17 - القمر الدموي
- الرئيسية
- قائمة الروايات
- لورد الشتاء القارص: البدء بتقارير الاستخباراتية اليومية
- 17 - القمر الدموي
🌿 تنبيه وإهداء قبل القراءة 🌿
📿 اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
🕌 هذه الرواية للتسلية، فلا تجعلها تشغلك عن الصلاة
🕊️ اللهم انصر أهلنا في غزة، وفرّج كربهم، وداوِ جراحهم، وارفع عنهم الظلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد ماتوا، جميعهم
خفق قلب سيف بعنف
ضغطت بجنبيها على حصانها بكل قوتها، فانطلق جواد الحرب فوق سهل الثلج المتجمد، وحوافره تثير غبارًا أبيض
كانت أصوات المعركة تتردد في الليل، تعوي الكلاب وتتعالى معها صرخات المحاربين
لماذا؟ لماذا انتهى الأمر هكذا؟!
قبل أيام قليلة فقط، كانت تجلس في خيمة دافئة، تستمع لوالدها وهو يروي أمجاد القبيلة، بينما كان إخوتها يضحكون ويلعبون، وأمها تمسد شعرها برفق
كانت تظن في السابق أنها في المستقبل ستصبح مثل والدها، تقود شعبها لغزو السهول الثلجية
لكن وليمة واحدة دمّرت كل شيء
فجأة انهار والدها، هارولد فروستمين، في الحفل، وبدأ يتلوى مطلقًا زئيرًا مؤلمًا، ومات أمام أنظار الجميع
وفي الأيام التالية، ماتت أمها وإخوتها وأخواتها واحدًا تلو الآخر
إما بالإعدام، أو في “حوادث” غامضة
عُلقت رؤوسهم على أعمدة حجرية، والدماء تتساقط على الثلج الأبيض بلون أحمر فاقع
لا تزال كلمات شقيقها سيغل تتردد في ذهنها
“سيف، استمعي” أمسك سيغل بكتفيها، وصوته مفعم بالعجلة: “اركضي نحو الجنوب، ولا تعودي أبدًا”
هزت رأسها بجنون، وعيناها مغرورقتان بالدموع: “لا! أخي، أنا…”
قبض سيغل فجأة على مؤخرة عنقها، وأجبرها على النظر إليه: “استمعي! اركضي نحو الجنوب! لا تعودي! ولا تفكري حتى في الانتقام!”
ثم، دون تردد، ضرب الحصان بكل قوته، ثم سحب فأسه الحربي واستدار لمواجهة المطاردين
“همف!” زمجر، ودمه يغلي
تحولت عيناه إلى لون المد الأحمر، وأضاء الطوطم على جسده فجأة، وانتفخت عضلاته كالصخور، وصار أشبه بمحارب سماوي هائج
المحارب الهايج بغليان الدم!
بثمن حياته، أحرق دمه ليحصل على حصانة مؤقتة!
“هيا أيها الأوغاد! لنذهب إلى الجحيم معًا!”
ضحك بجنون، رافعًا فأسه العظيم لملاقاة الأعداء المتدفقين من الظلام
شعرت سيف وكأن قلبها يُمزَّق، وأرادت الاندفاع والقتال بجانب أخيها، لكن الحصان الحربي كان قد حملها بعيدًا نحو الجنوب
لم يكن البرد قد انقشع تمامًا، وكان النهر على الجانب الغربي من إقليم المد الأحمر لا يزال يحمل نفَس الشتاء البارد
وفي كل ربيع وخريف، كان هذا النهر يستقبل أسراب الأسماك المهاجرة
تسبح هذه الأسماك عكس التيار لتضع بيضها في المياه الضحلة، وبعد أن تفقس اليرقات، تعود مع التيار إلى المياه العميقة
وكان السكان الأصليون يعرفون هذه القاعدة الطبيعية منذ القدم، لكن طرق صيدهم ما زالت عالقة عند مرحلة طعن الأسماك بالشِّعَب الخشبية أو جمعها بسلال الخيزران
ولذلك، ورغم أنهم بالكاد كانوا يملؤون بطونهم، فإن ذلك كان لا يساوي شيئًا مقارنة بالإمكانات الحقيقية لهذا النهر
لهذا، وبأمر من لويس، انطلق مئة صياد نحو ضفة النهر لبدء خطط إنشاء مصايد منظمة
بنوا ببساطة رصيفًا مؤقتًا بأوتاد خشبية وحجارة
كما استُدعي النجارون، لقيادة الصيادين للعمل ليلًا ونهارًا في صناعة قوارب الصيد
عملوا بلا كلل، حتى صنعوا عشرة قوارب صيد يمكن إطلاقها للعمل خلال أسبوعين، استعدادًا لموسم صيد المد الأحمر المستقبلي
شهدت المصايد هنا تغيرات جذرية خلال هذين الأسبوعين
لكن لم يتوقع أحد أن تأتي أول عملية صيد واسعة النطاق بهذه السرعة
والسبب أن لويس تلقى بالأمس معلومة مهمة من نظام المعلومات اليومية:
【1: غدًا، سيستقبل النهر على الجانب الغربي من إقليم المد الأحمر عددًا كبيرًا من أسراب الأسماك】
أثار هذا الخبر حماسه كثيرًا، فأمر فورًا: “على جميع الصيادين أن يتجمعوا عند رصيف النهر، استعدوا لعملية صيد شاملة”
وفي اليوم التالي، كان النهر يعج بالناس، ووقف مئة صياد في صفوف منتظمة ينتظرون أمر الحاكم
على الرصيف الخشبي الخام لكنه بدأ يأخذ شكله، وقف الحاكم لويس على منصة عالية، يراقب الحشد:
“أيها الجميع! اليوم سنستقبل أول عملية صيد واسعة في إقليم المد الأحمر!
هل تذكرون كم كان هذا المكان بائسًا قبل شهر؟ لكن انظروا الآن، لدينا قوارب، ولدينا شباك صيد، ولدينا رصيف — كل هذا ثمرة جهدكم
لن ننتظر بعد الآن عطايا القدر، بل سنستخدم أيدينا لنمسك بمستقبلنا!
واليوم، كل شيء جاهز، علينا فقط أن نمد أيدينا ونأخذ ما هو لنا، وسنجعل الجميع في إقليم المد الأحمر يعلمون أن أيام الجوع قد انتهت!
عودوا محملين بالصيد الوفير!”
اشتعل حماس الصيادين بكلمات لويس، ورفعوا شباكهم ورماحهم معًا هاتفين: “عودة محملة بالصيد الوفير!”
ومع ذلك، ظهر أثر قلق لا يوصف في عيني لوك، المسؤول عن المصايد، وهو يقف بجانب لويس
“هل سيكون هناك سمك حقًا؟”
على مدار الشهر الماضي، أثبتت أحكام لويس صحتها مرة بعد مرة، مما أجبر لوك والجميع على الاقتناع به
لكن المشكلة أن هذا صيد!
الصيد يعتمد كثيرًا على الحظ، حتى أمهر الصيادين يجدون صعوبة في تحديد أي يوم سيكون مليئًا بالحصاد وأي يوم قد ينتهي بشباك فارغة
شعر لوك بالدهشة قليلًا حين تلقى إخطار لويس بالأمس
لماذا كان الحاكم واثقًا إلى هذا الحد من وجود حصاد كبير اليوم؟
ماذا لو لم يكن هناك؟
إن لم يكن الصيد اليوم وفيرًا، فإن تلك الخطبة الملهمة قبل قليل ستصبح أضحوكة
وفوق ذلك، فإن الصيادين الذين استعدوا بآمال كبيرة نصف شهر، سيعودون بلا شيء
سيكون تأثير ذلك على معنوياتهم مشكلة صغيرة، لكن الأهم، هل سيغضب الحاكم بسبب ذلك؟
وماذا سيفعل به حينها؟
هل سيجرده الحاكم من ملابسه ويرميه في النهر كطُعم؟
ألقى لوك نظرة خفية على لويس، ليجد أن الأخير غير مضطرب على الإطلاق
وقف هناك بابتسامة هادئة، وكأنه يرى بالفعل أسراب الأسماك تتدفق في النهر
“أهذا هو ثبات الحاكم…” سرح لوك في أفكاره
عندها قطع لويس أفكاره: “هل كل شيء جاهز؟”
“جاهز”، رد لوك بسرعة
أومأ لويس: “إذن، ابدأ”
أخذ لوك نفسًا عميقًا، ووقف على المنصة العالية، وأصدر الأمر بصوت مرتفع: “أيها الإخوة، نفذوا الخطة!”
كان الصيادون ينتظرون منذ زمن، وبدأوا في تقسيم المهام
وفق خطة لويس، ستُقسم عملية الصيد اليوم إلى ثلاث مجموعات لضمان أقصى كفاءة ممكنة
المجموعة الأولى هي القوة الرئيسية، المكوَّنة من عشرة قوارب صيد
أدار الصيادون القوارب بمهارة، ومدوا شباك السحب في وسط مجرى النهر، مكونين حاجزًا شبكيًا ضخمًا
المجموعة الثانية هي مجموعة الصيد الصغيرة
وكان عددهم أقل نسبيًا، وهم مسؤولون عن إلقاء الشباك في المياه الضحلة قرب الشاطئ، لاصطياد الأسماك القريبة من الضفة
ألقى الصيادون الشباك بسرعة وببراعة في الماء، وكان حجم الفتحات مناسبًا تمامًا للإمساك بالأسماك الصغيرة
المجموعة الثالثة فريق يستخدم أدوات الصيد التقليدية
كانوا يحملون رماح الصيد، ويفتشون المياه بسرعة، وما إن يرصدوا سربًا من الأسماك حتى يرموا رماحهم بقوة للإمساك بالأسماك الهاربة
كما نصب بعض الصيادين أفخاخًا على ضفة النهر
وهذه الأدوات البسيطة لكنها فعالة، كانت قادرة على صيد بعض الأسماك التي لا تقترب من الشباك، لتكون مكملًا إضافيًا للحصاد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهى الفصل
شاركنا رأيك واقتراحاتك في التعليقات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ