة؟ ، ستنخفض مكافأتي إلى النصف إذا فعلت ذلك! ، هذه هي المرة الأولى التي أقود فيها مثل هذا الجيش الكبير والقوي ، وبالتأكيد لا يمكنني ترك ذلك يحدث! ” .
حالما انتهى من الكلام ، سقط اثنان من الجان هامدين على الأرض حتى أفضل حراس النخبة من أفراد العائلة المالكة الفضية لم يتمكنوا من تفادي نصل الفارس .
ومع ذلك ، ارتجف الشامان قليلاً ، وسأل في سخط “جاتون ؟!”.
تصلب جسد الفارس مثل تمثال حجري عندما خلع خوذته وكشف عن وجهه .
في الواقع كان هذا هو جاتون ، السنوات الخمس الماضية لم تترك له أثراً سوى النضج والحسم .
أصبح المغامر جنرالاً قاد الآلاف من الجنود ، محققاً أشياء لم يقم بها أي إنسان على الإطلاق في هذا الكوكب .
فقط ، كانت تلك العيون نقية وواضحة كما كانت قبل خمس سنوات .
حدق جاتون في الشامان الأنثى ، وتحول تعبيره إلى تعبير من الفرح العظيم صرخ بصوت عال “إيلينا!” .
وقفت إيلينا أمام جاتون ، وكانت جميلة من آلهة الفمر ، وليس مجرد بشرية بسيطة المظهر .
ومع ذلك ، تمكن جاتون من التعرف على تلك العيون ، لقد فهم المحارب ذو المستوى الثالث تعويذة التحول السرية لجان القمر الفضي .
تلاشت فرحة جاتون ببطء بينما كان يشعر بمرارة ،وقال ببطء ” إذن كنت قزم فضي ، وساحرة القمر التي تقف على القمة ، لقد كنت في الواقع أحد أفراد العائلة المالكة ، فلا عجب أنك كنت قوياً للغاية في التعامل مع السحر كل تلك السنوات الماضية ” .
بقيت نظرته ثابتة على إيلينا لبعض الوقت ، قبل أن يبتسم ببهجة ” جميلة! ، أنت أجمل من أجمل امرأة في مخيلتي ، لكني ما زلت أحبك بشكل أفضل كساحرة بشرية ” .
تلك الضحكة المألوفة جعلت إيلينا تشعر وكأنها كانت في الماضي ، قبل خمس سنوات ماضية ، لكن الكتاب السميك والبارد في يديها أيقظتها من أفكارها .
كان لابد أن يكون شامان إيليثيا نقياً وخالياً من العيوب
رفعت إيلينا كتاي إيليثيا قائلة ببرود “جاتون ، يداك ملطختان بالكثير من دم الجان ، واحد منا فقط يمكنه أن يغادر هنا حياً اليوم ” .
فرك جاتون أنفه بلطف وابتسم بمرارة ” أنت لست متطابقا بالنسبة لي – …. “.
لم يستطع إنهاء كلماته ، لأن إيلينا كانت قد بدأت بالفعل في الهجوم عليه بسرعة ، توهج الكتاب عندما انقلبت صفحة الغلاف .
قام جاتون بتدوير السيف في يديه وهو ينظر إلى الجان الواقفة أمامه ، ثم هاجم ، هجومه السريع بشكل لا يصدق قادر حتي على قتل الشياطين التي تأكل البشر ، ناهيك عن الجان الرقيقين ، كان يمتلك بالفعل مهارة لا يمكن تصورها .
كان الموت يطرق عتبة بابها بالفعل ، لكن إيلينا لم تشعر بذلك ، حتى عندما كانت تتجه نحوه ، كان الشيء الوحيد الذي يدور في ذهنها هو مشاهد لقاءاتها مع جاتون .
“ماذا لو أردت أن تموت؟” سألت هذا أمام النيران الخافتة .
“إذا كانت هناك حاجة ، إذن بالتأكيد” .
مرت خمس سنوات ، ولم يتغير مظهره قليلاً.
لقد أصبح حقاً جنرالاً يقود بضعة آلاف من الجنود ، لكن لماذا يجب توجيه قواته إلى غابة إيفرنايت .
رفعت زوايا شفتي إيلينا فجأة .
كانت أطراف السيف تقترب أكثر فأكثر في عينيها ، لكنها لم تتهرب .
ظهر سيف قصير من الكتاب وأندفع نحو بوحشية نحو صدر جاتون
كانت لا تزال تتذكر تلك الليلة عندما شعرت بنبض قلبه بيديها ، وعرفت مكانة قلبه الثاني .
عرفت إيلينا أن جاتون لن يكون قادراً على تفادي هذه الضربة .
كانت هذه أقوى مهارة في قصر القمر الفضي ، ضوء القمر السري .
بصفتها شامان القمر ، كانت مهارتها في المبارزة أقوى من السحر والتعاويذ المقدسة .
لن يتمكن أي درع من إيقاف هذا السيف .
بمجرد أن باركته إيليثيا نفسها ، لن ينجو حتى فارس رون الذين كانوا مثالاً للبراعة البشرية .
النصل القصير والحاد لم يظهر أي رحمة .
ظهرت صور الجروح العميقة على صدر جاتون في عيون إيلينا قبل خمس سنوات ، فقد قلبه الأول لينقذ حياتها .
الآن ، كان السيف القصير في يدها على وشك أن يخترق الثاني .
لم تكن تنوي مراوغة سيف جاتون على الإطلاق ، ولم تستطع مراوغته أيضاً .
كانت تأمل فقط أن سيفها اخترق قلب جاتون قبل أن يقطع سيفه خصرها .
كان عليها أن تنتقم لأرواح الجان التي فقدت في النيران المستعرة .
‘ دعونا نبقى معاً ، معاً في هذه الغابة ‘ كان ما اعتقدته إيلينا .
اخترق سيف ضوء القمر درع جاتون بلا رحمة ، واخترق صدره وتوغل بعمق في قلبه النابض .
دمرته القوة الهائجة داخل السيف تماماً .
توقف السيف العظيم فجأة .
لقد وصل إلي جلدها ، لكن لم يذهب أبعد من ذلك ، ظلت الأيدي التي تمسك بها ثابتة مثل الجبال .
نظر جاتون إلى إيلينا وكأنه يريد أن يقول شيئا ما ، لكنه لم يعد قادرا على إصدار أي صوت .
ومع ذلك ، كان يبتسم وهو يسقط على الأرض بجانب أسلحته ، في حضن إيلينا ، غرق جسدها في دم جاتون ، مثلما كان الحال قبل خمس سنوات .
كانت إيلينا صامتة كان العالم الذي أمامها ضبابياً ، واندفع الدم الساخن عبر جسدها .
“لا بأس أن تكون غبياً ، الشيء الأكثر ررعباًعبا هو عدم القدرة على العثور على شخص ما لتكون غبياً ” .
الكلمات التي قالها هذا الرجل ذات مرة ملأت رأس إيلينا ، بعد ذلك مباشرة أخبرها باسمه الحقيقي دون تردد.
سقط الكتاب على الأرض ، لفت إيلينا ذراعيها حول جاتون ، وفقد جسده درجة حرارته ببطء بين ذراعيها .
“لا!” عانقته عن كثب وهمست “لن تموت!” .
أمضى جاتون الأيام السبعة التالية بين الحلم والواقع ، عندما فتح عينيه بعد ذلك ، وجد نفسه مستلقياً في كهف .
لم يكن يشعر بأي نبضات قلبه ، لكنه مع ذلك كان على قيد الحياة .
استدار ليجد بعض ملابس الشامان المتناثر عليها بقع دماء جافة
كانت تفوح منها رائحة كريهة ، رائحة الدم ، لكنها لم تكن كافية للتغلب على رائحة المرأة التي أحبها ، عطر حلو خافت يلفه أيضاً .
بقيت الرائحة ، لكنه لم يعد يستطيع رؤية صورة إيلينا الظلية الجميلة .
كانت الأيام القليلة الماضية من الحنان والربيع والحميمية مجرد وهم ، غادرت إيلينا ولم تترك أي أثر في أي مكان .
هذه المرة ، لم يكن هناك حقاً المرة القادمة ….
[ المترجم : أكتر فصل متعب ترجمته ، أخد مني 4 أيام عشان أخلص ترجمته ?? ] .
[ المترجم : بأذن الله الرواية ديه رواية جديدة وواخدة تقييم عالي جداً علي المواقع الأجنبية ولاحظت أنها متروكة وكمان الترجمة لقيتها مش متظبطة ، عشان كدا هبدأها من الأول وترجمة بشرية كاملة ، هترجمها بجانب الروايات الأخري ، وربنا يقدرنا ?] .
معدل التنزيل هيكون كالآتي للروايات كلها :
Swallowed Star » فصلين كل يوم وممكن أكتر
City of sin » فصلين كل يوم
The book eating magician » ثلاث فصول كل يومين
إذا وجدت أي أخطاء يرجى السماح لي بمعرفة ذلك من خلال التعليقات حتى اتمكن من تحسينه في أقرب وقت ممكن.
ترجمة : Sadegyptian