لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 730 - النضال
تسارع عقل لوميان غير قادر على معالجة التفاصيل بشكل كامل ولكن في خضم المعركة لم يستطع أن يضيع لحظة واحدة في التفكير الزائد، المتآمر يمكنه إستنتاج سيناريو محتمل خلال ثانيتين من تفعيل إستبدال المرآة، بناءً على كلمات بيرل إستنتجت فرانكا والآخرون أنها المراقب المباشر فوق جيبوس، تجنبت الخطر من خلال صفقة تحت الطاولة ولكن لم يكن أمامها الآن خيار سوى مواجهتهم وجهاً لوجه.
لم يتمكنوا من ترك تركيزهم يتذبذب ولا حتى لثانية واحدة!.
لعن لوميان داخليًا محبطًا لأن هالة إمبراطور الدم المتبقية تم ختمها بعلامة الطاوي لولا ذلك لفعلها بكل ما لديه مما يسمح لأليستا ثيودور “بالهبوط” على ترير مرة أخرى، من الممكن أن يلفت إنتباه ملائكة كنيستي الشمس المشتعلة الأبدية وإله البخار والآلات وغيرهم من القوى المختبئة في المدينة مما يضغط على بيرل للتراجع، دون تفكير ثانٍ أثار لوميان العلامة السوداء على كتفه الأيمن لأنه أراد الإنتقال الفوري من هنا إلى كاتدرائية القديسة فييف، بما أن هدف بيرل هو القبض عليه حيًا فقد حصل على نتيجة من خلال إستنتاج بسيط وهي أنها ستطارده بكل قوتها.
من غير الممكن أن تبقى في مكانها مخاطرة بفشل الصفقة “تحت الطاولة”!.
إذا حدث ذلك فسيظل يتعين على فرانكا وجينا وأنثوني التعامل مع المعاقب المستحضر لكنهم على الأقل لن يواجهوا نصف إله، إحتمالات بقائهم على قيد الحياة ستكون أفضل بكثير فأي متجاوز منتصف التسلسل عند مواجهة نصف إله – سواء بهبة أم لا – كاف ليجعل قلوبهم تغرق باليأس، علاوة على ذلك تمتلك الشيطانتان وأنثوني إستبدال المرآة بالإضافة إلى عناصر مثل سوار الأحجار السبعة، طالما أنهم لم يصبحوا هدفًا لنصف إله فلديهم فرصة حقيقية لإستخدام البدلاء للهروب إلى كاتدرائية الأحمق في أرصفة لافيني، عندما تبددت هيئة لوميان مد يده اليسرى إلى جيبه ممسكا بإصبع السيد K لأنه لم يكن متأكدًا من أنها تقول الحقيقة بشأن القبض عليه حيًا، هل تلك لامبالاة نصف إله عند التعامل مع متجاوز منتصف التسلسل أم أنها عادة تشكلت من خداع السمسار المستمر؟، عليه أن يكون مستعدًا لإحتمال ألا تتبعه وتبقى في الخلف لمواجهة فرانكا والبقية لذا خطته للطوارئ هي: إستدعاء السيد K!، على الرغم من أن السيد K بصفته راعي لم يتمكن من محاربة نصف إله بشكل مباشر إلا أنه أوراكل نظام الشفق، يمكنه سماع توجيهات الخالق الحقيقي في أي وقت كما أن وجوده يعني أن الإله الذي يؤمن به سوف يلقي نظره عليهم بالتأكيد.
هناك فرصة جيدة لأن يؤدي ذلك إلى حدوث معجزة وتطور الأحداث لصالحهم!.
حتى بدون التدخل الإلهي يبدو أن متجاوز مسار المبتدئ تحت رعي السيد K لديه تسجيلات لقدرات أنصاف الآلهة، يجب أن يكون قادرًا على صد بيرل لبضع ثوان مما يمنح فرانكا والآخرين وقت لإيجاد فرصة للهروب، عندما قام لوميان بتنشيط إنتقاله الآني تجسدت فرانكا التي إضطرت إلى إستخدام إستبدال المرآة عند زاوية كهف المحجر، أمسكت بمرآة المكياج مستخدمة بشكل حاسم زر أكمام المرآة – بعد أن عرفت أن بيرل هي المراقب أرادت الهروب عبر عالم المرآة، بمجرد إختفائها داخل عالم المرآة يمكنها القفز إلى مرايا جينا ولوميان وأنثوني ثم مد يدها لسحب رفاقها من أجل الهروب معًا!، أطلق زر أكمام المرآة الشبيه بالزجاج ضوءًا داكنًا لكن فرانكا لم تتزحزح لأنها لم تستطع الدخول إلى مرآة المكياج التي في قبضتها.
‘ما ال…’ أذهلت فرانكا للحظة قبل أن تدرك أن الفشل في دخول عالم المرآة دون أي تدخل لا يعني إلا شيئًا واحدًا: هذا عالم المرآة!.
بإستثناء بعض عوالم المرآة الفريدة لا يمكن للمرء دخول عالم المرآة من داخل عالم المرآة نفسه لذا الخيار الوحيد هو إستخدام المرآة للقفز!.
تنقسم عوالم المرآة إلى نوعين:
الأول تقليدي ومعروف كونه ليس عالمًا حقيقيًا بل مفهوم “الأبواب” مدمج في ممر فارغ مظلم يربط جميع المرايا، أينما وجدت المرايا بأسطحها يمكن العثور على مثل هذه العوالم التي ليس لها حدود واضحة، النوع الثاني عالم مرآة خاص إعتمد على عالم المرآة التقليدي مستفيدًا من فساد معين أو قدرات مقابلة ليتشكل – بعضهم دائم وبعضهم مؤقت، تعكس خصائصه بشكل وثيق العالم الحقيقي مع إسقاطات لوجه واحد من الواقع ولكن لكل منها حدودها وقواعدها الفريدة، عالم مرآة ترير العصر الرابع ينتمي إلى الفئة الأخيرة لأنه إحتوى على إسقاط لمدينة ترير مستبعدا المناطق الأخرى – تم تقسيمه إلى ثلاثة مستويات متميزة، عالم المرآة هذا مميزًا أيضًا ولكن على نطاق أصغر لأنه مجرد إسقاط لكهف المحجر من المحتمل أن يكون ناتجًا عن بعض القدرات، بصفتها تاجر ظل لدى بيرل شراكة طويلة الأمد مع شعب المرآة من الطبيعي أن تتاجر بالعناصر القادرة على إنشاء عوالم مرآة خاصة مؤقتة!، عند تذكر الضوء الداكن الذي إنبعث من مرآة موران أفيني قبل وصول بيرل مباشرة تأكدت شكوك فرانكا، عندما أرادت تحذير لوميان والآخرين رأت نسخة شيطانة الأسود المعاقبة تغتنم الفرصة لتعكسها في المرآة، إتسعت حدقة عين فرانكا حيث قامت بتنشيط تقنية إستبدال المرآة قبل أن تجتاحتها النيران السوداء من الداخل.
تكسر!.
إصطدمت المرآة بالأرض متحطمة إلى شظايا لا حصر لها وفي الوقت نفسه تم إعادة تجسيد شخصية لوميان في مكانه.
فشل النقل الآني الخاص به!.
‘هذا بالفعل عالم مرآة خاص إن العثور على مخرج هو السبيل الوحيد للخروج’.
توسع إصبع السيد “K” بالفعل متحولا إلى كتلة من اللحم والدم التي غطت جسد لوميان لتشكل عباءة حمراء غطته من رأسه إلى أخمص قدميه، بصوت مقزز إخترق جسده بجروح بشعة كما لو أنه أصيب بسهام غير مرئية لكن بفضل حماية عباءة اللحم والدم تمكن من البقاء على قيد الحياة، وإلا سيضطر إلى تحريك ظله لإستيعاب تلك الإصابات القاتلة نيابة عنه – بالطبع لا يزال لديه بديل مرآة آخر في جعبته بفضل جينا.
وقفت المراقب بيرل ثابتة بجوار الصخرة البارزة في أعماق كهف المحجر قائلة “أولئك الذين يتحدون المراقب ويحاولون الفرار سيواجهون العقاب”.
عندما فشلت محاولات فرانكا ولوميان في تتابع سريع ألقت جينا حفنة من غبار الفلورسنت.
همست بتعويذة قبل أن تختفي على الفور من المعاقب الذي يرتدي زي رجل دين من كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية، إنطلق ضوء ذهبي حول المعاقب الذي يرتدي رداءًا أبيض مزينًا بخيوط ذهبية منتشرا إلى الخارج في طبقات، عندما وصل الضوء الذهبي إلى مساحة فارغة واجه فجأة عقبة مما أدى إلى تلطيخها بلون ذهبي خافت، شعرت جينا بموجة من الدفء والشجاعة لكن عينيها عكست عمودًا متوهجًا نقيًا ورائعًا من الضوء.
كسر!.
ضربها عمود الضوء ليحوّلها إلى مرآة تحطمت إربًا!.
إنتهز أنثوني الفرصة لتفعيل الإختفاء النفسي مرة أخرى لكن تجسيد شرطي ترير لم يغفل عنه وكأنه يستطيع أن يشم رائحة الخطيئة عليه، إنطلقت صاعقتا البرق من عيون المعاقب مخترقتين روح أنثوني الذي إنتفخت عيونه وفتح فمه.
لم يستطع حتى الصراخ بل وقف مشلولا ومتجذرا في مكانه!.
“مت!” نطق تجسيد شرطي ترير بهيرميس القديمة.
قبض يده اليمنى في قبضة مندفعا نحو أنثوني تاركًا صورة لاحقة في أعقابه.
إنفجار!.
مشبعة بقوة غريبة إصطدمت القبضة برأس أنثوني في ضربة لا مفر منها!.
كسر!.
تحطم أنثوني إلى عدد لا يحصى من شظايا المرآة المتلألئة حينها عادت فرانكا إلى الظهور مرتدية بدلة المغتال، في مواجهة القوة الساحقة لنصف إله وشيطانة الأسود التي لا تمتلك الألوهية وعالم المرآة الخاص المختوم، أخرجت بشكل حاسم عنصرًا من حقيبة المسافر الخاصة بها – درع أطول منها يغطي كامل الجسم باللون الأبيض الفضي.
درع الكبرياء!.
وضعت فرانكا درع الكبرياء أمامها وظهره في مواجهة المراقب بيرل فقد علمت أن نصف الإله هي جوهر المشكلة، إذا ظلت بيرل سالمة فسيظهر معاقب آخر ليقضي عليهم حتى بعد هزيمة الأول بل إنها ستواجه “إتهامًا” مباشرًا.
لاحظت فرانكا أن بيرل تقف بجانب الصخرة البارزة التي لها مدخل ثابت إلى عالم المرآة.
دفعها ذلك إلى الإعتقاد بأن بيرل يمكنها إستغلال الفساد الغزير من ترير العصر الرابع للمطالبة بمدخل ثابت إلى عالم المرآة الذي أنشأته الشيطانة البدائية، لن يسمح لها فقط بالدخول والخروج من عالم المرآة التقليدي بل ربما هو أيضًا بمثابة بوابة إلى عالم المرآة الخاص هذا.
بعد كل شيء يمكن إعتباره هدية من إله حقيقي!.
في اللحظة التي لامست فيها أقدام درع الكبرياء الأرض إستدار فجأة مركزا نظرة غير مرئية على المراقب بيرل.
قفزت فرانكا بسرعة إلى الجانب متجنبة مواجهة ظهر درع الكبرياء!.
إندفع الدرع الفضي الأبيض الذي يغطي كامل الجسم نحو المراقب بيرل مكثفا سيف عريض من الضوء في يده.
—
– في الكاتدرائية المظلمة المجردة من الشعار المقدس للإله:
نمت حبة البازلاء بسرعة متحولة إلى عدد كبير من الكروم الفيروزية السميكة التي حولت المنطقة إلى جنة مورقة من النباتات كأنه غابة من عالم آخر.
قاموا بفصل الجثث المعلقة ومنعوها من الإقتراب من الناسك!.
مدت الحكم التي ظلت صامتة كفها الأيمن وعيناها تتوهجان ببريق ذهبي نحاسي متحدثة بهيرميس القديمة “الدمى المتحركة محظورة هنا!”.
أوقفت الجثث المتحركة حركاتها فجأة حينها مزقت الساحر الفراغ أمامها مغطية إياه بضوء النجوم المتألق لتشكل بابًا ساحرًا.
خلف الباب ظهرت صورة لإمرأة بجانب لوكي الذي خضع لتحول غريب.
سحب لوكي الهواء مخرجا شخصية إمرأة ذات بنية حسية ترتدي ثوبًا أسود مع تاج ذهبي مرصع بالجواهر يزين رأسها، إمتلكت شعر بني مجعد وعينان زرقاوان وجسر أنف مرتفع وشفاه رفيعة مع جاذبية مغرية مثل الشيطانة.
–+–
دعم: chakir