185 - ليلة الزفاف
- الرئيسية
- قائمة الروايات
- لورد الشتاء القارص: البدء بتقارير الاستخباراتية اليومية
- 185 - ليلة الزفاف
🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
📖 “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً” — سورة الروم، الآية 21
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان الليل عميقًا وقد انصرف الضيوف وخفتت الأضواء، وأُغلق الباب الخشبي الثقيل بهدوء تاركًا خلفه نقرة خفيفة تعزل العالم الخارجي
غرفة النوم كانت فسيحة ساكنة، وستائر الشاش تتدلّى، وعطر الورد والبخور يسري برفق في الهواء
لم يبقَ في المكان سوى شخصين، وقفت إميلي في وسط الغرفة برأس منحنٍ ويداها تقبضان على حاشية فستان الزفاف، فستان اليوم الذي نالت به الإعجاب، لكنها الآن تتأمله بحيرة ودفء في الأذنين وخفقان لا يهدأ
تقدّم لويس بخطوات هادئة، وعلّق رداءه على المقعد ثم اقترب، فأمسك يدها، كانت يده دافئة وراحته ثابتة تلفّ أصابعها الباردة، وسألها بلطف هل ما زالت متوترة، ثم داعب التوتر بمزحة خفيفة عن إعادة المراسم واستدعاء الكاهن، فرفعت نظرها نحوه غاضبة مبتسمة وتلاشى القلق من عينيها شيئًا فشيئًا
طمأنها لويس بأنه لن يعجّل بشيء ولن يدع للخوف مكانًا، وأزاح خصلة من شعرها الأزرق المتساقط برفق، وانساب الكلام بينهما كأنهما يبددان ثقل اليوم بالحديث والضحك الخفيف، فهدأت أنفاسها واستقر قلبها وذابت فكرة الزواج السياسي في دفء اللحظة
قادها إلى السرير من غير استعجال ولا حدّة، خطوات متقاربة ولمسات من الطمأنة والوعود القصيرة، وكلما همس لها بنكتة عابرة أو عبارة مواساة ردّت عليه بضربة خفيفة على ذراعه ودفنت وجهها في الوسادة ضاحكة، وبقي كل شيء في إطار الحياء والطمأنينة حتى سكنت الأجواء ونامت المدينة خارج النوافذ ولم يعد في الغرفة إلا سكون ناعم ومودّة تأخذ مكانها
مرّ الليل حتى غاب صدى الريح، وتسرّب أول ضوء للفجر عبر الشاش إلى السرير الخشبي المحفور والغطاء الذهبي الباهت، نهض لويس باكرًا كعادته رغم تعبٍ يسير وبذهن صافٍ، مدّ يده فلامس دفئًا لينًا إلى جانبه، كانت إميلي متكوّرة في حضنه بأنفاس متساوية ورموش هادئة كأنها مخلوق صغير نائم في الثلج، وشيء من حمرة الليل ما يزال على وجنتيها
تأملها لويس طويلًا وابتسامة راضية على شفتيه، كان شعرها الأزرق منسدلًا كالماء في ضوء الصباح يزيد بشرتها بياضًا وملامحها دقة، وقد فهم الآن لماذا لُقّبت بزهرة الحدود الشمالية، بل رأى أن اللقب أقل من حضورها الذي يفرض الاحترام والرغبة في الحماية
قبّل جبينها برفق ثم تذكّر عمل الصباح، فمقاطعة ذروة الثلج في ولاية الحدود الشمالية من إمبراطورية الحديد والدم ما تزال على كتفيه، رفع يده وفعّل نظام المعلومات اليومي، فظهر أمام عينيه لوح ضوئي شفاف تتدحرج عليه السطور المعهودة وتوقّف بصره عند التحديث الجديد
اكتمل تحديث المعلومات اليومية
1: قاد فيك نخبة فرسان الحدود الشمالية إلى عمق غابة الثلج المظلم تتبّعًا لآثار السِّرب، فعثر في العمق على عش أمٍّ عملاق، وبعد انكشاف الوحدة نشب قتال، وتخلّف فيك طوعًا ليؤمّن انسحاب رفاقه وثُبتت وفاته ميتة بطولية
2: نجا الفارس كارل منفردًا على صهوة جواده ووصل صباح اليوم إلى إقليم المدّ الأحمر ليقدّم تقريرًا مباشرًا للويس والدوق إدموند
3: العش الأم هو العيّنة رقم 2 في تجارب ساحرة اليأس، السمات الضعيفة: حساسية شديدة للانفجارات عالية الحرارة، وعند تدمير النواة المركزية للعش يحدث انهيار بنيوي يشلّ كيان السرب ويميت أفراده جماعيًا
ضيّق لويس عينيه وهو يتابع حتى النهاية، كان تحديث اليوم أهم من كل يوم مضى، فالاكتشاف الأول اختراق كبير، فقد تحوّل حدسه بوجود عقل يدير السرب من مجرّد ظن إلى هدف ذي إحداثيات واضحة، غير أنّ السطر الثاني عقد حاجبيه، فيك رحل، ذلك الفارس الهادئ الصريح الذي رآه مرة واحدة صار الآن تضحية في سطور تقرير
لم يبدُ على لويس اضطراب، لكن أسفًا خافتًا ظهر في داخله، فموت مقاتل متعالي المستوى بهذه السهولة يدل ضمنًا على خطورة المكان، فليس الأمر وكرًا صغيرًا بل مصدرًا قد يخرج عن السيطرة ويلوث بأثره مقاطعة ذروة الثلج وحدود الشمال كلها، وقربه من إقليمه جعل قلبه يثقل بالقلق
خفّف السطر الثاني قليلًا إذ هناك ناجٍ سيشهد، وبذلك يُغنيه عن عناء إخفاء مصدر المعلومة، لكن ما جعله يعتدل في جلسته حقًا هو السطر الثالث، تمتم العنوان الغريب ساحرة اليأس بثقل، فلا أثر لهذا الاسم في السجلات ولا في تقارير الإمبراطورية، والاسم وحده يكفي ليبعث قشعريرة، فالسرب إذًا ليس تكاثرًا عشوائيًا بل سلاح مُدار بإرادة وتصميم وتجربة وتطوير
وإن كانت هذه هي العيّنة رقم 2 فكيف بالعيّنة رقم 1 وما بعدها وأين تختبئ وما الغرض منها، شدّ قبضته وقد ابتلّت راحته عرقًا، ليس الخوف من القتال ما يقلقه بل العدو المستتر الذي يحرّك الخيوط من الظلام
ثم برق ذهنه عند العبارة المفتاحية، حساسية شديدة للانفجارات عالية الحرارة وتدمير النواة يَشُلّ العش بأكمله، ارتسمت على فمه ابتسامة بطيئة، لقد سبق فخزّن في المستودع قنابل سحرية من نوع البلاتين الأحمر من صنع سيلكو، تكفي الواحدة منها لنسف جدار مدينة بسماكات عديدة، وكانت للظروف الطارئة فإذا بها الآن كأنها صُنعت لهذه اللحظة
قال في نفسه إن أمّ السرب تخشى هذا إذًا فقد راهن مبكرًا، وهذا يعني إمكان المبادرة والهجوم بدل انتظار موجة السرب، ما دام يمكن الاقتراب من النواة وتفجيرها، وبدأ يحاكي في ذهنه مسارات الاقتحام وتموضع الفرق وشروط التفجير، كانت أخبارًا سارّة بقدر ما ترسم ملامح ساحة قتال باردة
أغلق اللوح الضوئي وأخذ نفسًا عميقًا، فالظل الذي جلبه ظهور العش يقابله الآن مفتاح مضاد، همس بأن النصر مع المعلومة ممكن، ثم أزاح الغطاء بحذر كي لا يوقظ إميلي، ونظر إلى الخارج حيث السماء لا تزال بلون أزرق فضي خافت، كان أمامه في العادة 4 ساعات للتدريب لكنه اليوم مختلف، فالدوق سيغادر صباحًا إلى مدينة رمح الجليد، ودعاه والد زوجته إلى فطور وحديث طويل عن شؤون العائلة ومصير الحدود الشمالية، لذا عليه ضغط وقت التدريب
جلس متربيعًا وحدّق، وتردّد لحظة بين هالة القتال والسحر ثم اختار الثاني لأن تقنية التأمل الأصلية تمنحه عائدًا أعلى في السحر، ومع جريان القوة السحرية في مساراتها دخل حالة التأمل بينما يخطّط في ذهنه لفرق التسلل وطريقة زرع القنابل وشروط الاقتراب من نواة العش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
⚠️ تذكير مهم: هذه الرواية خيالية للتسلية فقط، فلا تجعل أحداثها أو مصطلحاتها تؤثر على عقيدتك أو إيمانك 🙏.
أنا بريء من محتوى القصة وما فيها من خيال، وقد بذلت جهدي لتغيير كل المصطلحات المخالفة ✨، فاعذرني إن بقيت كلمة لم أنتبه إليها 🌸.
🤲 المرجو الدعاء لي، والدعاء بالرحمة لوالدي 💐، وبالشفاء العاجل لوالدتي 💖، فهذا سيكون جزائي على الساعات التي قضيتها في ترجمة هذا الفصل وتنقيته من المخالفات الإسلامية 🌙.
📢 ندعو قرّاءنا الكرام القادرين إلى دعمنا ودعم فريق العمل من أجل الاستمرار في ترجمة الروايات بأفضل جودة ممكنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ