لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 734 - سلاحي
وقف لوميان عند مخرج كهف المحجر راغبًا في العمل مع السيد K لمواجهة بيرل لكنه غير متأكد من كيفية المضي قدمًا، أظهرت له التجربة السابقة أنه بدون الألوهية فإن أي إجراء ضد المراقب لن يؤدي إلا إلى معاقبته دون التأثير على نصف الإله، بعد إزالة قناعه الذهبي بقي في مكانه مع الأخذ في الإعتبار العناصر التي يمتلكها والتي ربما تكون مفيدة وفعالة، لم يكن أمامه أي خيار سوى مشاهدة القتال بين السيد K وبيرل كمتفرج في الوقت نفسه قام بمسح المنطقة بحثًا عن طريقة لتدمير عالم المرآة الحالي، إحتفظ أنثوني بوضعيته مستمرا في الرسم على الألبوم الفارغ الذي خسر صفحة وموضوعه الحالي هو رسم السيدة الساحر، مراقبا تحركات السيد “K” ومستمعا إلى صوت الصدام شعر لوميان بأن فساد بسيط يتسلل إلى ذهنه.
فوجئ أن السيد “K” يمكنه أن يوقف المراقب إلى حد ما دون الخوف من إتهاماتها مع تسلحه بوسيلة لإيذائها، ظل يأمل بصمت أنه حتى لو لم يتمكن السيد “K” من هزيمة بيرل فإنه على الأقل سيكون قادرًا على طردها، إستجمع السيد “K” قوته مأرجحا الجزء العلوي من جسده مما أدى إلى سقوط السيف الأسود العريض على رأس المراقب بيرل للمرة الثالثة، ظلت بيرل بلا حراك دون إستخدام أي قدرة تشبه إستبدال المرآة أو تتدحرج إلى الجانب بل وقفت بثبات بجانب الصخرة البارزة، تغير جسدها إلى اللون الأسود الداكن متحولا إلى ظل تفرق بإستمرار حينها هبط السيف الأسود فجأة مقسما الظلال إلى قسمين، سرعان ما أحاطت الظلال بالصخرة البارزة متحركين بشكل دائم ويتلوون لإعادة تجميع شكل المراقب بيرل.
في المكان الذي إخترق فيه السيف الأسود كافحت الظلال لتشكيل ترابط مناسب وبالكاد تمكنوا من التجمع معًا في شكل بشري مليء بالشقوق، قفز السيد “K” من مكانه مستعدًا للتلويح بالسيف المظلم الذي يمسكه في شق فمه الكبير لكن فجأة إنكمش جسده، إختفى الدرع الأسود البارد الذي يحيط به عائدا إلى شكله الأصلي المرتدي لغطاء رأس أسود ورداء مطابق، تخلص الظل الذي تم تجميعه بشكل غير مستقر من لونه الأسود تدريجيًا ليكشف عن جلد بشري وفستان أحمر زاهي.
—
– في الكاتدرائية الغامضة بمكان غير معلوم:
تلاشى ببطء شكل الثعبان العملاق الزئبقي المعلق في الجو.
الإعادة إنتهت!.
تقلص لوكي الجالس على كرسي خشبي أسود بذراعين فجأة متحولا إلى تمثال ورقي ثم إنهار مع الكرسي متحللين إلى غبار، تجسد لوكي في زاوية بعيدة من الكاتدرائية لكن يبدو أن الساحر التي في الهواء سرعان ما إستحضرت شخصية بديلة لها خلفه، عندما وصل لوكي إلى الفراغ لسحب مساعده تحولت عيونه السوداء فجأة إلى اللون الأزرق ثم إلى اللون الأسود قبل أن تعود إلى اللون الأزرق.
تناوب اللونان بإستمرار!.
أصيب لوكي بالتطفل ولم يتمكن من إستدعاء مساعد مما سمح للساحر بتمديد يدها اليمنى للإمساك بكل قوتها، تشوه الفراغ المظلم مبتلعا لوكي قبل أن يتحطم الإثنان إلى شظايا دفنت في هاوية لا نهاية لها، طوال هذا الوقت أصبح جسد لوكي أثيري وغير واقعي كما لو أنه إسقاط أو دمية تم تبديلها في لحظة ما.
سمعت الناسك والحكم والساحر تنهيدة ندم حيث تحولت الكاتدرائية الغامضة إلى شكل أثيري قبل أن تتفكك ببطء كما لو إنها إسقاط.
“أمنيتي هي أن يضيع جميع أنصاف الآلهة الحاضرين لمدة 3 دقائق” ردد صوت أثيري عجوز من بعيد.
إنهارت الكاتدرائية الغامضة بالكامل ليجتاح الظلام المناطق المحيطة بها خاليا من ضوء النجوم أو الحدود.
—
– في عالم المرآة الخاص:
أدرك ان السيد K لم يعد قادرًا على الحفاظ على حالة نصف العملاق المعززة بالألوهية وأن المراقب بيرل على وشك العودة إلى شكلها البشري، غريزة لوميان الأولى هي التحول إلى كائن ظل للهروب من عالم المرآة عبر الصدع من أجل جلب حلفاء آخرين، ظل غير متأكد من أن السيد K لم يستخدم أي عناصر غامضة للدخول وأن تحول الظل وحده سيسمح بالمرور عبر شق عالم المرآة، عندما راى وجه المراقب يظهر تدريجيًا مع عينيها وفتحتي أنفها المنحرفتان عموديًا خطر له إدراك مفاجئ.
‘أنا أيضًا أستطيع أن أجرح مراقب… إذا إستطاع السيد K أن يفعل ذلك فأنا أستطيع ذلك أيضًا!… مصيري متشابك مع تيرميبوروس إلى حد ما… يمكننا أن نعتبر واحدا… عرفت منذ فترة طويلة أنني أملك مستوى ملائكي مزيف!… إن القدرات والأغراض التي أستخدمها لن تحمل الألوهية لذا لا أستطيع لمس مراقب لكن يجب أن أكون قادرًا على القيام بذلك بنفسي… سأصبح سلاحي الخاص!’ تسابقت هذه الأفكار في ذهن لوميان بينما إنتشرت إبتسامة مهووس قليلاً على وجهه.
بدا دمه يغلي كما لو أنه مشتعل وفي لمح البصر إختفى ليعاود الظهور أمام المراقب بيرل حيث إكتسبت عيناه بالفعل لونًا أسود حديديًا، إكتشف بعض البقع الشاحبة التي تميز نقاط ضعف بيرل وإحدى هذه البقع أسفل الجانب الأيسر من وجهها، قبل أن تتمكن ظلال بيرل من إعادة بناء المراقب بالكامل إنفجر عدد كبير من النيران البيضاء المتوهجة من جسد لوميان، مثل تيار مندفع تدفقوا من عيونه وأذنيه وفتحتي أنفه وفمه وجلده ليلفوه بالكامل محولين إياه إلى جحيم مستعر.
‘فلنقم بذلك! فلنحترق كواحد! دعينا ننفجر معا!’ مع النيران البيضاء المشتعلة لوح بقبضته اليمنى على خد بيرل الأيسر.
كشفت عيون بيرل المنحرفة عموديًا عن وميض من الإرتباك قبل أن يبزغ الفهم لكن الوقت فات بالنسبة لها للرد فلم ترجع لشكلها الكامل.
إنفجار!.
إصطدمت قبضته اليمنى بخد بيرل الأيسر مما أدى إلى إنهيارها كما ظهر جرح مروع على صدره وبطنه إلا أن النيران البيضاء المشتعلة سرعان ما إلتهمته، شعرت بيرل بالألم رغم أنها ليست ضربة قاتلة لكن في تلك اللحظة أظهر وجه لوميان المتلألئ باللهب الأبيض المشتعل إبتسامة شريرة ومسعورة.
‘هذا يعمل بالفعل! يمكنني حقًا إستخدام نفسي كسلاح لضرب المراقب!’.
إنفجار!.
قام بإشعال ذراعه اليمنى بإستخدام اللهب الأبيض المتوهج الذي حقنه مسبقًا قبل تفجيرها.
إندفعت قبضته اليمنى المدفوعة بموجة لهب بيضاء شرسة ومشتعلة نحو خد بيرل الأيسر مخترقة جمجمتها.
إعدام!.
كسر!.
أصدر عالم المرآة الخاص بحاجزه المظلم وشقوقه العديدة صوت تحطم متفككا بسرعة قبل أن ينهار حينها تلقى رأس لوميان ضربة غير مرئية، سقط على جمجمته وتم تجريده من ذراعه اليمنى ليلقى في الهواء رغم أن تغطية جسده بالكامل باللهب الأبيض.
تلوى وجهه من الألم لكن عينيه أشرقتا بالإبتهاج!.
‘نجحت!’ تمتم بعد أن رأى جرحًا مروعًا أحمر اللون على الجانب الأيسر من وجه المراقب بيرل.
داخل الجرح تداخل ضباب أبيض شاحب مع الدماغ الأبيض الرمادي الذي مزقته القبضة الملتهبة مشعلة فيه النيران، بعد تلاشي النيران البيضاء المشتعلة أصبحت عين المراقب بيرل اليمنى المتبقية باهتة بينما ينهار جسدها ببطء.
تفكك القفص الذي يحبس فرانكا وجينا.
‘لوميان يشبهني! أسلوب القتال متطابق تمامًا! العيب الوحيد هو أنه لم يمدح اللورد بصوت عالٍ أثناء الضربة الأخيرة’ أومأ السيد K الذى رأى هذا بالموافقة.
في الوقت نفسه أصيب رأس لوميان بالطنين وكاد يفقد الوعي فقد تمكن من البقاء مستيقظًا فقط لأنه خضع لعملية هضم كبيرة لجرعة الحاصد، شعر كما لو أنه أكمل عملية إعدام جماعية أخرى بجوار القبر القديم خلال مهرجان الأحلام.
‘ما الذي…’ أحس بسعادة غامرة في البداية لكنه أجبر نفسه بعد ذلك على الوقوف بسبب الصدمة والإرتياب.
علم أن عملية الهضم يجب أن تكون نتيجة إعدام المراقب بيرل لكن ألا يكفي قتل نصف إله لهضم جرعة الحاصد بالكامل؟!، أطفأ النيران البيضاء بيده اليسرى قبل أن يخرج عامل الشفاء الذي حصل عليه من جيبوس أثناء فحص جثة المراقب، إنهار عالم المرآة الخاص تمامًا ليجدوا أنفسهم مرة أخرى داخل كهف المحجر مع مدخل عالم المرآة الثابت، بجوار الصخرة البارزة أين وقفت بيرل لم يكن هناك أي جثة أو ضباب أبيض لكنه إكتشف لوحة زيتية معلقة على الجدار الصخري، بدت اللوحة ممزقة ومدمرة لكن يمكن للمرء أن يدرك بشكل ضعيف أنها تصور إمرأة ترتدي فستانًا أحمر.
‘بيرل؟ لم نكن نواجه المراقب الحقيقي بل شخصية مرسومة قامت بإنشائها مستخدمة غرض من مسار الجنية؟، هذه اللوحة الزيتية تمنح نصف الإله المرسوم عمرًا قصيرًا لكن بدون حرية الحركة؟ هل هذا هو السبب الذي جعلها لا تتزحزح أبدًا بل تواجه الهجمات بشكل مباشر دائمًا؟’ وسط حيرته شرب عامل الشفاء الذي إشتراه جيبوس من أتباع الأم العظيمة للتأكد من أنه سيبقى على قيد الحياة حتى الساعة 6 صباحًا.
“لم أتوقع أن تفشل نسخة الرسم الخاصة بي لكن لا يهم” في تلك اللحظة تردد صوت بيرل من أعماق اللوحة الزيتية المحطمة “المهم هو أن الدوامة على وشك الظهور ولن يمر وقت طويل قبل أن تُستهلك رسميًا… الجميع سوف يقعون في هذا…”.
تلاشى صوت بيرل تدريجياً في أعماق اللوحة الزيتية مما أحبط محاولة السيد K لتعقبها من خلال النقل الآني.
–+–
وصلنا الإنجليزي لكن يبدو أن الفصل الأخير من المجلد غدا…
دعم: chakir