لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 658 - الرغبة العميقة
“سيدي ليس لدينا حقًا أي مهرجانات فولكلورية خاصة” رد التاجر بحذر على ترجمة كامو “نحن نحتفل فقط بمهرجانين كل عام أحدهما هو تضحية الشمس في ديسمبر والآخر هو مهرجان الشمس الجديدة في جويلية”.
تضحية الشمس هو مهرجان متكرر لكنيسة الشمس المشتعلة الأبدية بمناسبة اليوم الذي يتمتع بأطول نهار في العام عندما تصل الشمس إلى ذروتها، في القارة الشمالية يحدث ذلك في منتصف إلى أواخر جويلية بينما في القارة الجنوبية بسبب الفصول المعكوسة يحدث في منتصف إلى أواخر ديسمبر، مهرجان الشمس الجديدة الذي نشأ من المؤمنين بالشمس المشتعلة الأبدية في القارة الجنوبية يتضمن إحتفالات خلال أطول ليل وأقصر نهار للترحيب بعودة الشمس متوقعين المزيد من الضوء والطقس الأكثر دفئًا، غالبًا ما يتزامن هذا الإحتفال مع رأس السنة الجديدة في أجزاء كثيرة من القارة الجنوبية مما يؤدي إلى دمج الإحتفالين تدريجيًا، أوضح التاجر أن مواطني بلدة تيزامو إحتفلوا فقط بالمهرجانات المرتبطة بالشمس المشتعلة الأبدية بعد أن تخلوا عن التقاليد المتعلقة بالموت.
“ظل الأمر على هذا النحو لفترة طويلة منذ ولادة جدي” فكر للحظة مضيفا.
تعتبر ماتاني على وجه الخصوص ميناء بيلوس ومدينة منجم الذهب ديفايز مستعمرة إنتيس منذ ما يقرب من قرن من الزمان، أُجبر السكان الأصليون على التغيير منذ أجيال ليصبحوا أتباعًا للشمس المشتعلة الأبدية، إقتصر هذا على المناطق التي تديرها المؤسسات الإستعمارية بشكل فعال في الماضي، عندما وصل لوميان إلى ميناء بيلوس إنطباعه الأول هو: الأرصفة وقلب المدينة يشبهان ميناء المدن بنتيس، رغم ذلك بشرة العمال أكثر قتامة وبنية أما الشوارع التي يرتادها الإنتيسيون والفينابوتريون فهي قليلة السكان ومقفرة.
بعد المرور بفندق أوربلا وإستكشاف مناطق أخرى بميناء بيلوس ظهرت مباني مختلفة تتميز بخصائص غرب بالام، إكتظت الشوارع بعدد أكبر من المارة وملأت أصداء اللغة الدوتانية الهواء لذلك سعى للحصول على مزيد من التفاصيل، تأكد بشكل غير مباشر من كلام التاجر كما أن المستجوب كامو لم يجد أي علامات على الخداع.
“ما هي الأشياء التي تركت إنطباعا عميقا فيك منذ الصغر والتي لا تزال تتذكرها بين الحين والآخر؟” قام لوميان بتغيير المحادثة.
“الجنائز الكبرى… التوابيت حديثة البناء… القبيلة البدائية التي تتصادم معنا كل عام… نشتم أحياناً في الليل بسببهم…” أجاب التاجر متذكرا “الجميع مجتهدون وهادئون ومتعلمون جيدًا نغضب لكننا لا نتجادل على الفور أو نشتم، نختار العثور على الأب والضباط والقضاة لتحديد من هو على حق ومن هو على خطأ…”.
ترجم كامو كلمات التاجر إلى لوميان مضيفًا بعض التعليقات “هذا هو الحال بالفعل فقد زرت تيزامو إن الناس هناك مطيعون للغاية حتى لو عوملوا بشكل غير عادل نادرا ما يقاومون بعنف، أصحاب المزارع المحيطة يحبون إستئجارهم مما يقلل من تكلفة شراء العبيد، بالطبع لا يعني ذلك أنهم عديموا المشاعر ولا يقاومون لكنهم يميلون إلى الإلتزام بالنظام، يفضلون إتباع العمليات الرسمية لحل المشكلات أعتقد أنه يمكن إعتبارهم مؤمنين بارزين بالشمس المشتعلة الأبدية؟”.
يحتوي الإسم الشرفي للشمس المشتعلة الأبدية على وصف “تجسيد النظام”.
بصفته عضوًا من سلالة فينابوتر الملكية يؤمن كامو بلا شك بالأم الأرض لكنه يعلم أن لويس بيري ينحدر من جمهورية إنتيس – هو على الأرجح مؤمن بالشمس المشتعلة الأبدية.
“مجدوا الشمس!” وقف لوميان ومد ذراعيه بإبتسامة.
“مجدوا الشمس!” حذا التاجر حذوه على عجل.
عاد لوميان إلى مقعده مفكرا لبضع لحظات عابرة “هل واجهت أي أحلام غريبة؟”.
“الكثير لكنها تضيع من الذاكرة… ألا ترى مثل هذه الأحلام؟” أومأ التاجر قبل هز رأسه.
‘بالفعل غالبًا ما تفلت الأحلام من السيطرة على وعي الفرد يمكنهم الكشف عن رؤى روحية أو عكس الرغبات المكبوتة أو عكس أحداث اليوم، في بعض الأحيان تتشابك هذه العناصر مما يؤدي إلى أحلام غريبة وغير متوقعة فأنا أيضًا أواجه مثل هذه الأحلام كثيرًا، في الماضي عندما حاربت الفساد الشيطاني أصبحوا أكثر غرابة ومبالغًا بهم…’ شعر لوميان أن إستجابة التاجر لا تشوبها شائبة ‘إذا تمكن الطرف الآخر من تحديد حلم غريب معين فإن ذلك سيثير الشكوك… إما أن الحلم غريب بشكل إستثنائي ولا ينسى أو أن التاجر غير طبيعي كونه إستعد مسبقاً قبل مجيئه’.
بعد مناقشة أمور أخرى إصطحب لوميان التاجر إلى خارج غرفة النوم الرئيسية.
بقيت ردود الآخرين مشابهة لردود التاجر فقط مكملة للتفاصيل التي لاحظوها على مستواهم وتبادل المواجهات مع خصائصهم الخاصة.
لم يعثر لوميان على أي أثر لمهرجان الأحلام!.
‘إذا إرتبط مهرجان الأحلام حقًا بتيزامو فهناك إحتمال واحد فقط: عندما ينام سكان البلدة يدخلون إلى عالم الأحلام للإحتفال بالمهرجان وعندما يستيقظون ينسون كل شيء، ربما هناك فصيلان متورطان في مزحة هيسوكا ببلدة تيزامو أولاً مواطنوا تيزامو وثانيا القبيلة البدائية من الغابة المجاورة، هل يمكن أن يكون مهرجان الأحلام إحتفالاً لتلك القبيلة البدائية؟ أثرت مزحة هيسوكا على مهرجان الأحلام مما دفع القبيلة البدائية إلى مهاجمة بلدة تيزامو، هل هذا ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة وإخفاء آثار طقوس تقدمه إلى مبعوث الرغبة؟’ فكر لوميان بينما يسير مع كامو والأجانب الثلاثة إلى الباب.
عند عودته إلى غرفة النوم الرئيسية وقف أمام المكتب محدقا في الجدار الحجري أمامه بينما تومض عيناه بالترقب والقلق، قراره بالبقاء في القارة الجنوبية والسعي بنشاط لميراث هيسوكا هو النمو وسط الدم والنار والفوضى والصراع، سيؤدي هذا إلى تأمين المزيد من فرص التمثيل لأنه يهدف إلى فتح الباب أمام الألوهية والتقدم إلى التسلسل 4 في أقرب وقت ممكن، سبب نفاد صبره هو أنه رأى بصيص أمل في إحياء أخته فقد زودته حالة نابوريديسلي في جزيرة هانث ببريق من الأمل، ينبع هذا الأمل من الإعتقاد بأن شخصية رفيعة المستوى من كنيسة الأم الأرض ربما ستمتلك القدرة على تقسيم روح شخص آخر، هذا من شأنه أن يسمح لكل جزء من الروح بالنمو ليصبح فردًا منفصلاً نسبيًا من خلال الولادة الجديدة، تم ختم جزء روح أورورا داخل جسد لوميان لذا ربما يمكن لعضو رفيع المستوى في كنيسة الأم الأرض أن يستخدم جزءًا أو أكثر من أجزاء الروح لإحياء أورورا في شكل جديد، لم يكن لوميان متأكدًا من إمكانية تحقيق مثل هذه الخطة أو من كونها “القيامة” الحقيقية لكنها الطريقة الأكثر قبولًا التي واجهها حتى الآن.
لهذا السبب بقي مصمماً على تجربتها!.
بالطبع لم يتمكن من تجربة جزء روح أورورا مباشرة خطته هي إنشاء بعض شظايا الروح عمدًا في عمليات الإعداد المستقبلية، سيطلب المساعدة من كنيسة الأم الأرض لمعرفة إمكانية أن تولد من جديد أو التأكد من الشخص الذي سيعود هو نفسه، بمجرد تأكيد كل التفاصيل سيقوم بإحياء أورورا لكن الأن لم يعتقد أن لديه المؤهلات اللازمة للتعاون مع كنيسة الأم الأرض، فقط من خلال أن يصبح نصف إله معتمدا على المنظمة السرية نادي التاروت يمكنه جذب إنتباه كنيسة الأم الأرض للوفاء بشروط المعاملة التي يقترحها الطرف الآخر.
لهذا السبب لم يستطع الإنتظار للحصول على الألوهية والتقدم إلى التسلسل 4!.
في بعض الأحيان سيتمنى أن تكون أخته أيضًا مباركة للمستحق السماوي وأن ترث قلعة قديمة بهذه الطريقة ربما تكون قيامتها أكثر وضوحًا.
‘نعم لإستخراج جزء روح أورورا لا بد لي من إلغاء ختم السيد الأحمق… لإلغاء ختمه لا بد لي من الإنتظار حتى يصبح تيرميبوروس ضعيفًا جدًا…. لكي يضعف تيرميبوروس أحتاج إلى إستخراج قوته بشكل مستمر على مستوى أعلى… ولكي أصمد أمام قوة المستوى الأعلى لا بد لي من إمتلاك الألوهية والتقدم خطوة بخطوة…’ إتضحت أفكار لوميان تدريجيًا بينما يتوق بشكل غير مسبوق إلى التقدم.
—
– ترير بقسم الكاتدرائية التذكارية داخل الشقة 702 في 9 شارع أوروساي:
إستلقت فرانكا على السرير تحت بطانية مخملية حيث شعرت أن جرعة المتعة الخاصة بها قد تم هضمها بشكل كبير.
—
– مدينة ماتاني بميناء بيلوس:
“نحن متجهون إلى بلدة تيزامو اليوم هل ستنضم إلي ولودفيغ أم ستبقى هنا وتنتظرنا؟” نظر لوميان الذي يحتسي كأسًا من غوادار إلى لوغانو قائلا كما لو يناقش الطقس “دعني أحذرك مقدمًا ربما يكون الوضع في بلدة تيزامو خطيرًا للغاية”.
‘خطير جدًا…’ أراد أن يقول أنه سيبقى بميناء بيلوس لكن ذكريات الأب مونتسيرات ومضت في ذهنه لذلك أجاب “سأتي معكما”.
إذا كمن الخطر في بلدة تيزامو فيمكنه الإعتماد على رئيسه لإنقاذه لكن هنا يوجد هو فقط!.
أومأ لوميان قليلاً ولم يقل المزيد.
بعد تسجيل المغادرة متجهين إلى الشارع سخر من لوغانو ولودفيغ “هل نأخذ نعشًا إلى تيزامو أم يجب أن نستقل عربة؟”.
قبل أن يتمكن لوغانو ولودفيغ من الإجابة ظهرت عربة ذات أربع عجلات ومقاعد أمامهم حيث أبقى السائق الشاب رأسه منخفضا دون على النظر إليهم.
عندما توقف ظهر كامو كاستيا بإبتسامة قائلا “شكرًا لمساعدتك في الأيام الماضية سأرافقك إلى تيزامو”.
–+–