لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 753 - فرانكا العقلانية
في مواجهة تحقيق فرانكا رفع لوميان حاجبه قائلا “صادفت شيئًا مهمًا أريد أن أخبرك به”.
نظرت فرانكا إليه بريبة غير متأكدة من كونه يلعب مزحة أم أنه إكتشف شيئًا جديدًا بالفعل فنظرًا لتكرار إكتشافاته بدا الأمر كثيرًا أليس كذلك؟.
‘هذا الصباح فقط عاد من المنتقم الأزرق بعد أن أكمل الإستكشاف الأولي الذي أسفر عن صيغة جرعة شيطانة اليأس، حصل على سيف الشجاعة الذي يعادل قطعة أثرية مختومة من الدرجة 1 وشمعة شمع الجثة ذات أهمية خاصة… الآن لديه المزيد من المكاسب في فترة ما بعد الظهر؟’ في النهاية إختارت فرانكا أن تصدقه فقد أثبت أنه نذير للفوضى في مناسبات متعددة لذا تنحت جانبا للسماح له بالدخول إلى غرفة المعيشة.
“ما الأمر هذه المرة؟” سألت فرانكا بجدية بينما تغلق الباب.
وقف لوميان بجانب النافذة قائلا “هل تتذكرين وصف السيد الرجل المعلق لهاريسون؟”.
“أتذكر أنه يظهر في أماكن مرتبطة بالظلام والموت والغسق والإضمحلال” أجابت فرانكا بجو قمعي يخنق إجابتها المعتادة.
“إمتلكت بعض وقت الفراغ لذلك ذهبت إلى سراديب الموتى حينها إلتقيت بالمسؤول الذي يحرس منطقة ينبوع المرأة السامرية” أومأ لوميان برأسه مكملا “أخبرني أنه في الآونة الأخيرة حاول شخص غريب الإقتراب من الينبوع لكنه أوقفه لكن ميزاته الخارجية تختلف تمامًا عن أي أحد من القارة الشمالية…”.
“هاريسون؟ هل الرجل ذو الملامح الشرقية الذي إلتقيت به أنا وجينا هو هاريسون بالفعل؟” إرتجفت في البداية غريزيًا بعد أن تذكرت على الفور مغامرتها مع جينا عند عمود كريسمونا الليلي.
في إطار إلحاحها إستبدلت الوصف الأكثر تعقيدًا لشخص يحمل ملامح ليست من شمال القارة بـ “المعالم الشرقية”.
“من المحتمل جدا” أومأ لوميان ببطء.
“جزيرة القيامة… جزيرة القيامة!” فوجئت فرانكا حتى صارت عيونها الزرقاء المتلألئة مليئة بالإثارة والترقب “هل يمكن أن تكون جزيرة القيامة نقطة إلتقاء بين العالمين؟”.
“حتى لو لم يكن الأمر كذلك فمن المحتمل أن تكون مرتبطة بعالمك” قال لوميان دون أن يثبط معنوياتها.
“لماذا لم أتعرف عليه إذن؟ لماذا لم أقبض عليه؟ لقد رحل الآن وليس لدينا حتى نقطة بداية! كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية بطيئة للغاية دون أي رد فعل!” سارت فرانكا ذهابًا وإيابًا بحماس.
“لا يمكنك إلقاء اللوم على 007 والآخرين لبطئهم ربما لم يعد هاريسون موجودًا في ترير” بعد أن عبّرت عن إحباطها أشار لوميان بهدوء.
“هممم” فكرت فرانكا بصوت عالٍ “سأعلن ذلك في إجتماع مجتمع الأبحاث حتى يتمكن البقية من الحذر من أي شخص يشبه هاريسون” قبل أن يتمكن لوميان من تحذيرها تمتمت لنفسها “سأخبرهم بعدم البحث عن الجزيرة حتى نجد هاريسون ونحصل على معلومات مفصلة حول جزيرة القيامة إنه أمر خطير للغاية، إذا إكتشفوا هاريسون فلا ينبغي عليهم التسرع أو الإقتراب منه بل التظاهر بأنهم لم يروه ويخبروا الرئيس غاندالف أو السيدة هيلا…”.
إستمع لوميان بإهتمام ثم أثنى عليها مازحًا “إعتقدت أنك ستكونين متحمسة للغاية بحيث لا يمكنك التفكير بشكل سليم لكن من المدهش أنك كشخص يبدو غير مبالي فكرت في كل شيء بدقة تامة”.
لم يتم إستفزاز فرانكا لذلك أجابت بإبتسامة متعجرفة “ماذا تسمي ذلك؟ إل؟؟ دوان ليس مشوشًا أبدًا في الأمور الكبرى! إذا فكرت بجد طوال الوقت ألا ينفي ذلك أهمية الإسترخاء؟”.
‘هذا منطقي…’ سأل لوميان في حيرة “من هو إل؟؟ دوان؟”.
“لا حاجة لتعرف!” أجابت فرانكا بشكل حاسم.
“سنشارك هذا في التجمع بعد يومين” لم يضغط أكثر بل أومأ ببساطة.
همهمت فرانكا بالموافقة ثم إختفت حماستها وفرحتها وإرتعش جسدها قليلاً.
“ما المشكلة؟” سأل لوميان بقلق.
“أنا متحمسة بشأن الحقيقة وما يحمله المستقبل لكني أخشى أيضًا أنها لن تلبي توقعاتي” ضغطت فرانكا على شفتيها متحدثة بهدوء “أنا خائفة من مواجهة إجابة لا أستطيع تقبلها”.
بعد أن تحدثت إنحنت على حافة النافذة كما لو أنها إستنزفت قواها.
لم يقدم لوميان أي راحة فنظرته هي نفس نظرة السيدة الساحر له: بشفقة.
خشي أيضًا أن يكون رجاء القيامة الذي سعى إليه بشدة مجرد وهم بعيد المنال.
“هل تريدين تناول مشروب؟” سأل بعد فترة.
“بالتأكيد” أجابت فرانكا بإبتسامة معقدة “السكر ربما يساعدني على نسيان هذه المخاوف….عزاء أخوي نموذجي بتقديم الشراب”.
—
– بعد يومين:
إلتقت فرانكا مع شيطانة الأسود كلاريس في أرض صيد على حافة غابة غرب لوغنيس على النحو المتفق عليه، إستبدلت الشيطانة ثوبها الأسود المعتاد بملابس الصيد الداكنة وقبعة تغطي شعرها الطويل مما منحها جوًا من الأناقة والنضارة.
بالمقارنة مع جمالها الحزين سابقًا أشعت الآن بنوع مختلف من الجاذبية لكن بنفس القدر من الروعة!.
نظرت إليها فرانكا بعين التقدير وكبتت الرغبات التي نشأت بشكل غريزي بينما تنقل المعلومات عن شعب المرآة التي قدمها 007 بالتفصيل.
أومأت كلاريس بإبتسامة مشرقة ثم أخذت حقيبة خشبية ذات لون عنابي من حصانها.
“هذه هي مكافأتك” قالت شيطانة الأسود بينما تسلم الحقيبة إلى فرانكا.
لم تتردد فرانكا بل شكرتها وفتحت السحابات المعدنية حيث تم تقسيم العلبة بواسطة كتل جليدية لم تظهر عليها أي علامات ذوبان.
إحتوت كل حجرة على: رأس خفاش بعلامات ملونة… مرارة تنزف دمًا… صفارة خضراء… ذيل متشعب مغطى بحراشف ملساء شريرة… نوعين من اللون الأحمر الداكن في قوارير زجاجية.
“المكون الرئيسي لشيطانة المصيبة ومعظم المكونات التكميلية موجود هنا” حذرتها شيطانة الأسود “إذا لم تكوني مستعدة للتقدم فلا تحاولي كسر الجليد الذي صنعته فهذا سيؤدي إلا إلى إصابة حامله بأمراض مختلفة أو الموت البطيء”.
“شكراً لك سيدتي” قامت فرانكا بإحصاء المكونات الإضافية التي لا تزال هناك حاجة إليها.
كل ما ينقصها هو إنفينيتاس أوكالبتوس الشائع إلى حد ما!.
“أنت تتسمين بالكفاءة والفعالية في مهامك” علقت شيطانة الأسود كلاريس قائلة “ربما في غضون عام ستكونين مستعدة لمحاولة فتح البوابة إلى الألوهية ولكن بعد ذلك لن نكافئك بالصيغة والمكونات، سنخبرك بطقوس التقدم مقدمًا وبعد أن تصبحي جاهزة تقريبًا سنعطيك ببساطة جرعة اليأس”.
“هل هذا لمنع تسرب صيغ جرعة التسلسل العالي؟” سألت فرانكا بعد أن فهمت.
“بمجرد حصولك على الحق في الحصول على لون يسبق لقبك ستتمكنين حقًا من الوصول إلى صيغ الجرعات عالية التسلسل وبعض أسرار الطائفة” أومأت شيطانة الأسود برأسها.
‘أريد أيضًا الحصول على صيغة جرعة شيطانة الشباب الأبدي منكم دون أن أصبح كذلك… ربما لن أحصل على لون يسبق إسمي… لا يهم لدي معرفة مسبقة بالطقوس لذا معرفة هل هي شريرة أم لا يكفي…’ لم تخف فرانكا الترقب في تعبيراتها ثم أعادت المحادثة مرة أخرى إلى التحقيق الذي أجراه فريقها مع شعب المرآة “سيدتي إلى أي مدى يجب علينا ملاحقة شعب المرآة؟ هل يكفي إحباط خططهم والقضاء على أولئك الذين فروا من عالم المرآة الخاص؟، ألا يمكننا أن ندخل عالم المرآة الخاص ونقضي على قادتهم ومؤسستهم بينما يظل ختم ترير الحقبة الرابعة سليمًا؟”.
حققت فرانكا في الهدف النهائي لطائفة الشيطانة فيما يتعلق بشعب المرآة كمحاولة لقياس حالة وأفكار الشيطانة البدائية.
“دعينا نفعل ما في وسعنا الآن عندما تتقدمين إلى شيطانة المصيبة سنخبرك بالمزيد” نظرت إليها كلاريس بإبتسامة.
‘أن أصبح شيطانة المصيبة يعني دخول الدائرة الأساسية لطائفة الشيطانة وأصبح مؤهلة لتعلم بعض الأسرار؟’ أصبحت فرانكا متحمسة للإقتراب من أسرار طائفة الشيطانة وإكمال المهام.
—
– وقت متأخر من الليل في كهف المحجر بمنطقة تحت أرض ترير:
دخل أنغوليم دي فرانسوا الذي يرتدي معطفًا من الصوف البني وبروش ذهبي إلى هذه المنطقة الهادئة بمصباح من الكربيد، رفع كمه الأيمن ليكشف عن حقنة زجاجية مربوطة حول مرفقه مليئة بسائل أبيض وخلفه 5 مطهرين – كل منهم يحمل حقنة مماثلة على أذرعهم، أحاطت 4 ألات بخارية طويلة ذات لون رمادي بهم مسؤولة عن حمل شيء يزيد طوله عن 2 متر وعرضه حوالي 6 أقدام.
غرض مغطى بقطعة قماش من الفانيلا الحمراء يخفي أي تفاصيل!
توقف أنغوليم في منتصف الكهف مشيرا لزملائه بالتوقف أيضًا حينها قامت الألات البخارية ذات اللون الرمادي الحديدي بوضع الغرض على الأرض، عند رفع الغطاء تم الكشف عن سرير ذو مظهر كلاسيكي جعلهم يشعرون بالتعب والإنجذاب إلى الراحة – أرادوا الإستلقاء عليه للحصول على نوم جيد، أبعد أنغوليم نظره سريعًا مستخدما يده التي تمسك بمصباح الكربيد لدفع مكبس المحقنة وحقن المزيد من السائل في جسده، بعد تصرفات مماثلة من المطهرين الأخرين ظهرت فجأة شخصية ترتدي زي راهبة سوداء من الجانب الآخر لكهنف المحجر.
–+–
دعم: DarklessNight