لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 721 - إستتفاد البدائل
لم تمتلك شيطانة المتعة سحرًا إستباقيًا بالفطرة لكنها إستطاعت تعظيم جاذبيتها إلى مستويات لا تقاوم، في الظروف العادية يمكن لجاذبيتها أن تجعل معظم الرجال غير قادرين على إبعاد أنظارهم ويصبح تنفسهم صعبًا بينما تمتلئ عقولهم بالرغبة.
من المؤكد أن موران أفيني ليس زاهدًا أبدًا لذا إشتعلت شهوته بالفعل بسبب قلادة بياتريس!.
أصبح تركيزه منصبًا فقط على فرانكا الآن أين صار خياله جامحًا مع إحتمالات محيرة لما سيحدث بعد ذلك، خفق قلبه بشدة وتدفق دمه كما تأثرت حركاته بشكل غير منتظم حيث إنبعث وهج يشبه ضوء الفجر من جسده جاعلا فرانكا هدفًا لعقوبته العادلة، عزز هذا نفوذه وقوته الهجومية ضد الشيطانة المغرية فعندما إختارها للعقاب بدا أنه أصبح أطول في عيونها مما أثار الخوف في قلبها، شعرت أنه شخصية هائلة يمكنها إنهاء وجودها بمجرد فكرة لذا تخلت عن الإختفاء محاولة تغيير مكانها بسرعة.
إغتنم موران الفرصة لمد يده اليمنى بينما يتنفس بشدة متحدثا بهيرميس القديمة “سجن!”.
إندفع سائل كهرماني لزج لف فرانكا مجمدا الشيطانة في مكانها داخل سجن شفاف هائل.
كسر!.
تحطم شكل فرانكا لتتحول إلى مرآة مكياج بحجم كف اليد ما سمح لها بالهروب من سجن البالادين التأديبي.
فجأة سيطر هاجس الخطر القوي على موران!.
من خلال إجهاد لياقته البدنية المعززة تحرر من حرير العنكبوت غير الملموس الذي وقع في شركه قافزا إلى الجانب، أخطأ خنجر جينا الجليدي المغطى بلهب أسود غير مقدس هدفه بصعوبة عندما ضربته بكل قوتها من الجانب، إنتقلت عيون موران إلى الساحرة بفستانها وقلنسوتها الداكنين ولم يستطع إلا أن يفكر أنها جذابة للغاية.
‘لم لا أحصل على كلتيهما؟’ جثا موران على ركبة واحدة ومد يده نحو جينا مطلقا أمرا آخر بهيرميس القديمة “سجن!”.
تجسد حاجز غير مادي حولها لم تستطع إختراقه حتى بجسدها الروحي وبدلاً من الإلتصاق بها قام بتكوين خلية شفافة مع كونها في المركز.
أحبط أي محاولة لإستبدال المرآة!.
عند ملاحظة ذلك إختارت جينا عدم ضرب الحاجز الغير مرئي بل غطت نفسها بطبقة من الصقيع لتشكل فراغ دقيق حولها إلى تمثال متجمد.
“سجن!”.
لم يضغط موران أفيني على الفور بسبب تفوقه ضد جينا بل ثبت عيناه المحتقنتان بالدم على فرانكا ليحصر المساحة المحيطة بشيطانة المتعة، ظلت فرانكا غير مستجيبة رغم تصاعد النيران السوداء منها حيث تجمعت طبقات من الصقيع لتشكل تابوتًا قويًا وشفافًا.
لف حرير العنكبوت الشفاف حولها مغطيا الصقيع في شكل حلزوني!.
على الرغم من حيرته بسبب السلوك الغريب لشيطانة المتعة إلا أنه بقي راضيًا عن نجاح سجنه متحايلًا على تأثيرات إستبدال المرآة، بتحركات مشوهة إلى حد ما إندفع نحوها بينما عقله يفكر في الرغبة التي سيطلق لها العنان ونتائج إخضاعها.
كاد أن ينسى وجود المتفرج أنثوني الذي إنزلق إلى نقطة عمياء!.
‘لا يهم سأخضع الشيطانتين أولاً!’ في اللحظة التي خطرت فيها هذه الفكرة بذهنه تردد فجأة في أذنيه لحن خافت.
خرج لوميان من الظلال مع سيمفونية الكراهية السوداء على شفتيه.
حظر الإخفاء لم يجبره على الكشف عن نفسه لأنه لم يكن غير مرئي من البداية بل تحول شكله فقط إلى كائن ظل إمتزج مع الظلال!.
درس لوميان وجه موران أفيني الذي شوهته الرغبة مقتربا بإبتسامة بينما يعزف اللحن بقوة مكثفة.
بالنظر إلى حالة موران أفيني فهو على يقين من أن إستغلال سيمفونية الكراهية لنقاط الضعف من شأنه أن يؤدي بلا شك إلى تأجيج رغبات الطرف الآخر، لم يكن إستخدام قدرات مستولي القدر معها أمرًا ضروريًا فوسط الموسيقى المفعمة بالحيوية أصبح جسد موران أفيني جامدًا فجأة.
مع ضجيج تكسر قام موران بإستدعاء إستبدال المرآة لتحمل الإعتداء المميت تقريبًا نيابة عنه!.
ظهر شكل موران أفيني خلف لوميان لكن أداء الأخير إستمر وظلت الشهوة المتفجرة التي تجتاح الأول بلا هوادة.
كسر! كسر! كسر!.
إنكسر شكل موران أفيني مرارًا وتكرارًا مثل المرآة وأعيد تجسيده رغم اللحن المتسارع بإستمرار دون أن يتمكن من الفرار من المنطقة المجاورة، لم يستطع تضييع لحظة لعرقلة سمعه حيث تغلغلت نغمات سيمفونية الكراهية الآسرة في كل زاوية من الفضاء خلف المرآة، جلس أنثوني في الزاوية مستخدمًا كمامة أعدها مسبقًا لحماية أذنيه وقام بتنويم نفسه مسبقا للغوص في نوم عميق.
لهذا السبب تجنب لحن لوميان القاتل الذي لم يستثنِ صديقًا ولا عدوًا!.
على الرغم من إستعداداته ظهرت قشور التنين ذات اللون الأبيض الرمادي بشكل لا إرادي على جلده.
كسر! كسر!.
تم أخيرًا إستنفاد عملية إستبدال المرآة التي قام بها موران أفيني لذا ترنح عقله بسعادة غامرة وموجة من النشوة.
إرتجف جسده من الألم والنشوة!.
تسرب الدم من أنفه وعينيه وأذنيه وفمه وتدفق لعابه ومخاطه ودموعه دفعة واحدة كأنه يتأرجح على حافة الإنهيار، ظهر لوميان خلفه مخفضا سيمفونية الكراهية قبل أن يشخر ليضربه شعاعان من الضوء الأبيض مما أدى إلى فقدانه بلوعي، لم يمنحه أي فرصة لتسخير قواه الفريدة لإيقاظ نفسه بل أخرج جلد كلب من حقيبة المسافر ولفه على رأس العدو المتداعي تدريجيًا.
“كلب!” أعلن لوميان بهيرميس.
بوميض غامض إختفى موران أفيني وحل محله كلب ضخم ذو فراء أسمر!.
وسط الضربة الغير ملموسة إنهار الكلب على الأرض مستلقيا على خاصرته فاقدًا للوعي حينها إبتسم لوميان منحنيا لإلتقاطه، بعد أن شهد أنثوني ذلك قام بخلع الكمامة التي تغطي أذنيه بالكامل وتخلصت جينا من طبقات الصقيع المزدوجة التي تغطيها، تأخرت فرانكا قليلا لكن بعد بضع ثوان تمزقت الشرنقة ليتبدد التابوت الجليدي بلا ضجيج مما دفع اللهب الأسود إلى التفرق.
نظرت إلى لوميان وجينا بدهشة وسرور قائلة “ربما خضعت جرعة المتعة الخاصة بي لعملية هضم كبيرة!” ما أن أنهت بيانها حتى قرصت أنفها وتفقدت المكان الذي وقف فيه الكلب الضخم بين ذراعي لوميان “أنا أعرف ما يحدث… لا بد أنه تذوق المتعة الحقيقية – المتعة المطلقة علاوة على ذلك هذه “المتعة” نابعة مني”.
“خاطر بحياته حتى يسعى وراء المتعة التي منحتها إياه متحملًا نفس العذاب المؤلم” تردد لوميان للحظات قبل أن يجيب “في النهاية حصل على المتعة التي يطمع فيها وإن لم يكن بالطريقة التي أرادها لكنه دفع ثمنا غاليا”.
“إنه أيضًا متجاوز في التسلسل 5” علقت فرانكا بإبتسامة حزينة “للأسف لم أكن الشخص الذي يستخدم سيمفونية الكراهية وإلا لتم هضم جرعة المتعة الخاصة بي بالكامل، المتعة تولد الألم واللذة تجذب الناس إلى الفساد إن المتعة تشبه لهب شمعة يجذب العثة…” عند هذه النقطة خفضت صوتها وتمتمت بلسان غير مألوف “الشهوة لعبة خطيرة…”.
لم يكن لدى فرانكا أي ندم مفرط فمن بينهم لوميان فقط من يستطيع تحمل التكلفة السلبية لسيمفونية الكراهية.
“بما أننا نجحنا فلنغادر بسرعة” قام أنثوني بمسح المناطق المحيطة بينما يحث فرانكا بهدوء.
إقتربت جينا بالفعل من لوميان الذي قام بتخزين سيمفونية الكراهية.
“حسنا” أومأت فرانكا برأسها متخذة عدة خطوات إلى جانب لوميان لتمسك بذراعه.
في الوقت نفسه إشتعلت النيران السوداء خلف المرآة وفي غضون ثوان خرج الرباعي من البوابة الثابتة إلى عالم المرآة بكهف المحجر، وضعت فرانكا اللمسات الأخيرة لمكافحة العرافة والتدابير المضادة للنبوءة قبل أن يتم نقلهم إلى مكان الإقامة الآمن بالمنطقة الإدارية.
“قلادة بياتريس لم تعد قادرة على إثارة الشهوة…” تنهدت فرانكا.
لا يمكن لقلادة بياتريس أن تثير مثل هذه الرغبات إلا مرتين – الهدف الأول هو غاردنر – لذا بالنسبة لها هذا يدل على فقدان وسيلة مساعدة قوية.
“كم هذا مؤسف” أومأت جينا برأسها قليلاً “يبدو أن شيطانة المتعة ومدمن الجنس في مسار شجرة الرغبة الأم يمكن أن يشكلا شراكة مثالية وفعالة”.
“لسوء الحظ لا أستطيع الحصول على هبة شجرة الرغبة الأم خلاف ذلك…” صمتت فرانكا فجأة حيث مرت عبارة مماثلة في أذهان لوميان والآخرين: الشيطانة المدمنة للجنس!.
قالت فرانكا متنحنحة مرتين “لا يسعني إلا أن آمل أن تمنح شجرة الرغبة الأم هبات مماثلة” إلتفتت إلى الكلب الضعيف الذي لم يتحرك بعد وفكرت لفترة وجيزة قبل أن تقترح “أعطه مصل الحقيقة أولاً ثم إجعل أنثوني يصادقه”.
‘نهج متشعب؟ نعم نستخدم تعويذة توجيه روح المرآة السحرية كخطوة إحترازية…’ أومأ لوميان برأسه متذكرًا “الإنتقادات” التي وجهتها شيطانة الأسود إلى فرانكا “لا داعي للإستعجال سأستجوبه بعد زيارة السيد K لا بد أن لديه دوافعه لإستهداف موران أفيني فجأة، فقط من خلال التشاور معه يمكننا إستخلاص معلومات إستخباراتية أكثر صلة للإستعمال اللاحق”.
“حسنا” أومأت فرانكا والآخرون بالموافقة.
—
– 19 شارع شير في المقر الرئيسي لمجلة النفسي:
نزل لوميان من العربة مرتديًا قميصًا قطنيًا أزرق فاتح بعد تغيير ملابسه ودخل إلى المسكن الأبيض الفاخر المكون من 6 طوابق.
–+–
تم الدعم من طرف : chakir