1294 - محادثة
‘لو لم يصطدم هذا المخلوق النصف إله بـلوحة الشيطان الزيتية من تلقاء نفسه، لكن سيتعين علي استدعاء إسقاط السيد العالم التاريخي… آه، أتساءل عما إذا كان يمكن اعتبار ذلك توظيفًا مباشرًا لمساعد على مستوى الملاك…’ بينما تأملت فورس، شربت الجرعة.
بالنسبة لها، كانت الجرعة مثل الماء المثلج الذي يمكن أن يؤذي شخصًا بسبب درجة الحرارة الشديدة. اختفت كل حواسها في المناطق التي مرت بها، ولم يتبق منها سوى أفكارها الساكنة.
كان من المحتم أن يصاب الشخص بالهلوسة في درجات الحرارة شديدة البرودة. في رؤية فورس، ظهرت سماء الليل على الفور. كانت منقطة بعدد لا يحصى من النجوم التي نسجت معًا لتشكل نهرًا يشبه الحلم.
بدأ جسد فورس يعكس أجزاء من الإشعاع النجمي كما لو أنه جاء من جسدها.
شكلت الأجزاء الصغيرة من الإشعاع النجمي النقي اتصالاً غير مرئي مع النجوم المختلفة في سماء الليل. بينما تلألأت الأضواء، التوت وإرتعشت مع زحف مخلوقات شبيهة بالحشرات خارج جسم فورس. لقد أرادوا البحث عن ملجأ في درب التبانة المتكونة من مجموعة من قطع الماس المرصعة.
كان كل منها يحمل جزءًا من جسده ووعيه، كما لو أنهم تجسيدات لا يمكن السيطرة عليها.
سرعان ما أصبحت أفكار فورس فوضية، وسقطت في ارتباك. لم تستطع السيطرة على الرغبة في الانفصال عن نفسها.
في تلك اللحظة، شعرت بشيء وهمي.
لقد كان الختم الذي أكملته باستخدام لوحة الشيطان الزيتية. لقد تم عرضه في العالم الغامض الذي تم إنشاؤه بواسطة الجرعة، مما شكل علامة مجردة ضبابية.
لم تفكر فورس أكثر بينما وسعت غريزيًا جزءًا من وعيها جنبًا إلى جنب مع روحانيتها، وتشابكت مع الرمز المجرد.
لم تكن العلامة منسجمة معها تمامًا، كما لو لم تكن جزءًا منها، لكنها بالكاد تمكنت من الاندماج معها.
فجأة، في ذهن فورس، أصبح الرمز المجرد واضحًا إلى حد ما. كان يتألف من “باب” مرصع برموز غامضة.
أخفى هذا الباب فورس خلفه، مما سمح لها بعزل نفسها عن الكون المحيط.
في الوقت نفسه، على الجانب الآخر من “الباب”، بدا وكأن المخلوق المختوم قد شعر بهالة العدو. باستخدام ألوهيته الخاصة، أحدث تآكل بالباب الوهمي بشدة. تصادف أنه كان قادر على تقليل تأثير الكون على فورس.
بعد الإستمرار لأكثر من العشر ثوانٍ، تلاشت سماء درب التبانة المتألقة ببطء. ثم عاد الإشعاع النجمي إلى جسد فورس مندمجا معها.
في هذه اللحظة، ظهر ظلام عميق أمام فورس. في أعماق الظلام كانت عاصفة دائمة ويومض البرق بها أحيانًا.
في الثانية التالية، سمعت فورس صوتًا مألوفًا. لقد طعن في رأسها مثل المسامير الفولاذية لتحريك مادة دماغها.
تجهمت فورس على الفور. لو لم تكن قد اختبرت مثل هذه الأشياء مرارًا وتكرارًا في الماضي، وكان لديها مستوى معين من المقاومة، بالإضافة إلى حقيقة أنها كانت على مستوى القديس، فمن المحتمل أنها كانت سافقد السيطرة.
بالطبع، يجب أن يكون هناك بعض تأثير “الحظ الجيد” هنا.
بعد بضع ثوانٍ، تمكنت أخيرًا من تهدئة نفسها وسماع صوت ما يصرخ باستخدام التأمل.
كان يطلب المساعدة!
لم تكن جوتون أو الآلفية أو هيرميس القديمة. بدلاً من ذلك، كانت لغة لم تتعامل معها فورس من قبل. ومع ذلك، تمكنت من فهمها في اللحظة التي سمعتها فيها. شعرت أنها كانت المصدر الحقيقي للعديد من اللغات.
‘كان السيد باب يصرخ بجنون طالبًا المساعدة في كل قمر. يا له من عار على ملوك الملائكة… ومع ذلك، حتى لو كان *يطلب* المساعدة، فإنه لا يزال أمرًا مرعبًا لا يمكنني تحمله…’ سخرت فورس بصمت. كانت تفكر فيما إذا كان عليها أن تتظاهر بعدم سماعه وتنتظر حتى تقوم بتكثيف روحانيتها وتستوعب قوى تجاوز مشعوذ الأسرار قبل أن تتحدث مع السيد باب خلال اكتمال القمر التالي، أو تفعل ذلك الآن.
وفجأة توقفت الصيحات من بعيد وصمت المحيط بشكل مميت.
بعد ثانيتين إلى ثلاث ثوانٍ، دخل صوت ضعيف يمكن أن يخترق الأجساد الروحية إلى ذهن فورس.
“لقد استخدمتي خصائص تجاوز عائلة إبراهيم”.
قيلت هذه الجملة بطريقة مسطحة دون أي ارتفاع أو هبوط، لكنها جعلت الأوعية الدموية في جبين فورس تدق. أصبحت عيناها حمراء كالدم بينما أصبح جسدها متلألئًا.
كادت تفقد السيطرة على نفسها.
“من أنت؟” تأقلمت فورس وسألت عمدا.
قال الصوت الذي بدا وكأنه يغريها لفقدان السيطرة بصوت منخفض مبتسم، “يمكنك مناداتي بالسيد باب.”
“يجب أن تكوني مألوفة معي”.
أشار ملك الملائكة من الحقبة الرابعع مباشرةً إلى أنه قد كان لفورس علاقة معينة *به*. كانت تسمع هتافات القمر الكامل.
‘…سأكتبك في رواية!’ عضت فورس على أسنانها سراً وسألته “السيد باب المحترم، هل أنت سلف عائلة إبراهيم، صاحب السعادة بيثيل؟”
عاد الصوت الذي عبر حواجز لا حصر لها إلى استواءه.
“نعم.”
“إذن، هل تعلم أن صراخك من أجل المساعدة قد تسبب في وقوع عائلة إبراهيم بأكملها في شرك لعنة استمرت لأكثر من ألف عام؟ من المستحيل أن يصبح أي شخص مسافرًا أو حتى كاتبًا؟ غالبًا ما يفقدون السيطرة أثناء التقدم أو ليلة اكتمال القمر”. شعرت فورس أنها لن تستطيع التحدث إلى السيد باب لفترة طويلة. وإلا فإن ميلها لفقدان السيطرة سيصبح بدون رجعة فيه. لقد طرحت مباشرةً السؤال الذي كانت عائلة براهيم مهتمين به أكثر.
صمت السيد باب لمدة ثانيتين قبل أن يقول: “لم يعد لديهم مشعوذي أسرار أو أنصاف آلهة؟”
“ليس هناك أي منهم بعد حرب الأباطرة الأربعة. واللعنة التي جلبتها جعلت من المستحيل عليهم التقدم إلى النصف إله. إذا استطعت التوقف عن الصراخ طلبًا للمساعدة لمدة عشر سنوات، فقد يولد نصف إله جديد لإبراهيم. هذا سيساعد كثيرا في هروبك،” إقترحت فورس بصدق.
تنهد السيد باب وقال “لقد تم نفي إلى ظلام أبدي، وأعاني من صد العاصفة الدائمة. ليس لدي أي وسيلة لمعرفة ما يحدث في العالم الحقيقي، ولم أتوقع أنه لا يوجد نصف إله واحد باقي في عائلة إبراهيم بأكملها”.
‘أكاذيب…’ الشخص الذي توصل إلى هذا الاستنتاج بهدوء لم يكن فورس، بل كلاين، الذي استوعب بطاقة الأحمق وهو يحمل عصا النجوم أثناء جلوسه في قلعة صفيرة. لقد كان يراقب عن كثب النجم القرمزي المقابل.
لقد تذكر أن الإمبراطور ذكر في مذكراته أنه قد كان للسيد باب فهم معين للواقع. وبدا و*كأنه* قادر على استخدام التغييرات التي أحدثها القمر الكامل لرؤية الوضع خارج الختم.
بعد التنهد، تابع السيد باب، “علاوةً على ذلك، لا يمكنني التحكم في صرخات المساعدة أثناء اكتمال القمر.”
“لماذا؟” سألت فورس في مفاجأة.
قال السيد باب بصوت أثيري، “أنتِ بالفعل نصف إله، لذا يجب أن تعلمي جيدًا أنه كلما ارتفع التسلسل، زاد خطر الإصابة بالجنون.”
“الملاك العادي، حتى أولئك الذين يستطيعون المشي على الأرض بحرية والقيام بما يحلو لهم، دون الحاجة إلى خوض أي معارك إضافية، يمكن أيضًا أن يتأثروا تدريجيًا بخصائص التجاوز ويصبحوا أقل شبهاً *بأنفسهم*. وقد يدخلون حالة نصف مجنونة، أنا ملك ملائكة تم نفيه وختمه لأكثر من ألف عام، وليس لدي حتى من أتواصل معه. إن عدم جنوني يعني أنني قوي ومحظوظ بما فيه الكفاية.”
“في كل قمر، يزداد الجنون بداخلي. لا يمكنني التحكم فيه ولا يمكنني إلا طلب المساعدة باستمرار.”
‘هكذا هو الأمر… إذا كنت محتجزة على هذا النحو، فقد أصاب بالجنون في غضون بضعة أشهر… آه، إذا وفرت لي المشروبات الكحولية والصحف والمجلات وجميع أنواع الكتب والمأكولات الشهية المختلفة، فيمكنني الاستمرار لسنة- لا، نصف عام…’ أومئت فورس في إستنارة وسألت بطريقة روتينية، “هل هناك شيء يمكنني أن أفعله من أجلك؟ كيف يمكن لعائلة إبراهيم أن يبددوا اللعنة؟”
صمت السيد باب لبضع ثوانٍ قبل أن يقول “يقوموا بإنشاء طقس ويساعدوني على الهروب. وبهذه الطريقة، ستختفي اللعنة.”
“هناك طقسان يمكن استخدامهما. أحدهما هو التضحية بثلاثة أنصاف آلهة هم على التوالي من مسار المتنبئ، المبتدئ، والنهاب… والآخر هو استخراج دماء تسعة وتسعين شخصًا على الأقل من عائلة إبراهيم. استخدمها لرسم مثل هذا الرمز… “
أجاب فورس: “…سأقول لهم”.
في الوقت نفسه، أضافت داخليًا، ‘هذا إذا سمح السيد الأحمق بذلك.’
ضحك السيد باب وقال: “إذا تمكنت من الفرار بسبب هذا، فسوف أساعدك في أن تصبحي ملاكًا…”
أصبح صوته أثيرًا وأضعف أكثر، كما لو *أنه* كان يعود ببطء إلى حالته الأصلية مع انتهاء تقدم فورس.
بعد حوالي الثانيتين إلى ثلاث ثوانٍ، لم تستطع فورس سماع الأصوات التي دفعتها ببطء إلى فقدان السيطرة. كما تلاشى الظلام العميق والعواصف المرعبة أمامها.
ومع ذلك، قبل أن يتلاشى المشهد تمامًا، كان بإمكان فورس أن ترى بشكل غامض أنه على أرض شاسعة تتكون من صخور حمراء داكنة، كان هناك مبنى قديم يشبه الهرم قد تم تشييده هناك. وخلف المبنى كان هناك ظلام دامس ونجوم متلألئة. كان الأمر مختلفًا تمامًا عن الكون الذي رأته كمنجم على الأرض.
‘ما هذا؟’ هزت فورس رأسها وسيطرت على أفكارها المتناثرة بينما بدأت في كبح روحانيتها بعناية.
بعد أن اعتادت على حالة مشعوذ الأسرار، اتخذت على الفور وضعية الصلاة وأبلغت السيد الأحمق بتجاربها السابقة دون أن تضيع أي شيء.
بعد القيام بذلك، وضعت فورس لوحة الشيطان الزيتيه جانبا، و”إنتقلت” إلى ميناء بريتز، والتقت بمعلمها دوريان غراي إبراهيم، الذي كان ينتظر في المستودع.
ولما رأى دوريان أن تلميذته قد كانت سليمة وبصحة جيدة، تنهد بإرتياح وقال بأسلوب تقوى، “الشكر للسيد الأحمق على بركاته”.
لقد قام أخيرًا بتدريس مشعوذ أسرار بالتسلسل 4 لم تظهر عليه علامات الخيانة.
بسبب عدم استجابة السيد الأحمق، لم تبلغ فورس معلمتها بمحادثتها مع السيد باب. لقد خططت للانتظار حتى اكتمال القمر التالي.
هي أيضا استرخيت وابتسمت.
“ماعدا عن شكر السيد الأحمق، يجب أن أشكرك أيضا معلم.”
…
في القصر القديم فوق الضباب.
لم يكن لدى كلاين أي شكوك حول وصف السيد باب لـ*نفسه* بأنه نصف مجنون. لقد شعر فقط أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الأسرار المخفية في هذه المسألة. على سبيل المثال، لماذا استمر السيد باب في إغراء الإمبراطور روزيل لزيارة القمر؟ لقد كان مكان احتله إله خارجي.
بعد بعض التفكير، أخرج هالة القمر القرمزي والمفتاح الرئيسي من ضباب التاريخ. لقد خطط لإنشاء بيئة اكتمال القمر والاستماع إلى صراخ السيد باب.
تم تأكيد آثار الجمع بينهما منذ فترة طويلة. سمع كلاين بسرعة الصوت الذي بدا وكأنه يخترق روح جسده.
وكان مضمون الصراخ:
“لا تنقذوني… لا تنقذوني…”