21 - هل هربت سيف إلى إقليم المد الأحمر؟
- الرئيسية
- قائمة الروايات
- لورد الشتاء القارص: البدء بتقارير الاستخباراتية اليومية
- 21 - هل هربت سيف إلى إقليم المد الأحمر؟
🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتشرت رائحة السمك المشوي في الأجواء
أحضرت النساء أطباقًا مليئة بالسمك المطهو حديثًا
جلس القرويون معًا، ممسكين بأسماكهم المشوية الطازجة، يأكلون ويتحدثون، بينما تتعالى ضحكاتهم بين الحين والآخر
“إلى سيدنا العظيم!” صرخ أحدهم
رفع الجميع كؤوسهم مرددين بحماس: “إلى سيدنا العظيم!”
تلاقت الكؤوس وارتفعت الضحكات صعودًا وهبوطًا
جلس لويس على رأس الطاولة يراقب كل ذلك، وابتسامة ترتسم على شفتيه بلا وعي
مقارنة بالصراعات الخفية والعلنية في ولائم النبلاء في الجنوب، كان يفضل الضحك والغناء والرقص حول نار المخيم مع قرويه البسطاء هنا
وربما بسبب الكحول، أخذ لويس على نحو عفوي قيثارة خشبية قدمها له أحد الفرسان
بدأت أصابعه الطويلة تعزف على الأوتار، مطلقة سلسلة من النغمات الصافية، ثم شرع في غناء أغنية شعبية من موطنه (الأرض):
“إديلويس، إديلويس، كل صباح تحييني… بارك وطني للأبد”
ساد الصمت الساحة على الفور، وحبس الجميع أنفاسهم، وكأنهم انتقلوا إلى ذلك المكان البعيد
ومع تلاشي النغمة الأخيرة، انطلقت الهتافات كالموج المتلاطم
“واحدة أخرى!” صرخ أحدهم، يقود الهتاف
“السيد يغني بشكل رائع جدًا!”
“واحدة أخرى!”
“نخب للسيد!”
وبذلك، انضم الجميع في الساحة إلى الضجيج، حتى أكثر الفرسان تحفظًا لم يتمالكوا أنفسهم عن الضحك
هز لويس رأسه مبتسمًا، وأخذ قطعة من السمك المشوي، وقضم منها لقمة، تاركًا ضحكات الفرح تنتشر في الليل
في اليوم التالي، عندما استيقظ لويس، كانت أشعة الصباح تتسلل بالفعل عبر فتحات الستائر، ولا يزال عبير دخان نار المخيم من الليلة الماضية يملأ الجو
“… أظن أنني شربت كثيرًا” فرك صدغيه، متنهّدًا بلمحة من الإرهاق
عادةً ما كان يستيقظ قبل الفجر ليمارس تقنية التحكم بالتنفس ويزرع طاقته القتالية
لكن الليلة الماضية كانت ممتعة جدًا، مما جعله يتأخر عن النهوض هذا الصباح
مد يده غريزيًا ليلمس جانبه، وبعد أن تأكد من أن النصف الآخر من السرير فارغ، تنفس الصعداء
لحسن الحظ، لم يرتكب خطأ
بعد أن انتهى من غسل وجهه، جلس لويس متربعًا على السرير، وأخذ نفسًا عميقًا، وبدأ ببطء في تدوير تقنية التنفس المدّي
تدفقت طاقته القتالية ببطء عبر أوعيته الدموية، لكن لويس شعر بوضوح بجمودها
لا يزال ذلك عنق الزجاجة، فارس رسمي متوسط، دون أي تقدم
تبا، متى سيتمكن من الاختراق؟
لقد كان يزرع وفقًا لأشد أساليب التدريب صرامة، لكن موهبته كانت متواضعة جدًا
كان من الأصعب عليه بكثير تحسين مستواه من خلال التدريب البحت مقارنة بغيره
ليته يجد شيئًا مشابهًا لسمك الكريستال الشمالي مرة أخرى…
أيها النظام عديم الفائدة، أعطني بعض القوة
فكّر بذلك دون رضا، وفتح على نحو عفوي نظام الاستخبارات اليومية ليرى ما الأخبار الجديرة بالاهتمام اليوم
【1: بعد الوليمة، تقدّم مسؤول الشؤون الزراعية ميك لطلب يد تانيا ونجح】
【2: ذئب السهول الجليدية الشاب “الناب البارد” هزم جميع الذئاب الشابة التي رُبيت في إقليم المد الأحمر وأصبح ملكها】
【3: سيف، الأميرة الصغيرة السابقة لقبيلة هان يويه، فرت إلى إقليم المد الأحمر، وبحالة مرهقة وجائعة انهارت في البرية. ستلتهمها دبّة الصقيع البيضاء في الساعة الخامسة مساءً】
أثار الخبر الأول رفع حاجب لديه قليلًا؛ ذلك العجوز ميك يعيش قصة حب متأخرة؟!
هذا المسؤول الزراعي يقضي أيامه بين التراب، وعقله مشغول دائمًا بكيفية تحسين الأراضي وزيادة المحاصيل
لم يكن يتوقع أنه أنهى بهدوء أمرًا كبيرًا كهذا
تذكر تانيا، كانت أرملة محلية في أوائل الثلاثينيات، لديها ثلاثة أطفال، قوية الشخصية، وكفؤة في عملها
كان من المفاجئ حقًا أن يتمكن ميك من كسب قلبها
“همم، يستحق التهنئة. يبدو أن إقليم المد الأحمر سيزداد عدد سكانه قليلًا” تمتم مبتسمًا، سعيدًا لصديقه القديم
أما الخبر الثاني، فكان متوافقًا تمامًا مع توقعاته
الناب البارد أثبت جدارته فعلًا، متميزًا بين الذئاب الشابة وأصبح ملك القطيع مباشرة!
كان لدى لويس ثقة فيه منذ البداية
فهذا الذئب الشاب وُلد وفيه هالة ملكية جامحة
سواء في حجمه، أو سلوكه، أو نظرته، كان مختلفًا عن باقي ذئاب السهول الجليدية في عمره، لذا كان من الطبيعي أن يصبح قائد القطيع
“جيد جدًا” أومأ لويس برضا، “هذا هو ذئب الحرب الذي اخترته”
لكن عندما وقع بصره على الخبر الثالث، اختفت ابتسامته فورًا
الأميرة الصغيرة لقبيلة هان يويه، سيف؟
هربت إلى إقليم المد الأحمر؟
هذا الخبر جعل قلب لويس يثقل
لطالما أمده نظام الاستخبارات اليومية بمعلومات عن قبيلة هان يويه
منذ وفاة الزعيم العجوز، غرقت تلك القبيلة في فوضى كاملة
أُبيدت عائلة الزعيم العجوز، فقد مجلس الشيوخ سلطته، وجمع كل جنرال أتباعه، واشتدت الصراعات بين الفصائل…
إن كان عليه وصف الأمر بجملة واحدة:
قبيلة هان يويه كلها في حالة فوضى
لكن حتى مع ذلك، لم يتوقع لويس أن تهرب الأميرة الصغيرة لقبيلة هان يويه إلى إقليم المد الأحمر، وأن تنهار فاقدة الوعي
والأهم أنها ستصبح عشاءً لدبّة الصقيع البيضاء في الساعة الخامسة مساءً!
“ما الذي يحدث بحق؟” فرك لويس جبينه متنهدًا
أمام لويس، كان هناك خياران فقط —
الإنقاذ، أو عدم الإنقاذ
فكّر طويلًا، وأطراف أصابعه تنقر بخفة على الطاولة
عدم الإنقاذ؟
فشؤون قبيلة هان يويه معقدة جدًا، وظهور سيف قد يؤدي بنسبة ضئيلة إلى سلسلة من المتاعب المجهولة
وفوق ذلك، هي فاقدة الوعي بالفعل في البرية، وعند الساعة الخامسة ستكون طعامًا لدبّة الصقيع البيضاء؛ إن ماتت، فسينتهي الأمر، ولن يكون له أي علاقة بذلك
لكن في النهاية، قرر لويس أن يتحرك
أولًا، بما أن سيف قد هربت بالفعل إلى قرب إقليم المد الأحمر، فهذا يعني أنها خرجت من صراعات السلطة في قبيلة هان يويه، وبالتالي فإن إنقاذها لا ينطوي على خطر كبير
ثانيًا، رغم أنه ليس ساميًا، فإن قيمه البسيطة منعته من الوقوف مكتوف اليدين
فتاة صغيرة بريئة، بغض النظر عن هويتها، طالما أنه قادر على إنقاذها، لا يمكنه أن يراها تموت
وإلا فسيبقى ضميره يؤنبه
ثالثًا، رغم أن هذه الفكرة بعيدة وغير واقعية
لكن ماذا لو جاء يوم امتلك فيه القوة الكافية لإخضاع قبيلة هان يويه باسم سيف؟
بالطبع، من المبكر جدًا التفكير في هذه الأمور الآن
باختصار، وبناء على العقل، والطيبة، وحتى بعض الخيال، اتخذ لويس قراره — إنقاذها!
“لامبرت” نادى لويس فارس حمايته
دخل لامبرت بسرعة، وانحنى باحترام: “سيدي؟”
“سأذهب للصيد، اجعلهم يستعدون” قال لويس بلهجة عادية
تفاجأ لامبرت قليلًا، ونظر إلى سيده بدهشة
فمنذ أن وصل إلى إقليم المد الأحمر، كان هذا السيد الشاب منشغلًا بشؤون الإقليم من الصباح حتى الليل
أما الصيد، فلم يكن لديه وقت حتى لجولة صباحية، وها هو فجأة يبدو متحمسًا للصيد اليوم؟
لكن، كخادم مؤهل، لم يسأل أكثر، واكتفى بالإيماء: “مفهوم، سأرتب للصيادين والفرسان”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ