632 - مؤامرة
– في وقت متأخر من الليل بترير:
جلس أنغوليم دي فرانسوا أمام محلل صغير وجهاز إرسال وإستقبال لاسلكي يستمع بإنتباه إلى النقرات بينما يتم إنتاج برقية “مترجمة” بواسطة آلة كاتبة ميكانيكية، قرأ التوقيع أعلاه بإسم النصل الخفي وبعد تبادل بعض الرسائل ظل هادئا قبل أن يلتقط البرقية متصفحا محتوياتها بسرعة.
<>.
تشكلت إبتسامة ساخرة على وجه أنغوليم مفكرا في الرد على النصل الخفي بـ “ما الذي يشغل أفكارك طوال اليوم؟” رغم ذلك ضاقت عيناه قبل النقر على الآلة الكاتبة الميكانيكية.
<>.
—
‘اللعنة!’ شتمت فرانكا الجالسة في غرفة النوم الرئيسية بشقتها ‘لماذا أشعر أنني أخضع لإستجواب الشرطة؟’.
أطلقت ضحكة مكتومة على نفسها مجيبة على الآلة الكاتبة الميكانيكية: <>.
رفضت الإعتراف بأي خطط تتعلق بوزير الصناعة في الحكومة الحالية لذلك بعد فترة أرسل 007 برقية جديدة.
<<نادرا ما أقوم بمثل هذه المهام لأني غالبا ما أتعامل مع حوادث التجاوز أو الطوائف لكن بعد أن تمت ترقيتي لم أعد مضطرًا للمشاركة في عمليات الحماية اليومية، بناءً على معرفتي وخبرتي المحدودة علينا أن نتبع الشخص المحمي دائما لكن إذا إختار إقامة علاقة غرامية سيقف أحدنا بتكتم بجانب رف المعاطف كمراقب، إذا سمح الوقت سنقوم بالتحقيق للتأكد من هوية الهدف وخلفيته مقدمًا، إذا دخل المحمي إلى الحمام سينتظر أحدنا بجانبه للحماية من التهديدات المحتملة من المجاري أو أنابيب التهوية أو الظلال، رغم ذلك هناك إستثناء إذا طلب المحمي بشدة الإعفاء وكتبه سنحترم خصوصيته لأننا لسنا آبائهم الملزمين بحماية كل تحركاتهم فإذا هلكوا سيأخذ شخص آخر مكانهم…
<>.
‘هل عملت وقتًا إضافيًا كثيرًا لدرجة أنك تشعر بالإستياء؟’ ضحكت فرانكا داخليا.
شعرت أن 007 لم يكن مستريحًا كما أرادت فلو تعلق الأمر بعضوين من لوين من المرجح أن يقولا: “لا بأس إذا مات معظم المسؤولين رفيعي المستوى الذين لا يتعاملون مع الأمور الحقيقية أو أعضاء البرلمان الذين يلقون الخطب فقط، سيكون أداء قرود البابون مجعد الشعر في مناصبهم أفضل لأنه لن يشغل رأسه بصياغة السياسات أو العمل لتحقيق مكاسب شخصية أو التباهي بحكمته، ببساطة سيستمتع بالموز ويلعب بسعادة هذا هو الشيء الأقل ضررًا للبلد بأكمله”.
قرأت فرانكا برقية العميل 007 مرة أخرى قبل أن تلتفت إلى جينا التي تجلس بجوار السرير “إجراءات الحماية مشددة ولا توجد ثغرات يمكن إستغلالها”.
“نعم هذا هو الحال مع المطهرين يجب أن يكون قفير الالات والمكتب 8 متشابهين”.
جمعت فرانكا وجينا وأنثوني المعلومات لفترة من الوقت مبتكرين عدة خطط لكنهم ما زالوا يجدونها غير آمنة ومؤكدة، لهذا السبب إستشاروا 007 للحصول على توضيحات بشأن الوضع الأمني حول موران أفيني، نظرًا لكونه وزير في حكومة دولة ما لم يكن موران أفيني هدفًا سهلاً للإغتيال علاوة على ذلك الإغتيال ليس الهدف الأساسي، حتى لو فكروا في ذلك عليهم أن يأخذوا في الإعتبار الوقت اللازم لتوجيه الروح مما يجعل الأمر أكثر إزعاجًا.
عند الإستماع إلى ملخص فرانكا لرد 007 فكرت جينا للحظة قائلة “أي شيطانة أخرى ستختار التضحية بهويتها الشرعية عن طريق إغواء موران أفيني متظاهرة بالخجل لجعله يحصل على إعفاء من الحراسة، رغم أنني لا أعتقد أن هذا ممكن فمن المحتمل أنه نسخة مرآة لها علاقة وثيقة بمسار الشيطانة ربما سيكون حذرا بشكل خاص من إقتراب الشيطانات”.
ترددت فرانكا في إشراك جينا بالعملية ضد موران أفيني لأن شيطانة الأسود كلاريس ستراقب سرًا وتقدم المساعدة في اللحظات الحرجة، سيكون الأمر محفوفًا بالمخاطر إذا إكتشفت أن جينا تستخدم قدرات مسار الشيطانة إلا أنها أصرت على المشاركة، بعد أن إعترفت فرانكا لكلاريس بأنها لم تشعر بالمتعة لفترة طويلة فمن المرجح أن تشك شيطانة الأسود في علاقة جينا بفرانكا، بعد كل شيء إقتربت فرانكا من براونز ساورون تحت ستار حضور طقوس العربدة الأنثوية.
لهذا السبب أرادت جينا إظهار قدرات مصاص الدماء أمام شيطانة الأسود فالعنصر الغامض الذي تمتلكه سيسمح لها بإخفاء نفسها بشكل فعال مع الحفاظ على قوة قتالية كافية، الشرط الأساسي هو إخفاء السهم المتعطش للدماء بشكل جيد تحت ملابسها أما بالنسبة لإستبدال المرآة فيمكن لفرانكا الشرح لأن أنثوني لديه واحد أيضًا.
“يمكن للشيطانات أيضا إمتلاك حب نقي” تمتمت فرانكا قائلة ولكن عندما إنتهت من التحدث غيرت الموضوع بشكل غريب وسمحت لجينا ضمنيًا بالمشاركة.
“قوة موران أفيني غير معروفة سيكون خصما صعبا للغاية إذا حاولنا إغوائه فإننا نخاطر بأن نصبح فريسته” أومأت فرانكا التي جلست القرفصاء برأسها قليلاً قائلة “إذا ظل يقظًا ربما نفقد حياتنا من الأفضل أن أكتب إلى لوميان وأرى ما يفكر فيه” ضحكت فرانكا ساخرة من نفسها “منذ أن غادر ترير يبدو أن عقلي ذهب في إجازة”.
سخرت من كسلها السابق معترفة بأنها غالبًا ما تفوض مسؤولية التفكير الأساسية إلى لوميان أثناء لعب دور الداعم.
“أنتِ جيدة حقًا في السخرية من النفس وهذا أكثر ما يعجبني فيك كونك منفتحة ومبهجة” ضحكت جينا.
“يمكن للمضايقة أن تضفي الحيوية على الجو العام وتعزز العلاقات الوثيقة” ضحكت فرانكا “في بعض الأحيان إذا لم تتمكن من قياس قبول الآخرين يمكن أن تتحول المضايقة إلى سخرية لذا من الآمن الإدلاء بها نحو نفسي”.
بينما الشيطانتان تتحدثان وصلت برقية من 007.
أضاءت عيون فرانكا عندما قرأت البرقية التي جاء فيها: <>.
‘مدهش يا له من أخ!’ أشادت فرانكا داخليًا بينما تحرك أصابعها بسرعة فوق الآلة الكاتبة الميكانيكية.
<>.
“هناك أمل!” إستدارت فرانكا ورفعت سبابتها اليمنى وإصبعها الأوسط بسعادة نحو جينا.
سرعان ما رد 007: <>.
أضاء وجه فرانكا بالفرح مرسلة برقية قصيرة: <>.
قرأتها جينا بهدوء قبل أن تسأل بتمعن “هل ما زلنا سنسعى للحصول على رأي لوميان؟”.
“نعم” أجابت فرانكا دون تردد “كما يقول المثل: 3 عمال غير بارعين ذوي رائحة كريهة جيدون مثل روزيل”.
مع قيام عدد أكبر من الأشخاص بالعصف الذهني قد تكتشف حلولاً أفضل.
“أي نوع من الأمثلة هو هذا؟ لماذا لم أسمع به من قبل…” إشتبهت جينا في أن فرانكا تختلق الأمر.
—
ظل القمر القرمزي غير مرئي ولم يكن هناك سوى النجوم التي تلقي وهجًا خافتًا.
جلس لوميان بجناح الدرجة الأولى في السفينة مطلعا على الكتب المدرسية الدوتانية إلا أن ظهر رسوله التائب باينفيل أمامه فجأة، قام باينفيل الذي مرتديا رداء رجل دين أسود مثل الجثة المتفحمة بتسليم الرسالة حيث إلتقطها لوميان بينما يستنشق العطر المتبقي على الورقة.
‘رسالة من فرانكا… حتى أن جينا أمسكت بها وقرأتها…’ أصدر لوميان حكمًا غير رسمي مراقبا رسوله بفضول.
لديه شعور مستمر بأن التائب باينفيل يحمل العديد من القصص غير المروية ولكن كل محاولة للإنخراط في محادثة ستقابل بالصمت الرواقي.
بعد أن إجتاز باينفيل عالم الأرواح فتح لوميان الرسالة متكأ على كرسيه ليقرأ على مهل.
‘بمساعدة 007 لن يكون هذا صعبًا’ إبتسم لوميان فجأة وهمس لنفسه ‘إذا لم ينجح الأمر فيمكنهم فرض الطعم بالتركيز على حذر نسخ المرآة من الشيطانات والقوة المحتملة التي يمتلكونها لإغرائه، عندما يعتقد موران أفيني أن الهدف هو طُعم من طائفة الشيطانة مع وجود نصف إله يختبئ خلفها سيخطط لأخذ حبة السم أو التراجع لإلقاء قنبلة، سيجد نفسه في مواجهة ملاك أو 3 إلى 5 قديسين بهذه الطريقة سيتم الإنتهاء من مهمة طائفة الشيطانة التي تم تكليفها لفرانكا…’ تسارعت أفكار لوميان بينما يضع خطة تلو الأخرى ويتجاهلها.
غدًا ستغادر التوت البحر الهائج لتبحر إلى مياه القارة الجنوبية.
عندما يحين الوقت لن تحتاج السفينة إلى التنقل في التقلبات والمنعطفات المعقدة لتجنب العواصف والظواهر الغامضة – يمكن أن تتوجه مباشرة إلى وجهتها في غرب بالام، فجأة أحس لوميان بشيء ما لذا وقف مقتربا من النافذة ليطل منها حينها رأى في الظلام مركب شراعي قديم بثلاثة سواري يبحر بصمت.
لم تكن هناك أضواء على السفينة أو أي أحد يمشي على سطحها…
–+–