لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 713 - بين الأبيض والأسود
بعد تحذير تيرميبوروس شعر لوميان بوجود خطأ ما!.
خرج الحارس ببطء كما لو أنه يشعر بالقلق من أن التحرك بسرعة كبيرة سينبه لوميان قبل الأوان إلى حدوث أمر غير طبيعي، الغريب أنه لم تظهر أي دوامة ضخمة من أعماق النفق المظلم الفارغ لتمنعه من الهرب إلى مرآة أخرى، راقبه لوميان يرحل ملقيا نظرة سريعة على ظله المستعاد ومبعدا المسدس النحاسي المأخوذ من العدو، أخرج قفازات الملاكمة من حقيبة المسافر الخاصة به ووضعهم بوتيرة محسوبة، بعد لحظة إجتاحت النيران البيضاء المشتعلة جسد لوميان متحولا إلى رمح ناري إندفع نحو ظهر الحارس، تحققت مخاوف الحارس لذا هرب بسرعة على إستعداد للتحول إلى ظل متجها إلى أعماق النفق المظلم بعد وضع 5 أفخاخ، بعد ذلك سيقوم بإستخدام إنتقال المرآة مبتعدا تمامًا قبل أن يعود إلى المرآة المحددة مسبقًا.
عندما تبددت النيران التي تشكل الرمح الأبيض المحترق ظهر لوميان.
عاد ظل الحارس إلى الحياة ليثبت الجسد الذي لم يتحول بالكامل إلى ظل ويمنعه لفترة وجيزة من الإنقسام إلى 6 أشكال منفصلة، إضطر إلى البقاء في مكانه حينها تقدم لوميان مندفعا أمام الحارس المرعوب وقام بالتناوب بين اللكمات والضربات.
إنفجار!.
زادت لكمة لوميان الأولية من خوف الحارس محررا الهدف نفسه بصعوبة من تشابك ظله.
إنفجار!.
أثارت لكمة لوميان التالية على الفور خوف العدو المتوتر بالفعل فلم تكن هذه صدفة من الواضح أن خوف الحارس تجاوز المستويات الطبيعية، تنبأ لوميان بعينيه الفضيتين بالمستقبل مستغلا هذه الثغرة لوضع الخوف في ذهن خصمه بينما يلكمه، اللكمة الأولى أدت إلى تفاقم الوضع والثانية زادت الإحتمالات بشكل كبير حتى نجحت في إثارة الخوف، توقف قلب الحارس لفترة وجيزة من الخوف المتفجر وأصبح عقله فارغ بينما يتدفق الدم من أنفه، عند رؤية ذلك أخرج لوميان جلد الغنم الطقسي من حقيبة المسافر الخاص به لإلقاه فوق رأس الحارس.
بعد ذلك مباشرة نطق تعويذة التنشيط بهيرميس “خروف!”.
وسط وميض قاتم تحول الحارس إلى خروف ذو صوف أبيض فاتح ورمادي خائف بأعين محتقنة بالدماء.
نزع قفازات الملاكمة معيدا إياها إلى حقيبة المسافر قائلا “إذن هل تعتقد أنني سأطلق سراحك مقابل سلاح تافه؟”.
إنحنى إلى الأسفل ملتقطا الخروف الضعيف ثم عاد إلى المرآة في مكتب موران أفيني محاولًا الخروج.
لم يكن قادراً على الدخول أو الخروج من المرايا كما أنه ليس متأكداً من أنه يستطيع المغادرة بهذه البساطة، غالبا سيستخدم علامة المرآة وإنتقال عالم الروح المعد مسبقًا للإنتقال مباشرة إلى مخرج عالم المرآة الفريد والدائم بتحت أرض ترير، سينتقل بعد ذلك فوريًا لتحديد موقع فرانكا فهذا من شأنه تجنيبه أي مشاكل وراء المرآة، تلاشت رؤية لوميان حينها ظهر في مكتب موران أفيني مع الخروف الخائف لذا هرع إلى النافذة وفتحها بحذر، ظهرت فرانكا عند حافة النافذة الصغيرة بعد أن تحطم إستبدال المرآة حيث إختارت التحقق من شريكها.
“هل أنت بخير؟” همست فرانكا.
“سنناقش الأمر لاحقًا” رمى لها لوميان الخروف.
أمسكت فرانكا بالخروف على الفور مختفية معه في الظل ولم يكن لوميان في عجلة من أمره حيث إرتدى القفازات متخلصا من الآثار التي تركها وراءه، سرعان ما عادت فرانكا بإستخدام تمثال الشيطانة البدائية ومرآتها وسحر الشيطانة الأسود للتعامل مع الجزء المضاد للعرافة ومكافحة النبوءة.
—
– في نفق مهجور قريب من مدخل عالم المرآة الدائم تحت أرض ترير:
نظرت فرانكا التي أطلعها لوميان إلى الخروف المرتجف متحدثة بلهفة “كيف ينبغي لنا أن نحقق؟ هل يجب أن أقوم بتجهيز آلة كاتبة ميكانيكية مثل المرة السابقة؟… نفد منا مصل الحقيقة”.
حدق أنثوني بنظارات ذات إطار ذهبي والزي المخضرم في الخروف لبضع ثوان قبل أن يجيب “سأتحدث معه”.
“هل يجب أن نخرج أولاً؟” سألت جينا بحذر.
“لا أمانع في مراقبتكم لكنه سيشعر براحة أكبر مع عدد أقل من الأشخاص مما يسهل التواصل” وافق أنثوني بإيماءة.
‘هل يخشى أن حضورنا سيخيفه ويؤثر على التنويم المغناطيسي؟’ خرج لوميان من النفق المظلم المغلق جنبًا إلى جنب مع فرانكا وجينا.
بعد فترة سرعان ما ظهر الخروف مع أنتوني بدون خوف أو توتر.
“يمكنك إلغاء تعويذة خلق الحيوان إنه يدرك أننا نتصرف بما يحقق مصلحته” قال أنثوني للوميان مبتسمًا “يرغب في المساعدة بشرط أن نتجنب المواضيع التي من شأنها أن تؤثر على إيمانه بالإله أو على حياته غير ذلك حينها سوف يتحدث بأمانة”.
أومأ الخروف برأسه مؤكدا كلمات أنثوني.
حدق لوميان في فرانكا وجينا ورأى مشاعر متطابقة في أعينهما.
المنوم المغناطيسي مرعب حقا!.
المتفرج مرعب حقا!.
‘بالفعل…’ تأمل لوميان داخليًا ثم نظر إلى الخروف متحدثا بهيرميس “جلالته”.
بوميض داكن إختفى جلد الخروف تلقائيًا ليتجسد الحارس أمام لوميان والآخرين نصف جاثم.
وضع لوميان جلد الخروف بعيدًا بينما يسأله مبتسمًا “ما إسمك؟”.
“جيبوس لاتا” أجاب الحارس بلا مبالاة كما لو أنه يتحدث إلى صديق.
سأل لوميان حاملا مصباح الكربيد بحرارة “هل كنت تحرس موران أفيني؟”.
“نعم” أجاب جيبوس لاتا بصراحة “أخفيت نفسي خلف المرآة لمراقبة الخارج لمنع وقوع حوادث مؤسفة من عالم المرآة، أردت التأكد من عدم إكتشاف موران أفيني غو تعرضه لكمين عندما يستخدمها للقيام بأشياء محددة في مواقع مختلفة”.
‘الأمن مشدد إلى حد ما لا توجد نقاط ضعف واضحة…’ تمتمت فرانكا وأخذت زمام المبادرة في عرض سحر شيطانة المتعة الخاص بها بينما تسأله مبتسمة “إلى أي منظمة تنتمي؟”.
إنجذبت عيون جيبوس إلى فرانكا ليجيب بشكل إنعكاسي “مدرسة الحقيقة”.
“الحقيقة؟” تقوس حاجب لوميان الذي لم يقابل جيبوس لأنه نظراته إنتقلت بين الشيطانتين.
“نعم الحقيقة” بتزايد جديته خاطب فرانكا وجينا بلهجة تبشيرية “ما هي في إعتقادك خلفية هذا العالم؟” تابع دون إنتظار رد الشيطانتين “إنه ليس أبيض أو أسود… ليس نورًا أو ظلامًا… إنه اللون الرمادي بين الأبيض والأسود،.. الضباب بين النور والظلام… إنه الظلال والتدفق والفوضى!”.
‘سمات المسار المقابل؟’ كونه على دراية جيدة بالغوامض قام لوميان بتغيير التروس بعناية “هل أنت على علم بهوية موران أفيني؟”.
هذه أولويتهم القصوى الآن!.
أومأ جيبوس برأسه بشكل عرضي كما لو أنه يتحدث مع صديق “بالتأكيد إنه جزء من عائلة تمارا تم إستبداله بنسخة مرآة من تحت أرض ترير”.
“لماذا التعاون معه؟” تساءلت فرانكا.
“ألم أقل لكم؟” ضحك جيبوس “خلفية هذا العالم ليست بيضاء أو سوداء بل رمادية إذا كان التعاون مع نسخ المرآة يسمح لي بالوصول إلى هدفي فلم لا؟”.
“ما هي مدرسة الحقيقة؟” إستفسر لوميان بسرعة.
حدق جيبوس في وجه فرانكا وعينيها الزرقاوين قائلًا “نحن نسعى للإستفادة من موران أفيني والنخب الأخرى للسيطرة ببطء على حكومة إنتيس مما يسمح لهذه الأمة بإمتلاك النظام والظلال بالإضافة إلى قناة للإتصالات بينهما، نحن نحترم القانون لكن ذلك لن يمنعنا من كشف الثغرات القانونية وإستخدام أساليب مختارة لتسوية الأمور قبل كشفها هذه هي أيديولوجيتنا” بدا أن جيبوس يعظ الشيطانتين.
‘كم هم طموحين…’ تنهدت جينا داخليًا.
“لماذا السيطرة على الحكومة؟” سأل لوميان مبتسما.
“ممارسة الحقيقة والقرب منها طقوس لإرضائها” أجاب جيبوس بتعصب “بالإضافة إلى ذلك يجب علينا إستخدام حكومة إنتيس وآخرين لتحديد ثلاثة أشياء”.
“ما هم؟” سألت فرانكا بفضول.
“أولاً أدلة عن السماء الساقطة إنها في المدينة القديمة مختومة تحت الأرض فقط من خلال السيطرة على حكومة إنتيس يمكننا فتحها بالكامل” أجابها جيبوس بكل سرور.
‘السماء الساقطة… ما هذا؟’ تبادل لوميان وفرانكا وجينا وأنثوني النظرات مدركين أن أحداً لم يسمع هذا المصطلح.
“ثانيًا ضريح روزيل الأخير” تابع جيبوس.
‘ضريح الإمبراطور روزيل؟’ إتسعت حدقات لوميان.
“هل لديك أية أدلة؟” سألت فرانكا بلهفة.
“لا أعرف” هز جيبوس رأسه بصدق “ليس لدي أي دليل على ضريح روزيل وليس لدي أي فكرة إن عثر المراقب على أي شيء”.
‘المراقب…’ حفظ لوميان والبقية اللقب في الذاكرة.
نظر جيبوس من فرانكا إلى جينا ثم عاد إلى فرانكا “ثالثًا المصباح… مصباح الأمنيات السحري”.
‘مصباح الأمنيات السحري؟’ قام لوميان بفحص فرانكا حيث رأى شيطانة المتعة تظهر تعبيرا فارغا أيضًا.
أضاف جيبوس مبتسمًا بأسلوب مبهرج “مصباح الإمنيات السحري هو قطعة أثرية مختومة رقمها هو 0.05!”.
–+–