لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 679 - روح متوسطة
عندما رأى كامو أن روبرت يرتدي درعًا جليديًا بينما يسحب منجل الصقيع – متجها نحو النافذة حيث ريا ولوغانو – قام على الفور بسحب مسدسه المصنوع خصيصًا، في تلك اللحظة أصبحت قدميه باردتان كما تجمد جسده مما تسبب في تباطئ مفاصله وإرتعاش معصميه، من زاوية عينه لاحظ أنه على الرغم من أن روبرت لم يقترب حقًا إلا أن الصقيع على الأرض والرقاقات الثلجية على الحائط وصلا إليه بالفعل، في دائرة نصف قطرها 15 مترا إشتد البرد مثل الطقس في أقصى الشمال لكن بضربة قوية أطلقت ريا سهمًا آخر متشابكًا مع البرق الفضي.
لم يراوغ روبرت أو يتهرب بل إستخدم القوة بين ذراعيه ليقوم بأرجحة المنجل إلى الأمام.
ضرب!.
أطاح المنجل بالسهم تاركًا وراءه كمية صغيرة من البرق التي إندفعت نحو جسد روبرت.
وسط أصوات الأزيز شعر روبرت بالخدر للحظة قبل أن يواصل الركض نحو ريا والآخرين حينها فوجئ كامو، ليس من قدرة روبرت على التحكم في منجل الصقيع لإنشاء منطقة مجمدة كبيرة بل من إندفاعه نحوه للدخول إلى مسافة 5 أمتار.
‘ألا يعلم عن قدرتي على الإختراق النفسي؟ ألا يدرك أن المدى الفعال للإختراق النفسي هو 5 أمتار؟ ألم يواجه أو يقاتل مطلقًا متجاوز منتصف التسلسل لمسار الحكم؟’ فكر كامو ‘هذا صحيح فلا أحد في فريق الدورية أو حرس الأدميرال يعرف أن روبرت والآنسة أماندينا متجاوزان، بعد حصولهم على قوى التجاوز خلال مهرجان الأحلام ربما لم يستخدماها كثيرًا في العالم الخارجي، يمكنهم فقط إطلاق العنان لإمكاناتهم الكاملة خلال مهرجان الأحلام السنوي ليس هناك الكثير من الأعداء للإختيار من بينهم’.
رغم تسارع هذه الأفكار في ذهن كامو إلا أنه إنتهز الفرصة عندما خطا روبرت على مسافة 5 أمتار مضيئا عيناه ببرق رائع.
الإختراق النفسي!.
إنطلقت صاعقتان من البرق مخترقتين رأس روبرت الذي أطلق صرخة تخثر الدم متدحرجا إلى الأمام بينما يتلوى من الألم، بعد إن ألقى منجل الصقيع جانباً ضرب سهم ريا مرة أخرى على الوتر متبعًا بشكل غريزي مكان سقوط روبرت، إشتعل الغضب في عينيها منفجرا من داخل جسدها حيث إنتفخا عضلاتها لتزيد قوتها.
الضربة الهائجة!.
هذه هي الضربة الهائجة التي تراكمت لدى ريا بسبب غضبها!.
جاءت من التسلسل 8 قوم الغضب لمسار البحار فمن خلال إطلاق الغضب المتراكم تم تعزيز هجومها بشكل كبير، هي حاليًا في هذا التسلسل لكن قوس الصيد في يدها عنصر تجاوز قوي أنفقت عليه كل مدخراتها قبل وصولها إلى تيزامو.
يطلق عليه إسم إنفجار ضربة الرعد ويمكن إستخدامه لمدة عامين!.
سرعان ما توقف روبرت عن تدحرجه لكنه لم يستطع التخلص من الألم الشديد الناجم عن الإختراق النفسي لذلك تجمد في مكانه للحظة.
دون تردد شاهدت ريا السهم يغرق في البرق المبهر مبعدة قبضتها عن الوتر.
إنطلق السهم لكن البرق إنقسم بشكل غريب إلى قسمين: إستمر أحدهما في إتباع السهم بينما إندفع الآخر إلى اليمين.
‘ما الذ…’ إتسعت حدقات ريا التي لم تعد قادرة على فهم سبب حدوث شيء كهذا لذلك أدارت رأسها متبعة صاعقة البرق المنفصلة إلى وجهتها.
رأت لويس بيري المتكئ على النافذة بعينان مغلقتان بإحكام ينزلق للأسفل.
قبل بضع ثوانٍ عندما سمعت أماندينا كلمات لويس بيري نظرت إليه بمزيج من الإرتباك والإثارة ‘بما أنك طلبت ذلك فلن أتراجع!’.
في تصورها الروحي تشابكت روح لويس بيري مع الروح الشريرة التي تقاوم بشدة أثناء إستخدام أجزاء مختلفة من جسده كساحة معركة، من الواضح أن صاحب الجسد في وضع غير مؤات لذا لم تستطع أماندينا فصلهما في مثل هذه الظروف، فهمت بشكل غامض لماذا أمرها لويس بيري بالتركيز على رأس الطرف الآخر لتشابك روحه مع روحانيتها.
تلعثم لوميان الذي جعل أماندينا تستخدم قدراتها بينما يكافح لتحريك يده اليسرى في جيبه.
لم تكن يده اليسرى في جيب بنطاله أو جيب قميصه بل في حقيبة المسافر!.
بعد وصوله إلى خارج كاتدرائية القديس سين وفتح النافذة ذات الزجاج الملون أدخل يده اليسرى في حقيبة المسافر الخاصة به، إستعد لإخراج العنصر الغامض المناسب في أي لحظة للمعركة الوشيكة، إذا لم يكن هذا حلمًا من المحتمل أن يضع يده في جيب قميصه الأيسر – حيث إصبع السيد K، قبل أن تسيطر عليه الروح بالكامل إعتمد على قوة روح الحاصد للنضال مخرجا البروش من حقيبة المسافر الخاصة به.
البروش ذو اللون الأبيض الرمادي على شكل البرق المعروف بإسم غضب البحر!.
أمسكه لوميان بإحكام ملاحظا أماندينا التي تتكئ على الحائط حيث شدت قبضتيها قبل إغلاق عينيها، أصبحت أفكاره غير واضحة فجأة مع ثقل جفونه حيث نام ببطء على الحائط وكذلك صمت الكاهن كالي في جسده، يبدو أن الروح نائم أيضًا ولم يكن معروفًا ما إذا سينام من تلقاء نفسه أم أنه تأثر بالتأثير السلبي لإمتلاك الجسد.
فتحت أماندينا عينيها بسعادة عند برؤية ذلك وأرادت أن تمدح نفسها.
بصوت طقطقة ضربت صاعقة البرق المنفصلة عن سهم ريا لوميان متحولة إلى العديد من الثعابين الكهربائية الصغيرة التي تحركت حوله، هذا هو الجانب السلبي لبروش غضب البحر فحتى لو حمله هناك فرصة كبيرة للإصابة بالبرق عندما يخرج تحت المطر، إذا إرتداه دون مهاجمة أي شخص آخر فإن إحتمال مواجهته لشيء من هذا القبيل سيزداد بشكل كبير، خمن أنه بما أن بروش غضب البحر لديه فرصة لجذب ضربات البرق في يوم ممطر فإنه يحمل جاذبية خاصة للبرق، في مثل هذه الحالة على الرغم من عدم هطول المطر ماذا لو أن هناك مصدر آخر للبرق؟ ما الذي سيحدث؟.
هناك فرصة كبيرة أن يجذب جزءًا من البرق الخاص بشخص آخر!.
بعد أن حفزه ألم الصدمة الكهربائية خرج من حلمه دون أن يتأثر بقدرة الكابوس مستعيدا حواسه لكن جسده ظل مخدرًا.
إختبر الكاهن كالي نفس الشيء!.
بمجرد أن إستعاد الروح وعيه إنفصل بشكل غريزي عن جسد لوميان لإبعاد نفسه عن ضرر التيار الكهربائي.
تجسد وجهه على أقرب لوح زجاجي رغم أن شكله غير واضح.
إغتنم لوميان هذه اللحظة مرتديا البروش ذو اللون الأبيض الرمادي على شكل البرق ليخرج مسدسه من حقيبة المسافر الخاصة به، رفع يده اليمنى مستهدفًا الروح كالي الذي ظل في حالة ذهول بينما تنعكس ألوان الروح المختلفة في عيونه الحازمة.
توسع الشحوب بسرعة في مجال رؤية لوميان.
إطلاق!.
ضغط على الزناد بهدوء مطلقا رصاصة صفراء حينها ومض البرق على بروش غضب البحر ليدخل الرصاصة على الفور ملتفا حول سطحها.
هذه إحدى قدرات البروش يمكنه أن يمنح مرتديه تأثير الصدمة الكهربائية مع كل ضربة!.
بعد فقدان درع الكبرياء مؤقتًا أصبح هذا أحد أكثر أساليب لوميان فعالية ضد المخلوقات من نوع الروح، أصابت الرصاصة الصفراء التي غمرها البرق الأبيض الفضي الزجاج الملون محطمة إياه مع إرسال تيارات كهربائية صغيرة، عندما ضغط على الزناد إختفى الروح من الزجاج الملون نحو السطح الكريستالي للثريا الموجودة فوق الكاتدرائية.
وميض المرآة!.
على الجانب الآخر أصاب سهم ريا روبرت بدقة ما جعله يصدر صوتًا مدويًا مثل إصطدامه بجسم ثقيل.
تصدع!.
تصدع الدرع الجليدي الذي يغطي جسد روبرت على الفور متحطما إلى شظايا سقطت على الأرض.
تحت هجوم طقطقة الثعابين الكهربائية تحرر الظل الضبابي المرتبط بجسده مختفيا في الفراغ.
مع حماية الدرع الجليدي له من معظم الأضرار ظل روبرت غير متأثر نسبيًا ومع ذلك تشدد صدره وتخدر جسده لفترة وجيزة، في تلك اللحظة ندم على عدم إرتداء الملابس لأنه قام بإخفاء المكونات المختلفة اللازمة لتوجيه روحه في ملابسه.
مثل زيت إكتمال القمر أو دواء بخور الجثث!.
هناك عدد قليل جدًا من الأرواح التي يمكن أن تسمح له بالتواصل معها بأمان دون إستخدام المواد والتي يستخدمها الآن هي الأقوى بينهم، عند رؤية مسدس كامو الخاص وسهام ريا الموجهة نحوه أصبح قلقًا لذلك فكر في الطريقة التي يمكن إستعمالها في مثل هذه الظروف.
عابسًا وخائفا من الألم عض طرف لسانه ليبصق الدم الممزوج بلعابه حيث أصدر صوتًا غريبًا من حلقه، إمتد زوج من الأيدي الحجرية من تحت أرضية الكاتدرائية ممسكا على جسد روبرت لسحبه تحت الأرض.
في وقت ما أصبحت الأرض مثل المستنقع كما أن الدم إختفى في الهواء فجأة.
وصلت رصاصات كامو وسهام ريا الواحدة تلو الأخرى لكنها لم تسبب سوى شرارة في الطوب الحجري على الأرض.
‘وسيط روحي؟’ إستغل كامو هذه الفرصة لمراجعة حكمه على مسار روبرت وتسلسله ‘أليس من نفس مسار الآنسة أماندينا؟ ألم يحصل أيضًا على قواه الخارقة من الصخرة السوداء؟’.
تراجع كامو على عجل بضع خطوات إلى الوراء مخرجا خرطوشة لإعادة تحميل المسدس.
كعضو في سلطات ماتاني يعتبر الحصول على رصاصات التجاوز ذات التأثيرات المختلفة أمرًا سهلاً نسبيًا، على الرغم من أن فريق الدورية ليس ثريًا أو لديه الكثير من التراكم إلا أن هناك كنيسة الشمس المشتعلة الأبدية وكنيسة إله البخار والآلات وكنيسة الأم الأرض والعديد من المغامرين، ظلوا بحاجة إلى توخي الحذر ضد فروع معينة لمدرسة روز للفكر والأسقفية المقدسة لذلك وجب عليهم القيام بإستعدادات مستهدفة.
أدخل كامو بسرعة الرصاص الذهبي المطهر في أسطوانة المسدس ثم أغلقها.
في تلك اللحظة ظهر الكاهن كالي الذي قفز على نافذة زجاجية ملونة أخرى فاتحا فمه ليصدر صرخة خارقة أضرت بطبلة الأذن وجسد الروح.
“آه!”.
صرخة الروح!.
–+–
تم الدعم من طرف: القيصر