لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 731 - عمل جيد أخر
– في أعماق الكاتدرائية الغامضة:
إستحضر لوكي شخصية من لا شيء حيث إنعكس المشهد الذي ينكشف بجانبه في عيون حاملي بطاقات الأركانا الكبرى: الساحر والحكم والناسك، على جدار من الطوب الحجري الأسود المائي تصور لوحة إمرأة ترتدي فستانًا أحمر فاتحًا مزينًا بالتطريز المعقد والدانتيل، تم تصفيف شعرها الأسود على شكل كعكة عالية أنيقة ووجهها يحمل إبتسامة غامضة ومتجمدة، بدت عيناها البنيتان مركزتين على كرة الغزل الزاهية الوهمية أمام الناسك والمصباح الذهبي الغريب المتصل بطرفها الآخر.
ظلت المرأة داخل اللوحة الجدارية تراقب المشهد بصمت!.
في الوقت نفسه تم سحب السيدة الناضجة ذات التاج الذهبي التي تنضح بجاذبية الشيطانة من الهواء بواسطة لوكي، وجهت عينيها الزرقاوين الثاقبتين نحو الناسك التي دخلت للتو أعماق الكاتدرائية من خلال الباب المضاء بالنجوم.
رغم تطاير شعرها البني الطويل وإزدياد كل خصلة منه سماكة ظلت عيونها مثبتة على الناسك!.
تنبأت الناسك بمستقبل قاتم لذا سرعان ما قامت بحماية نفسها بمصباح الأمنيات السحري وقوست ظهرها لينبت لها ريش أبيض يشبه ريش البجعة.
سحر القصص الخيالية البطة القبيحة!.
حتى البطة القبيحة يمكن أن تتحول إلى بجعة!.
سمحت هذه القوة للقديس الذي لم يصل بعد إلى مستوى الملاك بالكشف عن شكل مخلوقه الأسطوري غير المكتمل، تحول ريش البجعة فجأة إلى اللون الأبيض الرمادي وتصلب إلى صخور متساقطة حيث إنقسم جلد الناسك ليكشف عن شقوق غريبة وشريرة، داخل الشقوق تلوى اللحم والدم مما أدى إلى ظهور مقل العيون بالأبيض والأسود لكنها تحجرت وسقطت لتحل محلها مقل جديدة.
ظل مصباح الأمنيات السحري أمام الناسك على حاله!.
فجأة أصبح جسد الإمبراطورة ذات الرداء الأسود أثيريًا وتبدد شكلها في سيل من المعرفة إندفع نحو الساحر التي ترتدي ملابس بيضاء مع تطريز ذهبي، إنتقلت الساحر إلى جانب لوكي في لحظة ولكن ظهر طوفان من المعلومات على الفور من الفراغ خلفها، عاودت الساحر الظهور في 9 مواقع مختلفة بجميع أنحاء الكاتدرائية في نفس الوقت بينما شكلها يومض بإستمرار، عندما أدركت أن هدفهم هي المرأة التي ظهرت من اللوحة الجدارية حاولت الساحر الهروب من الكاتدرائية الغامضة بالقوة لكن كل جهد قادها إلى حيث بدأت، إستمر تجسيد الإمبراطورة ذات الرداء الأسود في ضخ المعلومات خلف شخصيات الساحر سعيًا للتسلل إلى عقل الهدف لحرمانها من تمزيق الفراغ، مبتسمًا نهض لوكي من الكرسي الخشبي الأسود وسحب الفراغ بيده اليمنى كما لو أنه يمسك بذراع شخص ما مرة أخرى، مغتنمة هذه اللحظة وصلت الحكم إلى قبة الكاتدرائية وضغطت بكفها اليمنى مثل الفوضى التي تنزل من السماء إلى الأرض.
“الغموض يضعف هنا بينما الواقع يصبح أقوى!” أعلنت رسميًا بهيرميس القديمة.
—
عندما إنطلق درع الكبرياء الفضي نحو المراقب بيرل قامت فرانكا بتنشيط سوار الأحجار السبعة على معصمها الأيسر، لمعت الجوهرة القرمزية الموجودة على السوار والمزينة بثلاثة ماسات وأربعة أحجار كريمة ملونة بشكل فريد بضوء شديد.
في لمح البصر ظهرت فرانكا خلف شيطانة الأسود!.
إمتنعت عن الإنضمام إلى درع الكبرياء بعد أن علمت من مواجهة لوميان أن هجماتهم لن يكون لها أي تأثير وستؤدي فقط إلى عقوبة متناسبة، قررت القضاء على شيطانة الأسود كونها مُعاقبة تفتقر إلى الألوهية فهي تعادل متجاوز التسلسل 5 – مما جعل من الممكن التعامل معها، بالنسبة للمراقب بيرل إعتمدت النتيجة على التغييرات والتأثيرات التي سيحدثها درع الكبرياء كونه قطعة أثرية خالية من “الخطيئة” والذكاء العملي، تجسيدًا لذلك رفعت فرانكا يدها اليسرى المزينة بخاتم العقاب وفي عيونها الزرقاء إشتعلت فجأة صاعقتان من البرق.
كسر!.
تحطمت شخصية شيطانة الأسود إلى أجزاء لا حصر لها!.
‘اللعنة! إستبدال المرآة أمر مزعج!’ لم تستطع فرانكا إلا أن تلعن داخليًا.
في تلك اللحظة تحمل لوميان للتو عقوبة محاولته الهرب حيث تغيرت عباءة اللحم من إصبع السيد K إلى حطام تناثر على الأرض، شاهد درع الكبرياء الأبيض الفضي يندفع إلى جانب المراقب بيرل رافعا سيفًا عريضًا مصنوعًا من الضوء النقي، حافظت بيرل على إبتسامتها الودية غير خائفة من الحضور المهيب للدرع لأن المراقب منيع ضد هجمات أولئك الذين يفتقرون إلى الألوهية، هذه هي الأهمية المقدسة للمراقبة أما بالنسبة للجرأة على ضرب شكلها فإن العواقب ستكون وخيمة!، بإمكان بيرل أن تتصور بالفعل أن القطعة الأثرية المختومة الشبيهة بالدرع ستنقلب على الشيطانة التي إستدعتها في اللحظة التالية.
أرجح درع الكبرياء ذو اللون الأبيض الفضي سيف الفجر في قبضته دون أن يتأثر!.
إتسعت حدقة عين بيرل قبل إن يتحول شكلها في الفستان الأحمر الفاتح إلى ظل أسود قاتم حيث نزل سيف الضوء ليقسم الظل إلى قسمين، تشكلت الظلال المنقسمة مما أدى إلى إنتشار العديد من الظلال المتشابهة في كل الإتجاهات، ركع درع الكبرياء ليغرس سيف الفجر في الأرض مطلقا عدد لا يحصى من شظايا الضوء التي إجتاحت المنطقة، غمر كهف المحجر بأكمله بالإضاءة ولمفاجأة فرانكا تلاشت شيطانة الأسود رغم كون مظهرها مرئي في مكان قريب، وبالمثل فإن جينا وأنثوني اللذين حاصرهما رجل الدين وتجسيد شرطي ترير لم يجدا نفسيهما بعد الآن تحت الهجوم أو المطاردة، في حيرة من أمرهم لاحظوا أن المعاقبين الذين مارسوا ضغطًا هائلاً عليهم ذابوا مثل الصقيع تحت أشعة الشمس، إندهش لوميان من أداء درع الكبرياء فقد إمتلك القليل من الثقة في قدرة القطعة الأثرية المختومة على تحدي المراقب بيرل.
لدهشته السارة تجاوز توقعاته!.
كما أنه لاحظ العديد من التفاصيل الغريبة منذ وصول بيرل خاصة كونها لم تتحرك بوصة واحدة!.
وقفت بجانب صخرة بارزة لها مدخل ثابت إلى عالم المرآة لا تلاحق ولا تقترب أبدًا بل تمارس تأثيرها عليهم من مسافة بعيدة.
‘هل هذه سمة متأصلة في المراقب؟ هل تنبع قدرة درع الكبرياء على ضربها من الكراهية التي غرسها فيها الإله قبل وفاته؟، هل الهجمات المملوءة بالألوهية أو بمستوى مماثل من الفساد قادرة على إيذاء المراقب؟’ عبس لوميان مفكرا في هذه الإحتمالات.
“مرآة مكياج موران أفيني!” صرخت فرانكا بعد الخروج من ذهولها.
علمت أن درع الكبرياء لن يتمكن من هزيمة المراقب بيرل بهذه السهولة لذا عليهم أن يغتنموا هذه النافذة العابرة للهروب من عالم المرآة الإستثنائي، قبل ظهور المراقب بيرل الضوء الداكن المنبعث من مرآة مكياج موران أفيني دفع فرانكا إلى الشك في أنه ربما يكون المخرج!، وثقت فرانكا في أن لوميان إستوعب المغزى الكامل لكلماتها المختصرة لذا إمتنعت عن الخوض في المزيد من التفاصيل، إنبعث توهج من الجوهرة الزرقاء الموجودة على سوارها وفي لحظة تجسدت بجانب جينا ممسكة بذراعها، لمعت ماسة على سوار الأحجار السبعة حينها إنتقلت مع جينا إلى جثة موران أفيني ومرآة الماكياج القريبة، قام لوميان بتنشيط العلامة السوداء على كتفه الأيمن منتقلا إلى جانب أنتوني وبدون تردد أمسك بذراع زميله لينتقل مرة أخرى.
وجهتهم هي مرآة مكياج موران أفيني المفتوحة!.
بعد ظهورهما بالقرب من جثة موران أفيني إندهشت فرانكا ولوميان عندما إكتشفا أن مرآة المكياج أصبحت وهمية وغير حقيقية – كما لو أنها مجرد إسقاط للعنصر الأصلي!.
في تلك اللحظة سمعوا صوت المراقب بيرل مرة أخرى “أنت مذنب! لقد آذيت أحد المراقبين!”.
مدفوعًا بقوة غير مرئية سحب درع الكبرياء إلى صدع يشبه ندبة ليسقط في هاوية سوداء اللون إمتدت بقدر ما يمكن أن تراه العين.
إختفى تمامًا عن أعين لوميان ورفاقه!.
الحكم: النفي!.
تجمعت الظلال المجزأة بسرعة بجانب الصخرة البارزة ذات المدخل الثابت لعالم المرآة لتعاود المراقب بيرل الظهور مرتديةً ثوبها الأحمر.
إبتسمت بينما تحمل في يدها مرآة مكياج قائلة “هل صدقت أنني سأترك المخرج سليمًا؟ إستبدلته بآخر مزيف منذ فترة طويلة!”.
تغيرت تعبيرات لوميان وفرانكا وجينا وأنثوني قليلاً.
بينما هذه الأفكار تتسارع في ذهنه قام لوميان الذي أمسك بالفعل بذراع أنثوني بتنشيط العلامة السوداء على كتفه الأيمن بسرعة، إختفيا في لحظة وبذلت فرانكا جهدًا مماثلاً حيث إنبعث من سوارها المكون من 7 أحجار ضوء أخضر شفاف.
عندما إنتقلت مع جينا إلى زاوية كهف المحجر ترددت كلمات النظام في أذنيهما.
“أنت مذنبة! هاجمت أحد المراقبين!”.
فرانكا هي التي أطلقت العنان لدرع الكبرياء!.
عندما إستعدت لإستخدام سوار الأحجار لمغادرة موقعها الحالي شاهدت فجأة الفراغ المحيط يتجمد ويتحول إلى طبقات من الكهرمان غلفتها مع جينا.
“قفص” لم يتمكن حتى النقل الآني من الهروب منه!.
شمل المنطقة بأكملها وحتى لو حاولت فرانكا وجينا إستخدام إستبدال المرآة فسيظلان محصورين داخل حدوده.
الحكم: السجن!.
أبعدت المراقب بيرل نظرتها بحثًا عن لوميان وأنثوني فرغم أنها قامت بمسح المناطق المحيطة لم تجد أي أثر لهما.
–+–
دعم: chakir