لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 667 - الإقتراب بلطف
توترت أعصاب كامو الذي يسند نفسه على يده اليسرى متفحصا محيطه بحذر فقد أدرك أنه لا يزال في الطابق الثاني من منزل تواناكو، وقفت ريا التي تتكئ على عمود خشبي في حالة ذهول لأن كل شيء من حولها لم يبدو مختلفًا عما تركوه قبل أن يغفو.
“هل تمزح؟” سأل كامو بحذر ‘أي نوع من مهرجان الأحلام هذا؟ يبدو وكأنه صحوة طبيعية بعد قيلولة!’.
“إستمع إلى أصوات الغابة” أشار لوميان إلى النافذة.
إستمع كامو وريا بشكل غريزي مدركين أن الغابة المجاورة صامتة بشكل مخيف كما لو أن جميع سكانها نائمين.
‘ما الذي…’ ضاقت عيون ريا.
ولدت ونشأت في الغابة البدائية كما أنها عاشت في بلدة تيزامو لمدة عام تقريبًا لهذا تعلم أن الغابة لن تكون بمثل هذا الصمت المطلق.
“أنظر إلى هنا” أشار لوميان إلى الأرض بجانب الشمعة الطاردة للبعوض.
نظر كامو وريا إلى الأعلى ليدركا أن جثث البعوض التي من المفترض أن تكون هناك قد إختفت.
“بالطبع يمكنكما أيضًا تصديق أنني إستيقظت مبكرًا وقمت بتنظيف البيئة مؤثرا سرًا على سمعكم للأصوات البعيدة” ضحك لوميان “كل هذا مجرد مزحة”.
“أنا أميل إلى تصديقك لكني بحاجة إلى تأكيد شيء ما” رد كامو بعد التفكير لبضع ثوان.
“بالفعل” ردت ريا التي تحمل قوس الصيد.
نظر إليهم ثم أومأ برأسه قليلاً ‘يمكنني الآن تحديد أن سبب بقائي واعيًا في هذا الحلم الغريب ينبع من قوة مخفية داخل منزل هيسوكا وليس أي سمات خاصة بي’.
دعا كامو وريا للنوم في منزل هيسوكا لدخول الحلم الخاص ليس فقط لتبادل المعلومات مع فريق الدورية وجمع عدد قليل من المساعدين.
لا هذه أيضًا تجربة للكشف عن التفاصيل الأساسية!.
في الأيام القليلة الماضية أجرى العديد من التجارب المماثلة مستوعبًا أنماط الحلم الدقيقة مثل مستكشف متمرس يرسم خرائط لأراضي مجهولة، مع وضع يديه في جيوبه بلا مبالاة سار خلف كامو وريا اللذين أسرعا إلى الطابق السفلي فقد أراد أن يشهد كيف سيتأكدان من أن هذا حلم بالفعل.
بعد مغادرة منزل تواناكو هرع عضوا فريق الدورية إلى أقرب مسكن لسكان المدينة.
عندما أدركت ريا إختفاء الماشية من الطابق الأرضي صعدت بسرعة إلى الطابق الثاني محاولة فتح الباب بمفتاح بسيط أسود اللون.
فتح كامو فمه كما لو أنه يريد ثنيها لكنه في النهاية بقي صامتاً…
‘سيحافظ متجاوز مسار الحكم دون وعي على النظام الحالي غير راغب في تعطيل نسيجه’ عند ملاحظة ذلك أومأ لوميان برأسه متمتما لنفسه ‘إذا حمل هؤلاء المتجاوزون هويات رسمية فإن هذا الإتجاه سيزداد حدة…’.
طرقت ريا الباب قبل دخول المسكن ثم قامت مع كامو بتفتيش كل غرفة ولكن يبدو كما لو أن العائلة المقيمة تبخرت في الهواء، شق الزوجان طريقهما إلى مركز الشرطة بالقرب من الأراضي المقدسة لكاتدرائية القديس سين، تحتوي أماكن الدوريات المحلية على 5 غرف في المجموع لكن لم يتم العثور على كولوبو وماسلو ولوبان في أي مكان.
لم يكن من المفترض أن يقوم الضابطان بالحراسة الليلية!.
“أعتقد الآن أن هذا حلم” قال كامو للويس بيري الذي يمشي على مهل ويداه مطويتان في جيوبه مع قبعة القش الذهبية التي تظلل ملامحه “ومع ذلك فأنا مستيقظ تمامًا لدرجة أن هذا يتحدى مفهوم الحلم ذاته”.
قبل أن يتمكن لوميان من الرد تجعد وجه ريا ذو اللون البني الفاتح قليلاً “عندما ركضت في الشارع وفتشت هذه الغرف شعرت بأن الأمر مألوف بعض الشيء”.
“مألوف؟” سأل لوميان بهدوء ‘هل يمكن أن تكون هناك مكاسب غير متوقعة من هذه التجربة؟’.
“أعتقد أنني رأيت حلمًا مشابهًا من قبل” فكرت ريا للحظة “في حلمي المكان مظلم وهادئ تماما كما أن الشوارع فارغة وكنت لوحدي أركض في الأنحاء…”.
“هل هو مجرد جزء أم حلم كامل؟” سأل لوميان.
“لا أعرف” فكرت ريا لبضع ثوان “لا أتذكر سوى القليل من هذه المشاهد”.
“هل حلمت بهذا كثيرًا أم في بعض الأحيان فقط؟” أرشدها لتأكيد التفاصيل.
“أحيانا” أجابت ريا بكل تأكيد.
‘حتى لو لم ينام سكان تيزامو هنا في تاريخ محدد فيمكنهم أحيانًا الدخول إلى هذا الحلم الغريب ومع ذلك يظلون غير قادرين على البقاء مستيقظين مثل الحلم عادي؟، ربما لا يكون هذا إنغماسًا حقيقيًا بل تطورًا غير واعي نشأ روحيًا من القمر القرمزي والعناصر البيئية الأخرى مما يسمح لهم بالتفاعل بشكل غامض، لسوء الحظ من الواضح أن ريا لا تتذكر الطقس والتفاصيل الظرفية الأخرى من تلك الأحلام لكن إذا إستخدمت عرافة الأحلام فربما يمكنني أن أساعدها على التذكر، لم يذكر عدد قليل من سكان تيزامو الذين إستفسرت منهم بميناء بيلوس مثل هذه الأحلام، أولاً الأحلام العادية كثيراً ما تفلت من العقل وثانيًا ظلوا بعيدًا عن تيزامو لسنوات…’ تسارعت أفكار لوميان الذي إلتفت إلى كامو ليرى هل للمستجوب أي إستفسارات.
فكر كامو للحظة قبل أن يسأل ريا “ما هو الشيء المميز في سكان تيزامو برأيك؟”.
‘مدرك للغاية! نظرًا لأن هذا الحلم يبدو أنه يؤثر على البلدة بأكملها والمنطقة المحيطة بها فمن المحتمل أن يظهر هؤلاء الأشخاص بعض الشذوذ في حياتهم اليومية…’ أومأ لوميان برأسه داخليًا.
“لا يوجد شيء مميز كل ما في الأمر أنهم مطيعون للغاية” فكرت ريا للحظة قبل أن تتنهد “إنهم مهذبون للغاية مع الآخرين بشخصيات لطيفة ومشاعر مستقرة حتى عندما يغضبون فإنهم يهدأون بسرعة، عندما تنشأ مشكلة فإنهم يميلون إلى السماح للسلطات بالتعامل معها بدلاً من القتال فيما بينهم أو التسبب في إضطرابات عامة…”.
هذه كلها مواقف سمع لوميان كامو يذكرها ورآها في المعلومات المقابلة على السطح لم يكن هناك شيء يبدو خاطئا مثل حالة من الترويض.
“مشكلتهم الوحيدة هي الإفتقار إلى الحماس! ليس الأمر كما لو أن أدبهم يخفي البرودة أو الكراهية بل إنهم ببساطة…” أضافت ريا “غير متحمسين كما لو أنهم مترددين في إظهار مشاعرهم علانية”.
عند سماع ذلك تذكر لوميان الأفراد من تيزامو الذين تفاعل معهم خلال الأيام القليلة الماضية.
بصرف النظر عن بعض السادة والسيدات من القارة الشمالية ظل الآخرون هادئين ولطيفين وغير راغبين في الجدال فقد تواصلوا دائمًا بأدب، بعد ذلك مباشرة تذكر الأشخاص من تيزامو الذين تم إستجوابهم بميناء بيلوس – الخوف والقلق وتعبيرات التملق والمشاعر الحية.
يختلفون بوضوح عن سكان بلدة تيزامو!.
‘تم سحب معظم عواطفهم بعيدا في الحلم؟” أخيرًا أشار لوميان إلى وجود شذوذ.
من الواضح أن قضيتهم لم تنبع فقط من هجمات قبيلة الغابة البدائية!.
“كنت أعرف ذلك” عند سماع تخمين لوميان لم يستطع كامو إلا أن يهمس “يظهر سكان تيزامو الغرابة كأنه يسهل التحكم بهم حتى الماشية تغضب أحيانا وتقاوم هل يمكن أن يكون السبب…”.
“أنا هنا منذ عام تقريبًا لكنني أشعر بأنني ألطف كثيرًا… لم تتبدد مشاعري الشديدة إنها لا تزال في قلبي ولكن في معظم الأحيان يبدو الأمر كما لو أنني… نائمة…” خفق قلب ريا التي بجدية مع صوت مليء بالخوف.
“مما يبدو عليه سيتأثر الجميع في تيزامو تدريجيًا بهذا الحلم الغريب وبعد المغادرة يمكنهم الهروب ببطء من تأثيره” نظر لوميان إلى كامو “بالنسبة للغرباء مثلنا الذين هنا منذ بضعة أيام فقط لا توجد مشكلة في الوقت الحالي، ربما سنصبح أيضًا لطيفين على نحو غير طبيعي إذا بقينا لفترة طويلة” دون إنتظار رد كامو سأل “متى ستصل التعزيزات من فريق الدورية وحرس الأدميرال؟”.
“هؤلاء الأوغاد الأنانيون! من المحتمل جدًا أنه لن يكون هناك الكثير من الدعم” عند ذكر ذلك توتر تعبير كامو الذي صر على أسنانه مع الشتم “قال حرس الأدميرال إن لديهم بالفعل فريق متجاوزين هنا وجيشًا فقط القائد ريزا أعرب عن دعمه لفريق الدورية… اللعنة على هؤلاء الكلاب!”.
تفاجأ لوميان للحظة قبل أن ينفجر ضاحكا لأن المنظمة المشكلة حديثًا تحت قيادة الأدميرال مختلفة بالفعل عن المنظمات الرسمية بالقارة الشمالية، إذا قارنها بكنيسة الشمس المشتعلة الأبدية أو كنيسة الأم الأرض لقام المتجاوزون الرسميون بإبتكار خطة مرسلين قوة كافية لحل المشكلة.
سيكونون مستعدين لمحو تيزامو إذا حدث خطأ ما!.
‘الوضع الحالي هو أن الأدميرال كواراريل يعتقد أنه معي – مغامر مشهور مدعوم من كنيسة الأحمق – أستطيع إستخدام قوتي لحل مشاكل تيزامو هل هناك حاجة لإرسال المزيد من مرؤوسيه لمساعدتي؟، المتجاوزون ليسوا سلعًا إذا هلك عدد كبير جدًا من الأقوياء فلن يشعر الأدميرال بالضغط فحسب بل لن يتمكن من حكم ماتاني بشكل فعال، لا يمكن للتوظيف وحده أن يسد هذه الفجوة بسرعة ولن يسارعوا إلى الثقة في الوافدين الجدد حتى رعاية الأشخاص المتبقين بخصائص التجاوز المستردة يشكل مشاكل كبيرة، يمكن التحكم في متجاوزي التسلسل المنخفض لكن التقدم إلى منتصف التسلسل ينطوي على مخاطر فشل عالية فهم لم يتقنوا طريقة التمثيل…’ أدرك لوميان بسرعة عقلية الأدميرال كواراريل لذلك قال لكامو الغاضب “دعني أطلعك على عالم الأحلام هذا وأظهر لك مقدمة”.
“حسنا” أخذ كامو نفسا عميقا.
تبعه مع ريا عبر المدينة المظلمة والصامتة والخالية وبعد فترة طويلة قاد عضوي الدورية إلى الغابة البدائية، أخبرهم أنه رأى شكل تواناكو في المنطقة الفوضوية أمامه ويبدو أنه مكون من أجزاء الحلم لذلك يشتبه في وجود علامة مبعوث الرغبة، أثناء سيره بين الأشجار العملاقة في الليل شعر كامو بالقمع المتزايد وقبل أن يتمكن من الإستفسار عن تفاصيل شكل تواناكو سمع فجأة صوت شد الوتر.
ضرب!.
طار سهم متشابك مع البرق من بعيد لكن كامو راوغ في الوقت المناسب بينما مر أمامه ليثقب شجرة مطاطية خلفه تاركا اللحاء المتفحم، حدق لوميان وكامو وريا في المسافة حيث رأوا إمرأة تقف على غصن شجرة ضخمة، إرتدت درعًا جلديًا داكنًا وحملت قوس الصيد مع السهام بشعر بني مربوط بخصلتين ومنسدل على كتفيها، بشرتها ذات اللون البني الفاتح ووجهها البري الجميل لا يمكنهما إخفاء البرودة والكراهية خلف عينيها.
ريا!.
إتضح أنها ريا!.
–+–