لورد الغوامض 2: حلقة الحتمية - 600 - رد الفعل الصحيح
‘هل حدث شيء ما لجزء عالم المرآة؟’ فوجئت جينا للحظة قبل أن تتوتر لأن هذا غير مسبوق.
لم يُظهر جزء عالم المرآة مثل هذا السلوك من قبل ما تركها في حيرة من أمرها بشأن نشاطه المفاجئ حيث تسارع عقلها في محاولة لفك أهميته.
‘هل هناك إضطراب في عالم المرآة الخاص؟ أو ربما يكون أحد الأشخاص القريبين مني منخرطًا بشكل وثيق مع عالم المرآة؟ هل هذا بمثابة دليل لتحقيقات فرانكا عن شعب المرٱة؟’ حثتها غرائزها على فحص محيطها للبحث عن مصدر إضطراب جزء عالم المرآة.
سيطرت جينا على نفسها في الوقت المناسب حينها أدركت: إذا تسبب شخص مرتبط بشكل وثيق بعالم المرآة الخاص في هذه الظاهرة فهناك إحتمال كبير أن يكون “الإحساس” متبادلاً، بعبارات أبسط عندما إرتجف الجزء قليلاً يجب أن يوجد بعض الشذوذ على جسم الشخص الأخر لذا سيبحث أيضا عن مصدر المشكلة، في مثل هذه الظروف سيؤدي مسح محيطها على عجل إلى إكتشاف الطرف الآخر لها ما يتبعه ضربة مدوية، حافظت جينا على رباطة جأشها عندما خرجت ببطء من الباب بينما عيناها مثبتتان على الطريق أمامها، خلال هذه العملية مثل العديد من المتفرجين أدارت رأسها قليلاً لتنظر إلى ساعة الحائط في بهو المسرح لتتأكد من الوقت: 11:05 مساءا، بعد ملاحظة الوقت عادت إلى الردهة عبر المخرج حيث تفرق المتفرجون من حولها حينها أصبح المكان أقل إزدحاما تدريجيا.
صمت جزء عالم المرآة ولم يعد يرتجف بشكل غير طبيعي.
‘الآن لم أرى أي أحد في الردهة ولم يرتعش جزء عالم المرآة عندما شاهدت العرض المسرحي، هذا يعني أنه لكي يحدث الشذوذ يجب أن يكون كلا الطرفين قريبين من بعضهما البعض ليس أكثر من 5 أمتار، كما حدث عندما كنا نضغط للخروج من الردهة إذا هل عاد كل شيء إلى طبيعته لأن المسافة إتسعت من جديد؟’ تسارعت أفكار جينا بينما تعرض مهاراتها في التمثيل المسرحي بشكل كامل بينما تغادر الردهة إلى الشارع.
إستقلت عربة مستأجرة تابعة لشركة العربات حيث دفعت 2.5 فيرل ذهبي مقدما ما جعل قلبها يتألم.
لو أن مترو الأنفاق والعربات العامة لا يزال يعمل في هذه الساعة فستستقل عربة مستأجرة عائدة إلى قسم الكاتدرائية التذكارية من قسم دار الأوبرا.
…
قسم الكاتدرائية التذكارية داخل الشقة 702 في 9 شارع أوروساي:
روت جينا لقاءها لفرانكا قبل أن تسأل “هل إرتعش جزء عالم المرآة الموجود عندك قليلاً حوالي الساعة 11:05؟”.
“لا” أجابت فرانكا بيقين غير عادي وبدون إنتظار جينا لإصدار حكم إبتسمت بحرج مضيفة بسرعة “لا أعتقد ذلك كما تعلمين فإن جزء عالم المرآة الخاص بي مخزَّن في حقيبة المسافر حتى لو إهتز لا أستطيع الشعور به” نظرًا لأن جينا لم تستطع إلا أن تدحرج عينيها إعترفت فرانكا بإيجاز قائلة “هل تشكين في أن شذوذ عالم المرآة الخاص تسبب في تغيير عام؟، إذا حدث ذلك حتى لو أنه موجود بحقيبة المسافر يجب أن أكون قادرة على الشعور به روحيًا فمن المستحيل تجاهل ذلك تماما”.
“علاوة على ذلك عندما نجمع هاتين الشظيتين معًا لن يكون هناك إهتزاز أبدًا لذا إحتمالية مواجهتي لشعب المرآة عالية جدًا أم أنه فرد من فرع معين لعائلة تمارا؟” قالت جينا التي تسير نحو المرآة في غرفة المعيشة.
قامت بمسح السطح بينما تهمس بالموضوع السري الذي أرادت الإستفسار عنه.
سرعان ما أصبح سطح المرآة التي تغطي الجسم بالكامل داكنًا حيث إرتفعت موجات الماء الوهمية بعد أن إستخدمت عرافة المرآة السحرية.
“شكل المنطقة الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 10 أمتار مني في حوالي الساعة 11:05 مساء أمس… شكل المنطقة الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 10 أمتار مني في حوالي الساعة 11:05 مساء أمس… شكل المنطقة الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 10 أمتار مني في حوالي الساعة 11:05 مساء أمس…” بعد تكرار ذلك ثلاث مرات أضاءت المرآة العميقة المظلمة.
في الضوء رأت جينا نفسها ترتدي قلنسوة أمام المخرج المتصل ببهو المسرح بينما يقف الجمهور والحاضرون على بعد 10 أمتار منها، سجل عالم الروح كل هذه المعلومات بأمان حيث تمتع الإنعكاس في المرآة بجودة ديناميكية – ليس ثابتًا أو جامدًا، لاحظت جينا إستدارة إمرأة تقف على بعد أمتار قليلة فجأة لتفحص الأشخاص المحيطين بها، إرتدت السيدة التي تبدو في الثلاثينيات من عمرها قبعة محجبة سوداء مع إمتلاكها لحواجبها فاتحة وعينين مصفرتين لامعتين، بشرتها بيضاء من المكياج على الرغم من أنها لم تكن جميلة بشكل تقليدي إلا أنها تمتلك الأناقة بفضل الملابس المختارة بعناية، على الرغم من مظهرها الأنيق بدت وكأنها فقدت رباطة جأشها حيث فحصت المناطق المحيطة كما لو أنها تبحث عن حبيب ضائع.
“هناك شيء خاطئ معها فقد تفاعلت مع جزء عالم المرآة” علّقت فرانكا مقتربة من جينا لتحليل الصورة في المرآة التي تغطي كامل الجسم “مرت أكثر من ساعة لكنها لم تستخدم أي عرافة مضادة هل هي مهملة أم أنها غير معتادة على هذه العملية؟”.
“هل يمكنك تمييز أي شيء آخر؟” أومأت جينا برأسها.
“لا شيء آخر” فجأة صفعت فرانكا جبهتها “يا إلهي ينبغي لنا أن نطلب من أنتوني أن يلقي نظرة من المؤكد أن المتفرج سيجمع المزيد من المعلومات”.
“أنت على حق…” تفاجأت جينا فما زالوا غير معتادين على طلب مساعدة أنثوني “دعينا نطلب مساعدته صباح الغد إن الإتصال به في هذا الوقت المتأخر سيؤدي إلى سوء الفهم كما أنها ليست مسألة عاجلة”.
“نعم ربما سيحصل على فكرة خاطئة” أدركت فرانكا بسرعة.
—
“ملابسها مصنوعة خصيصا مما يشير إلى خلفية عائلية ثرية…” في صباح اليوم التالي بعد مراقبة المشهد من خلال عرافة المرآة السحرية فكر أنثوني قائلاً “على الرغم من أنها تبدو ضائعة بعض الشيء بعد مسح المناطق المحيطة إلا أنها تفتقر إلى المعرفة حول عالم المرآة والأجزاء المقابلة له، هذا يتعارض مع قدرتها على جعل جزء عالم المرآة يرتعش الجواب غالباً ما يكمن في نقطة التناقض، أسلوب مشيها يشير إلى تدريب جيد على آداب السلوك لكن مكانتها في المنزل ليست عالية بشكل خاص”.
لم يكن بوسع فرانكا إلا أن تهز شفتيها عندما إستمعت إلى المنوم المتقدم حديثًا بينما يقوم بتشريح الهدف طبقة تلو الأخرى.
شعرت أنها لا تستطيع أن تخفي أي أسرار عنه!.
المتفرجون مرعبون حقًا!.
من ناحية أخرى إستمعت جينا بإهتمام لأنها وجدت أوجه تشابه مع تحليل الشخصية في فصل التمثيل الدرامي لكنها أكثر واقعية وتفصيلاً، في حالة ذهول شعرت أنها عادت إلى مسرح قفص الحمامة القديم بينما تستمع إلى محاضرة معلمتها.
“هذه الخصائص لن تساعدنا في تحديد مكانها مباشرة” إختتم أنثوني كلامه قائلاً “لا يمكنهم سوى تقديم أدلة معينة”.
“مفهوم” أجابت فرانكا بنبرة إحترافية.
أخرج أنثوني قطعة من الورق ملتقطا قلم رصاص ليبدأ في الرسم بناءً على إنطباعاته بهدف تعقبها عبر قنوات مختلفة.
“كيف إستنتجت أن ملابس السيدة مصنوعة حسب الطلب؟” سألت فرانكا بشكل عرضي.
بعد أن تحولت إلى إمرأة بسبب الجرعة ظلت تركز إهتمامها علىالملابس والفساتين لذلك لم تهتم بالمتاجر أو الخياطة، لم تستطع جينا معرفة ذلك أيضًا فقبل أن تصبح ساحرة لم تصل إلى المستوى الذي يسمح لها بطلب ملابس خاصة.
“بعد أن أصبحت متفرجًا خاصة كوسيط معلومات تعمدت صقل مهاراتي في الملاحظة” نظر أنثوني إلى الشيطانتين “أعرف المواد والخصائص الخاصة بمعظم محلات ترير للملابس الجاهزة وأساليب العديد من الخياطين المشهورين، من الواضح أن فستان السيدة لا يأتي من أي محلات للملابس الجاهزة”.
كشفت فرانكا وجينا عن تعبيرات محرجة إلى حد ما لحسن الحظ ظل أنثوني منهمكًا في رسمه ولم يلاحظ ردود أفعالهم.
…
– ميناء سانتا:
إتجهت نولفي التي ترتدي بلوزة وسترة فاتحة اللون مع باتنة إلى الميناء.
باتنة الذي يرتدي قبعة نصف عالية عدّل سيفه قبل أن يسأل بحذر “هل تخططين حقًا للبقاء هنا؟”.
“أنا بالفعل راهبة مقاتلة في نظام الخصوبة” ردت نولفي بهدوء “إتضح لي الآن أن طقوس صلاة البحر لا تتعلق بإكتساب القوة أو إبرام إتفاق مع إله شرير بل بالحماية لأنه من أعمال التضحية بالنفس، في الماضي إستخدم أعضاء نقابة صيد الأسماك نفوذهم وثروتهم لإغراء الآخرين ليصبحوا حاكم البحر أو عذارى البحر، الأن تعهدوا لكنيسة الأم الأرض ونظام الخصوبة بأنهم سيقومون بإبلاغ المرشحين المحتملين بالتحديات والعواقب المحتملة مسبقًا، سيسمح لهم هذا بإتخاذ خياراتهم الخاصة لذا أريد البقاء هنا للإشراف على هذا الأمر”.
“هذا جيد أيضًا” تنهد باتنة “للأسف قدري في المغامرات البحرية لذلك لا أستطيع البقاء في مكان واحد”.
“أعلم” أومأت نولفي برأسها قبل أن تسأل بصدق “هل ترغب في إنجاب طفل هنا؟”.
“لا” تلعثم باتنة “أنا لست مستعدًا عقليًا لأكون أبًا لشخص آخر”.
لم يكن يريد أن يتحول طفله إلى سحلية شبيهة بالبشر في المستقبل.
“حسنا” أعربت نولفي عن أسفها قبل أن تلوح بيدها بينما تستدير مبتعدة عن الرصيف.
بعد بضع خطوات عادت فجأة إلى الوراء لتكشف عن إبتسامة مشرقة وجميلة.
“بغض النظر عن ذلك أنا ممتنة لأنك تمكنت من مرافقتي إلى البحر” دون إنتظار رد باتنة أعادت توجيه نظرها بخطوات متسارعة مغادرة الرصيف.
وقف باتنة هناك بينما إبتسامة نولفي الأخيرة عالقة في ذهنه حيث ترددت الكلمات في أذنيه ما جعله يشعر فجأة بالخسارة، بعد إختفاء شخصية نولفي من الرصيف صعد المغامر ببطء على متن السفينة عائداً إلى ميناء فاريم.
…
– في المساء داخل حانة السفينة:
رفع لوميان كأسًا من نبيذ سكر العنبر مخاطبا الزبائن عند طاولة الحانة “سيداتي وسادتي أنا في الواقع ساحر يمكنني أن أظهر لكم خدعة سحرية وهمية الآن” أشار نحو النافذة “أنظروا للخارج”.
بشكل غريزي نظر الزبائن إلى النافذة ملاحظين إرتفاع الأمواج المحيطة إلى أكثر من 10 أمتار في وقت ما مثل الجبل.
عندما رمشوا إختفى المشهد المرعب مرة أخرى.
تصفيق! تصفيق! تصفيق!.
أشاد الزبائن بخدعة لوميان السحرية الرائعة.
–+–
الفصل 600… ربما 45% من الكتاب الثاني…