لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 700 - العودة
‘في الحلم الخاص ذكرت أماندينا أن الشخصية المعروفة بإسم طاوي العالم السفلي أومأ لها برأسه… “الظل المدرع” تشين تو يشتبه في أن يكون على صلة بطاوي العالم السفلي… تقوم فرانكا بتجميع الذهب لإنشاء جسم ذهبي لتشن تو للحصول على مزيد من المعلومات…’ تسارع عقل لوميان بهذه الأفكار بعدها إلتفت إلى أماندينا بإبتسامة “لن تقابلي ذلك الشخص إلا خلال مهرجان الأحلام”.
“هل من الممكن مقابلته عادة؟” سألت أماندينا متفاجئة.
‘أي نوع من الذكاء لديك…’ سخر لوميان داخليًا بينما يهز رأسه “ما أعنيه هو أنه ليس فقط في تيزامو حيث يمكنك العثور على هذا الشخص بتاريخ محدد”.
فكرت أماندينا لبضع لحظات قبل أن تدرك المعنى الكامن وراء كلمات لويس بيري “هل رأيت هذا الشخص في مكان آخر؟ إعتقدت أنك لا تستطيع رؤيته إلا من خلالي؟”.
‘لحسن الحظ أنت لست بهذا الذكاء…’ أخرج القناع الذهبي من حقيبة المسافر الخاصة به “يمكنني أن أراه بعد إرتداء هذا” ثم أضاف مبتسماً دون إنتظار رد أماندينا “إلتقيت ذلك الشخص في مكان آخر”.
إستخدم “لقاء” بدلاً من “إجتماع” للتأكد من أن أقواله لا يمكن أن تكون أكثر صدقًا.
أراد أن يقول “أنا أعرف إسمه” لكنه لم يرغب في أن يشرح لأماندينا سبب إستخدامه الضمير “هو” لمخاطبة طاوي العالم السفلي بإحترام.
“أين؟” أصبح تعبير أماندينا متحمسًا.
“في ترير” أجاب لوميان بصراحة فهذه هي المعلومات التي أراد أن يعرفها الطرف الآخر.
“ترير…” شعرت أماندينا بمزيج من الإنجذاب والخوف.
بإعتبارها إنتيسية ولدت ونشأت في القارة الجنوبية فقد سمعت شائعات لا حصر لها حول عاصمة الفرح لذلك فهمت حيويتها وإزدهارها، كادت ترير أن تصبح جنة أحلامها لكن أبعد ما غامرت إليه هو ميناء بيلوس فلم تغادر ماتاني أبدًا، إذا أتيحت لها الفرصة لزيارة ترير سيكون الخوف هو رد فعلها الأولي بعد كل شيء لا تزال فتاة تحت 18 عاما.
“أعرف شخصًا ربما يتفاعل مع تلك الشخصية في المستقبل آمل أن تتمكني من تقديم بعض المساعدة لها – من النوع غير القتالي” تابع بصراحة “لتحقيق هذه الغاية يمكنني أن آخذك إلى ترير وأساعدك على دخول المنطقة التي سيظهر فيها مع توفير بعض الحماية… ما رأيك؟ هل تريدين إبرام مثل هذه الصفقة؟”.
“أنا…” ترددت أماندينا بينما تبحث بشكل غريزي عن عذر “لن يسمح لي والداي بمغادرة ماتاني إلى ترير الآن على أقل تقدير يجب أن أنتظر حتى أحصل على فرصة الإلتحاق بالجامعة هناك”.
“أنا لا أطلب منك الإنتقال بشكل دائم إلى ترير يمكنك الذهاب يوم السبت والعودة يوم الأحد” وجد الأمر مسليًا.
“هاه؟” فوجئت أماندينا.
تخيلت رحلة طويلة حيث تتنزه عبر الجبال وتخوض في الأنهار مودعة منزلها إلى الأبد.
“ليس الأمر كما لو أنني لم أنقلك في الحلم من قبل”.
“أليست تلك منطقة صغيرة؟” أضاءت عيون أماندينا “هل يمكنك حقًا الإنتقال مباشرة من ماتاني إلى ترير؟”.
“نعم سأحتاج إلى إجراء إنتقال مرة أو مرتين على طول الطريق لكنه سيسمح لك بالوصول إلى ترير بسرعة” أومأ برأسه.
“بسرعة…” أثار إهتمام أماندينا فقد أرادت تجربة مثل هذه العجائب ومع ذلك فإنها لم تتخذ القرار على الفور.
“لا حاجة لإتخاذ القرار على الفور إن مقابلة ذلك الشخص مرة أخرى أمر خطير للغاية… يجب عليك أولاً أن تتواصلي مع دائرة الغوامض في ماتاني وتتعلمي الأساسيات حول المتجاوزين من ريا، عندها يمكنك أن تفكري في قبول هذه الصفقة فربما يستغرق الأمر 3 أشهر أو نصف عام أو حتى عام”.
“مفهوم” تنفست أماندينا الصعداء ثم سألته بفضول “هل صديقتك إمرأة؟”.
إستخدم الضمير “هي”.
‘في قلوبنا وعقولنا هي كذلك أما بالنسبة لكيفية تعريفها فأحيانًا نعم وأحيانًا لا…’ سخر لوميان من فرانكا داخليًا ثم أومأ برأسه قليلاً “نعم”.
“حبيبتك؟” سألت أماندينا بحماس.
“بالطبع لا” ضحك لوميان “لماذا تركزين دائمًا على مثل هذه الأمور؟”.
بينما يتحدث أخرج ملاحظة وقلم حبر من حقيبة المسافر الخاصة به لكتابة بضعة أسطر وسلمها إلى أماندينا.
أخذتها أماندينا ثم قرأتها بعناية تحت ضوء شموع الكاتدرائية: «مخلوق يتجول فوق العالم… التائب الذي يستيقظ من لهيب الألم… رسول ينتمي فقط إلى لوميان لي».
“ما هذا؟” أصبحت في حيرة من أمرها.
“رسولي… بعد إتخاذ قرارك قومي بإعداد طقوس ثم إستخدمي هذه التعويذة لإستدعائه” أوضح لوميان ببساطة.
“ما هي الطقوس؟” أصبحت أماندينا في حيرة متزايدة “ما هو الإستدعاء؟ هذا ليس رسولا تقليديا؟”.
“ألم تسمعِ قط عن رسول في مجال الغوامض؟ ألا تعرفين طقوس الإستدعاء؟” رفع لوميان حاجبيه مرة أخرى.
“تواصلت مع القوى الخارقة العام الماضي وجمعت بعض المعلومات عن المسارات الإلهية من خلال روبرت وعدد قليل من المتحمسين للغوامض” إبتسمت أماندينا بخجل “أعرف عن الطقوس لكني لست متأكدة من التفاصيل” ثم أضاءت عينيها “سوف تعلمني أليس كذلك؟ وإلا فلن أتمكن من إستدعاء رسولك… هل إسمك الحقيقي ليس لويس بيري بل لوميان لي؟… نعم أخذت قلمًا وورقة من حقيبة العملات المعدنية تلك وكذلك العناصر السابقة… أي نوع من العناصر الغامضة هذا؟”.
“…” لم يستطع لوميان إلا أن ينظر إلى القبة الكروية الذهبية.
—
– في صباح اليوم التالي:
غادر لوميان فندق بريو مع لودفيغ ولوغانو حيث مروا عبر الشوارع التي لا تزال مليئة بالآثار إلى أن وصلوا إلى مقهى بونيا.
حافظ المالك بونيا على خجله المعتاد مستفسرا بأدب عن إحتياجاتهم حيث طلبوا 3 فناجين من قهوة كوزا وحصص من وجبة إفطار ماتاني الخاصة أوكابا، تم صنع الأوكابا من الأرز والدجاج والبيض والبطاطس والتوابل المحلية الشائعة ملفوفة بأوراق أشجار الأوكابا، تعتبر ممتلئة وعطرة بحيث لا يمكن للمرء أن يتوقف عن الأكل بمجرد أن يبدأ لذا حدق لوميان فيها ملتقطا أدوات المائدة الخاصة به.د، رائحة الأوراق وصفار البيض المملح وثقل الأرز وطراوة الدجاج ونعومة البطاطس والرائحة الغنية الغريبة مجتمعة لتكوين نسيج فريد من نوعه.
قام بإستطلاع رأي المشاة ورواد المقاهي في الشارع فبعد الحزن والخوف من الليلة السابقة أصبحوا لطيفين مرة أخرى، لم يعودوا يكشفون عن المشاعر المفرطة لأنهم عندما تحدثوا إلى الآخرين أظهروا دائما إبتسامة باهتة على وجوههم، بعد أن أنهى لودفيغ وجبته الثانية وجد لوميان زاوية منعزلة مبدلا ملابسه الشتوية قبل أن يختفي من تيزامو، هذه المرة إمتنع عن الإنتقال مباشرة إلى فرانكا لأن لوغانو ولودفيغ والشيطانتين ليسوا على دراية ببعضهم البعض، إختار المدخل النادر الإستخدام إلى تحت أرض ترير في قسم الكاتدرائية التذكارية أين ظهروا على الدرجات الفولاذية، عند عودته إلى السطح رأى لوميان عددًا قليلاً من طلاب الجامعات يحملون مصابيح وفوانيس من الكربيد.
عندما إتجه إلى أقرب شارع رئيسي أول ما رآه هو رجل يرتدي ملابس شبه عارية ومقيد بالسلاسل بينما يزحف ببطء بطريقة تشبه الكلاب، إذا تجرأ أي شخص على إلقاء نظرة عليه فسوف ينظر إليه وينبح مرتين، عزف فنانوا الشوارع الموجودون في الزاوية لحنًا إيقاعيًا ورقص المارة بشكل أو بآخر مع إبتسامات مريحة وراضية على وجوههم، بدا الأمر مختلف تمامًا عن الشارع في منطقة السوق فقد إشتهر قسم الكاتدرائية التذكارية بجامعاته العديدة، أبعد لوميان بصره عن إبتسامات المشاة بينما يقود لوغانو ولودفيغ إلى منزل أنثوني المستأجر.
—
– في الطابق الرابع بالقرب من نهاية الممر:
طرق! طرق! طرق!.
طرق لوميان الباب دون تردد وسرعان ما رأى أنثوني الذي يرتدي ملابس مختلفة عن ذي قبل.
إرتدى قميصًا أبيض مع سترة من الكشمير باللون الرمادي الفاتح ومعطف من التويد الأسود وربطة عنق حمراء داكنة مع نظارات ذات إطار ذهبي، وضع شعر مستعار أصفر ولحيته محلوقة بشكل نظيف بدون وجه دهني مثل السابق أين إختفت الأوساخ السوداء في مسامه.
بدا وكأنه عضو ناجح من المجتمع الراقي!.
“هل أنت مرتبط؟” سخر لوميان.
“سأحضر مأدبة تقيمها نقابة الأطباء النفسيين في ترير اليوم” أجاب أنثوني بإبتسامة.
هذا شرط ضروري لإكمال مهمة السيدة عدالة!.
دخل لوميان الغرفة بينما يسأل بشكل عرضي “هل حصلت على رخصة طبيب نفسي؟”.
“إكتسبت هوية حقيقية وخلفية تعليمية خلال المقابلة كما أنني نجحت في “إقناع” الممتحن” أومأ أنثوني.
“هوية حقيقية؟ أين صاحبها الأصلي؟” سأل لوميان بعناية.
ألقى أنثوني نظرة سريعة على لوغانو ولودفيغ لكنه لم يرد مباشرة على سؤال لوميان “ما الذي يمكنني أن أفعله من أجلك؟”.
فهم لوميان معنى أنثوني لذلك تخلى عن السؤال مؤقتًا وذكر بإيجاز وضع مهرجان الأحلام والآثار المترتبة على فقدان لوغانو لذراعه في الحلم.
إستمع أنتوني بإهتمام قبل النظر إلى لوغانو “مثل هذه الهستيريا يمكن حلها بسهولة هل تحتاج إلى حل أسرع أم تريد أن يكون أبطأ وألطف؟”.
“الأسرع” أجاب لوغانو دون تردد لأنه فقد السيطرة على ساعده الأيمن!.
تغيرت نظرة أنثوني إلى الجانب الأيسر من لوغانو مقطبًا جبينه حينها إستدار لوغانو دون وعي إلى يساره.
في تلك اللحظة أخرج أنثوني خنجرًا من العدم وطعنه في ساعد لوغانو الأيمن.
“ماذا تفعل!؟” سحب لوغانو يده بسرعة.
“إنتهى العلاج” غمد أنتوني خنجره مجيبا بهدوء.
“هاه؟” نظر لوغانو إلى يده اليمنى في حيرة إلا أن أدرك أنها “إنكمشت” إلى صدره دون أن يعيقها شيء.
“راقب لودفيغ” ضحك لوميان “تذكر أن تعد له الطعام” بدون إنتظار رد لوغانو إلتفت إلى أنثوني “دعنا نذهب للعثور على فرانكا وجينا الآن”.
“حسنا” رد أنثوني بينما يعدل النظارات ذات الإطار الذهبي.
–+–
الفصل 700 🔥🔥🔥وللأسف العودة لترير بعد 200 فصل…