لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 757 - كاهن الحصاد
عندما ظهر التائب باينفيل والجمجمة الفضية النقية طفت الرسول الدمية التي ترتدي فستانًا ذهبيًا على الفور بجانبه كما لو أنها تواجه الرسولين الآخرين، وضعت الجمجمة الفضية كيسًا من الخيش على المكتب من فمها وسط الظلام المحيط ثم ثبّتت عينيها الشاحبتين المحترقتين على لوميان.
أسقط التائب باينفيل رسالة مطوية عائدا بصمت إلى عالم الروح مختفيا من الغرفة.
أراد أن ينتهز هذه الفرصة للدردشة مع رسوله حول ماضيه وعلاقته بالخالق الحقيقي ولكن نظرًا للظروف قمع فضوله مركزا على الجمجمة الفضية، إلتقط كيس الخيش الذي يشبه حقيبة الكتب مخرجا قارورة من الألومنيوم ومن خلفه إقتربت منه الرسول الدمية بينما تنظر إليه بفضول، قام بفك القارورة ذات اللون الأبيض الرمادي ليجد بداخلها سائلًا ذهبيًا مليئًا بالرغوة البيضاء – لولا عدم وجود رائحة نكهة لظن أنها بيرة.
“إنها بالفعل جرعة كاهن الحصاد” أخرج قطعة ورق من كيس الخيش مكتوبة بخط فيزاك القديم بقلم السيدة هيلا “يجب أن تُشرب خلال 15 دقيقة وإلا سينتهي بك الأمر مع قارورة كحول يمكن أن تجلب الحصاد”.
نظرًا لأن السيدة هيلا ساعدت في تحديد صحتها ووجود عقد موثق أخرج على الفور 9000 ريزوت ذهبي مع 1000 ريزوت ذهبي قام بتبادلهما سابقا.
“هذه هي الدفعة النهائية” وضع الريزوت الذهبي في كيس الخيش وسلمه إلى الجمجمة المصنوعة من الفضة الخالصة.
عضّت الجمجمة الفضية النقية على كيس الخيش مندمجة مع الظلام المحيط قبل أن تختفي على الفور.
“ما رأيك؟” أدار رأسه بإبتسامة للرسول الدمية.
“سوف أتفوق عليهم في نهاية المطاف!” شخرت الرسول الدمية “سأصبح أول… لا بل ثاني أقوى رسول في هذا العالم!”.
“طموحة للغاية” أجاب لوميان بنصف جدية ونصف مزاح.
لم يتفاجأ من رد الرسول الدمية لأنه يعرف بالفعل عن الطبيعة الخاصة للتائب باينفيل والجمجمة الفضية النقية، ألقت الرسول الدمية كرة داكنة وشفافة تبدو ككرة بلورية ولكنها أثيرية نحو لوميان الذي أمسك بها بسهولة، داخلها طفى خاتم عظمي أسود بوجه شيطان ملتوي من الألم محفور على سطحه تحتوي عيناه على ظلين غامضين.
بعد ترك الرسالة المطوية تسقط على سطح المكتب غادرت الرسول الدمية أيضًا غرفة لوميان.
‘إنها بالفعل قطعة أثرية مختومة مصنوعة من خصائص تجاوز هيسوكا…’ لم يستطع التحقق من تأثيرات القطعة الأثرية على الفور.
قام بتخزين الكرة الشفاف الداكنة والرسالة المطوية أولاًثم بدأ في قراءة الرسالة التي تم إحضارها بواسطة رسوله.
<> وجد أن الرسالة مختصرة للغاية <>.
‘فارس السيوف يحتاج إلى المساعدة…’ أدرك لوميان الموقف.
في حادثة طقوس صلاة البحر طلب المساعدة من حامل بطاقة الأركانا الصغرى الذي عمل تحت قيادة السيدة الناسك وقتها، في ذلك الوقت لم يطلب أي مبلغ ولكنه ذكر أنه ربما سيحتاج إلى القليل من المساعدة إذا ذهب إلى القارة الجنوبية.
‘لحسن الحظ أنا حر نسبيا في الآونة الأخيرة’ وضع لوميان رسالة فارس السيوف بعيدًا.
أعاد الغطاء إلى القارورة البيضاء الرمادية وخرج من الغرفة بينما يحمله في يده.
وقف لوغانو لينظف الأطباق وأدوات المائدة التي تركها لودفيغ وراءه.
“وصلت جرعة كاهن الحصاد الخاصة بك” قال لوميان بهدوء.
تجمد لوغانو مع ظهور علامات الإرتباك على وجهه وبعد بضع ثوان أشار إلى القارورة التي في يد صاحب العمل “تلك؟”.
“نعم تبدو أكثر قابلية للشرب من الجرعات الموجودة في مسار الصياد” ضحك لوميان بينما يهز القارورة “أمامك 10 دقائق لتقرر ما إذا كنت تريد شربها أم لا”.
“10 دقائق؟” صاح لوغانو مذهولا.
“لا بل 8 دقائق” أومأ لوميان “إذا لم تتخذ قرارك خلال 8 دقائق فسوف أجد كلبًا ضالًا في الطابق السفلي أو أقبض على فأر لأطعمه هذه الجرعة”.
“ألا أحتاج إلى الإستعدادا ذهنيًا وجسديًا؟” ظهر الخوف على وجه لوغانو ‘هذا يبدو غير رسمي للغاية أليس كذلك؟ هذه جرعة بعد كل شيء!’.
إذا لم تكن حالته العقلية والجسدية على ما يرام فمن الممكن أن يتحول إلى وحش أو يموت على الفور!.
“لم يتبق سوى 7 دقائق الآن” ذكّر لوميان بإبتسامة “حالتك جيدة كل ما عليك فعله هو الإسترخاء وتذكر أنك مربية لودفيغ وطبيب الأسرة”.
“هل هذا جيد حقًا؟” لا يزال لوغانو غير قادر على تصديق ذلك.
“6 دقائق” قال لوميان ببرود.
‘كيف يمكن أن يمر الوقت بهذه السرعة؟’ تفاجأ لوغانو لكنه أجاب بينما يصر على أسنانه “حسنًا!لكنني بحاجة لشربها تحت أرض ترير”.
“همم؟” رفع لوميان حاجبه.
“أشعر أن الوقوف على الأرض سيساعدني في الحفاظ على حالتي أثناء شرب الجرعة” أوضح لوغانو بسرعة.
“مسار الأرض…” إستدار لوميان حاملا القارورة البيضاء الرمادية مغادرا الغرفة.
“هذه كل مدخراتي 15000 فيرل ذهبي” تبعه لوغانو مخرجا مجموعة من الأوراق النقدية من جيبه “قلت من قبل أنه سيتم تغطية الباقي من قبلك”.
أومأ لوميان برأسه بلا مبالاة وقبل 15000 فيرل ذهبي دون تردد فلا يزال لديه 86000 فيرل ذهبي بما في ذلك عدد قليل من العملات المعدنية والسبائك الذهبية، بمجرد وصوله إلى الشارع توجه مباشرة إلى أقرب مدخل إلى تخت أرض ترير حيث مر بجانبهم كلب ضال ينبح كأنه يهددهم.
“هل تستطيع أن تفهم ما يقوله؟” ضحك لوميان “مختبرا” لوغانو.
مع عقله المليء بالأفكار حول جرعة كاهن الحصاد سأل لوغانو بدهشة “هل يمكنك أن تفهمه؟ هل لديك غرض غامض من خاصية مروض الوحوش؟”.
“إنه يقول: سمعت أنك ستطعمني جرعة كاهن الحصاد لماذا لم تعطيني إياها بعد؟” ضحك لوميان ساخرا منه.
“..” أدرك لوغانو أن صاحب العمل يمزح.
‘إنه يلمح إلى أنني كلب ضال!’ بعد التفكير مرة أخرى شعر وكأنه يتعرض للسخرية من قبل صاحب العمل ‘كنت أتساءل بالفعل لماذا لم يعطيني جرعة كاهن الحصاد حتى الآن…’.
بمجرد وصوله إلى تحت أرض ترير أبحر لوميان بخبرة إلى نفق مهجور ملقيا القارورة البيضاء الرمادية إلى لوغانو.
متخبطا لإمساك القارورة ذكّره لوميان ببرود “بقيت دقيقتان”.
أخذ نفسًا عميقًا وفك الغطاء حينها رأى الجرعة التي تشبه البيرة لذا بدأ يتذكر كيف إعتنى بلودفيغ مستخدمًا هذه الذكرى لتخفيف توتره قليلاً.
بعد بضع ثوانٍ ونفسين عميقين رفع القارورة البيضاء الرمادية مبتلعا الجرعة.
راقب لوميان الذي صنع كرة من اللهب الأبيض الساطع كمصدر للضوء بصمت ملاحظا التغيرات المختلفة في جسد لوغانو.
لم ينس أن “خادمه” غير عادي تمامًا وويمكنه البقاء واعيًا خلال مهرجان الأحلام!.
إلتوى وجه لوغانو سريعًا كما لو أنه يعاني من ألم قضم لودفيغ لذراعه مرة أخرى.
رأى لوميان أن قدمي لوغانو تغوصان ببطء في التربة والشعر الموجود على جلده المكشوف يزداد سمكًا ويطول بشكل واضح، فقدت عيناه البنيتان التركيز لكن بعد فترة توقفت التحولات وخفت تعابير لوغانو تدريجياً.
‘سارت الأمور بسلاسة… إنه يناسب مسار الزارع جيدًا… لست متأكدًا ربما هذا بسبب شذوذه…’ تمتم لوميان بصمت مراقبا عيون لوغانو التي تستعيد الوضوح ببطء.
“ما هي القدرات التي إكتسبتها؟” سأل لوميان بهدوء.
على الرغم من أن الإستفسار عن تفاصيل قدرات التجاوز لشخص ما أمر مستهجن في العالم الغامض لكن من الذي يمكنه إلقاء اللوم عليه فهو “خادمه”؟.
“توسعت قدراتي العلاجية الأن يمكنني علاج الأمراض في النباتات والحقول كما يمكنني تحفيز البذور مما يجعلها تنمو أو تتكاثر بشكل أسرع” لم يجد لوغانو أي مشكلة في ذلك حيث فحص حالته بينما يستمتع بالمعرفة الغامضة المكتسبة “ينقسم هذا إلى سيناريوهين: الأول هو وضع كلتا اليدين على الأرض مما يسمح للبذور والنباتات ضمن دائرة نصف قطرها 30 مترًا بالنمو أو التكاثر بشكل أسرع بكثير من المعتاد، على الرغم من عدم إكمالها لدورة حياتها على الفور من الحمل إلى العودة إلى الأرض في بضع ثوان أو دقائق، الثاني هو حمل بعض البذور أو النباتات بشكل مباشر وتحفيز الحياة الموجودة بداخلها بشكل كامل، السيناريو الأخير يسمح لي بإنشاء كمية كبيرة من الكروم في وقت قصير ما يمكنني من السيطرة على الأعداء”.
عند سماع ذلك تساءل لوميان مفكرًا “إذاً يمكنك فقط تحفيز الحياة الموجودة داخل النباتات بشكل كامل ولا يمكن إستخدامها على البشر؟”.
“لا” هز لوغانو رأسه.
“إذا واجهت مخلوقًا هو في الأساس نبات ولكنه يتمتع بالذكاء فهل يمكنك عن طريق الإتصال المباشر أن تتسبب في إنفجاره مكملاً دورة حياته بأكملها؟” سأل لوميان بفضول.
“أولاً يجب أن أكون قادرًا على لمسه…” أشار لوغانو إلى أن هذا أمر خطير وليس شيئًا يمكنه التعامل معه كونه غير متخصص في القتال “بالإضافة إلى ذلك لست متأكدًا من أنه سيكون له التأثير الذي تتخيله”.
أومأ لوميان برأسه بشكل غير محسوس تقريبًا في إشارة له ليستمر في شرحه.
“إذا تمكنت من الحصول على بذور نباتات متحولة مختلفة فإن قدراتي التحفيزية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في القتال” جمع لوغانو أفكاره “يمكنني أن أمر النباتات والحشرات ضمن دائرة نصف قطرها 30 مترًا لتزويدي بالدعم المناسب طالما أنها لا تتجاوز حدود أنواعها، ومع ذلك فإنه لن ينجح ضد الأنواع الذكية كما أنني إكتسبت أيضًا بعض التعاويذ الطقسية لإستدعاء المطر أو تنقية السماء”.
–+–
داعم: DarklessNight