لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 710 - التواصل
لم يتفاجأ لوميان عندما أمسكت اليد المبللة بمعصمه حتى أنه ضحك “ليس سيئًا لطخت معصمي فقط ولم تفسد ذراعي بأكملها”.
سحب بكل قوته رغم القوة الثقيلة غير الطبيعية التي تعارضه حيث تضخمت عضلاته وبدا أن جسده ينمو بشكل أكبر قليلاً، أخيرًا رأى الشكل الملطخ بالدماء في السترة يُسحب من المرآة حيث ظهر ضباب أسود مزرق على جلد الماعز الذي يحتوي على العقد المشؤوم، إشتعلت النيران في العقد من تلقاء نفسها قبل أن تتحول إلى رموز وكلمات فضية سوداء إرتبطوا معًا، أدى هذا إلى خلق نمط معقد ووهمي مر فجأة عبر ملابس لوميان قبل أن يستقر بين صدره وبطنه.
بعد أن قام بسحب جاك الدموي من المرآة إستوفى طلب الطرف الآخر لذا تم تنفيذ العقد تلقائيًا!.
في تلك اللحظة رفع جاك الدموي الذي وضع قدمه أمام المذبح رأسه محدقا في لوميان بينما يرفع الفأس الذي يقطر بالدم بكلتا يديه، لمعت عيون لوميان بلون أسود حديدي عكس شخصية جاك الدموي ذات لونين، أحدهما أحمر زاهي يغلف كل شق في جسده والآخر أبيض شاحب لا يزيد حجمه عن الإبهام موجود في البطن.
أحيط بطبقات من اللون الأحمر الفاتح!.
‘يشبه إلى حد كبير الكاهن كالي في حالة الروح الغير متحولة ولديه نقطة ضعف واحدة فقط لكنها ليست في جسده الروحي إنها مخفية في شكله الجسدي… يبدو أنه يتكون من دم لزج بغض النظر عن مدى الضرر أو فقدان الدم الذي يتحمله طالما بقيت نواته دون أن تصاب بأذى فلن يتأثر… إنه يحمل بعض التشابه مع أسقف الورود في مسار مسترق الأسرار لكنه يمتلك قدرات مرتبطة بالمرآة…’ لاحظ لوميان بينما سلسلة من الأفكار تتسارع بهدوء من خلال عقله.
أظهرت عيون جاك الدموي الحمراء التي تشبه شبكة العنكبوت تعبيرًا قاسيًا ومتعطشًا للدماء حيث رفع فأسه مأرجحا إياه على جسد لوميان.
“تمت الصفقة الآن سأقتلك!”.
إنفجار!.
أخطأ الفأس لوميان مصطدما بأرض كهف المحجر مما أحدث شقًا عميقًا حيث تطايرت الحصى والأوساخ، بمرونة ملتوية تجاوزت الحدود البشرية تحرك لوميان خلف جاك الدموي وبحركة سريعة من ذراعه لكمه بقبضته اليمنى، إرتفعت النيران البيضاء المشتعلة مثل ذيل ملتهب يلف قبضته ويلتف حول ساعده.
ضرب!.
شعرت قبضة لوميان كما لو أنها سقطت في مستنقع كلما تعمق أصبح موحلا ولزجا.
إنفجار!.
قام بتفجير النيران البيضاء المشتعلة المحيطة بقبضته مما أدى إلى فتح ممر حيث غاصت قبضته وساعده في تجويف جاك الدموي متوقفة عند البقعة البيضاء الشاحبة، عندما أراد جاك الدموي أن يستدير ويأرجح بفأسه تجمد قبل أن يتفكك جسده بسرعة متحولا إلى دم متجمد سقط على الأرض، إلتوى الدم وتجمع مرة أخرى في شكل جاك الدموي ولكن لا تزال هناك فجوة في بطنه لا يمكن ملؤها، عند رؤية ذلك إشتعل جسد لوميان بلهب أبيض جاهز للهجوم بكل قوته لكن جاك الدموي تحول على الفور إلى أثيري متراجعا إلى مرآة المذبح، ضحك لوميان متخليا عن المطاردة ومنهيا طقوس الإستدعاء فقد تم تحقيق هدفه بإكتساب قدرة المتعاقد – علامة المرآة!.
في السابق لاحظ نهر قدر جاك الدموي ليس لجمع معلومات عنه بل للتحقق من كون ذلك المخلوق الغريب يمتلك الألوهية أم لا!.
إذا لم يمتلك جاك الدموي الألوهية فيمكن أن يكمل لوميان بعض المعاملات المحفوفة بالمخاطر معه للتحايل على متطلبات 99 تضحية حية، إذا إمتلك الألوهية فإنه بلا شك سيعاني من رد فعل عنيف لكنه محمي بالطقوس وتحت إشراف السيد الأحمق لن يتأثر بشكل كبير، لهذا السبب تجرأ على الموافقة على سحب جاك الدموي من المرآة مما سمح له بعدم تقييده من قبل الطقوس بعد الآن، إتضح أنه طالما أن الطرف المتعاقد يمكنه التواصل بشكل طبيعي فإن السعر الذي يجب دفعه عند التوقيع سيكون أقل بكثير – لم تكن هناك طريقة لتجنب الآثار السلبية تماما، على الرغم من أنه حصل على علامة المرآة إلا أن ذلك سيجعله عرضة لجذب الأحداث غير الطبيعية والمخاطر الغريبة المتعلقة بالمرايا، بسبب إنتشار الصدع الذي أحدثه جاك الدموي إلى جدار الروحانية تفكك تدريجيًا حينها إغتنمت فرانكا الفرصة للإستفسار بفضول عما حدث.
قدم لوميان وصفًا موجزًا عن “مفاوضاته” مع جاك جاك الدموي “عملت بجد للوصول إلى التسلسل 5 حتى تتمكن هذه المخلوقات الشريرة من التواصل معي بهدوء”.
“هل تسمي هذا هدوء؟” لم تستطع فرانكا مقاومة الضحك “لولا التعامل مع موران أفيني لما إعتبرت علامة المرآة خيارًا حكيمًا فلن تستفيد منها كثيرًا إنه مثل إضاعة فرصة عقد”.
هذا بسبب إفتقار لوميان إلى القدرات المتعلقة بالمرآة.
بدون مدخل عالم مرآة ثابت لن يتمكن من المرور عبر المرايا ناهيك عن إستخدام علامة المرآة لتحديد موقع هدفه.
“القطعة الأثرية المختومة المقابلة لخاصية تجاوز هيسوكا قد يكون لديها القدرة على التحويل إلى روح يمكن إستخدام علامة المرآة لإستكمالها” رد لوميان دون إنزعاج.
“دعنا نأمل أن يكون هذا هو الحال” قالت فرانكا بتنهد “لهذا السبب لا يمكن مقارنة المتعاقد بالراعي بمجرد توقيع العقد وإكتساب القدرة ستصبح عالقا معها، حتى لو أصبحت هذه القدرة عديمة الفائدة فإنها لا تزال تشغل حيزًا وتجلب التأثيرات السلبية المرتبطة بها”.
تم إكتساب العديد من القدرات لتلبية إحتياجات محددة لفترة محدودة وبعد تلك الفترة ستصبح في كثير من الأحيان عديمة الفائدة، على سبيل المثال لا يمكن إستخدام وجه نيسي إلا في بعض الأحيان أثناء القتال بعد حصوله على قرط كذبة.
“من قال أنني لا أستطيع التخلص منها؟” إبتسم لوميان.
“آه…” تفاجأت فرانكا.
“عند قتل هدف العقد سيتم إلغاء العقد تلقائيًا” إنحنت شفاه لوميان في إبتسامة مشرقة.
صدمت فرانكا وجينا داخليًا.
“جيد جدًا إحتفظ بهذه الابتسامة” بعد لحظة مازحت فرانكا “هذه إبتسامة مهووس بالقتل – لا حاصد الأرواح”.
“لا عجب أنك لم تقتل جاك الدموي بل أخفته لأنك قلق من إختفاء القدرات المكتسبة حديثًا على الفور” أومأت جينا برأسها “ألم تذكر أنك تخطط لإكتساب 3 قدرات هذه المرة؟ هل فكرت في أخر قدرتين؟”.
“نعم” لم يكن لوميان في عجلة من أمره لإكمال الطقوس الثانية لذلك تحدث بشكل عرضي “إحداهما لتعزيز قدراتي الدفاعية أو الإستبدال بينما الآخرى للتعامل مع مخلوقات اللاموتى ومع ذلك سأحتاج إلى التفكير في الأخيرة لاحقًا”.
تناول الأول إفتقاره إلى الدفاع الجسدي بينما عوض الأخير وسائله غير الكافية للتعامل مع الروح ومخلوقات اللاموتى.
“قدرات الإستبدال…” قالت فرانكا مبتسمة “فقط قم بتوقيع عقد مع روح أو شيطانة أو متنبئ منتصف التسلسل بعد وفاتهم”.
“هل تعتقدين أنني لم أفكر في ذلك؟ بصرف النظر عن روح شيطانة شريرة يشتبه في أنها قديسة لا يوجد شيء متعلق بالشيطانات أو المتنبئين” سخر لوميان “أنا بالتأكيد لا أستطيع التعامل مع الآثار السلبية لنصف إله في مستواي الحالي”.
“ربما يمكن التحكم في الأمر” لمعت عيون فرانكا “ربما لن تؤدي التأثيرات الضارة إلا إلى تغيير جنسك”.
“ماذا تقصدين بـ إلا؟” أراد لوميان إستفزاز فرانكا بسبب عقلية “الحياة قصيرة فلم لا تجرب” لكنه ضبط نفسه أمام جينا.
“هل يمكنك فقط توقيع العقود مع مخلوقات عالم الروح أو المخلوقات الغريبة؟” خطرت ببال فرانكا فكرة “ألا يمكنك توقيع عقد مع إنسان؟ يمكنني مشاركة قدرة إستبدال المرآة معك”.
هذه هي المرة الأولى التي يفكر فيها لوميان في هذا السؤال!.
“المعرفة الباطنية ذات الصلة لا تمنع ذلك لكن لا يهم” بعد التفكير للحظة قال “ربما يكون لعقد الحتمية بعض الفساد أو التأثير الخفي”.
“هذا صحيح” ظلت فرانكا عقلانية وعندما أجابت برز سؤال آخر في ذهنها ‘إذا وقعت عقدًا معه بالفعل فما نوع الآثار السلبية التي سألحقها به؟’.
“لماذا يجب أن تنتظر من أجل القدرة على التعامل مع اللاموتى؟” لم تكن جينا سريعة البديهة مثل فرانكا لذا بإمكانها التركيز فقط على الأمور العملية.
“نظرًا لأن مخلوقات عالم الروح والمخلوقات الغريبة تخشى تنقية ضوء الشمس وليس لديها قدرات مماثلة فلا يمكنني سوى التفكير في الحصول عليها من مجال الموت” ضحك لوميان “هناك هدف عقد جيد”.
“الظل المدرع؟” أدركت فرانكا “هل أنت قلق من أن إعطائه الكثير من الذهب سيجعل التواصل المستقبلي خارج نطاق السيطرة؟”.
“أنا أيضًا أنتظر القطعة الأثرية المختومة المصنوعة من خاصية تجاوز هيسوكا” أومأ لوميان برأسه “إذا إرتبطت بالروح فلن أحتاج إلى قدرة العقد المقابلة”.
بعد الدردشة لفترة من الوقت أعاد لوميان بناء جدار الروحانية لإستدعائه الثاني.
هذه المرة إستدعى: «مخلوق غريب يتجول فوق العالم… كائن قوي لا يمكن تصوره… مخلوق ضخم لا يستريح أبدًا».
بعد تلاوة التعويذة ظهرت “قمة” مصنوعة من طبقات من اللحم عند الباب الغامض.
إرتفاعها غير معروف لكنه لم يتمكن من الظهور بالكامل مما تسبب في إهتزاز الباب الوهمي والغامض، بعد التحدث بلغة القدر الغامضة حصل على المعلومات المقابلة حيث يمتلك “جبل الجسد” هذا بالفعل القدرة على تعزيز دفاع الفرد، يمكن أن يقوي جسد المرء ليكون مثل الفولاذ أو الصخور ولكن الجانب السلبي المقابل هو أن تكون سرعة الحركة بطيئة مثل سرعة السلحفاة العادية.
لم يكن أمام لوميان خيار سوى الإستسلام لأن هدفه البديل هو رسوله التائب باينفيل.
وفقًا لمعلومات الرسول التي قدمتها السيدة الساحر لدى باينفيل القدرة على إعادة ظله إلى الحياة والتبديل بينه وبين جسده في اللحظات الحرجة.
–+–