244
الفصل 244.
كارثة مدينة سيغوانغ الخاصة.
كانت تلك حادثة غير مسبوقة، صُنفت ككارثة خارقة للطبيعة من فئة الإبادة من قبل هيئة إدارة الكوارث، حيث مُسحت مدينة بأكملها من ذاكرة الناس، وعزلت كي لا يستطيع أحد التعرف عليها مرة أخرى.
ولكنني استيقظت في قلب مدينة سيغوانغ، بل في محطة سيغوانغ تحديدًا.
وكنت قد عدت إلى هيئة إنسان.
“…………”
ما هذا بجدية؟
جلست مذهولًا على أرضية الرصيف المظلم، وتذكرت تلقائيًا شخصًا لأتحدث معه.
ذلك الكيان الذي كان قادرًا على إجراء محادثة طبيعية في أي موقف مجنون.
‘…براون؟’
…
…
لم يأتِ أي رد.
‘لا، لا يمكن.’
بدأت مشاعر الخطر والقلق اللذان كتمتهما يتسللان إلى ذهني.
إذا كان هذا مكانًا لا يستطيع “براون” أن يلحق بي فيه، فما هي حالتي الآن…
[أوه، صديقي يناديني!]
“…ها.”
كدت أقع أرضًا.
لحسن الحظ، حقًا.
[يا الهي، يا سيد نورو. لا بد أنك صُدمت بشدة بتغير البيئة فجأة. في الحقيقة، يجب أن أوضح أن براون هذا قد فاجأته هذه الحادثة بعض الشيء. الانتقال عبر البئر! يا له من… أمر ريفي!]
ما زال لاذعًا كعادته…
[ولكن، أوه، تهانينا.]
ماذا؟
[قد لا تكون هذه مهارة تنكر رائعة، ولكن أليس هذا المظهر الذي أردتَه؟]
هذا…صحيح.
‘لقد عدت إلى هيئة بشري.’
لكنني لم أعرف السبب.
لماذا؟
‘هل كان دخولي إلى مدينة سيغوانغ هو المحفّز؟’
لأنني لم أستوعب الأمر، شعرت ىإرتباك شديد، لكن لا يمكنني أن أنكر شعور الارتياح العميق الذي غمرني عندما رأيت وجهي ينعكس في النافذة، وعندما لمست يدي العاريتين…
‘ملابسي…بدلة رسمية.’
كانت ملابسي المعتادة للعمل. ابتلعت ريقي، ولمست وجهي عدة مرات بيدي، ثم هدأت قلبي.
إنه أنا.
…أنا الذي ألفته.
إجتاحتني نوبة مفاجئة من المشاعر.
حبست أنفاسي وكتمت تلك المشاعر بصعوبة.
وفي تلك اللحظة، كنت على وشك النهوض.
تاااك.
“……..!”
أُمسكت ذراعي.
التفت برأسي، فرأيت الشخص الذي كان ممددًا على الأرض فاقدًا للوعي قد مد يده بغريزة انعكاسية مع حركتي.
ثم انفتحت عيناه.
“……..…”
“…..……”
“…عنب؟”
“أيها العميل.”
اتسعت عينا العميل تشوي.
ثم نهض على عجل وأمسك كتفي وبدأ يديرني يمينًا ويسارًا.
‘اغغ.’
كأنه يتحقق مما إذا كان هناك جزء متحول أو مشوه. حتى أنه حاول رفع فانوس الدوكايبي، لكنه توقف عندما أدرك أن الفانوس ليس في يده.
‘لقد تركته في البئر.’
لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل استخدم عصا الكشف عن التلوث ليتأكد من حالتي بأي طريقة ممكنة.
سألت بقلق طفيف.
“هل أنت بخير؟”
“…….…”
أمسك العميل تشوي كتفي بقوة.
“أنا بخير، عنب…”
“……..…”
حبست أنفاسي.
“لا، هل اكتسب ذلك البئر قدرة شفاء؟ لا…آه.”
امتزجت ملامح الحيرة والشك والسعادة على وجه العميل تشوي.
شعرت بالامتنان والذنب في آن واحد لأنه كان سعيدًا لشفاء زميل فريقه الذي اتضح أنه جاسوس، وكأنه شأن يخصه، لكن ذلك لم يدم طويلًا.
فالوضع…
“ولكن أين نحن؟”
“…………”
“يبدو أننا أُرسلنا إلى مدينة أخرى، مترو أنفاق؟ حسنًا، دعني أرى…”
_______
شركة سيغوانغ للنقل
محطة سيغوانغ
_______
“…….…”
اختفت الابتسامة من وجه العميل تشوي الذي كان يتظاهر بالهدوء.
سيغوانغ.
“هل سمعت بها من قبل؟”
“لا.”
اسم مدينة ومحطة لم يسمع بهما في الحياة اليومية.
لذا، أدرك العميل تلقائيًا.
نحن في قلب ظاهرة خارقة للطبيعة.
“عنب، أيقظ الآخرين. فورًا.”
انخفضت أنا والعميل تشوي فورًا وبدأنا في إيقاظ الآخرين.
العميل برونزي الذي حاول أن يصفع خده عندما رآني، فأوقفته بسرعة، ونائبة القائد لي سونغ-هاي التي نهضت مبتسمة بهدوء مدهش، وأخيرًا…
نائبة القائد إيون ها-جي.
“أنا بالتأكيد وضعتها…”
سمعت العميل تشوي يهمس.
‘هل سُجنت نائبة القائد…في سجن زجاجي مؤقت؟’
ولكن إذا كان السجن قد تحرر أثناء الانتقال إلى هنا، فالأمر غير عادي حقًا.
أيقظت نائبة القائد إيون ها-جي بنفسي.
“لحظة…نورو؟”
“نائبة القائد.”
سألت نائبة القائد إيون ها-جي وهي تنهض على عجل.
“هل يمكنكِ الاتصال بالمدير هُو؟”
“…انتظر لحظة.”
تفقد نائبة القائد إيون ها-جي الكرة الزجاجية التي كانت تحملها بصمت، وكأن الجو ليس عاديًا.
ثم لمعت عيناها.
“لا، لا يمكنني.”
“…..……”
شعور سيء…لا. بل في الحقيقة هذا جيد.
لأنني أستطيع أن أتهرب من ذِكر مصدر معلوماتي.
“يا رفاق.”
التفت إلى الناس المستيقظين وقلت بسرعة.
“يبدو أن هذا هو المكان الذي كان يبحث عنه المدير هُو يو-وون.”
“……..…”
“ماذا؟”
أشرت بيدي إلى “محطة سيغوانغ”.
“مدينة سيغوانغ الخاصة بأكملها، هي الكارثة من فئة الإبادة التي كان يبحث عنها.”
“……….!!”
رفعت نائبة القائد لي سونغ-هاي يدها.
“إذا قارناه بتصنيفات أحلام اليقظة، فهل هي من فئة الهاوية؟”
“نظام التصنيف مختلف، ولكن ربما تكون كذلك.”
“أوه، أوه.”
لكن نائبة القائد لي سونغ-هاي وحدها هي من أعجبت بالأمر. كانت وجوه الجميع عابسة.
أما نائبة القائد إيون ها-جي وحدها، كانت تحدق ببطء في محيطها ببصرها الحاد، وكأنها كانت تعرف بعض التفاصيل من خلال عملها في مشروع المدير هُو.
“نورو. إذن هل عودتك إلى هيئة إنسان يمكن أن تكون بسبب تأثير هذا الظلام؟”
“…ربما.”
“هممم. يبدو الأمر محتملًا. انظر إلى هذا.”
“……….!”
رفعت نائبة القائد إيون ها-جي يدها.
إحدى يديها التي اختفت في ظلام الرجل المشنوق…قد عادت سليمة!
“يا نائبة القائد، يدك…”
“نعم. عادت كما كانت.”
ابتسمت نائبة القائد إيون ها-جي وبدأت تلوح بيدها، لكنها لم تبدُ سعيدة جدًا.
“يبدو أن هناك نوعًا من الشروط، لكن…آه. الأمر جيد جدًا. هل هو حقًا ظلام من أعلى فئة؟ إذا كان كذلك، ينبغي أن يكون أفظع بكثير، لدرجة لا يستطيع الإنسان تحملها.”
هذا…
“ما أعرفه هو…أن حادثة مروعة وقعت في مدينة سيغوانغ، وبسببها أُغلقت المدينة بالكامل. لدرجة أن هيئة إدارة الكوارث مسحت وجود هذه المدينة…”
“لحظة.”
تجمدت وجوه العميلين.
“ماذا فعلت هيئة إدارة الكوارث؟”
“نعم.”
ابتلعت ريقي، ووصفت الحقائق التي عرفتها بهدوء قدر الإمكان.
“على حد علمي، كانت الكارثة لا يمكن السيطرة عليها، فاضطروا في النهاية إلى فرض نوع من التعاويذ القوية. كي لا يعي أحد بوجود مدينة سيغوانغ.”
“أوه، أوه…هل هذا ممكن؟”
“…………”
فتح العميل برونزي فمه.
“إنه ممكن، ولكن…”
“آه.”
أمسك العميل تشوي رأسه. يبدو أن كلاهما تذكرا عدة “طقوس” محددة يمكن أن تجعل هذا ممكنًا، من الناحية النظرية…
“لا أذكر وجود أي سجلات لذلك. بالطبع…”
“نعم. لو فعلوا ذلك حقًا، لمسحوا ذاكرة العملاء بعدها. على أي حال، نورو. استمر في الشرح.”
“…نعم.”
حرك العميل برونزي شفتيه، لكنه سرعان ما أغلقهما بعدما أوقفه العميل تشوي.
تحققت من المشهد ثم فتحت فمي.
“والسبب في أن بيئتنا جيدة نسبيًا، رغم هذا الوضع المخيف، هو أننا في محطة مترو أنفاق.”
أشرت إلى النافذة الزجاجية لباب الشاشة في الرصيف، حيث رأيت انعكاس وجهي.
“…هل ترون ذلك؟”
خلف ذلك الظلام.
هناك هيكل يعرف بالرصيف المقابل، يواجه رصيفان بعضهما البعض بوجود سكة حديدية في المنتصف، بحيث يصعد الركاب إلى القطار المتجه في الجهة المعاكسة.
خط السكة الحديدية لهذا الرصيف، وخط السكة الحديدية للقطار المتجه في الاتجاه المعاكس، وخلفه الرصيف المقابل في الجهة الأخرى، كل ذلك أمكن رؤيته بوضوح.
ذلك المكان…
“كل شيء قد دُمر.”
كل شيء قد تحطم، وبدت القضبان الفولاذية مكشوفة، وتدحرجت الخرسانة من السلالم المنهارة.
اختلاف صارخ يبعث على التناقض.
تباين مع هذا الرصيف النظيف.
وعلى النافذة الزجاجية لباب الشاشة في ذلك المكان المنهار جزئيًا…
~ أنقذوني.
SOS~
~أرجوكم.
~أمي، أحبكِ.
كانت الجدران مغطاة بالعديد من الكلمات.
طلبات استغاثة ورسائل وداع مكتوبة بالدم والغبار والأوساخ.
كلمات كتبت من الجهة الأخرى، حيث ظهرت مقلوبة لنا.
“……….!!”
تجمد أجسادنا من آثار الكارثة الطاغية التي اجتاحت المدينة.
‘ها.’
ثم تذكرت.
الوثيقة التي سجلت عملية إغلاق مدينة سيغوانغ بسبب كارثة مدمرة.
في اليوم الأول.
سُجلت مكالمة تفيد بأن “عددًا كبيرًا من السكان هربوا إلى محطة المترو، لكن المدخل انهار وحُبسوا جميعًا هناك. هناك أمر مروع يحدث في الخارج.” لكن الوضع التفصيلي في الموقع لم يتضح.
‘بما أنهم قالوا إن المترو يمكن أن يصمد لأيام قليلة أخرى، فيجب أن نبدأ عملية البحث فورًا!’
—ادعاء عميل ميداني (رُفض)
“…سمعت أن أحد الأماكن التي أُرسلت منها آخر طلبات الاستغاثة في مدينة سيغوانغ التي اجتاحتها الكارثة، كانت محطة المترو.”
هذا يعني أن فرصة الأمان أعلى نسبيًا من الخارج.
لم يُذكر تحديدًا أنها محطة سيغوانغ، لكنها أفضل على الأقل من الوقوع فجأة في قلب كارثة مدمرة مع الناس.
‘على الأرجح لن يكون الأمر كذلك، ولكن…’
آه.
عندما تذكرت الويكي، جف حلقي. حتى الجوع والعطش عادا من جديد.
“إذن…”
لحظة.
“أيها العميل؟”
“حسنًا.”
العميل تشوي الذي يتنهد، كان يحاول بهدوء فتح باب الشاشة.
“أيها العميل؟”
“سألقي نظرة سريعة وأعود.”
“آه. هل نتحقق من الجانب الآخر؟”
“لحظة، انتظروا قليلًا من فضلكم.”
أرجوكم، كلاكما!
“لقد قلت لكم إن هذه المدينة بأكملها دمرت بالكامل وأُغلقت بسبب كارثة مدمرة!”
اقتربت مسرعًا وأوقفتهما.
“من الواضح أن الناس فروا إلى هنا، ولن يكون من الآمن الذهاب إلى الأماكن المنهارة جزئيًا…فقد تكون متصلة بالخارج.”
ربما كانت فكرة العميل تشوي ونائبة القائد لي سونغ-هاي كالتالي.
‘على أي حال، إذا لم يكن لدينا معلومات، فلا بد من القيام بشيء.’
لكن…
“وإذا لزم الأمر…سأذهب أنا. فأنا أعرف هذا المكان أفضل…”
“عنب.”
مد العميل تشوي يده. ثم…
تاااااك.
ضربني بإصبعه على جبيني.
“……….!”
آغغ!
“هل تعتقد يا عنب أنني أريد الانتحار؟ بالطبع كنت أنوي التحقق بحذر والعودة.”
بدا العميل تشوي غاضبًا جدًا رغم ابتسامته…
لكنه أخذ نفسًا عميقًا وفي النهاية تحول إلى هدوء.
“أنت أيضًا، لا تتصرف باندفاع هنا. من فضلك.”
“…………”
“وأنت أيضًا، جاي-غوان!”
“بصراحة، أيها العميل، أنت تتصرف باندفاع أكثر مني ومن العميل برونزي…”
“آها.”
هييك.
تراجعت بسرعة متجنبًا ضربة أخرى من العميل تشوي.
نظرت إلى العميل برونزي بحثًا عن التعاطف، لكنه نظر إليّ بعينين تقول “لدي أيضا الكثير لأقوله حقًا”.
“…………”
“أود أن نتحدث قليلًا بمجرد أن ننتقل إلى مكان آمن.”
أنقذوني.
حبست تنهيدة وفركت جبيني.
…كان هذا الشعور بالألم غريبًا بعد وقت طويل.
“إذن، بما أن الجميع من ذوي الخبرة، دعونا نتحقق من حالة كل واحد منا، ثم نتحرك معًا؟”
“نعم، نعم.”
على أي حال، قررنا جمع كل ما نحتاجه وتفحص كل ما يلزم في هذا الرصيف “الذي يبدو هادئًا نسبيًا”، ثم الانتقال إلى السلالم.
وعندما كان كل منا يفحص جسده…
“أيها الموظف!”
نادتني رئيسة القسم، لا، بل نائبة القائد لي سونغ-هاي.
ولكن…
“الموظف…؟”
“آه، هل أناديك برئيس القسم نورو؟”
“آه. لا. نورو يكفي.”
“إذن أنا أيضًا لا بأس معي بمناداتي دلفين بدلًا من نائبة القائد، يا سيد نورو!”
ابتسمت نائبة القائد لي سونغ-هاي وأخرجت من جيبها ملصقات نجوم مضيئة صغيرة، وزجاجة فيتامين فوارة، وما بدا أنه مشط ذي ذيل لتمشيط الشعر، وتحققت منها بسرعة.
“هممم. بعض معداتي وأغراضي لا تعمل.”
“هنا أيضًا. يبدو أن كل أنواع المعدات التي تستمد قوتها من مكان آخر لا تعمل.”
“أوه، استنتاج جيد يا نائبة القائد!”
الجميع تحققوا من معداتهم بجدية.
ثم…
“هل لديك معدات يا سيد نورو؟”
“……..…”
لا.
أنا فقير…
“معداتي…”
لقد سلمتهم جميعًا لقائد الفريق لي جا-هيون ليتولى أمرهم، لذلك ربما ما تبقى هو…
[أوه. لديك بضاعتي يا صديقي!]
نعم.
‘هذا موجود.’
رغم انه تقليد وليس الصديق الجيد. آه.
[فقط ضعها في جيبك الأمامي. أوه، ممتاز.]
أخرجت دمية الأرنب بعناية ووضعتها في جيب البدلة الأمامي مرة أخرى بناءً على طلب براون.
لا أعرف لماذا، لكن نائبة القائد لي سونغ-هاي رفعت إبهامها نحوي. هممم. شكرًا لك…
‘أتمنى أن يكون قائد الفريق لي جا-هيون بخير.’
الآن بعد أن عدت إلى هيئة إنسان، ربما أصبح التسوق الشخصي كعميل VIP في مركز التسوق الفضائي ممكنًا مرة أخرى.
لأنني سأتمكن من استخدام “خلية الـVIP” التي زرعتها تحت لساني.
‘أو ربما، هذا النوع من الأشياء التي تستمد قوتها من مكان آخر لن يعمل أيضًا…’
على أي حال، بما أننا وقعنا في كارثة من فئة الإبادة مع خمسة أشخاص بلا أي حماية، فلن أتمكن من إستخدماها، فلنؤجل الأمر الآن.
حبست تنهيدة وتابعت تفتيش جيوبي بشكل تلقائي كما يفعل الآخرون…
‘…أوه؟’
كان هناك هاتف ذكي.
“……….!!”
أخرجته بسرعة. مستطيل أسود مع مقبض هاتف لإمساكه.
إنه نفس الهاتف الذي كنت أحمله عندما كنت أعمل في أحلام اليقظة.
‘ما هذا؟’
شغلت الهاتف الذكي على عجل، وبشكل مدهش اشتغل.
بالطبع، لا توجد إشارة، وشبكة الواي فاي معطلة. ولكن…
أهم شيء قد ظهر.
سجلات استكشاف الظلام.
تمكنت من قراءة صفحة الويكي، كما في السابق.
“……..…”
“آه، الشبكة لا تعمل في الهاتف!”
“…نعم. بالتأكيد.”
كاد قلبي يتوقف.
أجبت نائبة القائد لي سونغ-هاي بأقصى قدر ممكن من الهدوء كي أبدو طبيعيًا، وبينما كنت على وشك إطفاء شاشة الهاتف الذكي…أدركت شيئًا.
‘هل هم لا يستطيعون رؤيته؟’
“نائبة القائد، هل يمكنك قراءة هذه الصفحة من فضلك؟”
ترددت، ثم وضعت الصفحة التي تحمل جملة “سجلات استكشاف الظلام” فقط أمام نائبة القائد لي سونغ-هاي بحذر.
لكنها أمالت رأسها.
“لا يوجد شيء لقراءته؟ آه، لدي انطباع. الخلفية الافتراضية مملة بعض الشيء!”
“…شكرًا لك.”
لا يمكنها رؤيته.
‘هل أنا الوحيد الذي يستطيع القراءة؟’
كان نبض قلبي قويًا لدرجة أنه آلم أذني.
‘لا أعرف السبب، لكن هذا يجعل التحقق أسهل بكثير.’
حافظت على هدوئي بصعوبة، وتظاهرت أنني أتحقق من الهاتف الذكي مرة أخرى.
ثم أدركت شيئًا مختلفًا.
شكل مقبض الهاتف مختلف.
‘الشقوق اختفت.’
هل أُُصلح أخيرًا؟
بالإضافة إلى ذلك، كان مركز مقبض الهاتف الذي كانت فيه علامة “X” قد لون باللون الأحمر بدلًا من الذهبي…
“……….؟”
ما هذا؟
لم أستطع تفسير معنى ذلك. ولم أعرف أين كان هذا الهاتف الذكي المزود بمقبض الهاتف طوال هذه المدة…
[هل أنت حقًا لا تعرف يا سيد نورو؟]
[دعنا نخمّن قليلًا. مكان مجهول لا يعرفه صديقي، لكنه دائمًا معك…]
“……..…”
آه.
‘هل من الممكن..؟’
إرتسم تخمين مخيف جدًا في ذهني…
داخل جسدي.
…مقبض الهاتف كان قد غاص في جسدي الذائب، متجمعّا مع الزي الرسمي. كنت طوال هذه المدة مرتبطًا مع مقبض الهاتف هذا…
‘إذن.’
قدرة التعديل الغريبة التي كنت أستطيع استخدامها، تلك القدرة…
‘هل نشأت…من هنا؟’
صدمة أصابت رأسي أشعرتني بالدوار، مع خوف من احتمال ذوبان جسدي مرة أخرى، وبينما رأسي كان يحاول تذكر حالتي السابقة…
زيييز.
“………!”
اهتز الهاتف الذكي.
تحررت من أفكاري بصعوبة، وشغلت الهاتف الذكي تلقائيًا.
وهناك…
أضيفت صفحة جديدة.
(1) خريطة خط مترو سيغوانغ.
ظهر إشعار في ويكي “سجلات استكشاف الظلام” يقول أن صفحة جديدة أضيفت.
بالطبع، إنها صفحة مألوفة. لكن…
‘هذا مستحيل.’
فالويكي كان يعتمد على ذكرياتي، لذا لم يكن ينبغي لشيء كهذا أن يظهر.
مع دهشتي، حركت يدي وضغطت.
خريطة خط مترو سيغوانغ.
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
“……….…”
شعرت بشعور غريب.
‘هل هذه…قدرة جديدة لمقبض الهاتف المصلح حديثًا؟’
خلال الأشهر الستة التي عملت فيها كموظف في القسم الخاص بعد أن ذاب جسدي، كيف اكتمل مقبض الهاتف هذا؟
“إذا انتهى الجميع من الفحص، فلنواصل السير.”
“نعم!”
تركت الصفحة غير المسجلة كما هي، وبدأت بالتحرك مع الآخرين.
‘علي أن أكون حذرًا.’
من الرائع حقًا أن أعود إلى هيئة إنسان، لكن لا يمكنني أن أتجنب الشعور بالأسف على القدرات التي استخدمها في ذلك الوقت، فهذه هي طبيعة الإنسان…
تصرف الخمسة، كونهم محترفين، دون إصدار أصوات أو القيام بأي حركات مفاجئة، وصعدوا سلالم الرصيف ببطء وهم يتحققون من كل زاوية حولهم.
طق، طق.
لم يسمع سوى الاهتزاز الهادئ لخطواتهم.
وعندما بدأت نهاية الدرج تظهر…
إنكشفت غابة أمامنا.
“……….!!”
كانت هناك غابة ضخمة يلفها الضباب تحت إضاءة قاتمة.
هياكل محطة المترو؛ صنبور إطفاء الحرائق، أرضية خاصة للمكفوفين، السلم الكهربائي، لافتات المعلومات، مرايا، والسقف المضاء، كانت لا تزال في مكانها، لكنها بدت كبيرة بشكل غريب ومتكررة كالمتاهة.
وتسللت الأشجار والتربة والضباب لسد الفراغات…
كان الجو كئيبًا، والرؤية شبه معدومة بسبب الضباب.
“…………”
“…انتظروا لحظة.”
عبس العميل تشوي بعد أن استنشق بعض الضباب.
“لا يبدو أنه سام في الوقت الحالي، لكن للحذر، دعونا نغطي أنفاسنا. إذا ظهر أي شيء غير طبيعي، سنعود فورًا إلى الرصيف.”
“نعم.”
“أعتقد أنه من الأفضل أن نبدأ بالتحقق من لوحات الإعلانات وما شابه. فكارثة خارقة للطبيعة ذات نطاق معين غالبًا ما تكون قصة رعب تحكمها قواعد محددة.”
“جيد. إذن، من يرغب في التطوع كفريق استطلاع؟…لا، الجميع متحمسون حقًا. كلكم تستحقون التوظيف، حقًا.”
هذا ما يحدث عندما يتحرك المحترفون الذين يمتلكون جميع المعدات الدفاعية معًا.
في النهاية، بدأ الجميع في التحرك معًا بحثًا عن لوحة إعلانات.
دخلنا بين الأشجار.
حفيف.
دسنا على الأوراق الجافة تحت أقدامنا، فأصدرت صوتًا جافًا. بدا وكأننا أيقظنا صوتًا كئيبًا من مكان ما…
وسرعان ما وجدنا لوحة كبيرة، رغم أنها لم تكن لوحة إعلانات.
“آه.”
كانت لوحة اسم محطة، محاطة بالنباتات المتسلقة والأشجار على الحائط.
كانت مشابهة لتلك التي رأيناها في الرصيف، لكن كان هناك اختلاف.
“الإعلان يظهر أيضًا.”
“إعلان؟”
“نعم، نعم. كما تعلمون، هناك لوحات لأسماء محطات المترو التي تُباع، حيث تُعرض أسماء المستشفيات أو الشركات بجانب اسم المحطة الحقيقي، تبيعها شركة المترو لتحقيق الربح.”
هذا صحيح.
غالبا ما تهيمن الإشارات التي تهدف إلى تأثير إعلاني.
لكن اسم المحطة المعروض هنا هو…
____________
شركة سيغوانغ للنقل.
محطة سيغوانغ (مسار غابة الموت).
____________
“…………”
“…………”
لا بد أن الجميع أدركوا على الفور.
أن هذا ليس “اسم محطة إعلاني” طبيعي أبدًا.
في تلك اللحظة.
زييييز.
“……….!”
نظرت بسرعة الى الهاتف الذكي، ورأيت…
تم تحديث الويكي.
خريطة خط مترو سيغوانغ.
– محطة سيغوانغ (مسار غابة الموت).
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
– (غير مسجل)
‘محطة سيغوانغ.’
ضغطت عليها دون أن أتنفس.
محطة سيغوانغ (مسار غابة الموت).
محطة مترو أنفاق في مدينة سيغوانغ تُعرف بغابة أشجار المشنوقين.
في يوم الكارثة، قُدر عدد الأشخاص الذين لجأوا إلى هذه المحطة بسبعة آلاف شخص، فأصبحت نقطة تجمع للناجين.
‘غابة أشجار المشنوقين…؟’
في اللحظة التي قرأت فيها ذلك.
تااااك. شعرت بشيء يلامس رأسي.
“…………”
رفعت رأسي.
لقد حاولت تجنب ملامسة الأشجار أثناء الحركة، لكن انتباهي تشتت وأنا أنظر إلى الهاتف الذكي، حينها مال جسدي قليلًا ولامس ما ظننت أنه شجرة.
لكن…
ببطء، ببطء، نظرت مرة أخرى إلى الشكل الذي لامسني والذي ظننت أنه شجرة…
كانت أقدام إنسان.
“…………”
“عنب…لحظة.”
“أوه، هناك جثة هنا. فوق رأسك يا سيد نورو.”
أدركت حينها.
لم تكن هناك أشجار رفيعة وأشجار سميكة متناوبة بكثافة.
هوية الأشجار الرفيعة…
كانت هناك جثة مشنوقة على غصن سميك لكل شجرة، وكانت تتأرجح بجسدها النحيل…
“كلها جثث.”
“يبدو أنهم مشنوقون.”
ثم أدركت على الفور.
أن عودتي إلى هيئة إنسان تعني أنني سأشعر بالرعب من رؤية الأشياء المخيفة مجددًا.
لقد عدت لكوني جبانًا مرة أخرى…
‘لقد انتهى أمري.’
“هل نتحقق من محيطنا أيضًا؟”
“هذا جيد. نورو، انظر إلى ما فوق رأسك. أوه، إنه حاف القدمين.”
“…نعم.”
آآآآآه!
انتهى الفصل مئتان وأربعة وأربعون.
************************************************************************
~ جباننا عااااد 🤣🤣 (آآآآآه!) معبرة جدا واشتقنا لكلمة جبان واشتقنا لجملة لقد انتهى أمري 🥹 يلا السيطرة تحت الأمور 🙃 تتذكرون لما قلت لكم علامة X بمقبض الهاتف لونها بالأصل ذهبي بس في الغلاف لونها أحمر، الحين عرفنا السبب، الغلاف ما كان يدل على بداية الرواية، كان يدل على أحداث قادمة، وعرفنا أن مقبض الهاتف كان في جسد البطل المشوه وممكن هو سبب قدرة البطل على تعديل سجلات الاستكشاف، وفور ما استيقظ لا شعوريًا يبحث عن براون 😞 بس عشان تفهموا حاليا الدمية الموجودة عنده مجرد دمية مقلدة مو الحقيقية، فلما سول تمنى أمنيته الدمية الصديق الجيد ما انتقلت معه يعني هي بمكان ثاني والدمية الجديدة مجرد تمويه اما صوت براون موجود داخل سول ممكن في عقله، وضربة تشوي لجبهة سول 🤣 وبرونزي كان رح يصفع وجهه لما شاف سول ما صدق عينه 😭 لا لا و الويكي اللي تحدثت فيه صفحة جديدة!!؟ كل شي معقد، والحين دخلوا غابة فيها مشنوقين…..فوبيا الشنق اخخ للآن ما تخطيت ظلام الرجل المشنوق وإيون ها-جي…وتتذكرون اللي بقرية جيسان بعد شنقوا نفسهم إحتمال الأمر مترابط.
(ضفت صورة بنهاية الفصل السابق)
★فان ارت.
~العميل برونزي الذي حاول أن يصفع خده عندما رآني، فأوقفته بسرعة 😭
~ضربني بإصبعه على جبيني.
~هل تعتقد يا عنب أنني أريد الانتحار؟ بالطبع كنت أنوي التحقق بحذر والعودة.
~نظرت إلى العميل برونزي بحثًا عن التعاطف،
~لكنه نظر إليّ بعينين تقول “لدي أيضا الكثير لأقوله حقًا”.
~أنا فقير…
~لا أعرف لماذا، لكن نائبة القائد لي سونغ-هاي رفعت إبهامها نحوي.
~
~
❀تفاعلوا❀
ترجمة: روي.
حسابي في الانستا لأي تساؤلات: jihane.artist