Ar Novel
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
البحث المتقدم
  • الرئيسية
  • قائمة الروايات
    • جميع الروايات
    • صينية
    • كورية
    • يابانية
    • إنجلزية
  • الروايات المنتهية
  • تواصل معنا
  • أكشن
  • مغامرات
  • خيال
  • فنون قتال
  • رومنسي
  • كوميديا
  • حريم
  • شونين
  • دراما
  • المزيد
    • إتشي
    • بالغ
    • راشد
    • خيال علمي
    • خارق لطبيعية
    • سينين
    • غموض
    • جوسي
    • شريحة من الحياة
    • تراجدي
    • تاريخي
    • رعب
    • حياة مدرسية
    • شوجو
    • ميكا
    • نفسي
    • رياضي
    • منتهية
    • النوع
      • صينية
      • كورية
      • يابانية
      • إنجلزية
Prev
Next

186 - فطور استثنائي

  1. الرئيسية
  2. قائمة الروايات
  3. لورد الشتاء القارص: البدء بتقارير الاستخباراتية اليومية
  4. 186 - فطور استثنائي
Prev
Next

🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿

📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة

🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم

📖 “﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (سورة طه: 114)”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انساب ضوء الصباح الخافت عبر النوافذ العالية في مدينة المدّ الأحمر، وهبط برفق على الطاولة الطويلة المنقوشة والأطباق ذات الحواف الفضية، كأنه يهمس بهدوء في سكينة الصباح

كان هذا أول فطور للويس مع عائلة الدوق إدموند

وكانت المرة الأولى أيضًا التي يجلس فيها إلى طاولة أقوى دوق في الشمال بصفته سيد المدّ الأحمر وصهر العائلة

ارتدى بدلة سوداء أنيقة، وأظهر أدبًا رصينًا، لا خضوعًا ولا تعاليًا

جلس الدوق في صدر الطاولة، ملامحه هادئة، وعيناه عميقتان كسهول الثلج

وعن يساره جلست السيدة إيلينا، ما تزال ترتدي فستانًا أزرق ضبابي، رقيقة وأنيقة

وعن يمين لويس جلست إميلي، جلستها محتشمة، لكن نظراتها ظلت تتسلل سرًا نحو ملامحه زمنًا طويلًا

امتلأت الطاولة بفطور فاخر، فطائر الشوفان البخارية والجبن على صحون فضية، وشراب العسل الدافئ في أباريق خزفية أنيقة، وشرائح رقيقة من السلمون المدخن بلون ذهبي مائل إلى البرتقالي تفوح برائحته

لكن الرائحة الأقوى في الجو لم تكن رائحة الطعام، بل أجواء عائلية خفيفة لم تنفك تتصلب بعد

قال إدموند أولًا وهو يلتقط شريحة من السلمون المدخن رافعًا حاجبيه قليلًا: هذا السمك جيد

أجاب لويس بهدوء: إنه من خصائص المدّ الأحمر

يُدخَّن في الورش بطريقة خاصة، وإن أعجبك أستطيع أن أجهز لك منه لتأخذه معك إلى مدينة رمح الصقيع

همهم الدوق بإجابة فاترة دون أن تتغير نبرته

رفعت إميلي فنجانها وارتشفت رشفة صغيرة، وجالت بنظرها فوق الطاولة ثم ألقته بين أبيها وزوجها، وقد بدا على ملامحها شيء من التوتر

كانت تعلم أن هذه المائدة ليست فطورًا فحسب، بل اختبار أيضًا

سأل الدوق: كيف يسير انسجامكما

احمرّ وجه إميلي الصغير، ولا أحد يدري بم كانت تفكر

لم يتهرّب لويس، بل أجاب بهدوء: على خير ما يرام، إميلي زوجة مثالية، وزواجي بها حظ طيب لي

هزّ إدموند رأسه بهمهمة قصيرة، لكنها حملت مسحة تمحيص

قهقهت إيلينا بخفة وقالت بنعومة: في إميلي بعض العناد، لم تكن تُظهر ضعفها بسهولة منذ صغرها، ستحتاج إلى سعة صدر معها

تمتمت إميلي بخجل: أمي

ربّتت إيلينا على يدها بلطف، وعلى شفتيها ابتسامة ماكرة صغيرة

أما إدموند فلم يبتسم، بل حدّق في لويس وخفض صوته درجة

هذه الفتاة لسانها شديد وقلبها رقيق، تبدو ثابتة على السطح لكنها في الحقيقة أكثر من يكترث، إنها أعز بناتي عليّ، وأكثر من أتمناها سعادة في هذه الدنيا

نظر مباشرة إلى لويس، وكان صوته هادئًا لكنه أثقل من حد السيف

صحيح أن في تزويجها لك نية توثيق العرى مع عائلة كالفن، لكنه ليس حلفًا فحسب، أريدها أن تحيا حياة طيبة، فلا أريدك أن تتعامل مع هذا الزواج كأنه صفقة سياسية

ساد الصمت فجأة

ارتجفت رموش إميلي قليلًا ورفعت نظرها إلى زوجها

لزم لويس الصمت لحظة نفس، ثم وضع السكين والشوكة، واستدار نحو الدوق إدموند وقال بثبات: لن أفعل، أياً تكن البدايات، الآن وفيما بعد سأعاملها بصدق ولن أدعها تتعرض لأي غبن

حبست إميلي أنفاسها لحظة

لقد أدركت أنه ليس كلامًا معسولًا، بل وعد مُفكّر فيه بعناية

كما قال لها برفق الليلة الماضية: لن أؤذيك أبدًا

نظر الدوق إلى لويس طويلًا دون أن يتكلم

أما إيلينا فابتسمت ببطء وقالت: يكفي يا إدموند، لا تحوّل الفطور إلى تحقيق، إميلي تكاد تتلوى في مقعدها

تمتمت إميلي بصوت خافت: لست كذلك، وضمّت شفتيها، لكن حمرة أذنيها كانت فاقعة

وأخيرًا أومأ إدموند دون مزيد من الكلام، ورفع كأسه ورشف منه ببطء

وانتقل الحديث بهدوء في سكون اللحظة

قال الدوق وهو يضع الكأس ويلقي بنظره إلى ضباب الصباح المتصاعد خلف النافذة: بالمناسبة، كنت أسمع أن إقليمك متطور

كانت نبرته هادئة، كمن يذكر أحوال شخص آخر عرضًا

لكن بعد جولتي بالأمس، وتوقف قليلًا وكأن عينيه تضيقان وهو يستعيد ما رأى، ما زال إقليمك يفاجئني

تفاجأ لويس قليلًا، وهمّ أن يتكلم، لكن الدوق تابع من تلقاء نفسه

الشوارع نظيفة، والناس حالهم حسن، مخازن الحبوب والورش والأسواق، لم أتوقع أنك حوّلت حدودًا أنهكتها الحروب إلى أرض عامرة في عام واحد

حملت نبرته شيئًا من التأثر، بل شيئًا من العجز

لقد فعلتُ أمورًا مشابهة وأنا شاب، لكنك أنجزتها في وقت أقل وبثبات أكثر مما فعلت أنا

وبينما يتكلم حاد الدوق بنظره لا إراديًا بعيدًا عن لويس

كان يعلم في قرارة نفسه أنه أدنى من هذا الشاب في سياسة معايش الناس

فعلى رغم سنين من القيادة في الجيش والدولة، لم تبلغ معه مفردات الاستقرار والوفرة والرجاء التي يذكرها الناس ما بلغته واقعيًا في إقليم المدّ الأحمر

في أقل من عامين، من ساحة خراب إلى أسوار وأسواق ونظام

لو لم يرَ ذلك بعينه، لما صدّق أن شابًا في العشرينات أنجزه

إنه ببساطة نابغة، أفضل منه بكثير، بل تجاوزه في شؤون المعيشة العامة

ولم يحتج إلا عامًا واحدًا، وإن ضاق صدره بالإقرار، فلا مفر من الاعتراف

لعل هذا الشاب قادر فعلًا على إحداث نقلة لا تُتصور للشمال بأسره

جلست إميلي هادئة، تمرر أصابعها بخفة على حافة فنجانها

وما إن أنهى أبوها حديثه حتى اعتدلت في جلستها من غير قصد، وارتسم قوس ابتسامة خفي على شفتيها

كانت كبرياء صامتة

تذكرت ابتسامات الناس الصادقة حين يذكرون لويس، حتى أنهم سموه شمس الشمال

شهدت ذلك بنفسها، وكان كما قالت، وإن كان والدها قد عدّ كلامها مبالغة آنذاك

والآن رآه أبوها بنفسه أخيرًا

ثم تحولت نبرة الدوق إدموند، وفيها لمسة مزاح لطيف: حتى هذا القصر أعجبني

بنيانه متين، وأبراجه موزعة جيدًا، ومسالك الحبوب ونقاط الحراسة ودفاعات القاعة الداخلية كلها محسوبة، ومظهره شامخ على ذائقتي

اتسعت عينا لويس قليلًا

اعتاد أن يصف الناس القلعة بأنها عملية ومتينة ودافئة من الداخل

أما المظهر فإما قبيح أو غريب

هذه أول مرة يمدح فيها أحد مظهر القلعة في وجهه

وكان هذا الأحد هو الدوق إدموند

رمق إميلي بغريزته، فوجدها تحدق إلى النافذة كأن لا شيء، لكن زاويتي فمها مرفوعتان قليلًا كأنها تحاول حبس ابتسامة

قال بخفوت: كنت سأظنك تجدها بعيدة عن طراز قلاع النبلاء

أجابه الدوق بنظرة ذات معنى وهو يرفع الكأس ويرشف بروية: لكنه طراز الشمال، أليس كذلك

ثم عاد بصره إلى النافذة

وتحت ضباب الصباح كانت شوارع مدينة المدّ الأحمر تصحو، ورنين مطارق الحديد وصهيل الحوافر يتردد من بعيد

قال إدموند وقد تبدلت نبرته إلى وقار القائد المعهود: ورغم أن المشهد هنا هادئ، فحال الشمال كله ليس على ما يرام

هذا العام ابتُليت مناطق كثيرة بالمجاعة، والموارد شحيحة، واشتعلت صدامات مع المتمردين وقطاع الطرق وتعطل طرق الإمداد، ولم تهدأ الاضطرابات، والتموين حرج

وعلى الرغم من أن تطهير العام الماضي أضعف حلف الثلج كثيرًا، وكانت المعركة الحاسمة مقررة للخريف، فإنني أنوي الآن تأجيلها إلى الربيع القادم

كان يتكلم كأنه يجدد أمرًا مستقرًا، لا يسأل ولا يختبر

لم يُجب لويس فورًا، بل خفّض نظره إلى السائل الذهبي الشاحب في كأسه، وفي عينيه بريق متردد

كان التأجيل قرارًا معقولًا لحال الشمال الآن

رصينًا وحذرًا وتدريجيًا

لكنه بالنسبة له لم يكن خبرًا حسنًا

ومض في ذهن لويس ذلك التحذير الغامض الخانق من نظام الاستخبارات اليومي

ذلك النص غير القابل للتحقق، إنذار من زمن آت

【الشر الذي ربّاه حلف الثلج يتحرك، هذه الأزمة ستجتاح الشمال كله هذا الشتاء، ولن تكون أخف من التمرد الكبير قبل عامين】

اشتدت قبضته على مقبض الكأس، لكنه لم يستطع أن يصرح بهذا

لم يكن الدوق يعلم، على الأقل حتى الآن

فلويس لا يملك أن يقنع أحدًا بـ معلومات آتية من نظام غامض

وفوق ذلك فمعلوماته نفسها محدودة، وقد يضلل كلامه حكم الدوق

لم يكن أمامه إلا الانتظار، حتى تظهر خيوط أكثر، وحتى تتضح معالم أزمة الشتاء تلك حقًا، وكان يخمّن أن الخلية المخفية في الوادي المظلم هي ذلك الشر المربّى المذكور في الإنذار

سجل ذلك في نفسه سرًا

وعلى السطح اكتفى بإيماءة طفيفة وبقيت ملامحه عادية، كأنه يتلقى أمرًا من قائد

عندها سُمعت خطوات مسرعة عند المدخل الكبير

دخل جندي بخطوات واسعة، وركع على ركبة وقال على عجل: سموّكم، الفارس كارل من فرقة فيك عاد مصابًا ويطلب المثول

جرحى؟ اشتدت ملامح لويس ونهض ببطء، وعيناه على القوس البعيد كأنه يلجم انفعاله

لكنه لم يتفاجأ بعودة كارل ولا بإصابته

فقد أخبره نظام الاستخبارات اليومي منذ الصباح بعودة كارل وما يحمله من خبر

قطب الدوق حاجبيه وقال دون تردد تقريبًا: أدخلوه حالًا

قرعت الأحذية الحديدية الحجر، وصوتها ثقيل لزج، كأن كل خطوة تخرج من بركة دم

دخل كارل مغمورًا بدم يابس ومتماسك، قابضًا بيد على جرح كتفه، وبالأخرى يتشبث بذراع أحد الحراس كأنه يتعلق بخشبة نجاة أخيرة قبل الغرق

انزلق راكعًا إلى القاعة، كأن كاحليه لا يقويان على حمله، حتى كادت ركبتاه تحتكان بالأرض وهو يقترب

تقدم لويس سريعًا، وانحنى نصف انحناءة، وأسند الفارس المبعثر ليقف

أما الدوق إدموند فلم يتحرك، واكتفى بأن يرفع عينيه ببطء، وظلٌ ثقيل يغشى نظرة لم تعتد الاضطراب

لا حاجة لسؤال، فبمجرد هذا المشهد فهم إدموند أن فيك في خطر جسيم على الأرجح

لم يفعل إلا أن وضع أصابعَه على مسند كرسيه بإيقاع بطيء وبارد، كأنه يغرس نوعًا من الشفقة في عظامه بمهل

رفع كارل رأسه ورأى الهيئة المألوفة، فارتسمت على شفتيه الملوثتين بالدماء ابتسامة خافتة

سموك، أنتم هنا

تحرر من سند الحراس، وعضّ على ألمه وركع نصف ركعة محافظًا على كرامة فارس، وإن كان على وشك الإغماء في اللحظة التالية

قل ما عندك، قال إدموند بصوت منخفض

أومأ كارل، وعلت صدره أنفاس متتابعة، ثم انتزع كلماته من حلقه متقطعة

وجدنا ذلك المكان، عشّ أمّ موجة الحشرات

سعل فجأة دفقًا من الدم، لكنه لم يبالِ، ورفع يده المرتجفة مشيرًا إلى جهة بعيدة خلف النافذة

على بعد 20 كيلومترًا من المدخل الجنوبي الغربي لغابة الجبل المظلم، حيث يتمركزون، لا، إنه عش مشيّد من كائن حي

أغمض عينيه كأن المشهد الرهيب منقوش على شبكيته

إنه يتنفس، قال بصوت خافت كالنسيم، ليس صخرًا، إنه لحم، رمادي مائل إلى البياض ومغطى بمخاط، وعلى سطحه فتحات تُفتح وتُغلق باستمرار، كأنه يلهث

لم يقل لويس شيئًا، وشد قبضته على كتفه شاعرًا بارتعاشة جسد الرجل

تصلبت ملامح كارل تحت الظلال، ورفع يده الأخرى ممثلًا شكلًا ما

فوق العش كان شيء معلّق، كهيئة إنسان، أو جنين من لحم، كتلة حبلى بعدد لا يُحصى من المجسّات

رأيناه يستخدم تلك المجسات ليسحب الجثث جزءًا جزءًا إلى داخله، ثم

توقّف وابتلع ريقه

وبعد عشرات الثواني انزلقت من جدار العش جثث موجة حشرات جديدة، كأنها ثمر مُقشّر

سكنت قاعة المجلس تمامًا، لا يُسمع سوى فرقعة هادئة من الموقد

كانوا ما يزالون يرتدون الدروع، ويستخدمون الأسلحة، رأيت واحدًا منهم يرتدي شارة زرقاء مذهبة، ذاك كان رجلًا من فيلقنا، قال كارل بصوت يكاد لا يُسمع وفيه رجفة، ما يزالون يقاتلون كما لو كانوا أحياء

جلس إدموند ببطء وضمّ يديه فوق حجره، ونظره ثابت ببرودة

لم يقل شيئًا، لكن الهواء ازداد برودة درجات

ثم وجدونا

واصل كارل الكلام كأنه يسكب ما تبقى من إرادته

قال لنا فيك وقتها أن ننسحب، قبضته اشتدت

لحقوا بنا بسرعة، كانوا مئات، وربما أكثر

حاول كبح الرجفة، لكن الخوف كان يتسرب من عينيه ببطء

لا يشعرون بألم ولا يعرفون خوفًا ولا يطلقون صوتًا، نحطم سيقانهم فيزحفون بأيديهم، نكسر أيديهم فيعضّون بفكوكهم، حركاتهم كحيوانات لكن بمهارات قتال بشرية

لهث كارل بشدة كأنه يحشد كل قوته لينطق الجملة التالية

وهم معديون، رأيت بعيني كيسًا من موجة الحشرات يصيب بينيتو، وبعد ثوانٍ قليلة تغيّرت عيناه كأنها خوت، فسحب سيفه بغتة وطعن صدر سيفيل

توقف كارل لحظة وقال: ماتوا واحدًا تلو الآخر، أنا آسف، الشيء الوحيد الذي استطعت فعله هو أن أجلب هذه المعلومات

خفض رأسه كأنه يعتذر لكل رفاقه الساقطين، وغاصت أظافره في راحتيه، وانفتحت جراحه نزفًا من جديد

طوال سرده كانت شفتاه ترتجفان، وهيئته كمن انتُشل من ماء جليدي، حتى أن أنفاسه تقطعت

شروده ملأ عينيه، وكلامه صار غير مترابط، مقاطع ومكسور، لكنه رغم ذلك قال كل ما يجب أن يُقال

موقع العش الأم وشكله الملتوي المروّع

أعداد جثث موجة الحشرات وأنواعها، وطرائق قتالهم

كل كلمة كانت كالقطرة الأخيرة من دمه النفسي

وقف الدوق أمامه متجهّمًا، واهتزت نظرته بوضوح حين سمع عبارة انتشار سريع لجثث موجة الحشرات

وحين أنهى كارل التفاصيل الأخيرة بدا مُستنزفًا تمامًا، كأنه سيخرّ من ركعته لولا أن لويس أمسكه

صمت الدوق بضع ثوانٍ، وكأن ظلًا يتمدد على قلبه، ثم تقدم ووضع كفه برفق على كتف كارل

أحسنت يا كارل، قالها بصوت لين تخالطه مرارة مكظومة، اذهب لترتاح، والباقي علينا

ولما انصرف كارل هبط على القاعة صمت طويل

كأن الهواء تجمّد، حتى إن مسارات الغبار الساقط صارت مرئية

وفي ذلك الصمت الخانق شبكت إميلي كفيها بقوة

جلستها ظلت مستقيمة رشيقة، لكن ارتجاف رموشها الخفيف فضح ما يضطرب داخلها

لم تكن إميلي فتاة هشة

شهدت جثثًا على ميادين الحرب، وامتطت جوادًا بسيفها يومًا كفارس نخبة

لكن وصف كارل كان مرعبًا إلى حد بعيد، وحقيقة أن الكثير من فرسان النخبة ومعهم فارس متجاوز لم ينجُ منهم إلا واحد أكدت فظاعة العش الأم

وفوق ذلك فذلك الشيء يختبئ قرب إقليم المدّ الأحمر، ولويس سيواجه هذا الرعب مباشرة

أما الدوقة إيلينا فجلست صامتة بوقارها المعهود

شهدت من قبل أمثال هذه الفظائع، وتؤمن أن رجلها قادر على حلها

وجلس الدوق إدموند ببطء في كرسيه العالي، لا يقول شيئًا، كأنه يغوص كله تحت هاوية باردة

لم يكن رجلًا هيابًا

بل على العكس، رجل حارب اثني عشر يومًا وليلة على براري قمة الثلج في الشمال، وفارس قمة خرج من كومة موتى في انهيار جليدي ليقابل الهلاك بصلابة

ولهذا تحديدًا كان يعلم أن الحذر أهم بكثير من الحماسة في وجه عدو لا يمكن التنبؤ به حقًا

وبعد بضع أنفاس تكلم أخيرًا بصوت عميق كعاصفة ثلجية مقبلة

رمح الصقيع بعيدة جدًا من هناك، وحتى لو أمرتُ بالتعبئة والتحرك بأسرع ما يمكن الآن، فستحتاج التعزيزات إلى 10 أيام على الأقل لتصل ذلك الوادي

هل يستطيع ذلك الشيء أن ينتظر

لم يجب أحد

لا خوفًا بل عجزًا

لم تستعد مقاطعة قمة الثلج عافيتها بعد، وفي حين أن قوات إقليم المدّ الأحمر حاضرة، فقد أنهكت الأراضي الأخرى بضراوة في صراعها مع حلف الثلج العام الماضي

إن جمع قوة قادرة على مجابهة العش الأم على عجل ضرب من الأماني

لكن في الصمت اخترق صوت لويس القاعة حازمًا على غير العادة: لا يمكنه الانتظار

تحدث كارل بوضوح، لديهم تكتيكات وتقسيم أدوار، ويدركون الالتفاف والكمين المضاد، هذا ليس عش وحوش عاديًا، بل ذكاء يتطور، وقد تنبّه الآن، إن لم نبادر فسيبادرون هم

كان إيقاع كلام لويس بالغ الثبات، لكن كل كلمة كالمسمار: حينها لن نكون نحن من يذهب لمحاصرته، بل سيعبرون الغابة الكثيفة لالتهامنا

علينا تدميره قبل أن يتمدّد كاملًا وينتقل هو إلى الهجوم

تجعّدت حاجبا الدوق بعمق: أتريد أن تقود قوة لمداهمة العش الأم

نعم، أجاب لويس دون تردد، لدينا نخب ونعرف التنسيق، وسأتولى الإشراف بنفسي، نحن لا نذهب إلى موتٍ، بل إلى اعتراض وقتل، فإذا انطلقت موجته الحشرية فعلًا فستكون عندها سيلًا من الجثث لا يُضبط

قال إدموند بهدوء لا غضب فيه: أنت متسرع يا لويس، لست أقلل من شأنك، لكنك سمعت، عشرون فارس نخبة أُبيدوا كاملًا، أتكفي قوتك الصغيرة لمثل هذه المجازفة

أنا لا أقامر، ظل صوت لويس ثابتًا، سأقود وحدة خفيفة الدروع للمراقبة أولًا على الأطراف وتأكيد إمكان الاستئصال

إن أمكن ضربناه قتلًا، وإن لم يمكن عدنا أحياء وجلبنا معلومات أكثر تحديدًا

وتستطيعون في الوقت نفسه البدء في التعبئة، نعمل على مسارين لا على رهان واحد

ساد الصمت القاعة مجددًا

وبعد بضع أنفاس أومأ إدموند أخيرًا ببطء وقال بصوت عميق: حسنًا، اذهب، لكن خذ معك من تثق بهم فقط

نهض وأزاح رداؤه قليلًا، واسودّ بصره

سأذهب معك

اهتزّ جو القاعة اهتزازًا خفيًا

توقف لويس لحظة وانقبض حاجباه: سموّك، أنت

لست مجنونًا، قال إدموند بخفة، لا أظن أن ثمة رجلًا يرضى أن تصير ابنته أرملة فور زواجها

واحمرّ وجه إميلي الصغير من قوله

بوجودي هناك، حتى في أسوأ سيناريو، يمكننا أن ننقذ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتهى الفصل

⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.

أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.

🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.

📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Prev
Next

التعليقات على الفصل "186 - فطور استثنائي"

0 0 التصويتات
التقييم
Subscribe
نبّهني عن
guest
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
عرض جميع التعليقات
البحث المتقدم

ربما يعجبك ايضاً

001
لا يستطيع الشيطان السماوي أن يعيش حياة طبيعية
11/09/2025
001
نظام الغش المطلق
21/02/2023
Re Evolution Online
إعادة: التطور اون لاين
29/11/2022
lord
لورد العالم: لقد أصبحت لورد الصحراء في البداية
02/02/2024
  • قائمة الروايات
  • تواصل معنا
  • سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لأصحابها ArNovel ©2022

wpDiscuz