لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 702 - مستولي القدر
قبل أن تتاح للوميان الفرصة لقول أي شيء روت فرانكا بفارغ الصبر الأحداث التي تنطوي على طاوي العالم السفلي خلال مهرجان الأحلام.
“إن التفاعل بين عالمينا أكثر تعقيدًا مما كنت أتخيله!” شرحت فرانكا بحماس “من سيظن أن هناك نقطة تفاعل أخرى تتجاوز ينبوع المرأة السامرية وكلها مرتبطة بذلك النهر الوهمي الغامض” فكرت فرانكا بصمت “من المؤسف أننا لم نتمكن بعد من تحديد مكان الرجل الذي يُعتقد أنه من عالمنا والذي شوهد في المستوى الرابع من سراديب الموتى، على محمل الجد لم يستغرق 007 – لا كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية كل هذا الوقت؟ لم يتعقبوا حتى الخائن الذي عمل مع كذبة أفريل…” بمجرد إنتهاء فرانكا من التحدث قدم لوميان شرحًا موجزًا لأصول القبر الأسود والجثة القديمة.
إستمعت هيلا التي لا تزال ترتدي ملابس الأرملة السوداء بإهتمام بينما تومئ برأسها بلطف “من الواضح الآن أن النهر الوهمي ليس إشارة إلى نهر ستيكس يجب أن يكون شيئًا أكثر أهمية من ذلك بكثير”.
“قطعاً” لم يتفاجأ لوميان من تصريح هيلا “القبر القديم الأسود لا يجسد فقط قوة مسار الموت كما أنه يمثل مسارات الليل الدائم والمحارب”.
في العالم الحالي جميع الأساطير المحيطة بنهر ستيكس مرتبطة بالموت!.
تكهن لوميان بأن هذا يشمل كائنات مثل المستحق السماوي وشجرة الرغبة الأم والأم العظيمة المرتبطين بمسارات مختلفة.
“إذا إتضح أن الظل المدرع على حق فإن طاوي العالم السفلي في حالة محفوفة بالمخاطر” نظرت هيلا إلى فرانكا بصمت للحظة قبل أن تتحدث “إذا أردت التفاعل معه فيجب عليك توخي الحذر الشديد والتأكد من أن لديك طريقة للهروب من المنطقة المقابلة”.
وصف الظل المدرع طاوي العالم السفلي بأنه “ضحى بنفسه لدخول النهر” مما يعني التضحية بالشكل الجسدي أو الحياة.
“أعلم سأفكر أكثر في هذا الأمر بمجرد وصولي إلى التسلسل 5” أطلقت فرانكا تنهيدة ‘تم هضم جرعة المتعة إلى حد كبير مؤخرًا حتى بدون فرص إضافية يمكنني البدء في التحضير لطقوس التقدم إلى شيطانة المصيبة بعد 3 أشهر…’ خطرت في ذهنها فكرة متعجرفة ‘أحتاج إلى البدء في جمع مكونات الجرعة الضرورية الآن… لا أستطيع أن أخبر لوميان إن التفاخر سيجعلني أبدو فظة وغير محترمة لجينا…’.
تناوبت نظرة لوميان الفضولية بين هيلا وفرانكا عدة مرات حيث شعر أن السيدة هيلا لديها شيء مهم لتقوله لفرانكا لكنه إمتنع عن القيام بذلك، من النادر أن يرى أن للسيدة هيلا شيء في ذهنها فنظرتها إلى فرانكا مع دقائق قليلة من الصمت أعطته إنطباع بأنها مترددة.
‘غالبًا ما تتمتع فرانكا بطبيعة خالية من الهموم ولا تركز كثيرًا على التفاصيل وإلا فإنها ستكون قادرة على إستخلاص بعض المعلومات من خلال الإستجواب المباشر…’ تسارع عقل لوميان لكنه خلص إلى أنه إذا إختارت السيدة هيلا عدم قول أي شيء فيجب أن يكون لديها أسبابها “سأقوم بتجهيز الطقوس” قمع فضوله مشيرا نحو مقدمة القصر المتهدم.
“حسنا” ردت فرانكا بحماس.
شهدت إكتساب لوميان لقوى الزاهد في ترير العصر الرابع برغم تشابك عدد لا يحصى من المخاطر ما جعلها ترتعد من الخوف، حافظت على يقظة مستمرة لما يحيط بها غير قادرة على “تقدير” الوضع بنفس المستوى من السهولة السابقة.
بعد لحظة من التأمل أخرج لوميان علبة معدنية من جيب مخفي وألقاها إلى فرانكا “إذا بدأت الأمور تسوء بالنسبة لي لاحقًا فإخترقي جدار الروحانية بقوة ثم ألقِ هذا أمامي أو عليّ”.
“هل يجب أن أفك الغطاء لك؟” سألت فرانكا بإبتسامة ترتسم على شفتيها.
“ما رأيك؟” رفع لوميان حاجبه.
“بالطبع” أجابت فرانكا بإبتسامة لا تتزعزع “أنا فقط أحاول تخفيف المزاج أريدك أن تشعر بالراحة”.
“أنا أقدر ذلك!” إستدار لوميان إلى الكرسي الحجري الضخم في أعماق القصر القديم.
أشار حدسه إلى أن الكرسي الحجري الضخم المرقش له صلة بالسيد الأحمق ربما هذا من شأنه أن يلفت إنتباهه خلال الطقوس الوشيكة، راقبته فرانكا وهيلا يرتب العناصر المقابلة على الكرسي الحجري ويصنع المذبح، وضع جنيه لوين الذهبي بوقار أمام الشمعة البيضاء الرمادية التي ترمز إلى الإله.
“لا تقلق حول عدم تلقي الرد ستبقى الأسرار سرية بينما سينكشف الباقي” قالت هيلا بهدوء.
شعر لوميان بالإسترخاء لذا قام بطقوس الخنجر الفضي مقيما جدارًا من الروحانية حيث تلاشت أصوات فرانكا وهيلا في الخلفية.
بدلاً من التسرع في الطقوس خفض صوته ليستفز تيرميبوروس بشكل إستباقي “أنا على وشك إستخراج قوتك مرة أخرى أي أفكار حول هذا الموضوع؟”.
أراد إثارة غضب تيرميبوروس إلى درجة معينة عندها فقط سيكشف عن أي مشكلات خفية من رده مما يسمح له بمعرفة: هل ملاك الحتمية هذا يخطط لشيء ما سرًا؟…
كلما أسرع في كشف الأمر تمكن من معالجته وإيجاد حل له!.
سمع صوت تيرميبوروس المهيب ‘كلما غامرت أكثر إقتربت من النهاية هذه حتمية ولا رجعة فيها’.
“هل هذه هي الطريقة التي تعزي بها نفسك؟” سخر لوميان من سلوك تيرميبوروس الغامض.
‘الهبة تجعل المتلقي أقرب إلى المانح’ تردد صدى صوت تيرميبوروس من داخل جسده ‘أنت تعتقد أنك تستخرج قوتي لكن في الحقيقة جعلت قدرك يتطابق مع قدري لتصبح مثلي مما منحني لمحات من خلال عينيك وقدرك، نحن مجرد حشرات وقعوا في فخ القدر وبصرف النظر عن الوجودات العظيمة فإن جميع الكائنات الحية لها نفس القواسم المشتركة، في المستقبل القريب سوف تفهم هذه العبارة: الموت هو نهاية كل شيء والجنون هو اللحن الأبدي’.
‘هذا يعني في الأساس عدم قول أي شيء… هل يشير مصطلح تيرميبوروس إلى أنني سأواجه إنتكاسة في المستقبل القريب؟’ ضحك لوميان قائلا “هل تقول هذا عمدًا لتجعلني أحصل على قوة مستولي القدر بينما أكون مثقلًا بالقلق والخوف على أمل أن أموت هنا؟ لا تشغل نفسك الموت والجنون لن يردعاني”.
دون إنتظار رد تيرميبوروس ثبّت نظره على لهب الشمعة وتلا بصوت عميق ورنان: «قوة الحتمية!… أنت الماضي والحاضر والمستقبل… أنت السبب والنتيجة والعملية».
عند بداية الطقوس شهدت فرانكا وهيلا تغير جميع العناصر الموجودة على المذبح.
إهتزت الحجارة وإتسعت الشموع وتحللت الأرض لتتحول إلى مستنقع مع عدد لا يحصى من الحشرات الغريبة تلوح في الفراغ، إشتد الظلام خارج القصر المتهدم حيث تدفق سائل أسود فضي من صدر لوميان ليلفه مثل الزئبق الفاسد، تلوى في العذاب وطوال هذه العملية تناوب جسده بين الإلتواء والعودة لطبيعته متخذا أوضاعًا تتحدى التشريح البشري – بدا الأمر كما لو أنه بلا عظم وجلده ولحمه مملوءان بالزئبق، أصيبت فرانكا بالذهول حيث شعرت بألم وهمي لا يمكن تفسيره ووسط الألم والمألوف رأى لوميان شقيقته أورورا.
حاولت أورورا بشعرها الأشقر الكثيف الطويل إستخدام تعويذة إستدعاء الروح!.
تقدم لوميان إلى الأمام وتدخل موقفا أورورا!.
عندما إبتهج معتقدا أن المشكلة تم القضاء عليها في مهدها – وأنها لن تتحول إلى شخصية روش لويز سانسون الشريرة – إكتشف أن جسدها خضع لتحول جذري.
في حالة دموية توسعت لتصبح وحشًا بثلاثة رؤوس وستة أذرع يجلس القرفصاء!.
رأى أن أورورا تطلب المساعدة من هيلا على مضض لذا منع أخته من نسيان هذا الأمر لكن عندما وصلت هيلا فات الأوان، تحولت أورورا بالفعل إلى وحش ضخم بثلاثة رؤوس وستة أذرع على الرغم من عدم تنفيذ الطقوس النهائية، ظهرت في مراحل مختلفة من حياتها قبل لقاء لوميان على وشك إتخاذ خيارات محورية لذا حاول يائسًا تغيير قدرها لمنعها من النزول إلى الهاوية، على الرغم من أنه تمكن من إعادة توجيه القدر إلى رافد آخر إلا أن روحها ولحمها إنهارا في النهاية مما حولها إلى وحش ثلاثي الرؤوس بستة أذرع.
‘هل هذه هي الحتمية؟ هل هذه نتيجة لا رجعة فيها؟’ تحولت عيون لوميان إلى محتقنة بالدماء بينما يبذل جهودًا غير مجدية على نحو متزايد.
في تلك اللحظة إشتم نفحة من رائحة أنيقة وحلوة مع تردد أنشودة هادئة في أذنيه لذا إستعاد بسرعة حواسه وصفاء ذهنه، إختفت أورورا التي أمامه فجأة ولم يتبق سوى لهيب الشمعة المشتعلة بهدوء حينها نظر خلفه غريزيا ليدرك أن فرانكا وهيلا قريبتين.
تحطم جدار الروحانية!.
في الوقت نفسه لاحظت فرانكا وميض الفضة والحديد مع الألوان السوداء بعيون لوميان قبل أن تندمج وتستقر كلون أسود فضي، زفر مدركًا أنه تهرب من الخطر مكتسبا بنجاح قوة مستولي القدر ورغم ذلك شعر بالإحباط وخيبة الأمل في داخله، يبدو أن ما إختبره للتو في الوهم ينبئ بالنتيجة النهائية لرغبته في إحياء أورورا لكن بعد 20 ثانية تحرر أخيرًا من تلك المشاعر مسترجعا تصميمه.
كيف يمكن لأي شخص أن يستسلم دون حتى أن يحاول!.
تنفست فرانكا الصعداء “كيف سارت الأمور؟ هل هناك أي قدرات جديدة؟”.
‘أنت حقا لا تعتبرين نفسك غريبة كيف يمكنك الإستفسار بلا مبالاة عن قوى التجاوز الجديدة لشخص ما؟’ سخر لوميان من فرانكا بصمت بينما يراقب تغيره بدقة.
تحولت عيناه التي عادت للتو إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى إلى اللون الأسود الفضي عاكستين شكل فرانكا وهيلا، رأى النهر الوهمي ذو اللون الزئبقي الذي يتوافق مع السيدتين مع ضوء متلألئ يمثل جذوع أنهار الماضي والحاضر والروافد العديدة التي تفرعت من الحاضر، تقدم النهر الوهمي ببطء ملتهما جميع الروافد تاركًا وراءه واحدًا فقط محولاً إياه إلى الجزء الأكبر الرئيسي، إستمر الجزء الرئيسي في الإنقسام إلى روافد جديدة حينها لاحظ أن أحد الروافد سواء الخاص بفرانكا أو هيلا ينبعث منه لون أسود باهت.
–+–