لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 728 - التتبع
إتسعت عيون لوميان وفرانكا وجينا عندما رأوا المصباح الذهبي الغريب حيث قاموا بتخمين جريء.
‘هل يمكن أن يكون 0.05 مصباح الأمنيات السحري؟ نعم عربة اليقطين هي أحد رموز الأركانا الكبرى السيدة الناسك… لديها علاقات وثيقة مع زعيمة فجر العنصر – الإبنة الكبرى للإمبراطور روزيل – والمالك الحالي للمصباح برانديت… ليس خارج نطاق الإحتمال أنها ربما إستعارت مصباح الأمنيات السحري…’ تسارعت هذه الأفكار في أذهانهم.
وسط ذلك سمعوا تحية أنثوني المحترمة “مساء الخير السيدة الساحر والسيدة الحكم”.
بعد أن خرجوا من دهشتهم اللحظية سارع لوميان والآخرون إلى إتباع حذوه مع تحياتهم الخاصة.
“هذه السيدة الناسك” أضافت الساحر بإيجاز.
بمجرد الإنتهاء من المقدمات أخرجت المرأة ذات الفستان البني والياقة المطرزة بالذهب زجاجة نبيذ أحمر من الفراغ مشيرة لفرانكا “أعطني زر الكم وعودوا جميعًا العودة إلى المنزل للحصول على بعض الراحة”.
من الواضح أن مواجهة مراقب مدرسة الحقيقة معركة على مستوى نصف إله لم يكن هذا شيئًا يمكن أن يشارك فيه لوميان وفرقته، لم يكن لدى فرانكا أي نية لفرض هذه القضية لذلك سلمت زر الكم إلى السيدة الساحر في المقابل أعطتها زجاجة النبيذ.
“هذا عنصر غامض يستعيد القدرة على التحمل والروحانية بعد شربه لكن تذكري لا يمكنك شربه إلا مرة واحدة يوميًا أو ستتحولين إلى سكيرة”.
‘أكثر من رشفة وسأصبح سكيرة؟’ فهمت فرانكا والآخرون على الفور المعنى الأعمق وراء التحذير الأخير الذي وجهته السيدة الساحر.
عندما علمت فرانكا إن هناك رشفة واحدة فقط من النبيذ الأحمر الداكن إستدارت لتمرير الزجاجة إلى لوميان فقد أنفق معظم روحانيته.
فركت السيدة الساحر زر الكم المرآة بين أصابعها مع إبتسامة على شفتيها “لا تقلقي لن يتم إكماله فهو يسمى النبيذ بلا قاع”.
‘فهمت…’ رغبت فرانكا في تجربته لذلك قامت بفك الغطاء المعدني الرفيع لشرب النبيذ الأحمر.
عندما إنزلق الكحول الحلو والمر قليلاً إلى حلقها شعرت بالإنتعاش كما لو أنها حصلت للتو على نوم جيد ولم تكن في معركة شرسة مع موران أفيني، في الوقت نفسه لاحظت تسرب سائل أحمر داكن من قاع الزجاجة القديمة مكونًا طبقة رقيقة من النبيذ.
‘إنه حقًا بلا قاع…’ تنهدت فرانكا قبل أن تسلم الزجاجة إلى لوميان ولكن بمجرد أن مدت يدها أصابها شعور مفاجئ بعدم الإرتياح.
تصرفت بناءً على غريزتها فغيرت مسارها لأنها أرادت السماح لجينا بالشرب أولاً ولكن بعد مزيد من التفكير أدركت أنه فعل أكثر سوءًا!.
لا يزال يتعين عليها نقلها إلى لوميان بعد ذلك!.
‘لايهم… لا فائدة من الإنشغال بالأمور التافهة…’ تمتمت فرانكا بلغتها الأم ثم قامت بصنع دائرة بإصبعها حول الزجاجة لتشكل طبقة رقيقة من الصقيع.
مع سقوط الصقيع بشكل طبيعي نقلت النبيذ الذي لا نهاية له إلى جينا التي شربته وقلدّت تصرفات فرانكا ثم سلمته إلى لوميان، تنفست فرانكا الصعداء لكن لوميان لم يهتم بسلوكهما لأنه بقي قلقًا بشأن التصرفات الغريبة للسيدتين الناسك والساحر، أصبحت عيون السيدة الناسك التي حجبتها العدسات مظلمة لكنها ظلت غير مركزة كما لو أنها تحدق في مساحة واسعة، ظهر حولها عدد لا يحصى من بقع الضوء الرائعة كما لو أنها قلصت الكون وأسقطته على الأرض.
“أداء العرافة أو النبوة قبل معالجة الأمور الهامة؟’ أخذ لوميان الزجاجة القديمة وشرب النبيذ الأحمر الداكن.
تعافت روحانيته بسرعة كما لو أنها 6 صباحًا وبطبيعة الحال فإن الجزء من الروحانية المتراكمة الذي إستخدمه لم “يرجع”، تم تخفيف قلق لوميان بشأن نقصه الروحانية وبعد أن شرب أنثوني النبيذ أعاد العنصر الغامض إلى السيدة الساحر، طار التوهج الداكن لزر كم المرآة الممزوج بضوء النجوم ليهبط على عين حاملة بطاقة الأركانا الكبرى، أرسلت السيدة الساحر زر كم المرآة ليطير نحو فرانكا بينما تمد يديها حيث أمسكت بالفراغ قبل فصله عن كلا الجانبين، بدون صوت إنفتح الفراغ مثل غشاء شفاف ليكشف عن الممرات التي شكلتها شبكات العنكبوت من الفراغ والظلام.
هذا عالم مرآة!.
فتحت الساحر بابًا وهميًا لعالم المرآة دون إستخدام مرآة!.
‘هل هذه هي القوة المتقدمة لمسار المبتدئ؟’ تعجب لوميان ورفاقه داخليًا.
نظرت السيدة الساحر إلى السيدة الناسك بجانبها حينها لفت الأخيرة – التي تحمل كرة غزل نابضة بالحياة وغير حقيقية – في يدها اليمنى خيط حول المصباح الذهبي الغريب، بعد ذلك ألقت حاملة بطاقة الأركانا الكبرى كرة الغزل الزاهية والوهمية عبر الباب الذي فتحته الساحر لأنفاق عالم المرآة المظلمة والأثيرية، تدحرجت كرة الخيط بأحد الممرات وسرعان ما إختفت في الأعماق مع بقاء الخيط المتصل بالمصباح الذهبي ليحدد مسارها، قادت الساحر على الفور الناسك والحكم إلى عالم المرآة ليطاردوا كرة الغزل وبعد أن إختفت شخصياتهم أغلق الفراغ الممزق بالقوة بسرعة.
“أعتقد أنني سمعت قصة كرة الغزل من قبل لكن لا أستطيع تذكر إسمها…” تمتمت فرانكا مرة أخرى.
حول لوميان إنتباهه مرة أخرى إلى جثة موران أفيني.
“هل تريد إعادتها ليأكلها إبنك؟” قالت فرانكا بإزدراء “دعنا لا نناقش حتى ما إذا وجب عليه أن يأكل البشر في المقام الأول لكن لحم نسخة المرآة سوف يتحول إلى شظايا… هل تريد حقًا أن يأكل لودفيغ شظايا الزجاج؟”.
“كنت أفكر فيما إذا ينبغي لي أن آخذ مرآة مكياج موران أفيني” هز لوميان رأسه.
—
بعد تتبع الخيوط النابضة بالحياة لفترة من الوقت وصل حاملوا بطاقات الأركانا الكبرى الثلاثة إلى فيلا ريفية تطابق إحداثيات المرآة، رصدوا المرآة المستهدفة على المكتب مع مرآة مكياج لكنهم لم يتوقفوا بل تبعوا كرة الغزل عبر عالم الروح، في غضون 3 ثوانٍ فقط عادوا إلى الواقع ورأوا كرة الغزل الزاهية والوهمية تتوقف عند كاتدرائية مظلمة تفتقر إلى تمثال الإله، تحت قبة الكاتدرائية علق البشر في الهواء متمايلين بلطف فبعضهم كبار وبعضهم صغار وبعضهم رجال يرتدون قبعات نصف عالية، بعضهم سيدات جميلات يرتدين فساتين عتيقة وبعضهم طويلوا القامة بعضلات مثل العمالقة أم بعضهم فمغطى بحراشف رطبة مثل الأسماك.
القاسم المشترك بينهم جميعًا هو عيونهم المغلقة بإحكام وتعلقهم بحبال غير مرئية مثل الجثث!.
في أعماق الكاتدرائية جلس رجل في الثلاثينيات من عمره متوسط الملامح بشعر داكن على كرسي خشبي أسود بذراعين.
بدت هالته وروحه مألوفتين وغير مألوفتين للساحر:
مألوف لأنها تعرفت على لوكي زعيم كذبة أفريل الذي إضطر إلى إستنفاد قيامته!.
غير مألوف لأن الطرف الآخر مغطى بإحساس غريب!.
في تلك اللحظة وقفت شخصية أنثوية ضبابية بجانب لوكي تشبه رسمًا تخطيطيًا بعيون سوداء اللون مثل بحيرة في الليل المعتم.
“كل الفضل لك لأنني وجدت بعض الأمل في العودة” نظر إلى الساحر والناسك والحكم بإبتسامة ترتسم على شفتيه.
قبل إن ينهي لوكي كلماته إنفتحت عيون الجثث المعلقة في وقت واحد – تلك العيون سوداء اللون.
—
– في كهف المحجر مع مدخل ثابت لعالم المرآة:
“إزالة مرآة مكياج موران أفيني؟” رددت جينا كلمات لوميان قبل أن تدرك ذلك “هل تريد معرفة أي من نسخ المرآة سيحاول الإتصال بموران أفيني قبل إنتشار أخبار إختفائه الغامض؟”.
“الصبر فضيلة” أجاب لوميان مبتسما.
بالنسبة للصياد هذه صفة أساسية!.
إنحنى مخرجا مرآة الماكياج من جيب جثة موران أفيني لكن في تلك اللحظة إنفتحت المرآة من تلقاء نفسها!، إنبعث الضوء الداكن من المرآة الزجاجية بحجم كف اليد ليملأ على الفور كهف المحجر ذو الإضاءة الخافتة، في اللحظة التالية رأى لوميان وفرانكا والآخرون شخصية تتشكل بسرعة بجانب المدخل الثابت لعالم المرآة على الصخرة البارزة، إمرأة مذهلة ذات شعر أسود وعيون بنية ترتدي فستان أحمر بطبقات من التطريز يكشف عن مساحة كبيرة من الجلد الأبيض رغم برودة الشتاء.
كشفت المرأة عن إبتسامة ودية تزين وجهها!.
‘بيرل؟ المومس الشهيرة في ترير والممثلة المسرحية من مملكة لوين؟’ أصيب لوميان بالصدمة والضياع.
لم يكن يتوقع أن يلتقي بهذه المومس اللامعة في مثل هذا المكان كما وجدت فرانكا وجينا وأنثوني الموقف سرياليًا ويصعب تصديقه.
في الوقت نفسه تقريبًا فهم لوميان حقيقتين أساسيتين تتعلقان ببيرل.
في المرة الأولى التي لاحظ فيها موران أفيني رأها على موعد مع عشيقها الجديد في المطعم الملحق بالفندق – جميع المومسات وسطاء أو سماسرة سياسيين!.
‘هل يمكن أن تكون بيرل أيضًا عضوًا في مدرسة الحقيقة؟ هل هي المراقب الذي أبلغه جيبوس والتي تملك هبة إله شرير على مستوى نصف إله؟’ من خلال الجمع بين هاتين النقطتين تشكل تخمين في ذهن لوميان ‘إذا أين إنتهى الأمر بالسيدة الساحر والآخرين؟ من يتتبعون؟ الفرار! يجب علينا الفرار على الفور!’.
في تلك اللحظة نظرت بيرل إلى لوميان والآخرين حيث تشكلت إبتسامة على شفتيها متحدثة بكلمات النظام “جرائمكم بقيت دون عقاب!”.
–+–
تم الدعم من طرف : chakir